أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد المسعودي - الجمهور القارئ وثقافة الكتاب .. المعوقات .. المستقبل















المزيد.....

الجمهور القارئ وثقافة الكتاب .. المعوقات .. المستقبل


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 23:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان نكتب ونبحث عن مفردات كالقراءة والكتاب والجمهور ، وما تحمل هذه الثلاثية المستديمة للتطور الاجتماعي والتمدن الانساني ، يعني ان واقع الجمهور من حيث الامكانية في التواصل المعرفي ومحاولة اقتحام المجهول والمعلوم على حد سواء ، ينتمي الى درجة الصفر من التفكير والمتابعة والاهتمام ، لاسباب تتعلق بطبيعة السلطة ( سياسية ، اجتماعية ، دينية .. الخ ) التي عادة إما تعمل على قولبة الناس في نمطية معينة من الافكار والتوجهات ، فتنشئ من خلال ذلك مؤسسات لا يوجد لديها مشكلة معرفية او قلق معرفي حول جاهزها الثقافي والعقائدي ، ومن ثم هي في حالة المستفيد من بقاء الاوضاع على حالها او هي لا تملك الامكانية والقابلية في تكوين نخب او كوادر ثقافية تساهم في خلق المنجز المعرفي والعلمي ، الامر يجعلها تعتاش على الموروث الثقافي الذي لم تساهم في تكوين عمليات معرفية اضافية عليه ، مهمتها تكمن في ما هو اجتراري وتكراري غير منته الى حد بعيد . والجمهور في العراق ( تاريخيا ) مرت عليه تجارب متغيرة ومتنوعة من الانساق الثقافية والمعرفية ، بعضها ينتمي الى الحداثة ، وما تحمل من اشكال متعددة ومتصارعة فيما بينها ، وبعضها ينتمي الى تراث الذات " العربية الاسلامية " وما تحمل من قدرات وامكانيات سواء كانت تعاني من عقدة الاصل الثقافي فترتد الى الوراء ، رافضة تجارب الاخرين او كانت قد استوعبت التجربة الحديثة ، فبدأت تستعير من الحداثة ماهو سطحي وشكلي ، كاركتيري ، مرتبط بطبيعة ارتداء المدينة في شكلها وزيها دون الوقوع او التماس مع الاسس المنتجة لها من وعي انساني وعلمي تجاوزي بشكل دائم ، وهكذا تظهر صورة الجمهور متغيرة ومتنوعة وفقا لطبيعة السلطة وما تحمل من منتجات متغيرة او ذات انساق ثابتة من سياسية واقتصادية وثقافية ، فالجمهور في العراق ( فترات الخمسينيات والستينيات والسبعينيات ) تعرض الى موجات ثقافية وايديولوجية حديثة ، بعضها مشكل ضمن وعي سياسي وثقافي معين ، وبعضها ينتمي الى مدارس فنية وادبية وفكرية ، ومن ثم كانت بغداد بالفعل تصدق عليها مقولة القراءة والرغبة في الانفتاح المتواصل على العالم ، او تكون مدينة مليئة بالحيوية والانوثة والبهجة .. الخ ، هذه الموجات الثقافية الحديثة أوصلت نتاجها الثقافي والمعرفي الى المواطن العادي البسيط الذي لا يملك المؤهلات العلمية والتحصيل الدراسي ، بحيث كان " العامل " الذي ينتمي الى طبقة بروليتارية كادحة على سبيل المثال يعرف عن غوركي ودستويفسكي وسارتر أكثر مما يعرف عنه اليوم من هو حامل شهادة البكلوريوس في اختصاصات مختلفة علمية وادبية ، وكل ذلك ساهم في خلق وعي شعبي يقظ وقلق ومتطلب للمعرفة وباحث عن آفاق متلونة ومتغيرة يفتقد لها كثيرا الجمهور في الازمنة الراهنة .

البعث والجمهور

كانت تجربة " حزب البعث العربي الاشتراكي " مع الجمهور تمثل تجربة تفاعلية مزدوجة من العقيدة والسلطة ، الاولى عقدية تسيطر على الذهن ويملك الانسان امكانية التخلص منها سرعان ما يعرف زيفها وبطلانها ، والثانية ، لازمة قسرية وجودية تربط الانسان بجميع محتوياتها وبرامجها ، هكذا كانت تجربة البعث مع الجمهور عقيدة متسلطة على ذهنية الناس سواء من يقبل بها او لا يقبل ، بالرغم من ان الذي يتمثلها " يقبلها " كعقيدة هناك نوعين ، الاول متماهي معها نتيجة ما توفره من سلطة اجتماعية على الاخرين ، والثاني متماهي معها ومع المكتسبات المتعددة من اجتماعية واقتصادية وسياسية .. الخ . في حين يبقى النوع الرافض لها بشكل داخلي قابع في " رفضيته " الذاتية دون القدرة على التخلي عنها نتيجة عاملين عامل المكتسب المادي والاقتصادي وعامل القسر وقدرة التبعيث الممارسة عليه . هذه الصورة فرضت على الجمهور ثقافيا وفكريا وسياسيا بحيث اصبحت ثقافة البطل " السبع " تتمثل ثقافة الجمهور ( الذي ما يزال يرغب بحاكم قوي ومستبد ) دون اهمية لمكتسبات تتعلق بالقوانين التي تحمي الانسان من حريات متعددة تصونها القوانين الحديثة ودون اهمية لاية تطلعات اجتماعية مستقبلية . وذلك الامر كما اسلفنا ليس وليد الدكتاتورية فحسب بل يمتلك الامدادات التي تسعفها به قيم البداوة التي تنتصر للقوي على حساب الضعيف وتعلي من شأن قيم كالغزو والفرهود ، وغيرها من القيم التي ما زالت مستترة لدى جمهورنا ضمن حدود النسبي بشكل داخلي غير معلن عنه ، سرعان ما تظهر عندما تشتد وطأة الظروف الاقتصادية والسياسية ، فضلا عن وجدود الازمات التي يعيشها المجتمع . وهكذا نقول ان ثقافة البعث مع الجمهور هي ثقافة تأليه قائد الضرورة ، وكل ذلك شمل جميع المؤسسات التي تعنى بالكتاب والثقافة التي اصبحت بدورها نمطية وغير قادرة على محاكاة تطلعات الجمهور وما يحمل من احلام وطموحات ، فضلا عن عدم الامكانية في بناء وعي نخبوي قادر على ممارسة النقد المتراكم للاخطاء والسلبيات التي يمارسها العقل السياسي والاجتماعي والثقافي .. الخ ، وذلك باختصار لان التفكير ممنوع ، والنقاش ممنوع ، ماذا تبقى من الرأس اذن ؟ سوى ثقافة الطاعة والقبول الاعمى لجميع مقررات الثقافة العقدية ، السلطوية التي كانت تمارسها ثقافة البعث .

الجمهور اليوم

بعد كل هذه النهايات ، ماذا تبقى من الجمهور كنموذج ثقافي وابداعي يستطيع تحقيق الذات والتواصل مع المعرفة والقراءة والكتاب ؟ يبدو الجواب مع الاسف الشديد مصابا بالخيبة كثيرا خصوصا اذا عرفنا ان صورة الجمهور اليوم هي صورة كارثية ليس من حيث المحتوى الثقافي والمعرفي فحسب بل من حيث التراجع عن قيم المدينة والتسامح والسلام الاجتماعي ، كل ذلك يشكل صورة فرضتها مخلفات الدكتاتورية وطبيعة الازمنة الراهنة التي هي امتدادا لطبيعة السلطة التي تشكلت بعد سقوط النظام السابق وما تحمل من هويات ثقافية عقدية " من العقيدة " ، فالجمهور قد تحرر من عقيدة السلطة اللازمة للفرد ، وذلك الامر يشكل مكتسبا اساسيا وفي غاية الاهمية ، لكن ما نحتاج اليه اليه هو التحرر من العقيدة التي تغلق الانسان حول مضامينها بشكل نهائي ، إذ ان هذه العقيدة المنتهية الوجود والكاملة الاصل والنقاء في حالة تحولها الى نموذج السلطة سوف تتمكن من اعادة الفرض والهيمنة بشكل اجتماعي وثقافي ، الامر الذي يجعل صورة التغيير تبدو مستحيلة وصعبة المنال . ان الجمهور القارئ اليوم لا يمكن ان نجده إلا بشكل محدود ونخبوي وضمن اتجاهات متخصصة في الادب والفلسفة والسياسة والدين ، إذ ان الثقافة الادبية تكاد تهيمن على ذوقية الجمهور القارئ من شعر وقصة ورواية ، وذلك لسهولة قبولها وتمثلها كمحتوى ثقافي ، فضلا عن كون الذات العراقية هي ذات انفعالية وعاطفية اكثر مما هي ذات فلسفية مفكرة بالعالم وما يحتويه من متناقضات كبيرة ، ولان الثقافة والكتاب والقراءة غير مستوعبة من قبل السلطة في نموذجها الحالي " الذي يعيش على جهل المجتمع " تبقى لدينا اشكالية كبيرة تكمن في كيفية نشر المعرفة وجعل الكتاب والثقافة اكثر حضورا لدى الجمهور الذي نأمل ان يكون ضمن صورة مختلفة عما هو سائد من جاهزيات ثقافية عقائدية وسياسية واجتماعية تمارس عليه التمثيل والتغبية " من الغباء " الى حد بعيد .

