أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - القمم العربية تجتر فشلها














المزيد.....

القمم العربية تجتر فشلها


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3050 - 2010 / 7 / 1 - 18:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لم يشبع الرئيس الليبي معمر ألقذافي كغيره من القادة العرب من حضور مهرجانات ومؤتمرات القمم العربية والإفريقية ، سوءاً عقدت داخل بلاده أو خارج جماهيريته العظمى .

جميع الدلائل تشير انه أي ألقذافي أصبح مدمناً على مثل هذه اللقاءات بطقوسها وزي الأبهة والعظمة التي تكسوها ، في عام 2009 عقد مؤتمر القمة الإفريقي الأخير في العاصمة الليبية ، وقد خلع ألقذافي على نفسه وبعده لقب ( شاهٍ شاه أفريقيا ) مع أن هذا المؤتمر خيب آماله ولم يوافق على مشاريعه الخيالية وفي مقدمتها إقامة حكومة مشتركة للدول الإفريقية .

وبعد اقل من سنة من هذا المهرجان الإفريقي وتحيداً في السابع والعشرين من شهر آذار من العام الجاري، عقد مؤتمراً للقمة العربية في مدينة سرت الصحراوية الليبية ، حاول ألقذافي نفخ وقائعه لكنه نفس كالبالون ولم يختلف عن المؤتمرات التي سبقته ، فقد مثل موقف وسياسة الولايات المتحدة داخله أكثر من زعيم عربي واحد أو من ينوب عنه .

بقيت جدران الخلافات التي تفصل بين مواقف الأنظمة العربية قائمة ، خاصة فيما يتعلق الموقف من إيران والمقاومة والتطبيع مع إسرائيل وهيكلية الجامعة العربية التي نخرها السوس ، الشيء الجديد الذي كان في هذا المؤتمر تحوله إلى ( لجام ) منع ألقذافي فتح أرشيف النقد اللاذع بأسلوب هزلي لسياسة العديد من الأنظمة العربية وفي مقدمتها السعودية ، والسبب يعود إلى كون ألقذافي هو المضيف وان هذه الضيافة روضته ومنعته من جلد من يستحقونه .

قبل أن يمضي نصف عام على اختتام المؤتمر المذكور عقد في مطلع هذا الأسبوع مؤتمراً مصغراً للقمة العربية أيضاً في ليبيا حضرته خمس دول عربية من بينها العراق ومصر وبمشاركة الأمين العام للجامعة العربية ، يشير البيان الختامي لهذا المؤتمر أن لا جديد تحت شمس اللقاء وان الخلافات على حالها ، خاصة فيما يتعلق بتطوير الجامعة العربية وإعادة نظامها ، كما بقيت الخلافات على حالها أيضاً بالنسبة للموقف من إيران والمقاومة ووقف التطبيع مع إسرائيل رغم جريمتها ضد سفن أسطول الحرية .

أكثر ما لفت نظر وسائل الإعلام في هذا المؤتمر ( القزم ) هو العناق الحار بين رئيس العراق – جلال طالباني – مع ألقذافي ، هذا الرئيس غير الشرعي الذي دنس شرف العراق بمساعدة الاحتلال الأمريكي البريطاني ، لقد كان ولا يزال إحدى راسي أفعى التآمر الكردي الانفصالي على عروبة العراق ( رأس الأفعى الثاني مسعود البرزاني ) ، الاعتراف بشرعية هذا الرئيس المزيف يعني الاعتراف باحتلال العراق ، والتآمر على حركة التحرر والمقاومة العراقية .

كل يوم تتحدث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن عمق وطبيعة وتاريخ التعاون بين الأمن الإسرائيلي وبين الانفصاليين من الأكراد برئاسة البرزاني والطالباني ، ما يسعى إليه هؤلاء اليوم بالتعاون مع رموز الانشقاق الطائفية في العراق هو تحويل هذا البلد إلى دولة هامشية مرتبطة بالعجلة الأمريكية ، كما يبذلون قصارى جهودهم بتقسيم العراق إلى دويلات طائفية وعرقية .

السؤال كيف يمكن للقذافي ان ينسى دور الطالباني في تدمير العراق إن هذا الموقف لا يختلف عن مواقف النظام المصري والسعودي والخليجي التي تآمرت جميعها على العراق .

