أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - قاسم حسين صالح - علي الوردي..أوراق لم تنشر (الحلقة الثانية)















المزيد.....

علي الوردي..أوراق لم تنشر (الحلقة الثانية)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 16:48
المحور: مقابلات و حوارات
    


توطئة:
في هذه الحلقة أردنا أن نعرف رأي الوردي في المرأة وهو يقترب من العقد الأخير للألفية الثانية،ونوازنه برأيه فيها بداية خمسينيات القرن الماضي ،اذ لاحظ الوردي آنذاك وجود ظاهرة في العائلة العراقية أسماها (التجزؤ)..أي انقسام في أسلوب الحياة بين الرجل والمرأة والطفل..وأنه قلّ أن نجد في هذه الدنيا مجتمعا تجزأت فيه العائلة مثل هذا التجزؤ البليغ،حيث الطفل يذهب الى الزقاق يتسكع مع اقرانه ،والمرأة مجالها البيت لا ينبغي أن تحيد عنه ،والرجل مجاله في اوقات فراغه المقهى. ويضيف،أن العراق مشهور بمقاهيه ،وهي على كثرة عددها تغص بالرجال.ويرى أن سبب هذه الظاهرة حجاب المرأة أولا،وتعالي الرجل عن المكوث معها في البيت ثانيا..لأنه نشأت عندنا قيم تجعل من المرأة جنسا أقلّ منزلة من الرجل وأضعف عقلا بحيث يشعر الرجل ازاءها بالتعالي والكبرياء. فاذا علم الناس برجل يكثر من المكوث في بيته مع امرأته وأولاده..أتهم بالتخنث،على حدّ وصفه.
ويعزو الوردي هذه القيم الى البداوة..وأن المجتمع البدوي مجتمع غزو وحرب،والرجل وحده هو الذي يقوم بمهمة الحرب والنضال،اما المرأة فتعتبر مهمتها أخفض درجة من مهمة الرجل ولذا ينظراليها بعين الاستصغار والمهانة. وبسبب ذلك فقد تعودت المرأة أن تقبع في بيتها وأن تعتقد بفضل ذلك ودلالته على العفّة والشرف،فهي قد لقنّت منذ الطفولة على أن تكون محجبة لا تخرج من البيت الا عند الضرورة القصوى.
وكان الوردي يرى أن هذا الانفصال الشديد بين عالم المرأة وعالم الرجل في المجتمع العراقي
(خمسينيات القرن الماضي) يؤدي في كثير من الأحيان الى الانحراف الجنسي .فقد ثبت علميا –يضيف- أن الانحراف الجنسي،في الغالب اكتسابي، سببه انفصال المرأة عن الرجل كما هو الحال في الجنود الذين يظلون في ميدان الحرب مدة طويلة بعيدين عن النساء، وكذلك البحّارة والسجناء.
ويعزو الوردي سبب انتشار الانحراف الجنسي في العراق آنذاك الى هذا الانفصال الفضيع بين الرجل والمرأة. ويستشهد بأن أغانينا تخاطب الحبيب بلفظة المذّكر، وأن أغلب أشعارانا الغزلية نؤاسية..أي هائمة بنفس الحب الذي هام به المنكوب أبو نؤاس. ولسوء حظنا أن العراق كان مهد الحجاب لأول انتشاره في الحضارة الأسلامية..وكذلك كان مهبط الوحي على أبي نؤاس..على حدّ وصفه.



***0
(الحـــــوار)
س:
الدكتور الوردي، مع أن المجتمع العراقي شهد تطورا" كبيرا" في السبعينيات الا أنه لم يكن تطورا" متوازنا" فيما يخص الرجل والمرأة. فما سبب هذا الفرق بين الرجل والمرأة من الناحية الاجتماعية؟ وما مستقبل المرأة برأيك؟
ج:
يجب أن نعلم قبل كل شيء أن المرأة تختلف عن الرجل في ناحيتين، اولاهما انها اضعف بدنا" من الرجل، والثانية انها تقضي كثيرا" من وقتها في شؤون الحمل والرضاع والاهتمام بالاطفال.
ان المرأة تختلف عن أنثى الحيوان في هاتين الناحيتين. فأنثى الحيوان لا تختلف اختلافا" كبيرا" من حيث قوتها البدنية عن الذكر، وهي كذلك لا يشغلها الحمل والرضاع عن كسب العيش كمثل ما يشغل الأنثى البشرية.
ومن الظواهر التي لفتت انظار الباحثين هي أن الأباحية الجنسية موجودة في الحيوان، ولكنها غير موجودة بالمجتمع البشري الا نادرا".
س:
لماذا؟
ج:
لأن انتشار الأباحية في أي مجتمع بشري يؤدي الى هلاكه بالنهاية.
س:
وما الفرق بين أنثى الحيوان والأنثى البشرية؟
ج:
الأنثى البشرية في فترات الحمل والرضاع تحتاج الى من يحميها ويعيلها هي واطفالها وهي اذن مضطره الى الارتباط برجل والى الأختصاص به لكي تستطيع البقاء في الحياة هي واطفالها. وهذا هو سبب نشوء نظام الزواج والعائلة في المجتمع البشري، ولم يجد الباحثون مجتمعا" بشريا" خاليا" من هذا النظام على وجه من الوجوه.
س:
وما الذي احدثته الحضارة الحديثة في تقليص الفرق بين الرجل والمرأة؟
ج:
ان الفرق الذي ذكرناه بين المرأة والرجل ادى الى أن يكون الرجل مسيطرا" على المرأة ويفرض عليها الطاعة لأمره. وقد ظلت المرأة خاضعة للرجل منذ بداية ظهور البشر على وجه الأرض حتى عهد قريب. والواقع أن الحضارة الحديثة احدثت تغيرا" جذريا" في ظروف المرأة مما جعلها تتمرد على سلطة الرجل وتطالب بالمساواة معه.. وصار في مقدور المرأة بالعصر الحديث أن تكسب الرزق وتحترف كثيرا" من المهن التي كان الرجل يحتكرها لنفسه، كما صار في مقدورها أن تضبط نسلها بحيث لا تكون في معظم اوقاتها مشغولة بالحمل والرضاع على نحو ما كانت عليه المرأة القديمة. اضف الى ذلك أن القوة البدنية لم تبق لها تلك الأهمية التي كانت لها في العصور القديمة. ان السيف بطل استعماله وحل محله السلاح الذي لا يحتاج الى القوة البدنية التي كان السيف يحتاج اليها.

