أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - دعوة لتأسيس مركز علمي لمناهضة الارهاب














المزيد.....

دعوة لتأسيس مركز علمي لمناهضة الارهاب


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3223 - 2010 / 12 / 22 - 19:33
المحور: المجتمع المدني
    


عقد في القاهرة قبل أيام أكبر مؤتمر عربي لعلم النفس حضره أخصائيون نفسيون من مختلف البلدان العربية نوقشت فيه، عبر ندوات وموائد مستديرة وبحوث منتقاة، مختلف الظواهر الاجتماعية والنفسية والسياسية في المجتمعات العربية بينها محور العنف والارهاب.وقد عرضنا في المؤتمر بحثا بعنوان (الشخصية الارهابية وأسباب الارهاب من وجهة نظر الأكاديميين والسياسيين والصحافيين ورجال الدين والمدانين بجرائم الارهاب في العراق) الذي يعدّ أول دراسة علمية على الصعيدين المحلي والعربي ، والعالمي ايضا، تلتقي بـ (300) ارهابي من جنسيات عراقية وعربية وأجنبية في السجون العراقية، وتطبق عليهم أدوات بحث علمية تستهدف تحليل شخصياتهم والأسباب التي دفعتهم لارتكاب جرائم قتل بشعة.
وبعيدا عن التفاصيل فان ما يجري هو أننا نكافح الارهاب عن طريق العنف،فيما أثبتت مجريات الأحداث أن البندقية لوحدها غير قادرة على ايقاف خطر الارهاب.ذلك لأن الارهاب هو في الأصل أفكار تتشكل لتكوّن معتقدا يتجسد في سلوك.
واللافت،إن الانتحاريين من الإرهابيين مخلصون تماما لمعتقداتهم . فلا يوجد اكثر إخلاصا للمعتقد من أن يضحّي الفرد بحياته، مع أنه هدف خيالي نسجه معتقد يراه الآخرون وهميا أو باطلا . وهذا يعني أن الخلل ليس في الارهابي بحد ذاته ، إنما في طبيعة معتقده.
والسؤال الذي يشكّل تحديا لنا هو :
كيف تشكّل هذا المعتقد الى الدرجة التي لا يفني الفرد فيها وجوده فقط، إنما يفني معه أرواحا بريئة من أبناء قومه يستهدفهم عن قصد، ولا يعدّ فعله هذا جريمة، بالرغم من أنه يعلم بأن من قتل نفسا بريئة كأنما قتل الناس أجمعين ؟!
إننا نفهم انه توجد في داخل أي إنسان " منظومة قيم" هي التي تحرك سلوكه وتوجهه نحو أهداف محددة . وان اختلاف الناس : ( رجل الدين عن رجل السياسة عن الفنان عن المنحرف عن الإرهابي..) إنما يعود إلى أن شبكة المنظومة القيمية والثقافية الناجمة عنها، تكون مختلفة لديهم نوعيا وكميا وتراتبيا وتفاعليا .
والمتفحص للمنظومات القيمية (محركات السلوك ومحددات أهدافه) لدى الإرهابيين ، يخرج بنتيجة أنها نتاج لأربعة مصادر: الأسرة، المدرسة، السلطة، والجامع ، ومصدر آخر خارجي استفزازي عدواني تحريضي قادح لزناد الإرهاب هو "أمريكا".
والمفارقة أن عامة العرب رسمت صورة عن السلطة العربية مشابهة لصورة أحمد عبد الجواد ( سي السيد في ثلاثية نجيب محفوظ ) الذي يحلّ لنفسه اللهو الحرام، ويحرّم على أهل بيته اللهو الحلال . فنشأت حالة من "اغتراب" الفرد العربي عن سلطته، نجم عنها فقدان المعنى أو الهدف من الحياة، فصار معظم الشباب العربي موزعا بين القديم والحديث، سواء نزع قسم منهم إلى السلفية، أو اتجه آخر إلى تقليد الغرب، فكلا الحالين يمثل الاغتراب عن السلطة والمجتمع والذات .
