أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب آيت حمودة - ألفة يوسف .... وحيرة مسلمة .















المزيد.....

ألفة يوسف .... وحيرة مسلمة .


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 3178 - 2010 / 11 / 7 - 17:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


*ألفة يوسف من الجيل الجديد المثقف ، أكاديميية وأستاذة الحضارة في جامعة تونس ، جريئة في طروحاتها الدينية ، فهي قد غاصت في أعماق الموروث الديني وتناولته بالتحليل والمقارنة متسائلة ومستنكرة لموقع المرأة الضليل والذليل، والحيف الذي لحقها تاريخيا و غيبها عن الكلام ، فسكتت ردحا من اللأزمان ، فاسحة المجال لصنوها الذكر في تبني همومها وشؤؤونها ، وما كتبته وتكتبه ألفة يوسف في تآليفها ( الإخبار عن المرأة في القرآن والسنة، ناقصات عقل ودين ، وحيرة إمرأة مسلمة ،) حركت بها المواجع والسواكن ، وأشعلت حرائق في غابات محرم دخولها على الأنثى ، وهي بذلك فتحت على نفسها جبهة عريضة من الناقمين الذين يستهويهم النكوص والعيش رغدا وفق تأويلات وتفسيرات صاغها مسلم القرن الأول الهجري .
* لم أتوقع أن تعالج امرأة مسلمة ما عالجته ( ألفة يوسف )في كتابها ( حيرة مسلمة ، في الميراث والزواج والجنسية المثلية ) بكل شجاعة وروية مستفسرة ومحللة ، ولعلها في ذالك مسايرة لمواطنتها ( آمال قرامي ) في تأليفها القيم (الإختلاف في الثقافة العربية الإسلامية )، فكلاهما نهج نهج ( لا حياء في الدين ) في ولوج ما كان صعبا حتى على أكبر فقهاء الزمن الغابر .
ولعل في ثقافتهما الأكاديمية الواسعة وانفتاحهما على ثقافة الغرب ما يبرر ذلك ، ولو أن المفكر الديني عزف كليا أو جزئيا السماح لنفسه بمعالجة أمور الجنس وتشعباتها بدعوى مختلفة .
**ألفة يوسف من أهل النقل ، إلى أهل العقل :
المتتبع لما يكتب عن ألفة يوسف يصاب بنكسة لما آل إليه العقل من تحجر ،وما بلغه التزمت والإيمان الفطري من درجات علية يصعب معها ممارسة الحوار البناء ، وهو أمر لا تحسد عليه الدكتورة ، التي تتعرض يوميا عبر المواقع الإلكترونية وموقع الفايسبوك والرسائل المجهولة التي تأتيها تباعا عبر الإيميل منها المهددة والمستقبحة ، وجلها ينتقد ويسب، ولا يتعرض أو يلتفت لمضمون المكتوب مما أودعته في تأليفها ، وهو ما يشير أن الأمة في حرب مع ذاتها المفكرة المؤولة ، فهذه الأمة التي نعيش على هامش الحداثة والتطور ، هي أمة مستهجنة ترسخت في أمخاخها قيم البلادة والإمعية والإيمان الغيبي الفطري كنتيجة لغروس ما ضية مستقاة في الغالب من كتب التراث الصفراء التي تم استنساخها وإعادة بعثها طباعة وتوزيعها على مكتبات الأمة لقتلها فكريا وجعلها تابعة لمدرسة قبيلة حدثنا بتعبير جمال البنا ، ومدرسة آل حامد الغزالي بدلا من الإقتداء بالفكر التنويري المتحرر الرشدي ( نسبة إلى ابن رشد ).
جراءة الكاتبة وسلاسة أسلوبها في معالجة قضايا مفصلية في ديننا عبر المكتوب والمسموع والمرئي ( اليوتوب)، أحدث هزة عنيفة في المجتمع التونسي والمغاربي ، قليله مديح وكثيره استنكار وردود غالبها لا حضاري ، وشحذ المتأسلمون سيوفهم عبر مواقعهم للرد على ( شبهات ألفة يوسف ) ، في حين سكت العقلانيون المؤيدون لطروحاتها ، وخوفي أن يتحول مصيرها لما آل إليه مصير (طه حسين ) الذي أ ُلجم وأعيد في آخر أيامه إلى صف القطيع ، أوليصبح مصيرها شبيها لما تعرض إليه السيد القمني بعد نشره الحزب الهاشمي ، أو تُجبر على هجرة الأوطان مثلما وقع ل ( وفاء سلطان ) وخوفي أشد أن يقع لها مكروها كالذي وقع ( نصر حامد أبو زيد في محنة التفكير والتكفير) ، على أيادي غادرة آثمة لا تقدر قيمة الفكر والرأي في مجتمع يعج بالمتناقضات والفعل اللاّواعي . وإدراكها لمخاطر الفعل الذي أقدمت عليه ينم عن شجاعة قلما وجدت في الذكور قبل الإناث فهي تقول ( إننا واعون بركوبنا مركب الخطر في مساءلة المستقر ، وتحريك الراكد وتهديد إجماع الأمة ، يحفزنا على ذلك ايمان عميق بأننا إذ نسائل الكلام الإلهي لا نقر حقيقة نهائية ولا نثبت تأويلا قاطعا.... ونحن مؤمنون بأننا ما أوتينا من العلم إلا قليلا ، ومعتقدون أن تأويله لا يعلمه إلا الله ....)[1]
**حيرة امرأة مسلمة ...غاضها حال مثيلاتها .
الكاتبة ترى في مؤلفها المومأ إليه ، بأنه عبارة عن قراءة متسائلة لآيات قرآنية اعتبرها المسلم من قبيل الآيات المحكمة ، إنها في معالجتها بعيدة عن الأصولية ، ( فهي لا تريد ان تقدم أجوبة جاهزة نهائية ، إنها تريد أن ترمي حجرا فكريا فيما ركد واستقر من قراءات بشرية غذت بفعل الزمان مسلمات مقدسة لا تقبل النقاش ولا تستدعي التحقيق ، ، ولا شك أن الفكر الراكد في حاجة إلى من يحاوره ويحركه ويناقشه حتى لا يتحول إلى آسن عفن يهدد الفكر الحر الحديث ومكتسبات حقوق الإنسان )[2].
حيرة المؤلفة ترجمتها بتساؤلات ثلاث تضمنها كتابها بالتحليل والمناقشة ، فهي انتقلت من الحيرة في الميراث ، إلى الحيرة في الزواج ، وحيرة أشد في الجنسية المثيلة ،وأنارت بمعالجتها الكثير من مواقع الظل المسكوت عنها ، وأبانت الثغرات الموجودة في تفاسير القدامى ، وهي ترى بأن نقد البشر للبشر لا مساس فيه لقدسية النص الرباني ، وفكرها الوقاد هو ما جعلها عرضة للنهش في عرضها وعلمها ، وجعل البعض يفسر تأويلها بتأويل مغرض منه أنها ، أساءت للرسول والدين ، فلوا قرأوا بحصافة وفكر نير لما قالوا ما قالوه .
**قيمة الكتاب أنه رسخ لدى قرائه قناعة مفادها أن ليس كل ما قيل على لسان الفقهاء والمفسرين صحيحا ، فما قالوه ما هو إلا محاولة أولى لفهم القرآن ، تبعت بمحاولات ، وستتبع بأخرى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ،وغرضها في ذلك نزع لبوس القداسة التي أحيط بها علماء الدين بالنظر إلى تفسيراتهم على أنها بديلة للقرآن ، فجل ما قيل هو باعث على إعمال الفكر والتساؤل شوقا إلى الحقيقة ،وإذ أنها ذكرت ما ذكرته عن شروحات الجنس وبيانه ، فهي خاجلة منه عندما تواجهه ذاته ، مصداقا لقول جلال الدين الرومي القائل ( كل ما أقوله عن شرح العشق وبيانه أخجل منه عندما أواجه العشق ذاته:). وكتابها هو ترجمان لحال لسانها الذي يصدح بالقول ( لا تحرمونا حق التأويل ولا تصادروا أفكارنا ، بدعوى أنكم وحدكم الراسخون في العلم ، فإننا ننتمي إلى أمة ( إقرأ ) لا أمة ( تباع الجهل .).
===========================================================
[1]و[2] مقتبس من كتاب حيرة مسلمة في الميراث والزواج والجنسية المثيلة .