كنا نعول على الزعيم الليبي وندعم مواقفه خلال مؤتمرات القمة العربية السابقة ، رغم مزاجيته وعدم الاستمرارية فيها ، هناك ضوءاً ينبعث في نهاية النفق العربي المظلم ، مصدره ليبيا يصل إلينا عبر اثبر إعلامها وقنواتها الفضائية ، هذا الضوء يحمل معه رائحة ورياح الثورة الناصرية ، ولكن ازدواجية مواقف هذا الرئيس تشوه مسيرته وأبعدته عن محور الثورة الأم التي قادها عبد الناصر، فإذا كان ما نشرته صحيفة – الديلي ميل البريطانية – صحيحاً فهذه هي الطامة الكبرى ، لقد ادعت الصحيفة المذكورة أن نجل ألقذافي سيف الإسلام قد اعترف من خلال مقابلة معه أن والده قام بتعين قاتل أطفال العراق – توني بلير – مستشاراً له ، وشدد ألقذافي الابن في هذه المقابلة أن بلير صديقاً شخصياً للعائلة وانه زار ليبيا مراراً بعد تنحيته من رئاسة الوزارة في بريطانيا .

ألقذافي يتبع سياسة المدارة والنفاق خاصة مع نظام مبارك الذي سبب السقم في جسم الأمة العربية .

كل المعطيات تؤكد أن الرئيس الليبي قد نسي ما قام به أصدقائه اليوم من القادة العرب عندما شاركوا في الحصار الجوي الذي فرضته الدول الغربية على ليبيا سنة 2002 ، حينها تمردت الدول الإفريقية على هذا الحصار ، فأصر زعماؤها على القدوم إلى العاصمة الليبية ، جواً ، أما مبارك فقد كان وفياً لمواقف الدول المحاصرة ورفض زيارة الجماهيرية جواً وجاءها ذليلاً عن طريق البر .

لن يصلح حال الأمة العربية المأساوي من جهل وفقر وعبودية أية مؤتمر عربي سوءاً كان مكبراً أو مصغراً ، سنوياً أو أسبوعياً ، إن داء العرب حكامهم الأعاجم في ضمائرهم وقلوبهم ، لقد أصبحت هذه اللقاءات هامشية لتنفيس الغضب الشعبي وفرش الموائد للبريق الإعلامي وبعد ذلك يرجع كل رئيس إلى مسيرته التي بدا طريقه بها والدليل على ذلك أن السياسات العربية لم تتغير منذ رحيل الرئيس الخالد جمال عبد الناصر.

التغيير لن يخرج من جيوب ونفوس وقصور هؤلاء الحكام بل تصنعه إرادة الأجيال الشابة في المصانع والجامعات والساحات والعشوائيات والمزارع والمنفى، هذه الأجيال بحاجة إلى سماع الصوت من جديد الذي نادى في يوم من الأيام (ارفع رأسك يا أخي لقد ولى عصر الظلم والهوان) انه صوت خالد الذكر جمال عبد الناصر.



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا في النكبة سواءُ
- انا مًقاطع
- العودة للمفاوضات كالنفخ في قربه مثقوبة
- تغريبة عرب اسرائيل
- صفحات من وجع النكبة
- الصمت العربي يغذي غدد الاستيطان
- عبد الرحيم عراقي ما زال في الذاكرة
- ضرب الحبيب زبيب
- يا ريت ما رجعوا من تونس
- هابي بيرث دي فؤاد
- هل يدخل المجلس الاسلامي الأعلى أنفاق السياسة؟
- ماذا فعل سلام فياض في مدينة هرتسل


المزيد.....




- -انتهاكات سافرة-.. السعودية وقطر تدينان الغارة الإسرائيلية ق ...
- الدروز.. قصف إسرائيلي لمحيط القصر الرئاسي السوري وتهديد بعدم ...
- هل ستبني أمريكا قاعدة عسكرية في تيران وصنافير؟
- الجزائر تلجأ للقرعة لحصول الناس على الكباش الرومانية بسبب ال ...
- بعد صفقة المعادن... ترامب يسمح بتزويد أوكرانيا بمعدات دفاعي ...
- لبنان يوجه رسالة إلى حماس: لا تحولوا أراضينا لمنصة لزعزعة ال ...
- أحداث العنف حيال الدروز في سوريا: برلين تدعو لضبط النفس ودمش ...
- سوريا.. محافظ السويداء يعلق على وضع المحافظة بعد يوم من التو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مجددا عن إجلاء عدد من الدروز بعد إصابت ...
- 100 يوم على العمليات الإسرائيلية في جنين


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - القمم العربية تجتر فشلها