أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير زعبيه - مثقفون.. ومثقفون !














المزيد.....

مثقفون.. ومثقفون !


بشير زعبيه

الحوار المتمدن-العدد: 3131 - 2010 / 9 / 21 - 00:56
المحور: الادب والفن
    


تلقيت هذه الرسالة عبر البريد الالكتروني من شخص تمنيت أن يذيّلها باسمه كاملا , فقد يكون على معرفة بي وقد لا يكون، ولأنني وجدت نفسي متفقا مع كاتبها في بعض ما عبر عنه، رأيت أن أنشرها في هذه الزاوية كما وردت، مع تحفظي على ما جاء فيها من تعميم لأنني لا أحبذ التعميم ولا الاطلاقيات ..

يقول كاتب الرسالة : "منذ فترة الصبا كانت تستهويني مسألة أن تكون لي علاقة بشريحة المثقفين كان لي ميل بعض الشيء للقراءة وكنت أجتهد خلال فترة المراهقة في الاقتراب من الوسط الثقافي وكنت أنجذب لطريقة حديث المثقفين رغم إنني كنت أجد صعوبة في فهم بعض المفردات التي كانوا يرددونها في خطابهم معتبرا ذلك ما يميز المثقف عن غيره . استمرت علاقة الإعجاب هذه معي إلى مرحلة ما بعد المراهقة، حتى جرتني الصدفة وحدها إلى الاقتراب نوعا ما من هذا الوسط عبر أحد أقارب صديق لي كان أول نموذج ألتقيه من شريحة المثقفين وكان له الفضل في اصطحابي فيما بعد إلى مناسبات عديدة يلتقي ويتكلم فيها المثقفون . وقد أشفقت في فترة ما على بعضهم لمظهره الأقل من المتواضع والذي يوحي إليك أحيانا بالبؤس وأنا الذي كنت أعتقد أن هذه الشريحة لاشك تمثل الصفوة في المجتمع، مقارنا ذلك بما يصادفني من صور لمثقفين غربيين أنيقين يدخنون الغليون ويرتدون ربطة العنق، سألت هذا القريب الذي أصبح صديقا وقد دعاني إلى مقهى يرتاده مثقفون لماذا يبدو بعض مثقفينا هكذا ؟ فأجابني مهمومون . سألت أيضا : بماذا ؟ قال لي : بما يشغل الناس ؟ انظر مثلا ذلك الشخص الجالس وحده قرب الرصيف . توجهت بنظري إلى حيث أشار...فرأيت شابا نحيفا غير حليق، يبدو بشعره غير المسرح وكأنه صحا الآن من النوم ويرتسم العبوس على وجهه حين يسحب نفسا من بقايا سيجارة أوشك عقبها أن يختفي في فمه، قلت : من هذا الشخص ؟ قال لي إنه كاتب، قلت : ولماذا هو هكذا ؟ قال : إنه يعاني . سألت : ولماذا لا يذهب إلى المستشفى ؟ و هل يعاني من مرض محدد مثلا؟ وكم أصابني الحرج لسذاجتي حين أجابني الصديق ضاحكا : يا راجل يعاني لكي يكتب، لن أنصحك بأن تجرب المعانات ولا الكتابة، ولم أستوعب بفهمي البسيط الربط بين تلك الحالة البائسة وبين الكتابة ..مرت سنوات عملت فيها مجبرا بنصيحة الصديق لأني لم أكن أملك موهبة الكتابة ولا الرغبة في تجريبها وحافظت خلال تلك السنوات على مسافة بيني وبين شريحة المثقفين عدا علاقتي بهذا الصديق والتي زادت توثقا وزادني هو اطلاعا على تفاصيل أكثر عن تلك الشريحة ، وفي أحد اللقاءات رأيت هذا الصديق حانقا على الجميع، سألته ما بك ؟ قال لي باندفاع : ياراجل نفاق وانفصام في الشخصية . علقت : أنت أيضا بدأت تقول كلاما كبيرا ماذا تقصد ؟ أجاب بنفس الاندفاع : وسط غريب يا أخي، كنت في جلسة كلام كالعادة مع عدد من هؤلاء ، احدهم أعطى محاضرة عن الزهد والعفة وعزة النفس ويعلم الجميع مدى طمعه واستعداده ليس للتخلي عن عزة نفسه بل التخلي عن هذه النفس من أجل مصلحة تخصه،, وآخر يزايد في الوطنية وهو أول من يعرف أنه بانتهازيته مستعد لبيع الوطن نفسه من اجل مصلحته هو فقط , وثالث ينضح الهم الإنساني من كتاباته , لكنك ما تكاد تسمعه حتى تفوح رائحة التعصب والقبلية من حديثه , و ذاك الذي يخدم السلطة في الصباح ثم يقدم نفسه معارضا في المساء , وكاتب لم يعرف في حياته قط علاقة نسائية واحدة فترى كتاباته تفيض بطولات ذكورية وفحولة أين منها بطولات كازانوفا ودون جوان وو....,استوقفت الصديق وقلت مهلا لابد أنك تتكلم عن جيل بعينه . ردّ صديقي كلهم سواء وكل له عقده، أما سمعت عن ذاك الشيخ الذي ينام على تكريم ويصحو على آخر , وكيف يحسده آخر ويستغيبه معلقا "ما شاء الله تكريم قبل الأكل وآخر بعد الأكل" ، وهذا الآخر نفسه الذي يدّعي في الظاهر الزهد والعفة وفي الخفاء يقف أمام مكاتب المسؤولين يتسول الحسنة والجوائز , يشتم المسؤول ثم ينسى فيمدحه وقد لا ينسى لكنها المصلحة, ودعك من ذلك الذي لم يكلّ رغم تقدم سنه من الركض نحو منصب ما وكأنه يعلن : أموت وفي نفسي شيء من منصب !..عقد ومزايدات و حسد و نميمة , لماذا كل هذا ؟ قلت : لابد انك تدين الجميع لأنك في ساعة انفعال فلا يعقل ألا يكون هناك أسوياء في هذا الوسط يحترمون أنفسهم وكلماتهم وأقلامهم وأناسهم .. رد الصديق : هؤلاء لن تراهم كثيرا,هؤلاء يدركون قيمة أن يكون المرء مثقفا , أوفياء لتاريخهم , لايعرضون أنفسهم ولا يبتذلونها ,مكرمون بحب الناس , تبحث عنهم الجوائز ولا يبحثون , أما الآخرين فأنصحك أن تكتفي بمعرفتهم عن بعد , والاطلاع على ما قد يحمل قيمة مما يكتبون دون الاقتراب منهم كما أنصحك أن تبقي على هذه المسافة بينك وبينهم بل يمكن أن تزيدها ".

(انتهت الرسالة)



#بشير_زعبيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطابور ( قصة قصيرة)
- قريبا من البحر ( قصص قصيرة )
- ابتسامة أعرض (قصة قصيرة)
- درس كاليغولا
- هل لنا أن نحلم بغير هذا ؟!
- لبنان المختصر في (لعبة) أو (ورقة) !
- ماالذي ينتظر في الأفق هناك ?!
- اختطاف مشاهد !!
- اعلام يخاطب نفسه وآخر يسمع نفسه !
- سيرة ذاتية للمفاوضات العربية الاسرائيلية !!
- قصة قصيرة : الهاتف
- السّلام الأخير
- اللهمّ أرزق الصومال بنفط من عندك !!
- -القتل رميا بالشائعات-
- سؤال الصحفى ورد الرئيس
- قصة قصيرة : اش ..
- سباق مغاربي مقلق: التسلح يتقدم والتنمية الى الخلف
- ايران الثورة .. كنت هناك : ( 2 ) ذلك الثوري صاحب قاموس الممك ...
- ايران الثورة.. كنت هناك: (1) حكاية الرجل الثاني
- مليارات القلق


المزيد.....




- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير زعبيه - مثقفون.. ومثقفون !