أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مصطفى محمد غريب - الحزب الشيوعي العراقي وخلط الأوراق المكشوفة















المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي وخلط الأوراق المكشوفة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3109 - 2010 / 8 / 29 - 22:01
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


ـــ 1 ـــ

"ملاحظة قبل البدء ـــ من اجل لغة الحوار الايجابي والاختلاف والنقد والرأي الآخر الحضاريين، وليس دفاعاً أعمى عن الحزب الشيوعي والشيوعيين العراقيين أو انحيازاً غير مدروس لكن دفاعاً عن الحقيقة التي تٌزور من قبل البعض ووقوفاً بالضد من التشهير والتزوير والتجريح بحجة الحرية والرأي الآخر، ومن خلال تجربة طويلة وإطلاع وقراءة مستفيضة عن الواقع السياسي منذ تأسيس الدولة العراقية وتأسيس هذا الحزب "
.......................................................................................................

النقد الموضوعي البناء منهج أساسي في العمل وهو يُقرب التفاوت ما بين النظرية والممارسة ويعالج الثغرات والأخطاء ويحاول إصلاح الخلل وكشف النواقص ووضع اليد على التناقضات والمثالب من اجل تجاوزها وتقديم البدائل التي تساهم في التقدم والتواصل في العمل، وما يميز النقد الموضوعي عن استعمال نقد التجربة الوضعي انه يأخذ الموضوعة بشكلها العام والكشف عن الأخطاء والنواقص ونقدها من خلال الإيجاب والسلب، والنقد الموضوعي البناء غير انتقائي ولا يمارس من اجل منفعة ذاتية ، يأخذ طابع التشهير والتجريح الفردي أو الجماعي أو جانباً من الممارسة وفصلها عن العام ، إما النقد غير الموضوعي فهو لا يتناول الحالة كوحدة مترابطة بل أجزاء منفصلة عن بعضها فيأخذ الجزء من الممارسة وقد يكون خاطئاً ليبني عليه مفاصل تصوراته وآرائه الذاتية ثم ليصدر حكمه على العام بشعارات يطلقها ويصنفها، اليمين أو اليسار المتطرف أو الخيانة والعمالة وعدم الإخلاص للمبادئ، الخروج عن النظرية... الخ وهذا التوجه له أهداف شريرة تسعى لتشويه وعي المتلقين لإيصال فكرة عدم الإخلاص للطبقة والشعب والوطن والانحراف عن المبادئ، وهذا ما نراه عند البعض وخاصة أولئك الذين يمارسون مهنة التشهير للهدم وكأنها حرية الرأي المقدسة بالنسبة لهم ، هؤلاء لديهم شيء مقدس، التشهير والإساءة وليس لديهم أي رادع أخلاقي أو مهني لخلط الأوراق وجعلها مبعثرة لا تستقيم على تسلسل تاريخي أو حتى رقمي وبهذا يأخذون جانباً من الممارسة وليس الممارسة بتكاملها ووحدتها وتناقضاتها ويركزون على الأفراد دون المجموع، على الثانويات هاملين الأوليات بقصد ومع سبق الإصرار للمضي إلى آخر المشوار، وعلى ما يبدو أن خلط الأوراق أصبحت عادة مزمنة لديهم توارثت كلما أحسوا أن الحزب الشيوعي يواصل علاج جراحه ليأخذ مكانه الطبيعي بين الجماهير والعمل السياسي على الرغم من عدائهم وتهويلهم وتحريفهم للوقائع والحقائق ، وأصبح هذا الخلط مسألة طبيعية في زمن الأوراق المخلوطة والمكشوفة الذي بات رائجاً ليس إعلامياً فحسب بل حتى من قبل البعض من مسؤولين كبار في الدولة والأحزاب وكتاب يشار لهم بالبنان ، فمن يريد أن يخلط بشكل شفاف وديمقراطي عليه أن يزكي نفسه من الخطايا ويذكر حسناته بالخلط أولاً و ليبدأ ثانياً بتشويه الآخرين المختلفين بالرأي معه ، حيث تخلط الوقائع والمفاهيم ثم الادعاء بالحياد والحرص في بعض الأحيان مما يسهل التوجه في تمرير ما يهدف إليه، وقد يخدع البعض من الذين يقفون على قدم واحدة فيهتز بدنهم وقد يسقط احدهم في بركة التلويث متوهماً أنها البركة المباركة النظيفة.
لقد دفعني كتابة هذه المقدمة الموجزة بعد عودة مسلسل العودة لركب البغلة القديمة بصورة جديدة من قبل الذين يكتبون دون مسؤولية بهدف التخريب والإساءة، وهذا البعض يقلب الماضي على هواه ويتصيد في المياه العكرة ويبذل كل ما يستطيع لتغيير الوقائع والحقائق وهو ديدن كل أولئك المشوهين فكرياً وسياسياً لأنهم لم يستطيعوا المحاججة بالفكرة والرأي فوجدوا التشويه والتحريف وقلب الحقائق طريقاً سهلاً لخداع الناس الذين تعوزهم معرفة التاريخ ومعرفة الحقائق بعد السنين العجاف من التكتم وإغلاق منافذ المعرفة بسور من جحيم الاضطهاد والعزل المبرمج عن العالم وعن التاريخ الذي زوروه ونسبوه لأنفسهم.
