أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - الرجل الخطأ- الحلقة التاسعة














المزيد.....

الرجل الخطأ- الحلقة التاسعة


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 3204 - 2010 / 12 / 3 - 09:07
المحور: الادب والفن
    



إكتشفتُ أنّني حامل ولم أشأْ أن أخبر احدا بالأمر، عدا عن فادية. وكنت عازمة على كشف حقيقة العلاقة بين فراس وتلك المرأة بأية وسيلة، رغم ان فادية شكّكت بأن يكون فراس ما زال يخونني. ثم فوجئت باتّصال جديد من عامر، ولم أملك نفسي خلال حديثنا وأجهشت بالبكاء، فأحسّ بمدى بؤسي ومرارتي وقال ان عليّ ان أترك فراس في الحال! وانا أحسست انه على حق. ثم وجدت نفسي أخبره خلال ضعفي وانكساري، عن شكوكي تجاه فراس... وعن حملي!

صُدم عامر بالخبر وأطبق عليه الصمت. ولكنني أحسست بانزعاجه خلال سكوته. وبعد لحظة، قلت: "عامر، هل أستطيع ان أطلب منك شيئا؟"

قال مستغربا: "ما هو؟"

"عِدني أولا أن تقف بجانبي."

"طبعا يا صوفيا، أعدك. وهل تشكين في ذلك؟"

قلت: "لا. ولكن ما سأطلبه منك يحتاج الى الدقة والحذر."

تعجّب مني عامر، وسأل: "ماذا تريدين؟ أطلبي أي شيء."

"أريد أن أتخلّص من عذابي ومعاناتي، فأنا لم أعد أحتمل."

"ماذا تقصدين؟"

"سأشرح لك كل شيء."

فأخذت أشرح له بحذر ما أردت، ووافق عامر على مساعدتي دون أي تفكير. واتّفقنا على كل شيء.

ثم قال عامر: "بقي شيء واحد."

"ما هو؟" سألته.

"أن تعطيني صورته. فانا لم أرَ زوجك في حياتي، أم انك نسيت ذلك؟"

"لا, لم أنسَ. وهذا شيء جيد. فهو لا يعرفك أيضا ولا يعرف شيئا مما كان بيننا في الماضي، مما سيسهّل من مهمتك." قلت.

"أرجو ذلك."

في اليوم التالي، وصل عامر الى المدينة.

اتّصل بي بعد الظهر ليخبرني بذلك حين عدت الى البيت من الجامعة، وكان فراس، كعادته، ما يزال في العمل.

سألني عامر: "متى يعود الى المنزل؟"

فأجبته: "في العادة، لا يعود قبل السادسة. أحيانا يتأخّر الى التاسعة او العاشرة، وأحيانا أخرى يعود عند السابعة او السابعة والنصف. اما في الأيام التي يتدرّب فيها في النادي، فيعود عند حوالي السادسة، ثم يذهب الى النادي عند السابعة والنصف ويبقى حتى التاسعة والنصف."

"في أي نادٍ يتدرّب؟" سأل.

فشرحت له موقع النادي وفي أي أيام يتدرّب، كما أخبرته عن موقع منزلنا وموقع الشركة، وبقي أن أعطيه صورته. ترددت قليلا، ولم أعرف كيف ألتقي به لإعطائه الصورة. وبعد تفكير طويل، قررت أن نلتقي بالسيارة في مكان بعيد عن الأعين، فأعطيه الصورة وأذهب في الحال.

في اليوم التالي، ذهبت بسيارتي الى المكان الذي اتفقنا عليه، فرأيت سيارته واقفة بانتظاري، كما وعد. أوقفت السيارة بجانب سيارته ونظرت نحوه. جلس يرقبني دون كلام. أخرجت الصورة من حقيبتي وفتحت زجاجة النافذة. فسمعته يقول بصوت لطيف: "أهلا صوفيا. كيف حالك؟"

"لا بأس. انا سعيدة بمجيئك. ها هي الصورة." قلت وأنا أمد له الصورة.

أمسك بها عامر وأخذ يتأمل فيها لبعض الوقت. ثم تأملني بحذر، وقال بلهجة جادة: "هل أنت واثقة مني؟"

صوّبت نظري في عينيه وأجبته بعد لحظة: "نعم. انا واثقة."