معوقات ثقافة الكتاب

بعد ظهور المعلوماتية وما تحتوي من قدرة كبيرة في الانتشار والحضور المتعدد الابعاد ، المكانية والزمانية ، تغيرت ملامح الكتاب وتطورت من الواقعية المادية المطبوعة والمعاشة بشكل ملموس وحميمي الى الطبيعة الافتراضية الالكترونية المكثفة الحضور وذات الملكية الواسعة الانتشار ، الامر الذي يجعل النموذج الالكتروني اكثر تعميما من حيث الفائدة والاكتساب للمعرفي لدى الباحثين ، بحيث يسهل عليهم عملية البحث المختصر ومن مختلف الزوايا والابعاد للمعرفة الحديثة التي لا يمكن تتسم بالثبات او السكون على حالة واحدة لانها باختصار معرفة متنقلة من طور الى آخر ومن طبيعة الى اخرى . والكتاب الالكتروني " حالة حال الكتاب الواقعي " يشكل اضافة متواصلة للتقدم البشري المعرفي يفتقد لها كثيرا الجمهور القارئ والباحث في العراق ، وذلك لاسباب سبق ان ذكرنا اعلاه مرتبطة بطبيعة السلطة وما تنتج من مخلفات وازمات ومشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية لا تساعد على توفير اجواء وبيئات صالحة للتطور الثقافي والمعرفي ، إذ يمكننا ان ندرج هنا مجموعة من المعوقات التي تساهم طبيعة السلطة في انتاجها ، والتي تعيق انتشار ثقافة الكتاب وجعلها اكثر اجتماعية وانتشارا من حيث الفائدة والاهتمام والتطور البشري