لن نتحدث عن العهود السابقة وآخرها عهد الجرائم بحق الشعب العراقي الذي استمر (35) عاماً ، ولن نذكر بالتفصيل كل ما كان في جعبتهم وتاريخهم من سلوك أجرامي حاقد ومعادي للفكر التقدمي والأحزاب الديمقراطية والاشتراكية والشيوعية، لأن التاريخ كان حاكماً عادلاً عندما رحلوا غير مأسوف عليهم، بل نشير إلى حقبة ما بعد سقوط النظام السابق واحتلال العراق، فقد ظهر على السطح من يريد أن يكمل مسيرتهم الجرباء، ولكن على نحو مغاير في الشكل ومغاير في التسميات، فمن يعتمد أسلوب تشويه البعض من الأفراد القياديين مثل قيادة الحزب الشيوعي العراقي سابقاً ولاحقاً واعتبارهم أساس النكبة " طبعاً نكبة في أعرافهم" أو دق إسفين بحجة الدفاع عن " العقيدة الشيوعية النظيفة والطريفة " أو الفشل في الانتخابات التشريعية وانتخابات مجالس المحافظات، والحديث عن العمليات الواسعة من الإقصاء بشكل منظم " وكأن تعداد الحزب بمئات الآلاف " وهم كالقطط عندما تبدأ الأكل ، يغمضون عيونهم عن الأسباب الحقيقية والمطبات والتجاوزات التي وضعت أو جرت قبل وأثناء الانتخابات لعرقلة أي جهد وطني ديمقراطي يسعى إلى التغيير نحو تحقيق الديمقراطية واكبر مثال " قانون الانتخابات الذي شرع حسب القياسات مع عدم إنجاز قوانين أخرى مثل قانون الأحزاب وغيره " أما إذا اعترض أحداً على تضخيم وربما تزوير الوقائع وخلطها فانه يتهم اتهامات شتى من بينها اتهام بالجمود والطاعة العمياء ويبدأ التطبيل للماركسية التي لم يجر الالتزام بها والانحراف عنها، ويجتر البعض من هؤلاء مفاصل تاريخية وسياسية يذكرون أقوال السلف وادعاءاتهم واتهاماتهم وغلوهم لإصلاح المثالب والحرص كل الحرص على مصلحة الاشتراكية والشيوعية والحزب الشيوعي، أما المحطات التاريخية في الممارسة فلكل محطة تقييم وفق المصلحة بهدف تشويه أو تحريف المواقف فمثلاً يجري مدح وتمجيد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي الشهيد سلمان يوسف سلمان ( فهد) وكذلك الشهيد سلام عادل لا حباً بهم بل من اجل اتهام القيادات اللاحقة بالخيانة والتفرد وتخريب الحزب، وإذا كانت هناك محطات ومواقف خاطئة وانتقدت من خلال الاجتماعات الموسعة والكونفرنسات والمؤتمرات تبقى الأصوات تردد ما قيل عنها في السابق بدون التطرق إلى المعالجات وانتقاد سلبياتها وقرارات الاستمرار بعد وصولها إلى طريق مسدود،، ومثال الجبهة التي تمت مع حزب البعث العراقي في السبعينيات وبالرغم من التقييم الصريح لها وما رافقها من سلبيات وايجابيات فان الاسطوانة ما زالت تدور وفي كل مرة تُذكر وتصقل وتدور حول نفسها وتناقش بشكل بيزنطي وتساق الاتهامات من جديد لتأخذ أبعاداً شخصية ومحاولات لتشويه السمعة ، وبعدما خرج الحزب الشيوعي العراقي من الجبهة وانظم إلى المعارضة وحمل السلاح أطلقت الاتهامات بان الكفاح المسلح عبارة عن مرحلة تقاطع لامتصاص نقمة القاعدة الحزبية والجماهير.
إن العشرات من الأعمال التخريبية الإعلامية ومحاولات التضليل والخداع باءت بالفشل وأدنتها الحياة فضلاً عن القمع والاضطهاد اللذان مارستها الأنظمة السابقة وبخاصة النظام البعثصدامي للنيل من سمعة الشيوعيين ومن نضال الحزب الذي كان يناضل على عدة جبهات وفي مقدمتها محاولات الاندساس والانشقاق بدعم جهات متعددة داخلية وخارجية.
لم يكتف الدعاة الجدد بالمواضيع القديمة التي أثيرت وضخمت وجعلت منها ادانات مستمرة بدون الرجوع إلى التقييمات التي نشرت على الملأ، كما أن المتابع النبيه يجد أن لغة التشهير والقذف وليس النقد اختلفت مفرداتها بعد سقوط النظام السابق فهي أخذت مناحي وطنية أخرى ففي الماضي كان الاتهام بالعمالة إلى الاتحاد السوفيتي ولا يمكن نسيان شعار " عملاء موسكو " لآلاف الأعضاء والمؤيدين والأصدقاء من العمال والفلاحين والكادحين والكسبة والمثقفين والفنانين والموظفين والمعلمين وغيرهم، أما في هذه المرحلة فان الأحفاد الوطنيين للكشر غيروا التشهير بالعمالة إلى الأمريكان!! أو الحزب الشيوعي جناح بريمر!! أو الحزب الشيوعي طبعة بريمر!! أو التبعية المطلقة للأحزاب الكردية!! أو أو.. وهلمجرا، من السهولة جداً على فاقدي الضمير اللاوطنيين توجيه حقدهم بالنيل من وطنية الحزب الشيوعي العراقي والشيوعيين العراقيين، فلا عتب على من لا ضمير لهم فديدنهم ودينهم وفكرهم ، الكذب والدجل والتلفيق، أما الحديث عن الشهداء وعدم الوفاء للبعض منهم فهي قمة النذالة ومن يتابع صراع الحزب الشيوعي العراقي ودفاعه المستميت ليس من اجل الشهداء الشيوعيين فحسب بل جميع الشهداء الوطنيين والمطالبة بحقوقهم المشروعة سيعرف بالتأكيد أية تخرصات وأكاذيب تلفق في هذا المجال، إضافة لذلك سيجد في أية مناسبة حزبية أو وطنية إن كان الاحتفال سرياً ومحصوراً أو علنياً عاماً كيف يجري التأكيد " الوقوف حداداً على أرواح شهداء الحزب وشهداء الحركة الوطنية والشعب العراقي" .
فالتاريخ وعلى امتداد عقود عديدة سجل بكل وضوح إخلاص الشيوعيين العراقيين لوطنهم والدفاع عنه وظلوا أنقياء أوفياء في كل شيء في الوطنية والأممية ، ومازال الوفاء ونظافة اليد والإخلاص للوطن والشعب ولجميع الشعوب المظلومة نهجاً متجدداً يفرض على كل من ينتمي للحزب الشيوعي الالتزام والتمسك به، فعلى هؤلاء أن يعرفوا أنهم يبلطون البحر ويحرثون في الهواء فهم يدركون جيداً بأنهم ليسوا أكثر وطنية وإخلاصاً إلا بالادعاء اللفظي فقط .