علت ابتسامة صغيرة على شفتيه، ثم قال: "يسعدني ذلك. ولكن ... هل لي بسؤال؟"

"تفضّل."

"لماذا تفعلين ذلك؟ أعني ... لماذا اخترتِني انا بالذات؟"

"انا لم أختَرْ شيئا في حياتي. الحياة هي التي اختارت لي كل شيء وفصّلته لي على طريقتها الخاصة، دون الرجوع اليّ."

في اليوم التالي، ذهبت لزيارة فادية في بيتها، حين علمت انها تلازم الفراش بسبب تعب الحمل. وكان فراس حينها يتدرّب في النادي ومعه أشرف. جلست بجانبها، حيث رقدت في فراشها بوجه ينمّ عن التعب الشديد وقد أصابه الهزال. ورغم أنني كنت أعلم ان الحمل أحيانا يكون شاقا، الا أنني ظننت أن شيئا ما كان مختلفا فيها. رأيت على وجهها علامات الهم والإكتئاب. ولكنها أنكرت أمامي أن يكون شيء ما قد حصل حين سألتها ذلك. استغربت من الأمر.

وبعد حين، وبينما كنت ما أزال جنبها، رنّ هاتفي، وكان عامر هو المتصل! ارتبكت كثيرا أمام فادية وأسرعت لإطفاء الهاتف. بدت فادية مستغربة بعض الشيء، وسألتني لِم فعلت ذلك؟! فتحجّجت بأن شخصا ما يزعجني منذ مدة باتّصالاته فقررت الا أرد عليه. ثم فجأة، وجدتها تسألني:

"قولي لي، ماذا جرى لعامر؟ ما أخباره؟"

صُدمت بسؤالها، وتعجّبت كيف خطر لها هذا السؤال الآن! ولماذا؟ كنت مضطربة. قلت وانا أحاول ان أبدو طبيعية: "وكيف لي ان أعرف؟"

فسألت وقد تسرّب الى نبرتها بعض الشك: "أتعنين أنك لم تتحدّثي اليه منذ أن عدت الى هنا؟"

فقلت وانا أرجو أن تبدو نبرة صوتي مقنعة: "لا طبعا. فقد قطعت علاقتي معه بعد ان عدت الى زوجي."

لم ترد فادية، وانتهى ذلك الحديث عند ذلك. وأنا تعجّبت ان كانت قد اقتنعت بكلامي، أم انها تشك بالأمر؟!

عدت الى البيت.

وضعت ليلى في فراشها وأعددت طعام العشاء وكنت في طريقي لدخول الحمام حين وجدت فراس عائدا الى البيت مبكرا على غير عادته. وحين اقتربت منه مستغربة، وجدت على وجهه أشد امارات القلق والصدمة!

"ماذا حدث؟" سألته بعجب.

ولكنه أطرق رأسه دون ان يجيب، وانا أحسست في داخلي ان امرا فظيعا قد حدث!

"فراس!" هتفت به. "قل لي، ماذا حدث؟"

فنظر اليّ بعينين مُجهدتين، وقال بعد زفرة طويلة: "أشرف!"

"أشرف؟!" تعجّبت. "ما به؟"

فقال وصوته يرتعش: "لقد قُتل!"

يتبع...



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الخطأ- الحلقة الثامنة
- الرجل الخطأ- الحلقة السابعة
- الرجل الخطأ- الحلقة السادسة
- الرجل الخطأ- الحلقة الخامسة
- الرجل الخطأ- الحلقة الرابعة
- الرجل الخطأ- الحلقة الثالثة
- الرجل الخطأ- الحلقة الثانية
- الرجل الخطأ- الحلقة الأولى
- منازلة الصمت- قصة قصيرة
- مذكرات عاملة في سوبر ماركت- الجزء الثاني
- مذكرات عاملة في سوبر ماركت- الجزء الأول
- العودة- قصة قصيرة
- حدّثتني جدتي...
- بيت الأحلام- قصة قصيرة
- الشاردة- قصة قصيرة
- حب خلال الهاتف- قصة قصيرة
- أحلام كبيرة- الحلقة الحادية عشر والأخيرة
- أحلام كبيرة- الحلقة العاشرة
- أحلام كبيرة- الحلقة التاسعة
- أحلام كبيرة- الحلقة الثامنة


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - الرجل الخطأ- الحلقة التاسعة