1- الاقتصاد وطبقات المجتمع : يشكل الوضع الاقتصادي للجماهير دورا مهما في نمو الثقافة وانتشارها ، فضلا عن كونه عامل اساسي في ولادة طبقات اقتصادية جديدة تعي وجودها من خلال اهمية التحصيل العلمي والدراسي ، وبما ان الوضع الاقتصادي للجمهور العراقي لم يتحسن طيلة السبعة اعوام المنصرمة بالشكل الذي يخلق عالما متوازنا " ضمن حدود النسبي " بين طبقات اجتماعية واقتصادية مختلفة داخل المجتمع ، لذلك تبقى حظوظ وفرص التعليم والثقافة والاهتمام بالكتاب في غاية التردي والتراجع ، إذ ان الكتاب يحتاج الى الاقتصاد كي يصل الى الجمهور ، بالرغم من اننا نعي جيدا بانه توجد نخب اجتماعية تعيش على الكفاف ومع ذلك تملك اهتمام طاغ باهمية التواصل الاجتماعي والثقافي ومعرفة الجديد والغريب في عالم المعرفة والعلم ، وهكذا نقول انه كلما تحسنت الاوضاع الاقتصادية كلما اصبحت لدى الجمهور القدرة على التواصل المعرفي ، الامر الذي يقودنا الى نهاية الصورة التي تجعل الجمهور ينظر للكتاب نظرة ازدراء وامتهان لانها في النهاية ضمن تصوره اي الكتاب لا يدر ربحا ماديا او اقتصاديا او انه يعلم الانسان معرفة تقوده الى الضلال او الى السجن وبالتالي يصبح غير مفيد او ذي جدوى ( 1 ) ، وبالطبع لو نظرنا بشكل عميق الى نظرة الانسان العادي نجدها نظرة صائبة ضمن حدود النسبي اذ لا يمكن ان يكون المثقف او القارئ في حالة اقتصادية مزرية ، إذ سوف تكون اهتماماته ادبية وشعرية " ان وجدت " اكثر مما هي علمية وفلسفية ، وذلك الامر ينسحب على مستوى القبول الجامعي لدى الطلبة الذين يسكنون ضمن طبقات اقتصادية شعبية فان مستواهم الدراسي من النادر ان يقود بهم الى القبول الجامعي في كليات وجامعات كالطب على سبيل المثال .
2- الايديولوجيا المغلقة : من العوامل المعيقة لانتشار ثقافة الكتاب بشكل مختلف ومتعدد ، وذلك لانتمائها الى فضاءات مغلقة من التصور والتفكير بحيث لا تستطيع ان تستوعب الافكار المغايرة لها ، فتبدأ عملية التحديد هذا مفيد وهذا غير مفيد ، وهكذا تظهر الايديولوجيا المغلقة عندما تتبناها السلطة سواء كانت سياسية او اجتماعية وثقافية ، وكثيرا ما تجد الايديولوجيا المغلقة حراسا وامناء يحافظون على ديمومتها لا لسبب الفائدة الاقتصادية والمادية فحسب بل لكونها تضفي لديهم المزيد من النفوذ والسلطة المعنوية الرمزية ايضا ، والعراق مع الاسف الشديد ابتلى كثيرا بالايديولوجيا المغلقة التي تمنع التفكير وتمارس الوصاية الثقافية على المجتمع ، ذلك الامر هو حال الكثير من المؤسسات الثقافية اليوم " ضمن حدود النسبي " تلك ، التي تتبنى الايديولوجيا المغلقة و تفضل ابنيتها الداخلية للمعرفة ولا تستطيع ان ترى او تعترف بالابنية الثقافية المغايرة لها والمختلفة معها ، الامر الذي يجعلها مصابة بالعقم الثقافي والمعرفي ، الابداعي الى حد كبير .
3- تخلف السياسي وتبعية الثقافي : من العوامل التي لا تساهم في تخلف الثقافة والمعرفة وتراجع الكتاب والمعنى الذي ينتجعه فحسب بل في تخلف الوضع الانساني بشكل عام ، اذ انه كلما كان السياسي " متعاشقا " مع قيمة الانسان والرغبة في تطور وتحسين وضعه الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ، كلما ساهم في جعل حياة الجمهور اكثر تحولا وتغيرا بشكل دائم ، والعكس صحيح مع السياسي المتخلف الذي لا يفهم من السياسة سوى ادراك غاية السلطة فحسب ، ومن ثم هناك سلسلة متواصلة من التبعية المستقيمة للمثقف ، الذي لا يفهم بدوره سوى القبول بالمكتسبات وانتهاج منهج المهادن والانتهازي بشكل يفقده ، عناصر النقد والابداع والتواصل الثقافي والمعرفي .


نحو جمهور قارئ

ان ولادة الجمهور القارئ لا يحتاج الى تجاوز المعوقات اعلاه فحسب بل يحتاج الى ولادة انساق ثقافية واجتماعية واقتصادية جديدة ، تعمل على تبديل الجاهز الثقافي السائد حول المعرفة والثقافة والكتاب ، بشكل يعيد الى الثقافة العراقية عنصر التجديد والمشاركة مع العالم العربي اكثر فاكثر في ترسيخ قيمة الحداثة والتطور المعرفي والثقافي ، هذه الانساق الثقافية تحتاج الى لغة العالم والفيسلوف والاديب المفكر ضمن اتجاهات النقد وتعرية السلطة وجميع مخلفاتها المساهمة في تزييف الوعي الاجتماعي وتغييب عناصر الوجود الموضوعي وما يحمل من حقائق عادة ما تخفيها السلطة " سياسية ، اجتماعية وثقافية " من اجل تبرير وجودها وديمومة بقائها في حالة المستغل والمهيمن بشكل يبعدنا عن التطور والتغيير الدائمين ، ان سمات الجمهور القارئ تكمن في مجموعة عناصر او اتجاهات من شأنها ان تجعله مساهم في نقد السلطة وديمومة " الجمهور " حاكما ومساهما في ترسيخ مفاهيم الحرية والتقدم واحترام حقوق الانسان ، وهذه السمات ندرجها كالتالي

