المغرب في الصحراء: مملكتين في واحدة

بوجمع خرج

الحوار المتمدن-العدد: 3163 - 2010 / 10 / 23 - 18:14
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

هي الصحراء كالمعهود منذ القرون مهد تغيير الجهة المغاربية اليوم تربك كل حسابات من يحاصرون لا فقط الصحراويين ولكن يحاصرون مبادرة الإصلاح الملكية ذاتها ويحاصرون مشروع الحداثة ورغبة الإنصاف ومصالحة الشعب مع مؤسساته التي للأسف لازالت تبدوا كما لو أنها مستعمرات هنا في الصحراء الغربية
إن أحداث الصحراء الغربية الأخيرة المتمثلة في نزوح الصحراويين إلى خارج مدن اعتقدوها أنها لهم ولأجلهم تؤكد على أن الصحراء ليست لا محررة ولا مسترجعة كما يفهمها الملك والشعب ولكنها مستعمرة لمجموعة قراصنة بالمملكة يتحكمون في الأوضاع إلى درجة أن ولوج الشأن العام حتى في ما هو غير مخزني أصبح تحت تأثيرهم.
ويتعلق الأمر بلوبي تكون تلقائيا منذ الحكامة البصراوية نسبة إلى إدريس البصري وزير الداخلية سابقا. إنهم مجموعة من الذين استفادوا من سنوات الرصاص وقد تمكنوا من منافذ القرار حينها كانوا تنفيذيين طائعين خنوعين لا يطرحون أسئلة حول طبيعة الأوامر ولا يتأخرون في تنفيذها. هؤلاء عملوا على مساعدة أقاربيهم وأصدقائهم وكل من يخدمهم في ما هم فيه. وطبعا هذه المساعدة غطت جميع الميادين بما فيها أشرفهم كالتعليم الذي عرف بدورها ترقيات لمفتشين لا يستحقون المقام ومديرين وحراس عامين كانوا آن ذاك مستعدين للسمع والطاعة وخدمة من دفع بهم.
هكذا وحتى حينما العهد الجديد أراد تغيير المملكة لجعلها تتماشى والثقافة الحقوقية الدولية والديمقراطية وجد نفسه عاجزا عن التحرر من ما تطبعت عليه الحكامة علما انه لما ظهرت حكومة التناوب تبين على أن عددا من أهم أطرها وان صحيح متعاطفين مع خلفيات إيديولوجية كانت أحزابهم تحاور بها الدولة وتصارعها ... ليسوا أكثر من مومياء لأحزاب صارت في جزء هام منها كما لو أنها عناوين في مشهد ديمقراطي مصطنع بحيث أنهم يفتقدون للكفايات الملائمة لتفعيل التنظير الإيديولوجي والمرجعيات والأدوات التنموية المرتبطة بها
تميعت كل المجهودات التي بدلت منذ تولي الملك محمد السادس تدبير أمور المملكة بحيث لاحظنا حتى أصدقائه ليسوا في مستوى ما تعنيه صداقة الملك في تدبير الشأن العام و تمثيل هذه الصداقة بما يليق من مقام الملك في المفهوم الملكي عند المجتمع.
انقلب السحر على الساحر إلى درجة أن صديق الملك أصبح يكذب على الملك والمكلف من طرف الملك بظهير شريف ينافق الملك والمخابرات ترقب الأمور وتتابعها ولكنها تتكتم بدورها عن الحقائق عن الملك ...
فما الذي ينتظر من هذا إن لم يكن أحداث سيدي افني (مدينة كانت تحت النفوذ الاسباني ) والتي تحولت إلى مخفر شرطة سرية مفتوح و أحداث العيون التي حتى الجدارات ترقب المواطنين في سرية تامة وتنقل أخبارهم في صمت وربما أحداثا أخرى قادمة في جهة وادنون بشمال الصحراء قد تكون مربكة.
أكيد ان هذا الوضع يتطلب من الملك أن يقف عند حقيقة لم يعد يليق السكوت عنها وهي المتمثلة في كون المملكة المغربية مقسومة إلى مملكتين إحداهما يتولاها الملك ولا تتجاوز مساحتها بعض الأمتار من حيث يوجد أو ينتقل كما أن خطاباته يتوقف تفعيلها على تنقلاته هو شخصيا عبر المملكة و تبقى حقيقة كل مبادراته داخل القنوات التي تتناقلها في بروتوكول يتناقض تماما وطبيعة الحداثة وما يليق بصريا بالمجتمع الدولي... اللهم ما لا يمكن إخفائه عن الملك.
وهناك مملكة أخرى هي الأكبر تمتد على مستوى القواعد وهي التي يتحكم في تدبير أمورها مجموعات قراصنة بأسلوبها الذي لم يعد خافيا حتى على الأطفال بالمدارس الابتدائية والذي يمكن تلخيصه في كونه مزاجيا ولا يهمه خطاب الملك في شيء ولا المصلح العامة سوى من حيث تخدم أطماعهم اللهم في صناعة ملفات على مقاس ما يحصنها ويحميها في ما هي فيه من جشع استنزاف ثروات الصحراء بالخصوص.
إن الوضع بالصحراء صحيح يحتاج إلى عصيان ذكي مماثل حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود ذلك أنه حتى الوحدويون محاصرين في مجالاتهم ابتداء من شمال الصحراء بل حتى المخلصون للعرش العلوي ذاته يعرفون أكثر من التهميش كما لو أنهم أعداء للوبي المذكور ربما لأنهم يخشونهم في فضحهم.
ليس هذا من باب الثناء على الملكية في وضعها الحالي ولا تطبيل لها ولكن فقط لأن الأمانة العلمية عي أمانة المثقف في قول الحقيقة. فطبيعي إذن أن تتميع كل المفاهيم المرتبطة بالمواطنة والوطنية وبالتالي طبيعي أيضا أن تكون ردود أفعال ذلك أن الكرامة هي الوطنية وهي الوثنية وهي أسمى كل القيم بما شرف الله بها آدم.
بوجمع خرج/ صحراوي

#بوجمع_خرج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات