أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - جرائم القتل..تحليل نفسي-اجتماعي (3-4)














المزيد.....

جرائم القتل..تحليل نفسي-اجتماعي (3-4)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3197 - 2010 / 11 / 26 - 08:59
المحور: المجتمع المدني
    


جرائم القتل
تحليل نفسي – اجتماعي (3-4)
كنا وعدنا حضراتكم بالتحدث عن عصابة ارتكبت جرائم قتل بشعة منتصف الثمانينات. وكنا قابلنا تلك العصابة فردا" فردا" في سجن (ابو غريب) وطبقنا عليهم اختبارات نفسية وطبية بهدف تحليل شخصياتهم ومعرفة الاسباب التي دفعتهم الى ارتكاب جرائم قتل بشعة تقشعر لها الابدان.
والغرض من نشر نتائجها هو اطلاع الأسرة العراقية الكريمة بشكل خاص واللجان التربوية في مجلس البرلمان ، لما لذلك من علاقة بأساليب التنشئة الاسرية الخاطئة للاطفال والمراهقين ، والضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع بعض الافراد الى ارتكاب جرائم قتل عقوبتها الاعدام .
لقد تبين لنا ان نسبة عالية من المجرمين تفد من عوائل مفككه انفصل فيها احد الوالدين عن العائلة أو كلاهما بسبب الطلاق والافتراق أو الوفاة، وسادت هذه العوائل علاقات انفعالية مضطربة قبل تفككها وبعده .
ولدى تطبيقنا اختبارات معتمدة عالميا تكشف عن حياتهم النفسية الداخلية، توصلنا الى عدد من النتائج نوجز اهمها بالآتي:
1. الاتجاه النفسي نحو الاب: عبّر غالبية افراد العصابة عن علاقة سلبية بالاب تكشف عن عدم رضا وعدم قبول له، وعن رفض للطفل وحرمان من حنان الاب وغياب التوجيه والارشاد والتدخل في كل اعمال الطفل. كما انهم عبّروا عن قسوة الأب واهماله وحملّوه تبعة ما قاموا به من اعمال اجرامية، وتمنوا لو كان قد نصحهم أو علمهم و(لو يغيره الوكت ويعلمه شنو الابن للاب- على حد تعبير احدهم) أو (لو كان قد دخل المدارس وتعلم) . فيما عبّر عدد قليل عن علاقة حيادية بالاب وتمنوا لو كانت العلاقة به افضل. وعبّر عدد قليل اخر عن علاقة ايجابية بالاب يسودها الحب والاحترام.
ان العبره التي نلتقطها من هذه النتيجة هي ان الاب يمكن ان يكون شريكا في صنع قاتل مجرم، اذا كان قاسيا في تعامله مع طفله، او محتقرا أو رافضا له .
2. الاتجاه النفسي نحو النساء: تنوعت طبيعة علاقة افراد المجرمين القتله بالنساء، اذ عبّر عدد منهم عن علاقة سلبية، وجاء الشك والخيانة والفساد في مقدمة ما يعتقدونه او يرونه في النساء. وتبين ان بعضهم يشعر بالضعه والدونيه ازاء النساء، ويصفوهن بالغرور والتكبر. وعبّر عدد آخر عن علاقة متناقضة بين قبول النساء ورفض لهن، فيما عبّر الباقون عن علاقة ايجابية بالنساء ولكنهم وصفوا النساء بصفات تعكس مثل عليا من قبيل التفاني والاخلاص المطلق.