1- بعيدا عن الادلجة المغلقة ، قريبا من الحرية : من سمات عالم الانفتاح الثقافي والعلمي على تجارب الاخرين ان يكون المتلقي الاجتماعي والثقافي غير مؤدلج او حمالا لنهاية افق ثقافي وعقائدي ، إذ ان الادلجة تساهم في تزييف الوعي وانحسار الجمهور في غايات تبررها السلطة ، هذا لا يعني ان الجهور لا يمتلك ايديلوجيا ، بل ان الاخيرة موجودة وبشدة ولكنها سوف تكون نقدية تجاوزية وتراكمية ، مدافعة عن حقوق الانسان ، انها ايديولوجيا العلم المجرد من الفلسفة التي تنظر الى العالم بشكل مطلق ، تحاول ان تديم اليقين وتزعزع اسس التغيير والاختلاف البشري .
2- بعيدا عن المعلوم ، قريبا من المجهول : من سمات العلم ان يكون متتبعا للمجهول ، الغريب عن ذاكرته التاريخية ، بحيث يصبح المعلوم ارثا يقف على مسافات التساؤل والبحث والنقد ، ذلك الامر ينطبق على الجمهور من حيث تبنية لمعرفة غير مكتملة ومعلومة بشكل دائم ، بل معرفة مجهولة يحاول البحث عنها ويكتشفها في اللامفكر فيه في الادب والسياسة والمجتمع ، انها معرفة البحث الجدلي المتراكم بشكل مستمر .
3- – ذاكرة نقدية متساءلة : وهكذا مع وجود البحث الجدلي المتواصل يستطيع الجمهور من خلال تعدد منافذ الثقافة والمعرفة ان يتمتع برؤية او ذاكرة نقدية تساؤلية ، تستطيع ان ترى الحاضر ضمن صورة " المأوى المؤقت " للافكار والعلم والمعرفة ، وما يضمنه المستقبل مجموعة من الصور والقوانين المختلفة التي تلائم الازمنة المنتجة لها ، إذ انه كلما تمتع الجمهور بذاكرة نقدية متواصلة كلما خفت عملية خداعه وتسويق او تمرير الكثير من الاساطير والحكايات الخرافية حول مجمل وجوده الواقعي المعاش ، وهكذا نقول ان وجود ذاكرة النقد وتمثلها كمحتوى اجتماعي وثقافي منظم يجعلنا نشارك مع العالم الحداثة والتطور العلمي والانساني بشكل عام .
(1) في العراق عادة ما يقول الناس العاديين عن الشخص الذي يحمل كتابا خارج نطاق الدراسة الجامعية " هذا بطران " بينما كانت تضع سلطة البعث الشخص الذي يحمل كتابا موضع الريب ومن ثم المتابعة والاهتمام وصولا الى الاتهام بانه شيوعي او معاد للحزب والثورة .. الخ .



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوقوف على السواد
- الثقافة العلمية بين الواقع والطموح (4 - 4 )
- الثقافة العلمية بين الواقع والطموح (3 _ 4 )
- الثقافة العلمية بين الواقع والطموح (3 - 4 )
- الثقافة العلمية بين الواقع والطموح (2 - 4 )
- الثقافة العلمية بين الواقع والطموح ( 1- 4 )
- الانساق الثابتة والمتحولة في المعرفة والحرية
- ثقافة الخطأ ومراجعة الذات
- المدينة والفلسفة من القطيعة الى التواصل ( 1- 2 )
- المدينة والفلسفة من القطيعة الى التواصل ( 2 - 2 )
- قواعد السؤال الوجودي للذات
- الايديولوجيا في مناهجنا التربوية
- مسارات التنوع الثقافي في العراق
- المثقف والحرية واسئلة المستقبل
- أطفال في الشوارع بين التسول والضياع
- مفهوم الحقيقة بين العلم والدين
- معوقات ثقافة الابداع في العراق
- في تاريخية الكتابة والموت ( قلق الكاتب من محو الذاكرة )
- فاعلية المثقف من العزلة والرفض الى الممارسة الاجتماعية
- نحو علمنة الزمن الثقافي العربي


المزيد.....




- الانتخابات الأوروبية في مرمى نيران التدخل الأجنبي المستمر
- أمريكا كانت على علم بالمقترح الذي وافقت عليه حماس.. هل تم -ا ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- لماذا تشترط واشنطن على الرياض التطبيع مع إسرائيل قبل توقيع م ...
- -الولايات المتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله-- ...
- بعد قرنين.. سيمفونية بيتهوفن التاسعة تعرض بصيغتها الأصلية في ...
- السفارة الروسية: قرار برلين بحظر رفع الأعلام الروسية يومي 8 ...
- قديروف: لا يوجد بديل لبوتين في روسيا
- وزير إسرائيلي يطالب باحتلال رفح والاستحواذ الكامل على محور ف ...
- مسؤول في حماس: محادثات القاهرة -فرصة أخيرة- لإسرائيل لاستعاد ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد المسعودي - الجمهور القارئ وثقافة الكتاب .. المعوقات .. المستقبل