أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - السرطان والمؤامرة














المزيد.....

السرطان والمؤامرة


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 21:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


ملاحظة : ( هذا المقال كنت كتبته في 16/1/2001م ووجدته صدفة أثناء ترتيب أوراقي القديمة وذهلت عند قراءته وذهلت أكثر عندما لم أتمكن من تحديد الحالة والوقائع التي كتبت فيها هذا المقال، فهل كنت أتحدث عن المستقبل للعقد القادم في حينها وقبل سنوات من انقلاب حماس على الديمقراطية؟؟ وها أنا أنقله لكم كما هو بالحرف وبأخطاء القواعد التي لاحظتها )

مازلت من وقت لآخر أتذكر مقولة أستاذنا في الجراحة بمستشفى الحسين الجامعي أيام الدراسة عندما كان يشرح موضوع السرطان والأورام تركيزاً وشوقاً أو لأنه كان يدرك الأمور مع حياتنا العامة أكثر، فيعبر عن سيكولوجيا المجتمع في قصص الجراحة أو لأنه مثل باقي البشر في هذا الشرق الملفح بالتآمر والمؤامرات على مدى التاريخ لدرجة أن المؤامرة أصبحت قاعدة وسلوك ينمو من المهد إلى اللحد، وأصبحت الحقيقة والسلوك الطبيعي هما الشاذان عن القاعدة.

كان هذا الأستاذ يقول " إن السرطان هو مؤامرة داخلية حيث تنقلب جزء من الخلايا في أحد أعضاء الجسم فيتغير سلوك هذه الخلايا وتشل حركة الخلايا الأخرى عن عملها الحقيقي ويرسل فيالقه من الخلايا المنقلبة المتآمرة على أهلها وذويها إلى أماكن أخرى عبر قنوات شرعية موصلة بين أجزاء الجسم مثل الدم والليمف لتصل إلى أماكن الاستيطان الجديدة لتدميرها والقضاء على الجسم كله إلى أن يتوفى المذكور ويدفن وتدفن معه تلك الخلايا المتآمرة.

كلما مرت تلك المقولة في شريط الذاكرة تتولد منها أسئلة كان يجب علينا سؤال أستاذنا العزيز رحمه الله في حينه ولكنها لم تخطر بالبال في تلك الأيام فقد كنا ندرس الجراحة للجراحة والطب فقط، وكنا في ذلك الوقت نعتقد أن أستاذنا الجليل كان يحاول أن يقول لنا تلك القصة كي لا ننسى الدرس عند الامتحان، وبعد عشرين عام تعود بنا الذاكرة إلى تلك الأيام فتقفز الفكرة إلي المركز فنتذكر أن الخلايا المتآمرة والمنقلبة كانت تمر عبر القنوات الشرعية دون أن تكتشفها أجهزة المقاومة في جسم المريض ولا حتى أقوى الأجهزة التي تحمينا من الجراثيم والميكروبات والمستفزات التي تمثل خط الدفاع الأقوى وهي كرات الدم البيضاء تلك القوة الضاربة المدربة على وظيفتها عدة سنوات طويلة خاضت خلالها معارك جمة وانتصرت على الأعداء، ولكن كيف يحمل الدم الخلايا السرطانية وهو لا يدري أنها منقلبة عليه؟

هكذا هو التفسير بأن اكتشاف هذه السرطانات من الصعوبة والاستحالة دائماً حيث لها نفس الشيفرة التي تحملها كل خلايا الجيم ولذلك تمر إلى حيث تريد دون عائق ولا تتأثر رادارات الجسم لأنها منه فتصل إلى أماكن التدمير جنباً إلى جنب مع الخلايا الطبيعية وهنا مكمن الخطر في السرطان؟

وسؤال آخر يتعلق بمدى معرفة تلك الخلايا المنقلبة المتآمرة السرطانية بأن نهاية الجسم وموته تعني موتها ونهايتها أيضا مع أيضاً مع المسكين الذي أنهت حياته، وهنا يتحول السؤال إلى علوم أخرى مثل الفلسفة وعلم الاجتماع واعلم النفس للإجابة عليه إنسانيا بأن من يخرج عن السياق العام فينقلب على جماعته وأهله في رحلة إجرامية تدميرية مثل السرطان وليس بهدف المصلحة العامة لمن يعيش بعدهم فهو في النهاية زائل بفعل القانون الطبيعي أو زائل بفعل التدمير الذاتي عندما يصبح قاتلاً ومجرماً ومدمرا لما حوله ولا يتوقف عن القتل إلا بفعل قوة مدمرة أكبر أو يلقى القبض عليه ومحاكمته ممن يحاولون علاج الظاهرة السرطانية أو تنقلب بعد حين خلايا أخرى على هذا الانقلاب الأول لتعمل ضده وتتغلب عليه وسينتهي إلى ما انتهت إليه القوة التدميرية الكبرى.

هذه القوة التدميرية الأكبر هي قوة الموت له وللوسط الذي يعيش فيه أو يعبث فساداً فيه، والفارق بين الاثنين رغم أن النهاية واحدة أنه في الحالة الأولى يموت السرطان ومن يعيله ، أي يموت المريض ومعه الخلايا السرطانية ، أما في الحالة الثانية فيموت القاتل وحده ويتخلص الوسط أو المجتمع الذي يعيش فيه أو يعبث فيه فساداً فتنفرج أسارير الناس ويصبحون أكثر قوة وإرادة بعد خوف ورعب سببها العابثون.

وهكذا يبدأ المتآمرون وينتهون وحدهم، ولكن يبقى الحزن على من تآمرت عليه خلاياه فتسرطنت فماتت هي وأماتته.

5/12/2010م
[email protected]
www.dtalal.jeeran.com



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوة المغامرة القادمة
- افتراق الشخصية الفلسطينية ... خطر يتواصل
- نكشة راس في الزمن الضائع
- عارفك يا وطن زعلان
- في الكأس الواحد والعشرين
- أفلاسطينوس
- الماسونية والبهائية ضد غزة
- فلسطين الكارثة تنتظر البطولة
- عصابات أم أحزاب في بلدنا ؟ !!
- لا تعرفون المصالحة مع وطن !!
- غزة لا تحب الحرب
- عندما يضيق الناس بظلمهم ... يزف الرحيل
- جيل بلبع
- من هؤلاء يا ترى ؟؟ !!
- الوحدة بأي ثمن لفلسطين
- رحلة عابرة لمدافن السائرين
- وقفات تحريضية
- كانت تراقص القلب والذاكرة
- أين أيديولوجيتي وهويتي؟ من أنا؟ ما العمل؟
- شجون الأيديولوجيا والهوية


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - السرطان والمؤامرة