أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - غاضباتٌ وغاضبون














المزيد.....

غاضباتٌ وغاضبون


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 3193 - 2010 / 11 / 22 - 20:03
المحور: حقوق الانسان
    


أصدر الأستاذُ كتابَ: "غاضبون وغاضبات" قبل سنوات. ثم ظلّ "يصنعُ"، على مدى سنوات، العديدَ من "الغاضبات والغاضبين" من كتاباته السلبية حول المرأة.
وعلّمنا علماءُ النفس أننا لا نغضبُ إلا ممن نحب. أما مَن لا نحبُّ، فنحن حتى لا نكاد نراهم، وإنْ أتوا حماقاتٍ، فإننا لا نكاد ننتبه. فإنما هم خارج دائرة اهتمامنا، وخارج مخروط رؤيتنا. تلك حيلةٌ ذهنية يبتكرها العقلُ البشري لكي يضمنَ اتزانَنا النفسيّ. حيلةُ "الإقصاء" لمن لا نحبّ. لذلك، فإن عكسَ الحبِّ، ليس الكراهية، فالكراهيةُ لونٌ متطرّف من الحب لأنها تحمل عاطفةً، وإن كانت سلبية. عكسُ الحب، هو اللا مبالاة. الحياد. لهذا كان غضبُنا الجمعيّ من الأستاذ أنيس منصور. لأننا نحبه، وعلى يديه تعلّمنا أن نقرأ منذ طفولتنا. فالقاماتُ السامقة لا يجوز لها أن تزلّ. الخطأُ، بالنسبة للرمز الكبير، رفاهيةٌ وترفٌ لا يمتلكهما! لأن الناسَ يأخذون عنه، ويتناقلون كلامَه، فيشيع، حتى يصبحَ في حُكم العُرف. لهذا نحزن إن خرج قلم ذلك الرمز بما لا يتفق مع توقعاتنا منه. هذا القلمُ الذي كتب اثنين من أرقى ما في مكتبتنا العربية: "في صالون العقّاد، كانت لنا أيام"، و"200 يوم حول العالم"، هو القلمُ الذي أجبرني أن أكتبَ عنه هنا في زاويتي هذه بتاريخ 25/8/2008، عمودًا عنوانه: "عزيزي أنيس منصور، شكرا!"، أهنئه فيه بعيد ميلاده، وأُرجِع إليه الفضلَ في شغفي المبكّر بالقراءة والمعرفة، وهو ذاته القلمُ الذي نَضِنُّ به أن يهين المرأةَ، ولو من باب الدعابة!
ثمة غاضباتٌ كثيراتٌ من استهانة الأستاذ بالمرأة في عمود "مواقف" بالأهرام، خاصةً يوم الجمعة، حين يجتمع شملُ الأسرة. وثمة غاضبون كثيرون أيضًا. أولئك الرجال الذين يضعون المرأة في مكانة رفيعة. الغاضبون مائة، أولهم أسامة أبو حسين، خالي، الذي كان حبُّه الكبير لأنيس منصور، سببًا في غضبه منه، انتصارًا لحبٍّ كبير آخر: حبّه للمرأة. ذكّرني بحكاية النجاشي، ملك الحبشة، مع فريق المسلمين الهاربين إليه من مكّة ليحميهم من بطش أهلها. قال جعفر بن أبي طالب: "لهنّ ما لنا، وعليهن ما علينا." فاستهزأ عمرو بن العاص قائلا: "ماذا لهنّ؟ ونحن نشتريهنّ، ونُطعمهنّ، ونكسوهنّ، ليخدمننا. أو نبيعهنّ إذا أبين الطاعةَ!" فردّ جعفر في غضب: "أتمتهنُ المرأةَ التي حملتك في بطنها خَلقًا من بعد خَلْق، وأرضعتكَ طفلاً، وسهرتْ عليكَ حتى بلغتَ أشدَّكَ، يا عمرو؟" تلك هي المرأةُ: الأمُّ، الزوجة، الابنة، الشقيقة، الصديقة، الجارة، الشريكة في الأرض. هي الطفلةُ الجميلة ابنة الناصرة، المنذورةُ لهيكل سليمان، حتى تغدو صبيةً، ثم تصير أرقى نساء العالمين وأطهرهن. تحملُ في حشاها، عذراءَ بتولاً، جسدَ المسيح المقدس، مباركةً هي بين النساء. تذهب إلى أليصابات وتشدو نشيد الفرح لله نصير الفقراء والأذلاء والمحتقَرين. ترضى بأن يخترق سيفُ الحزن روحَها، لكي تنكشفَ الأفكارُ عن قلوبٍ كثيرة. فتهرب بوليدها إلى مصرَ من بطش هيرودس، ثم تأوي إلى ربوةٍ ذات قرار ومعين. فإذا ما بلغ أشدّه، تهبه للبشرية مُعلِّمًا وهاديًا. ترافقه في رحلة عذابه النبيل، حتى تنذره للصليب فداءً للناس، وقربانًا لله، ليحمل عن الإنسانية أوزارَها. فتغدو من بعده الأمَّ الكليّةَ الحزن.
يمتاز الأستاذُ عن غيره من الكتّاب الكبار، بأن لقلمه أسلوبًا يخترقُ القراء في مستوياتهم كافة. يدركه المثقفُ مثلما يدركه البسيط. من هنا كان العبءُ على كاهله هائلاً. لأن من حقّنا كمصريين أن نعوّل كثيرًا على ذلك القلم بأن يدفع الشباب ليعملوا وينهضوا ببلدهم الحزينة مصر. لهذا نتمنى على الأستاذ، نحن الغاضبين والغاضبات، أن يرتقي بوعي الشباب، بدلَ أن يُسخِّف شأن المرأة، فقط لكي يرسمَ بسمةً شقيةً على وجوه بعض الأزواج. الخائبين!



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنيس منصور، حنانيك!
- «أغنية إلى النهار» للشاعر المصري السمّاح عبدالله تحيي المسرح ...
- أحمد عبد الفتاح، الفنانُ المَنسيّ
- القتلُ الرحيم
- الزمن الأخير، اللعبةُ على نحوها الصحيح
- حبيبتان، من مصر!
- الأحدبُ في مصعد العمارة
- لستُ إرهابيًّا، بل مريضٌ بالجمال
- في صالون الرئيس مبارك
- ولاد العمّ- دراما تنتصر لكل ما هو إسرائيلي، ضد كل ما هو مصري ...
- تخليص الشباب، في تلخيص الكتاب
- رغم إن اللصَّ مازال طليقًا! شكرًا وزارة الداخلية
- آسف على الإزعاج- مضطرون أن نعيش الحُلمَ مادام الواقعُ مُرًّا
- سأختارُ دينَ الحرامي
- سوزان مبارك، والبرادعي
- صور آل البرادعي على فيس-بوك
- فليحاسبْني القانونُ على ذلك!
- شكرًا للصّ زهرة الخُشخاش
- الرحابُ فى جفاف
- مسرحية -قطط الشارع-


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - غاضباتٌ وغاضبون