ومحنة نفسية ثقافية وقيمية أخرى يعيشها الشاب العربي(ومعظم المدانين من الثلاثمائة كانوا من فئة الشباب)، هي أنه يملك تاريخا مجيدا ويحمل في الوقت نفسه صورة سلبية عن ذاته . وبين هاتين الصورتين( الحالين ) يعيش حالة مأزقية . فتاريخه يحدّثه بالأمجاد فيما حاضره يصفعه بالانكسارات وبما يحاول أن يذلّه . وما يزيد من هذه المحنه أن السلطة في مجتمعاتنا العربية تعمّق إحساس الفرد بمشاعر الإحباط، وتمارس آلية "الإسقاط " تتنصل من خلالها عن مسؤوليتها وترميها على قوى خارجية، فوضعته في حالة نفسية مأزقيه: أما أن يستكين لها و يقبل بالأمر الواقع بأي تخريج نفسي مخفف، واما أن يخاصمها ويبحث عن "سلطة" أخرى، يجد فيها ذاته.
ولقد التقط بعض أئمة الجوامع من الذين أفتوا بقطع الرؤوس، من التاريخ الإسلامي وفقهه ما يشبع الحاجات النفسية لدى بعض الشباب العرب المتشبعين بثقافة الإحباط والانكسار النفسي، ويحرضّهم على " الجهاد" لتغيير واقع متخم فعلا بالظلم وبانعدام العدالة الاجتماعية ،فاحتقنوا بما يثير لديهم غريزة العدوان وشرعية الانتقام ، وأهملوا الضفة الأوسع من الدين التي تدعو إلى التسامح والحوار واصلاح الحال بالتي هي احسن، ومتى يكون الجهاد فرضا موجبا.
وعليه فننا نتقدم الى الرئاسات الثلاث في الدولة العراقية (الجمهورية والوزراء والبرلمان) بتأسيس مركز بأسم (المركز العلمي العراقي لمناهضة الارهاب) يتولى شؤونه اختصاصيون في علم النفس والاجتماع ،مستقلون سياسيا،يقومون بوضع استراتيجية علمية تستهدف بناء عقول رافضة لأفكار افناء الذات والآخرين.. فتجفيف منابع الارهاب يكون،أولا، بالعلم من أهل الاختصاص..وبدونه لن تستطيع البندقية القضاء عليه..فهل يكفي ما قدمناه من تضحيات الى تبّني مقترح يريح الناس والحكومات ايضا..أم أن صوت العلم لا تسمعه أذن السياسة؟!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي الوردي..أوراق لم تنشر الحلقة الثالثة (قراءة في مقتل عثما ...
- علي الوردي..أوراق لم تنشر (الحلقة الثانية)
- على الوردي ..أوراق لم تنشر.(تعريف -الحلقة الأولى)
- المؤتمر الأقليمي الثاني لعلم النفس ( تقرير)
- جرائم القتل..تحليل نفسي-اجتماعي (3-4)
- جرائم الكراهية
- هل ورث العراقيون نزعة الخلاف من أسلافهم؟!
- أساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع
- ثقافة نفسية:(19) لغة الجسد
- القتل والسيكوتين..للجنسيين المثليين!
- جرائم القتل - البارنويا والجريمة (3-4)
- جرائم القتل -تحليل نفسي اجتماعي 2-4
- سيكولوجيا الحسد
- رفقا بالضمير..ايها السادة!
- جرائم القتل -تحليل اجتماعي نفسي 1-4
- العراقيون ..وسيكولوجيا اللوم
- استهلال في مفهوم الشخصية العراقية
- انتحار الأمهات!
- تحليل شخصية شريك الحياة..بالهندسة النفسية!
- العار..وأكل المال الحرام


المزيد.....




- فعلها بحادثة مشابهة.. اعتقال مشتبه به دهس طفلة وهرب من مكان ...
- المياه ارتفعت لأسطح المنازل.. قتلى ومفقودون وآلاف النازحين ج ...
- طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة
- خبير عسكري: المواصي لن تستوعب النازحين من رفح والاحتلال فشل ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بصفقة تبادل للأسرى
- الآلاف يتظاهرون في تل أبيب مطالبين بالإفراج عن الأسرى ورحيل ...
- فيديو: أطلقوا العنان لصرخات متواصلة.. طلاب يتظاهرون ليلاً أم ...
- حملة سياسية وإعلامية.. ميقاتي يرد على مزاعم وجود -رشوة أوروب ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بصفقة تبادل فورية وإسقاط ...
- -لا أستطيع التنفس!-.. فيديو يظهر لحظة اعتقال رجل من ذوي البش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - دعوة لتأسيس مركز علمي لمناهضة الارهاب