أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وليد المسعودي - المثقف والحرية واسئلة المستقبل















المزيد.....

المثقف والحرية واسئلة المستقبل


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 2719 - 2009 / 7 / 26 - 09:12
المحور: المجتمع المدني
    


وجدت محددات وصورا كثيرة للمثقف منذ ولادة المفهوم بالمعنى الحديث، مرتبطا بقضية دريفوس وما تلاها من تأييد وتكتلات فكرية وثقافية حددت مفهوم المثقف في صورة الالتزام والحرية والقدرة على اختراق المجال العام عبر اساليب الابداع والابتكار للجديد والمختلف في مجال العلوم والمعرفة والثقافة، إذ ظهر هنالك المثقف في صوره المختلفة تبعا لطبيعة الانتماء الطبقي والسياسي والاجتماعي من حيث المثقف الذي يدعم هذه الطبقة الاقتصادية او تلك او يظهر ابداعه مرتبطا بالذات القومية التي يمتلك، وصولا الى صورة المثقف الكوني الذي يهمه الانسان في كل مكان، يدين النظام السياسي ويقف الى جانب المنبوذين والمهمشين اينما وجدوا، وهذه الصورة مألوفة لدى الكثير من المثقفين البارزين في القرن العشرين الذين لديهم مواقف انسانية يجب ذكرها امثال جان بول سارتر وغيرهم من المثقفين الذين يمتلكون حسا نقديا تجاوزيا غير مرتبط بسياق المكان او اللغة المحلية لذات الكاتب او المثقف.
ان المثقف لايستطيع ان ينجز حريته او سلوكه الانساني إلا من خلال الفضاء العام لمفاهيم حرية الرأي والفكر والتعبير التي كانت سباقة في انتاجها مجتمعات الصناعة والتقدم الحديثة، وهذه الحرية هناك من يجعلها محددة ليست ضمن صورة المثقف ذاته بل ضمن طبيعة المؤسسة التي تحيط المثقف وتدفعه الى الابداع والاكتشاف في ترابط وثيق متواصل، او هنالك ما هو مغاير من حيث وجود المؤسسة التي تحدد مجالات الكتابة والحرية لدى المثقف، فيصبح الاخير مع مرور الزمن تابعا وآلة استهلاك لما يقوله الاخرون، واخيرا هنالك المثقف الذي يتبع ايديولوجيا الدولة او النظام السائد، وذلك الاخير اكثر شيوعا لدى المجتمعات العربية الاسلامية او المجتمعات التي تعيش داخل “سلطة ابوية شمولية“ وجد ليخدم السلطان ويعتاش على ما يقدم له من خيرات ومكتسبات حتى وان كان ذلك السلطان ظالما لمواطنيه او بالتعبير التقليدي لرعيته التي يحكم. فالحرية آلة ابداع المثقف من خلالها يتم الكشف عن اللامفكر فيه في السياسة والاقتصاد والمجتمع في صورة الاستبداد والاستغلال وانعدام الحريات.. الخ وكلما كان المجتمع يملك فضاء واسعا وكبيرا من الحرية كلما نمت الحضارة وتوسعت وازدهرت، وبما اننا نعيش كمجتمعات “عالم ثالثية “ او ما يسمى الان ضمن منطقة الجنوب فانه من المهم جدا توسيع دائرة الفهم لطبيعة المثقف والحرية في هذه المجتمعات من اجل تجاوز الصورة التقليدية للمثقف في صورته الوحيدة والجاهزة، تلك المرتبطة بالنظام الحاكم او السائد سياسيا واجتماعيا وثقافيا. ان المثقف في المجتمعات العربية الاسلامية يعيش في دائرة مغلقة من الفكر والابداع، تقوم الدولة بتمثيلها عبر ساستها وقادتها وسلوكها العام.. الخ ومن يختلف عن هذه الصورة فان نصيبه يتحدد في اتجاهين.
الاول: مرتبط بالكتابة والابداع بعيدا عن الوقوع في ما يسمى “بالتعبويات“ اي تلك الكتابة التي تمجد السلطة وتدافع عنها.
