أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مازن فيصل البلداوي - التطور والتغيير الفكري















المزيد.....

التطور والتغيير الفكري


مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3175 - 2010 / 11 / 4 - 13:13
المحور: المجتمع المدني
    


ان التغير في طبيعة الفكر وطريقة التفكير هو جزء لايتجزأ من واقع عملية التطور التي يمر بها الأنسان فيما اذا كانت الظروف المحيطة به ملائمة لأحداث هذا التغير،ومن غير المعقول ومن اللامنطقي ان يتغير الأنسان الى أسوأ مما كان عليه الا عندما تكون الظروف المحيطة به غير ملائمة لعملية التطور الأيجابي،وهذا ما يؤكده كل العاملين في المجال العلمي الذي يعتمد على البحث والتدقيق لرؤية الحقائق من خلال نظرة واقعية بعيدة عن كل متطلبات المجهول او الأسباب غير الواقعية فيأخذ ويثبّت الأيجابي منها ويستبعد السلبي والضعيف،وهو في الحقيقة محور عملية التطور التي مرّ بها الأنسان منذ بداياته وقد صاحبه التغيير الفكري تبعا لعملية تطوره، فانتقل باطوار حياته ونمطيتها حسب حاجاته وتجدد احتياجاته.
لذا فأننا نحرص على ان نولي أبناءنا او مواليدنا الجدد كل العناية والرعاية اللازمة لنشأة قوية صحيحة تجعلهم مؤهلين لخوض غمار مراحل الحياة الجديدة التي سيحيونها بعد ان كانوا داخل رحم الأمهات.ومن هذه النقطة ترانا قد أسقطنا الكثير من العادات والتقاليد التي ورثناها عن أجيالنا السابقة فيما يخص المواليد الجدد وطريقة الأعتناء بهم وبداية تعليمهم ونشأتهم،وعلى هذا الأساس أصبح حرصنا شديدا وبمختلف انماط شرائحنا الأجتماعية والتي لايستطيع احد ان ينكر مقدار التغير الفكري الذي اصاب مجتمعاتنا فيما يتعلق بموضوع الدخول الى المدارس ولكلا الجنسين وبعيدا عن مسألة المقارنة المفروضة بين التصنيفات المبنية على التسميات الأقتصادية كما هو معروف كدول العالم الأول او الثاني او الثالث .
ان ما اقصده هنا هو دولنا نحن المتكلمون الكاتبون الغاضبون من واقع مجتمع لانستطيع فهم اسس تشبثه بواقع لازال بعيدا عن واقع آخر في دول العالم الأول مثلا،لااستطيع ان افهم لم لايستطيع الأنسان في دولنا ان يواكب عملية التطور والتغير على الرغم من ان الأنفتاح الفكري العام وتطور وضع المدارس بشكل عام قد زحف نحو الطرف الموجب الذي يوجب علينا ان نرى تطورا ملحوظا في عملية التغير الفكري ونمطية التفكير وآلياته والأنفتاح على ماهو مختلف عنّا ومعرفته على الرغم من انه ليس من الضروري الأخذ به او اعتناقه او جعله اساسا لطبيعة حياتنا.
أن دخول أبناءنا الى المدارس هو نتيجة لتوفر القناعة التامة لضرورة تعلم اساسيات الحياة ،اذ سيقوم المعلم او المدرس بفتح آفاق العقل البشري ويأخذ بيد الطفل من واقع يعيشه الى واقع جديد قد يكون بعض مميزاته قريبا منه او قد يكون بعضها بعيدا،الا انه من المسلّم به ان هذا العمل سيبدأ بفتح أغلال العقل لدى الطفل ليرى الجديد من الأمور التي يجهلها او لم يعرفها عن طريق عائلته او من يحيط به،وهكذا تستمر عملية فتح الآفاق مع تقدم العمر محدثة عملية تغييرية بنمطية التفكير واساسياته موصلة الى مستويات تطورية جديدة تمكّن هذا الطفل او الفتى او الرجل من الاستمرار بهذا التطور (ان اراد ذلك) حتى آخر يوم من عمره قبل الموت.
وقد اوضحت فيما ذكرت أعلاه ان هذه العملية التغيرية والتطورية يجب ان تكون محاطة ببيئة مناسبة يستطيع الأنسان بموجبها ان يتعامل مع حوافز التغيير والتطور بهدوء وسلاسة بعيدا عن المؤثرات التي قد تأخذ به الى الخلف او تجعله يتوقف في مرحلة ما اذا ما اعتبر المجتمع بأعرافه وتقاليده الموروثة والتي قد يكون اكثرها غير مستند الى اساس علمي ان تطور الأنسان وتغير طبيعة تفكيره ونمطية تعامله مع مايحيط به هو خروجا على تلك الأعراف والتقاليد ومن ثم يعدّها جرما واضحا فاضحا سيؤدي بمرتكبها الى الموت والزوال في سبيل الحفاظ على تلك التقاليد والأعراف،و ارجو ممن سيقرأ هذه السطور ان لايستغل التعبير هنا كي يقفز فوق المقصود ويذهب الى ان الأعراف والتقاليد هي أسس الحفاظ على (الدين والشرف،والعقيدة وما الى ذلك)، لا.......فالمقصود هنا هو نمطية التفكير والتعامل مع الأحداث انطلاقا من موسوعة العقل الثقافية،هذه الموسوعة التي تشكل اساسا رصينا لمواصفات الفرد الشخصية وطبيعته السايكولوجية والتي يتم تأسيسها من طريقين اساسيين وثالث مستحصل بينهما:
1- طريق الدراسة والتعلم في المدرسة وصولا الى آخر المراحل الدراسية.
2- طريق الثقافة العامة المستحصلة من المعايشة البيئية المحيطة ومقدار القراءة الثقافية العامة وانواعها.
3- الخبرة المتراكمة نتيجة للعاملين اعلاه والتي ستقوم بصقل شخصية الفرد واعادة تشكيل شخصيته يوما بعد يوم.

فعندما ننظر بطريقة مشتركة لهذه العوامل مع بعضها فأننا نقترب من تحديد ملامح الشخصية لفرد ما وبالتالي الحكم الأجمالي لطبيعة مجتمع معين،ومن هنا نستطيع ايضا ان نعرف لم يختلف البعض عن البعض الآخر بطريقة الأستنتاج وبالحكم المستنتج! فلا غرابة بذلك ان كان هنالك اختلاف في طبيعة الأسباب المؤهلة لأصدار الأحكام.
وكمثال بسيط نستطيع ادراجه هنا هو اننا نرى الكثير من الأخوة كاتبي المقالات على صفحات الحوار المتمدن يختلفون برؤيتهم عند النظر لحدث ما او عند تحليلهم لواقع معين،الا ان هنالك اشتراك بين الجميع على نقطة اساسية تتمحور حول مبدأ الجهل والتخلف وضدّه العلم والتطور.
أغلبنا يكتب بألم عن واقع بلداننا التي تعتبر من دول العالم الثالث ،ونكتب بحرقة واضحة غير مؤدلجة في أغلبها آملين ومناشدين الناس الى تغيير نمطية تفكيرهم واستنتاجاتهم، نحثهم على ان يفهموا معنى الأنسان وحريته وماهو مفهوم الحرية،الحرية المشروطة التي تحافظ على كرامة الأنسان وتقدسّه وتجعله هو الهدف والوسيلة، نناشدهم ان يعتقوا انفسهم من الأرتباط بأيديولوجيات قد اكل عليها الزمان وشرب و........ عليها!
الا ان هذه المناشدات الكثيرة والمتنوعة تحتاج الى طرق واقعية كي نضمن وصولها الى ذلك الأنسان الذي نناشده وننشد له التغير، هذا التغير الذي لن يمس قطعا شرف الأنسان وعرضه ومقدساته،الا انه سيذهب لتغيير نمطية تفكيره وتعامله مع مايحيط به من تغيرات انطلاقا من نقطة انه لايعيش لوحده في هذا العالم المترامي الأطراف وانما هو جزء لايتجزأ منه،هو ليس انسان كهف منزو ومنعزل لايمتّ الى من حوله بصلة،هذا التغيير الذي يجب ان ينطلق من اساسيات اولها انه يعيش على قطعة ارض معينة محددة ويعيش معه آخرون يختلفون عنه بمبادئهم ومعتقداتهم وطبيعة تعبيرهم، يجب عليه ان يع هذا ويتعايش معه لأن مصيره مرتبط مع شركائه على هذه الأرض وليس منفصلا عنهم.
يجب ان يعرف هذا الأنسان بأن هو الذي يصنع القيادات التي تؤمن له العيش الكريم وأن هو من يصنع الطغاة الذين سينقلبون عليه يوما ما ليقتلوه ويقطعوا رجله من خلاف،وان هو من يصنع علماء يباهي بهم العالم وان هو من يبني دولته ومجتمعه وان هو من يصنع فكره وعقله وان هو من يؤسس للمستقبل الذي سيعيش فيه أولاده وأحفاده،والا ......فما فائدة التناسل لدينا؟؟؟ ان كنّا نعلم بأننا سنموت في يوم ما! لم نتناسل ونؤت بأجيال جديدة تعيش السقم واليأس وظلف العيش؟ لماذا؟ ان لم يكن لدينا هدف موحد نتفق عليه جميعا ننشد فيه لأبنائنا اقتصادا افضل وعلما اوسع وقوة انسان تركن الى عقله قبل سلاح قوته، فما الفائدة من تناسلنا؟ ....بل على العكس من ذلك! فأننا سنصبح مجرمين عتاة قساة مفسدين ان كنّا نفكر بالتناسل بعيدا عن توفير بيئة جديدة صحية لأجيالنا القادمة، وان كان التناسل هو نتيجة حتمية لعملية جنسية دافعها الشهوة في لحظة ما، هذا يعني باننا ابتعدنا كل البعد عن كينونتنا الأنسانية وصفاتها المتميزة عن باقي المخلوقات وهذا يعد كفرا واضحا وصريحا حتى بالمعتقدات الدينية!!
أيها الكرام.......نحتاج الى وسائل اكثر فاعلية واكثر قوة لأيصال هذه المناشدات والحقائق الى أهلنا وأخوتنا وأصدقاءنا،نحتاج الى منابر حرة محمية نستطيع من خلالها ان نوصل هذا الصوت، لأن المناداة عبر الوديان لن توصل الى الصدى الذي لايفهم وتذهب المناشدة سدى ادراج الرياح.
في الحقيقة اني ابتعدت عن ذكر ماحدث مؤخرا في بغداد، أناس ذهبوا الى الصلاة، دخل عليهم البعض من الأشكال البشرية وبدأوا بقتلهم، تزامن معها تفجير انتحاري في تركيا وانفجار في اليونان..........لاأريد ان اناقش هذا فقد تطرق اليه الأخوة الأخرون على رأسهم العزيز رعد الحافظ المحترم في مناشدته للسكرتير العام للأمم المتحدة،فقد كان حادثا مؤلما بل شديد الألم على النفس الأنسانية بكل المعايير وتعجز الكلمات عن وصف هذا الألم.
لذا فأننا بحاجة الى بلورة فكرة موحدة تنطلق منها مناشدات التغيير المطلوب،يجب الأتفاق على صيغة خطاب هدفها انعاش العقل المحتضر والأخذ بيده للشفاء من ما اصابه من ادران التخلف والسودواية، كي يعمل الجميع مع بعضهم البعض من خلال منظور واحد غير متشتت، مفهوم واحد هدفه وغايته الأنسان وسر وجوده غير المدرك بعيدا عن التناسل النمطي المشابه لباقي الكائنات ولعلي استشهد بما تشير اليه (سورة التكاثر) والتي بدايتها تشير الى هذا الموضوع بـــ .....ألهكم التكاثر حتى زرتم المقابر، والتي تؤكد على ان حسن الأداء ووعه لهما اهم كثيرا من التناسل العددي غير المجدي،وما قول المعري الشهير...(هذا ماجناه عليّ أبي.......) الا خير مثال على وجوب التفكير واعمال العقل.
قد أكون تطرقت الى هذا الموضوع بشكل موجز لأن بين اسطره تداخلات كثيرة وتحتاج الى اسهاب احاول دائما الأبتعاد عنه دفعا لملل القارىء،الا اني ركّزت على تصحيح طريقة المعالجة الأساسية والتي اعتبرها حجر الأساس في عملية التغيير،فارجو المعذرة للأطناب.

