أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - صفحات من وجع النكبة















المزيد.....

صفحات من وجع النكبة


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 2984 - 2010 / 4 / 23 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في يوم الثالث عشر من ايار سنة 1948 ،اعلن الناطق باسم الوكالة اليهودية ان الخطط اصبحت جاهزة لاعلان الدولة اليهودية ، وقد ارسل الدكتور حاييم وايزمن في اليوم نفسه رسالة الى الرئيس الامريكي ترومان يرجوه الاعتراف بالدولة التي سيعلن اليهود قيامها بعد يومين .
وفي يوم الرابع عشر من ايار سنة 1948 اذاع ملك الاردن عبد الله بيانا قال فيه . ( لقد انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين ، وزال بزواله وعد بلفور ، لذلك نعلن بهذا انه لا وجود لاي ادعاء استقلالي للطائفة اليهودية في فلسطين .
هذا هو الحال في فلسطين عشية قيام الوكالة اليهودية بالاعلان عن قيام دولة اسرائيل دولة مستقلة لليهود في الخامس عشر من شهر ايار سنة 1948 ، صدر هذا الاعلان رغم لاءات الملك عبدالله الثلاثة – لا لقرار التقسيم ، لا لوعد بلفور ، ولا لدولة مستقلة لليهود ، لم تهز لاءات الملك شعرة واحدة في جسم القادة اليهود ، لانهم كانوا يقابلونه كل اسبوع على الاقل في منطقة الشونة في وادي الاردن .
كانوا يعرفون ان تصريحاته ماهي الا الرغوة والغبار الذي يحاول التستر وراءه امام الشعوب العربية ، ويعرفون اكثر ماذا يدور في العواصم العربية وما هي قدرات وطبيعة جيوش دول الجامعة العربية ، ويعرفون حقيقة الخلافات بين قادة العرب وعمق خضوعهم للهيمنة البريطانية ، كانوا على ثقة ان الدول العظمى في ذلك الوقت وهي امريكا و الاتحاد السوفياتي وفرنسا وبريطانيا سوف يعترفون بقيام دولة اليهود بمجرد ان يعلن عن قيامها ، لانهم وافقوا على قرار التقسيم دون تردد باستثناء بريطانيا التي امتنعت مؤقتاً هذا ما حصل ، فقد اعلن عن الاستقلال وبدا اليهود بتحقيقه ميدانيا خلال المواجهات العسكرية بين المنظمات العسكرية اليهودية وبين المقاتلين العرب من نظاميين ومتطوعين .
ما يميز هذه المواجهات عدم وجود قيادة عسكرية عربية واحدة ، ولم يكن هناك خططاً وبرامج محددة ومدروسة ، اما بالنسبة لعدد القوى المتحاربة، فقد كان عدد المحاربين اليهود ضعف ما اعدته جميع الدول العربية في ذلك الوقت من مقاتلين ، فقد بلغ عدد المقاتلين اليهود بعد الاعلان عن قيام الدولة حوالي 60 الف مقاتل في حين فان عدد المقاتلين العرب لم يتجاوز الاربعين الفاً نصفهم غير مدربين .
لم تقاتل هذه الجيوش سوى بضعة اشهر متقطعة ، كانت نهايتها وبالا ً على الشعب الفلسطيني ، لان هذه الجيوش قامت بتسليم ما عجز اليهود عن احتلاله من ايدي الفلسطينين ، خاصة في النقب واللد والرملة والمثلث والعديد من قرى الساحل .
بدات الجيوش العربية تهرب من الميدان ، تحت غطاء ما سمي بالتوقيع على اتفاقيات للهدنة ، مع انها اتفاقيات الاعتراف بالهزيمة ، الدولة العربية الاولى التي هربت كانت مصر النظام البائد ، وقد تم هذا يوم 24 /2/ 1949 ، بعد مصر سارع لبنان الى اكمال المؤمراة فوقع على اتفاقية الهدنة يوم 24 / 3 / 1949 ، لم يتاخر الاردن هو الآخر عن الهروب ووقع الاتفاقية يو 2 / 4 / 1949 ثم تبعتهم سوريا ووقعت على الاتفاقية يوم 20 /7/1949 ، اما العراق فلم يوقع لعدم وجود حدود مشتركة مع اسرائيل .
لقد سبق التوقيع على اتفاقيات الاستسلام هذه تشريد حوالي مليون مواطن فلسطيني من وطنه بعد تدمير ما يقارب الخمسمائة قرية .
