أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبو هزاع هواش - لحظة صدق














المزيد.....

لحظة صدق


محمد أبو هزاع هواش

الحوار المتمدن-العدد: 3178 - 2010 / 11 / 7 - 17:02
المحور: الادب والفن
    


إشترى أبو أحمد بنطالاً أحمر. حصل على ترخيص إستخدمه لشراء قميص من نفس اللون. مشى متخايلاً حتى وصل إلى مكان عمله في مطعم. دخل إلى المطبخ وإستبدل ثيابه إلى قميص أسود عليه إسم المطعم مع بنطال من نفس اللون كان قد إعتاد وضعهما تحت الحصالة الآلية التي عمل عليها كل يومه. تمنفخ كالعادة على من يشتغل في داخل المطعم وجلط عليهم كثيراً حول أشياء متعددة. لم يعرف أبو أحمد ماهو الصدق في حياته، فهو كان يكذب بإستمرار وحول أي موضوع ومع أي شخص من دون حساب. كان يكذب على أبوه ووالدته وأخواته وكل من عرفه وفوق كل ذلك زوجته التي تزوجها والتي يصاحب عليها الآن عدة نساء. كذلك، كذب على ربه ولم يصلي كما يدعي وكتب الأدعية مشلوحة تحت الكاش ريجستر أيضاً مع مايتبقى من نبيذ الزبائن يحتسيه عادة بعد العمل مع شلة المطبخ من المكسيكان ومن ذوي الجنسيات الأخرى. إتصلت زوجته وأخبرها بضعة كذبات حول كل شيئ، فقال لها بأنه قد سهر كل الليل يدرس لجامعته مع أصحابه وفي الحقيقة كان يحاول إصطياء النساء في بارات المدينة الغربية التي هاجر لها. جلط عليها وقال بأنه يحبها وإدعى أنه مغرم بها، وعندما سألته لماذا لاينام معها، لم يقل لها بأنها سمينة وأقل من متوسطة الجمال وأكبر منه بعشرين سنة وعلاقته إستغلالية تماماً معها، بل صرح لها بأنه تعب من العمل والدراسة. سألته عن ماذا بإمكانها مساعدته فجاوبها بطلب المال للحاجات الدراسية. كان قد رأى حذاءً أحمر يريد شراءه. بعدما نجح أبو أحمد بتشليح زوجته المغفلة بضعة دولارات ذهب إلى الحمام وتفقد شعره وشكله وكذلك تفقد القميص الأحمر الذي أخذ يقيسه ومن ثم يخرج ليريه للعم علي الذي أتى في ذلك الوقت للعمل كنادل. ضحك العم علي ولم يعر أبو أحمد أي إهتمام فصلاة الظهر حان وقتها، وهو كان في إنتظار الحمام كالعادة ليتوضأ ومن ثم يصلي في القبو قبل مجيئ الزبائن. كذب أبو أحمد على العم علي وقال له بأنه قد صلى ومن ثم مسك كتاب الأدعية من تحت الطاولة ووضعه فوق كيس البنطال الأحمر ليحميه وليلتزم بما إعتقد به طول حياته وهو أن كتب الأدعية فوق كل شيئ. لم يضع كتاباً فوق أي كتب الأدعية التي أعطته إياها أمه وسأله عنها وعن الصلاة والدراسة أبوه. على سيرة أبوه ففي آخر مكالمة أخبر أبو أحمد والده كذباً أن الدراسة لاتزال محور حياته، وكذلك أخبرهم بأنه قد قبل لدراسة الطب من أحسن جامعات المدينة. كالعادة صدق أهله البلهاء كذبه ونشروا عنه بأنه مثال الأخلاق الحميدة. إما عن الأخلاق الحميدة، فقد أتى في تلك اللحظة زبون سأل أبو أحمد عن حساء العدس فذهب إلى المطبخ وإبتدأ بتسخين الحساء وعاد للتكلم مع الزبون الذي يعرفه فكذب عليه حول أمور عديدة كالعادة وعندما رجع لتفقد الحساء وضع إصبعه كعادته داخلها ليعرف درجة الحرارة وإذا كان عليه أن يسخنها أكثر. بالطبع كان أبو أحمد وسخاً بكل معنى الكلمة ووضعه لإصبعه في حساء الزبائن لم يكن سوى إنعكاس حقيقي لماذا في داخله. عندما أيقن أبو أحمد بهذا سر بلحظة الصدق هذه للحظة واحدة تذكر بعدها أن الحمام غير مشغول وبإمكانه تصليح شعره.



#محمد_أبو_هزاع_هواش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة علي أبواب الجنة
- تحول مهم
- سر إختفاء سعيد
- شراشيح الثقافة
- لماذا أكره التصفيق؟
- من سيصلي في مسجد الغراوند زيرو؟
- خواطر في عصر خطر
- القضيب
- الطائفية وخطرها
- المجتمع المدني وحقوق الأقليات
- حياة تساوي لاشيئ
- مفردات عنف من ذاكرة
- نادين البدير ومعركتها مع التخلف
- حول أهمية الثقافة عن العنف الأسري
- الحوار المتمدن وشروطه في عيد تأسيسه
- محمد المشاكس والتعليقات
- شوارب الحلقة الثانية
- ابن تيمية وهموم أمة الغزاة وهدر الدماء بقرار
- السلطان والجابري والنجار والخوري والعقل المستقيل الغنوصي اله ...
- شوارب


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبو هزاع هواش - لحظة صدق