قد نختلف في الصياغة الا اننا متفقون على الجوهر كما اعتقد، لذا فأننا بحاجة الى التحاور والبلورة.

تحياتي



#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يَقُوْلُوْن....,ويَقُوْلُوْن...؟!
- هل كانت الرياح سببا لعبور موسى البحر..؟؟!
- الفقر...تلك الحالة التي يستغلها الجميع..!
- لماذا الله مختفي.......؟!ج2
- لماذا الله مختفي....؟! الجزء الأول
- الى حبيبتي الساكنة هناك!!!
- لاملحد ولا متدين....الشارع البريطاني، في حالة أيمان غامض
- حسن وسوء استخدام مفهوم التطور في موضوع النقاش حول العلم/ الد ...
- جديد العلمانية والتطور...كائنات تتطورحديثا!
- نهاية الدين.........مقال مترجم!
- أنتشار الأنسان الحديث في جنوب آسيا
- أحتباس حراري في العصر الفجري أدّى الى تقلّص حجم الثدييات
- بركان مجرّي هائل! أين نحن من هذا؟
- خبر للمهتمين بموضوع التطور...مقال مترجم
- ترجمات للعلمانيين فقط...!
- للعلمانيين فقط....!!
- سكان الفضاء المحتملون وثقافة الأتغلاق العلمي الفكري
- الأنتماء الوطني وتوحيد مفهوم الوطنية
- الأنتخابات التشريعية وأعادة تشكيل الأئتلافات
- الملف الأمني....... والتداعيات السياسية


المزيد.....




- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مازن فيصل البلداوي - التطور والتغيير الفكري