من اكثر حالات التواطؤ الماً وحرقة ما حدث مع الجانب الاردني اثناء المفاوضات للتوقيع على الهدنة ،فقد اصر الضباط الاردنيون المفاوضون على موقفهم الرافض بتسليم المثلث الصغير لاسرائيل ، حينها تدخل الملك عبدالله وامر وفده بالموافقة قائلاً لهم : ( هل تخافون المسؤولية وانتم معي ، انا والله مستعد لتحمل كل شيء وخلي الناس يقولون اني بعتها ) .
ورد في الاتفاق الخاص بتسليم المثلث ، يتم تسليم المنطقة الواقعة غرب الطريق الممتدة من باقة الغربية – جلجولية – كفر قاسم – بعد خمسة اسابيع من توقيع اتفاقية الهدنة في جزيرة رودس ، وخلال سبعة اسابيع يتم تسليم منطقة وادي عارة ، اما بقية المناطق فيتم تسليمها خلال خمسة عشر اسبوعاً من تاريخ توقيع الهدنة .
ورد في الاتفاق ايضاً التزام اسرائيل بتعويض الاردن بتكاليف بناء طرق بدلاً من طريق وادي عارة بعد ان سيطرت اسرائيل عليه ، اهم ما ورد في هذا الاتفاق انه لا يجوز دخول قوات يهودية نظامية الى هذه المنطقة ، بل يجب الاكتفاء بعناصر من الشرطة المحلية تكون تحت اشراف دولي .
لكن اسرائيل داست فوق هذا البند واحتلت المنطقة المذكورة احتلالاً عسكرياً .
اما ميدانياً فكانت الخيانة والتواطؤ مكشوفة على الجبهة الاردنية اكثر من كل الجبهات الاخرى ، وقد امتدت هذه الجبهة من النقب جنوباً الى وادي اليرموك شمالاً ، ادى هذا التواطؤ الى كسر ظهر الجيش العراقي وشل تحركات جيش الانقاذ .
كانت اهم الاحداث التي عرفت ميدانياً كما اعترف اللواء على ابو نوار قائد الجيش الاردني السابق ، والتي ساعدت اليهود على احتلال مساحات من الارض الفلسطينية في مقدمة هذا التواطؤ :
1 – الانسحاب من مدينتي اللد والرملة غير المبرر ، وانسحاب القوات العراقية من مواقعها في راس العين ، ومنع قوات عراقية التقدم باتجاه مدينة نتانيا بعد ان وصلت الى مفرق طريق ( بيت ليد ) .
2 – منع الجيش العراقي الاستيلاء على كيبوتس غيشر في غور الاردن ، بعد ان اصدر الجنرال غلوب البريطاني الذي كان يقود الجيش الاردني ، اصدر امراً للقوات العراقيةبالانسحاب من المنطقة دون توفير الاسباب .
3- تواطؤ القائد الاردني ساري الفنيش مع العصابات الصهيونية اثناء حصارها لمدينة صفد مما ادى الى سقوط المدينة بايدي اليهود .
4- تدخل الجيش الاردني لانقاذ الكثيرين من اليهود عندما حوصروا في معمل تكرير البترول في حيفا .
5- كان الاردن السبب في وقوع ماساة النقب ، فقد حدث ان خلال فترة المفاوضات بين الاردن واسرائيل كانت لا تزال القوات الاردنية تسيطر على مساحات شاسعة من النقب ، وتسد الطريق المؤدية الى ام الرشراش ( ايلات اليوم ) فقد صدرت الاوامر من الجنرال غلوب الى القائد الاردني في المنطقة بالانسحاب الى العقبة ، مما فتح الطريق امام العصابات الصهيونية الى التقدم بدون قتال نحو ميناء ام الرشراش واحتلاله ، وبذلك اتموا سيطرتهم على النقب باكمله .
هذه بضع صفحات من دفاتر النكبة، تكشف كيف تمت الهزيمة بدون قتال والوطن الذي اصبح سليبا والمواطن الذي اصبح لاجئا والقرى المدن التي
اصبحت خرابا .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصمت العربي يغذي غدد الاستيطان
- عبد الرحيم عراقي ما زال في الذاكرة
- ضرب الحبيب زبيب
- يا ريت ما رجعوا من تونس
- هابي بيرث دي فؤاد
- هل يدخل المجلس الاسلامي الأعلى أنفاق السياسة؟
- ماذا فعل سلام فياض في مدينة هرتسل


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - صفحات من وجع النكبة