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السبي في الإسلام ...رذيلة منكرة ( ردود وحدود).
- السبي في الإسلام ... رذيلة منكرة .
- هوية الأمازيغ ،التأصيل والتشريق .
- جودا ، أكبر (الإستهجان والإستحسان).
- الغزو العربي لشمال إفريقيا ( أرقام ودلائل )
- الغزو العربي لشمال إفريقيا ، ( الغزوة الثامنة، 85 للهجرة) .
- الغزو العربي لشمال إفريقيا ، (الغزوة السابعة، 74 للهجرة)
- الغزو العربي لشمال إفريقيا ، (الغزوة السادسة ، 69 للهجرة)
- الغزو العربي لشمال إفريقيا ، (الغزوة الخامسة ، 62 للهجرة)
- الغزو العربي للشمال الإفريقي ( الغزوة الرابعة55 للهجرة )
- الغزو العربي لشمال إفريقيا( الغزوة الثالثة، 50 للهجرة )
- الغزو العربي لشمال إفريقيا ، (الغزوة الثانية ،45 للهجرة)
- الغزو العربي لشمال إفريقيا ، (الغزوة الأولى ،27 للهجرة)
- آية السيف ، بين التفعيل و التعطيل .
- المنسي والمستور من جهاد طارق بن زياد .
- أي عروبة لابن باديس في الجزائر ؟؟؟
- حرملك الحاج أحمد باي بقسنطينة .
- و بنوأمية ..هم عرابوا الفكر الشعوبي .
- من الخصي البيولوجي ، إلى الخصي المعنوي .
- الأمازيغي آكسل الشهيد ( كسيلة ) جهاد وطن ؟ أم جهاد دين ؟ ( 2 ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب آيت حمودة - ألفة يوسف .... وحيرة مسلمة .