ان هذا التطور الذي حدث في الحضارة الحديثة جعل في مقدور المرأة أن تكون حرّة في اختيار زوجها، أو أن تكون حرّة في الامتناع عن الزواج. وهذا هو الذي جعل ظاهرة الأطفال غير الشرعيين واسعة الانتشار في المجتمعات المتقدمة. ففي السويد مثلا" تشير الاحصاءات الى أن نسبة الاطفال غير الشرعيين فيها هي ثلث مجموع الاطفال أو اكثر. وقد اضطرت حكومة السويد من جراء ذلك الى تسجيل الاطفال جميعا" بأسماء امهاتهم بدلا" من التسجيل بأسماء الأباء حسب الطريقة التي اعتاد البشر عليها منذ قديم الزمان.

س:
والى اين ستفضي هذه الظاهرة برأيك؟.

ج:
يتنبأ بعض علماء الاجتماع بأن هذه الظاهرة ستزداد نموا" جيلا" بعد جيل من جراء تحرر المرأة وانطلاقها. وربما جاء زمن يضعف فيه نظام الزواج والعائلة ويكون الاتصال الجنسي امرا" عاديا" من بعض الوجوه. وعندها سوف تتولى الحكومة أمر العناية بالاطفال وتربيتهم، أو هي قد تتولى بالاضافة الى ذلك أمر تنمية الاجّنة في الانابيب بدلا" من بطون الأمهات.

س:
وان صحت هذه النبوءه؟
ج:
اذا صحت هذا النبوءه فان الخطر من ذلك على البشر قد لا يقل عن الخطر الناشيء من تلوث البيئة أو ازدياد الاشعاع الذري أو اضمحلال طبقة الاوزون أو غيرها من مساويء الحضارة الحديثة.

س:
وكيف ستكون شخصية الطفل برأيك؟
ج:
ان الطفل الذي ينشأ في مؤسسة حكومية لا تنمو شخصيته كمثل ما تنمو في احضان العائلة. فان حنان الأبوين وجو العائلة لا يمكن الاستعاضه عنهما بأية مؤسسة حكومية مهما كانت متقنة.
***
تساؤلات.
في خاتم هذه الحلقة نطرح تساؤلين لأبداء الرأي والمناقشة،
الأول:
من المعلوم أن الشذوذ الجنسي كان منتشرا" في المجتمع العراقي في خمسينيات القرن الماضي..فكيف هو الآن؟ واذا كانت نسبته انخفضت فهل يعود ذلك الى زوال الانفصال بين عالمي المراة والرجل بالدرجة الأولى؟
والثاني:
في سبعينيات القرن الماضي تراجعت نسبة الحجاب بين العراقيات الى درجة كبيرة، وكانت نسبة السفور بين الطالبات الجامعيات في العاصمة بغداد اكثر من 80% فيما حصل العكس في الألفية الثالثة،اذ تصل نسبة المحجبات في معظم الجامعات العراقية الى 90%. فهل تعود "روح" السبب الى ما ذكره الوردي، وان الاسلام السياسي ليس سوى وسيلة نفخ فيها لاحيائها؟.

رئيس الجمعية النفسية العراقية



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الوردي ..أوراق لم تنشر.(تعريف -الحلقة الأولى)
- المؤتمر الأقليمي الثاني لعلم النفس ( تقرير)
- جرائم القتل..تحليل نفسي-اجتماعي (3-4)
- جرائم الكراهية
- هل ورث العراقيون نزعة الخلاف من أسلافهم؟!
- أساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع
- ثقافة نفسية:(19) لغة الجسد
- القتل والسيكوتين..للجنسيين المثليين!
- جرائم القتل - البارنويا والجريمة (3-4)
- جرائم القتل -تحليل نفسي اجتماعي 2-4
- سيكولوجيا الحسد
- رفقا بالضمير..ايها السادة!
- جرائم القتل -تحليل اجتماعي نفسي 1-4
- العراقيون ..وسيكولوجيا اللوم
- استهلال في مفهوم الشخصية العراقية
- انتحار الأمهات!
- تحليل شخصية شريك الحياة..بالهندسة النفسية!
- العار..وأكل المال الحرام
- مبادرة علمية تخصصية لحلّا لأزمة العراقية
- في سيكولوجيا الصراع


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - قاسم حسين صالح - علي الوردي..أوراق لم تنشر (الحلقة الثانية)