الثاني: مرتبط بالكتابة النقدية التجاوزية للدولة والمجتمع في صورته التقليدية، وهذه الصورة من الكتابة من الممكن ان تلاقي العنف والعقاب وصولا الى العيش في المنفى، وذلك النموذج حاضرا لدى مثقفين امثال نصر حامد ابو زيد في الازمنة الراهنة، اذ اتحدت في تغريبه ومحاربته سلطة الدولة وسلطة المؤسسة الدينية في الازهر التي تعمل الدولة على تسيير شؤونها والتحكم بها. وفي كلا النموذجين يعاني المثقف من العزلة وعدم الاهتمام او تركيز الضوء حول ماهية الابداع التي يمتلك، على الرغم من التأثير الذي يمارسه خارج نطاق دعم الدولة، او المؤسسات العاملة والمحيطة لثقافتها وخطابها الايديولوجي الرسمي. ان صورة المثقف المتحرر من جاهزيات التقليد الاجتماعي والسياسي السائدين تعاني الكثير من التهميش والرفض والمقاطعة احيانا، وذلك بفعل الدعم العقائدي الذي توفره هذه الايديولوجيا او تلك، وبفعل المكتسبات السياسية التي حصلت عليها هذه الطبقة او الطائفة او تلك.. الخ، وهنا نتحدث عن صورة المثقف في العراق على وجه الخصوص، من حيث وجود مؤسسات كثيرة ومتعددة، ولكن في مجملها ضمن حدود النسبي غير قادرة على استيعاب المختلف الذي يباشر نقده لهذا التيار السياسي او ذاك، بعيدا عن لغة التحريض واثارة الفتن والاحتراب داخل المجتمع، بل محاولة لنقد السياسي والثقافي العراقي في صورته الراهنة، القائمة على الاحتكار، فمثلا المؤسسات الحزبية في ازمنتنا الراهنة تبجل قادتها وتعظم من دورهم المستقبلي وكأنهم خارج الزمان والمكان من حيث بشريتهم وسلوكهم الواقعي، كل ذلك لايمكن التصريح به او التعبير عنه لاسباب تعود الى طبيعة المؤسسة الحزبية المنغلقة على نفسها، من حيث عدم وجود صفة النقد لديها كثقافة سائدة في ادبياتها الداخلية، وكذلك لاسباب الخوف من اقتحام الرموز الذين يشكلون فضاء مطلقا لدى الكثير من الناس الذين يؤيدون هذا الحزب او ذاك، وهكذا نقول ان المثقف في صورة الاختلاف عن الجاهز السياسي الحاكم اجتماعيا وثقافيا لايستطيع انجاز ثقافته بشكل واسع ومنتشر، وما موجود هنالك من مثقفين قد استطاعت هذه المؤسسة الثقافية، الحزبية او غيرها جذبهم من اجل تفريغ طاقة النقد لديهم ومن ثم هنالك الاحتواء او عدم تكوين الصورة المتعارف عليها من المثقف لدى الدول الحديثة التي تمتلك فضاء واسعا من النقد والحرية والاستقلال على الرغم من وجود صورة المثقف الذي يدعم سياسة الدولة وطبيعة تعاملها مع الدول الاخرى وخصوصا تلك المتعلقة لدى العالم العربي، فحرب الخليج الثانية سميت بالحرب المقدسة وتم التوقيع عليها من قبل مثقفين وفلاسفة كبار في الغرب، كل ذلك يعكس طبيعة المؤسسة المهيمنة بشكل اقتصادي طبقي من حيث وجود إمكانية كبيرة في شراء المثقفين ودعم سياستها وايديولوجيتها السائدة بعيدا عن لغة الموضوع والحيادية التي يتمتع بها المثقف الملتزم والمختلف عن صورة الجاهز السياسي الحاكم اجتماعيا وثقافيا.
ان امكانية خلق مثقفين احرار بشكل نسبي في ازمنتنا الراهنة تعاني من عدم التحقق، وذلك بفعل عوامل الجذب السياسي، الايديولوجي كما اسلفنا اعلاه، وكذلك بفعل طبيعة المثقف ذاته من حيث عدم وجود الاستقلالية الاقتصادية والمادية، الامر الذي يجعلهم كتابا في خدمة هاجسهم المادي الاقتصادي لاغير، بحيث تتحول المعرفة لديهم الى “سلعة“ غير قادرة على الثبات كارث ثقافي ومعرفي وكذلك تحلولهم الى “ادوات“ في خدمة الطبقة الحاكمة وخطابها المباشر. ان امكانية خلق مثقفين احرار لديهم القدرة على عدم التحول الى “روزخون“ يصلح لكل طائفة اوحزب، كما سماه الكاتب سعدون محسن ضمد امرا اساسيا وحيويا في ولادة الاختلاف الاجتماعي والثقافي، الذي يتيح او يساهم في خلق مثقفين غير تابعين الى نمطية معينة او الى اتجاه معين لاغير بل هنالك المثقف الذي يتبع مسارات ابداعه ومواقفه الاجتماعية والثقافية التي يمتلك، بعيدا عن لغة الاحتواء والهيمنة التي تمارسها الكثير من المؤسسات بشكل نسبي في ازمنتنا الراهنة. كل ذلك يحتاج الى تجاوز الكثير من الاشكاليات والعوائق التي تتحدد في مفاهيم السلطة والمعرفة والحقيقة في العالم العربي عبر تحقيق ثلاثة شروط تندرج في:
1 - العمل على مساءلة الماضي والوقوف على مصادره المعرفية والثقافية من حيث صيرورتها كماض ثقافي لايستطيع المكوث دائما وأبدا على صورة معينة يغطي الأجيال اللاحقة ويطبع تفكيرهم وسلوكهم وإيمانهم بالحاضر والمستقبل على حد سواء، فالعيش في الماضي يعني أن المجتمع قد فقد نظام الطاقة لديه على الحياة والتجديد خصوصا وان ذلك الماضي لايحث على قبول الآخر، المختلف، وذلك الماضي ليس “بزمنيته“ القديمة والغابرة فحسب بل في طبيعة الناس الذين يفكرون به، والناس هنا مجموع الفاعلين الاجتماعيين الذين يرسمون مفهوما معينا عن الماضي الثقافي بطريقة خالية من الحضور البشري الذي يعتمد التبدل والتغير وفقا لمستوى الرغبات والأهواء ومدى الصراع القائم داخل المجتمع. بعبارة أخرى إن تجاوزنا للماضي لايعني الرفض أو القبول المطلق به بل محاولة فاعلة في إعادة قراءته بشكل تجاوزي يلائم الزمن البشري والمعاش، عبر أدوات الشك والتساؤل والتثبيت الفاعل للجديد والمختلف بما يخدم المجتمع وتطوره.
2 - العمل على مساءلة الحاضرالبشري الثقافي والسياسي والاجتماعي، الذي كثيرا ما يعتمد على “مزدوجتين“ من الماضي والحاضر داخل إستراتيجية التبرير، الأولى تعتمد على الماضي من اجل تثبيت الحقوق والدفاع عنها لدى مجموعة بشرية معينة وهذه الحقوق تنتمي الى مجال الحاضر، والثانية تدعي انها ممثلة للحديث والجديد والمعاصر، ولكنها لاتسطيع المكوث فيه بشكل حقيقي وناجز للحداثة وقيمها، فسرعان ما تتراجع الى الوراء اي الى الماضي متداركة انها لن تحقق افضل منه او تدشن مستقبلا مختلفا عما هو تقليدي او مألوف داخل المجتمع، وهنا نقصد بجميع الحركات والمؤسسات الاجتماعية والثقافية التي تدعي ان لديها القدرة على مواكبة الحاضر والعيش به ولكن النتيجة ليست كذلك الى حد بعيد من حيث تقليدها للحديث بطريقة غير مشبعة بالعلمية والمعرفة الايجابية حول هذه الحداثة وقيمها.
ان مساءلة الحاضر يعني تفقد اثره وانتاجه وطبيعته الاجتماعية والسياسية والثقافية من اجل خلق مجتمعات لاتنظر الى الحاضر في صورة الماضي او ترى حاضرها موزعا على اطر واشكال اجتماعية لاتحث على التجديد والابداع لدى الكثيرمن المؤسسات السائدة في ازمنتنا الراهنة ضمن حدود النسبي وليس المطلق.
3 - العمل على مساءلة المستقبل من حيث خلق امكانية في التحكم به عبر ادوات ومناهج العلم والتخطيط ورسم الاستراتيجيات المستقبلية حول مجمل القضايا التي تهم الانسان وجودا ومعرفة وثقافة وسلوكا مستقبليا، وذلك المستقبل يتحدد ليس من خلال الصورتين اعلاه اي الماضي والحاضر بل يأخذ صورته وطبيعته الخاصة به والقائمة على التبدل والتغير وليس الثبات او مضاعفة انتاج الماضي في حاضر عاجز ومشوه لدى مجتمعاتنا في ازمنتنا الراهنة، وهذه الشروط الثلاثة تمر عبر تجاوز ثنائية العقل الاقصائي الاحادي داخل الذات عبر تحقيق الكثير من المشاريع الثقافية التي تجعل المثقف الملتزم عنصرا فاعلا ومتسائلا ومشاركا في التغيير الاجتماعي المنشود الذي يحقق وجود مثقفين احرار قادرين على قول منجزهم بعيدا عن الايديولوجيا والاحتواء السياسي لجهة معينة او تيار معين لاغير.