3. الاتجاه النفسي نحو الجنس: عبّر غالبية افراد المجرمين عن عدم رضاهم عن حياتهم الجنسية وعن وجود صراعات واحباطات بخصوص هذا الموضوع. وقد اشار احدهم بقوله:" لو كانت عندي علاقات جنسية لما ارتكبت هذه الجريمة". واشار مجرمان اخران الى انهما لو كانت لديهما علاقات جنسية لكان حكمهما ورأيهما في النساء مختلفا. فيما اظهر اخرون نوعا شديدا من الغيرة حين يرون شابا وشابة سوية، حيث يشعرون بالقهر والالم والتمني لو كانوا مثله. فيما عبّر آخرون عن شعورهم بالضيق والكأبة والتعاسة حين يرون شابا وشابة سوية. واظهر آخرون جوعا جنسيا وغيره مرضيه حيث ارتكبت ثلاث من افراد العينة الاناث جرائم قتل بسبب الدافع الجنسي (احداهن تعاونت مع عشيقها على قتل زوجها وتقطيعه!).
4. الاتجاه النفسي نحو المخاوف: تبين ان لدى القسم الأكبر من هؤلاء الافراد الذين ارتكبوا جرائم قتل بشعة ، مخاوف وقلق خاصة فيما يتعلق بالمستقبل والمجهول والاقدار. ولديهم ايضا" قلق وخوف شامل من المجتمع، وتصور بأن المجتمع هو الذي ظلمهم، مما جعلهم يقرنون الظلم بالمجتمع. كما ظهر لدى البعض منهم خوف من الأهل. وتبين ايضا" ان المخاوف تجبر بعضهم على القيام باعمال خاطئة وسلوك عدواني بضمنه القتل، وانهم لا يريدونه اصلا".
الى جانب ذلك ظهرت مخاوف لدى البعض منهم، ولكنها مجهولة أو غامضة المصدر، فيما كان بعضها محددا" كالخوف من: الاعدام - الانتحار – الله – الحق – الحرام – الصديق الخائن – الموت – السجن – السلطة .
5. الاتجاه النفسي نحو الشعور بالذنب: كشف الاختبار النفسي ان جميع هؤلاء الافراد المجرمين يشعرون بشكل حاد بالذنب أو الندم، اما بسبب ارتكابهم جرائم الاعتداء على الناس، أو بسبب عدم سماعهم كلام عوائلهم، او بسبب تركهم المدرسة عن الصغر . وبعضهم يشعر بالذنب لمعاشرته اصدقاء السوء وتقصيره ازاء المجتمع وعصيان اوامر الوالد، أو تورطه في علاقات جنسية محرمة. ومع كل هذا فان اكثريتهم انكروا انهم قاموا بأعمال سيئه في حياتهم .
ولقد عبّرت الاناث المجرمات عن شعور بالذنب للزواج الاجباري. واشارت واحدة منهن الى شعورها بالذنب لانها تنازلت عن اطفالها لأهل زوجها، وتزوجت من شخص آخر فقتلت ابنة هذا الزوج الجديد!.
في الحلقة المقبلة سنعرض لكم نتائج جديدة تهم الأسرة والمجتمع والمسؤولين عن الأمن الاجتماعي..واللجان المعنية في مجلس البرلمان.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم الكراهية
- هل ورث العراقيون نزعة الخلاف من أسلافهم؟!
- أساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع
- ثقافة نفسية:(19) لغة الجسد
- القتل والسيكوتين..للجنسيين المثليين!
- جرائم القتل - البارنويا والجريمة (3-4)
- جرائم القتل -تحليل نفسي اجتماعي 2-4
- سيكولوجيا الحسد
- رفقا بالضمير..ايها السادة!
- جرائم القتل -تحليل اجتماعي نفسي 1-4
- العراقيون ..وسيكولوجيا اللوم
- استهلال في مفهوم الشخصية العراقية
- انتحار الأمهات!
- تحليل شخصية شريك الحياة..بالهندسة النفسية!
- العار..وأكل المال الحرام
- مبادرة علمية تخصصية لحلّا لأزمة العراقية
- في سيكولوجيا الصراع
- وساطة نفسية لحل الأزمة العراقية
- مشروع وطني لانقاذ العراق والديمقراطية
- انتحار الأدباء..أزمة حياة أم خلل عقلي؟!


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - جرائم القتل..تحليل نفسي-اجتماعي (3-4)