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال في الشوارع بين التسول والضياع
- مفهوم الحقيقة بين العلم والدين
- معوقات ثقافة الابداع في العراق
- في تاريخية الكتابة والموت ( قلق الكاتب من محو الذاكرة )
- فاعلية المثقف من العزلة والرفض الى الممارسة الاجتماعية
- نحو علمنة الزمن الثقافي العربي
- أزمة العقل السياسي العراقي ( بين الخضوع الايديولوجي وإعادة ا ...
- البحث عن مهمة اجتماعية للفلسفة.. فكر لا يغادر مدارج الجامعة
- الذات والاخر في صورة النقد المزدوج
- معوقات مجتمع المعرفة في العالم العربي
- سياسة الاندماج الاجتماعي الفعال في بناء الدولة العراقية
- حرس بوابة الاخبار
- مشروع ديكارت الفلسفي وإعادة ترتيب الوجود
- المجتمع الجماهيري .. عامل محافظة ام تطور
- مفهوم الحرية ركيزة اساسية لتطور المجمتع
- محددات ثقافة الارهاب
- لماذا يفشل المثقف الحر في في انتاج ابداع مختلف (المثقف والمؤ ...
- الاحزاب السياسية والوعي العمالي ( نكوص مجتمعي ام استقلال سيا ...
- المؤسسات الثقافية العراقية ( مصدر ابداع أم تأسيس فراغ معرفي ...
- جذور الغنيمة والانتهازية لدى المثقف العراقي (محاولة في نقد ا ...


المزيد.....




- رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال ...
- أزمة مياه الشرب تزيد محنة النازحين في القضارف السودانية
- الأمم المتحدة: غوتيريش سيوجه رسالة إلى بوتين بشأن تنصيبه
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل غير راغبة ...
- تحقيق لبي بي سي يكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود
- -كرّمها بلينكن-.. القضاء التونسي يأذن بالاحتفاظ برئيسة جمعية ...
- الأمم المتحدة: مخزونات الغذاء بغزة تغطي الاحتياجات من يوم إل ...
- كاميرا العالم تنقل جانبا من معاناة النازحين الفلسطينيين في ر ...
- اعتقال اثنين من ضباط حرس الدولة الأوكراني.. كييف تعلن إحباط ...
- العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وليد المسعودي - المثقف والحرية واسئلة المستقبل