" يتبع "



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النَزوع إلى برلين
- التهديد والوعيد جرائم يرفضها القانون والدستور
- خرق حكام طهران لحقوق الإنسان ودعم للمليشيات الخاصة
- قصيدتان / 1 دعوة العبور القديم
- حكومة تصريف أعمال وبدعة الجلسة المفتوحة
- الشهرستاني في غطرسة -صدام ألغى النقابات وأنا ألغيها-
- دعوة لإحياء ذكرى المثقفين العراقيين من علماء وأدباء وشعراء
- التهريب من مخلفات - ألي بابا والأربعين حرامي ! -
- الشادور الإيراني والنقاب تقاليد غريبة وعادات مكتسبة
- صرح أكاديمي علمي وثقافي في الدنمارك
- أوضاع مزرية وقرارات ستكون وبالاً على الفقراء
- الرابع عشر من تموز التغيير والجلسة الدستورية
- فضيحة المواد السامة المرسلة هدية لأطفال العراق
- لنضمن حق المرأة العراقية في جميع مناصب الدولة
- تشكيل الحكومة وجر الحبل الممطوط
- عراق جريح لحين الشروق
- حملة إيمانية بدون الكهرباء والماء والخدمات
- ارض العراق بعد المقابر الجماعية مقابر للنفايات السامة
- هل يتعظ المهيمنين على السلطة من تكرار جرائم الإرهابيين؟
- التسول والاتجار بالبشر آفات اجتماعية لإهانة إنسانية الإنسان


المزيد.....




- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية
- إسرائيل.. الشمال يهدد بالانفصال
- سوريا.. الروس يحتفلون بعيد النصر
- إيران.. الجولة 2 من انتخابات مجلس الشورى
- مسؤول يؤكد أن إسرائيل -في ورطة-.. قلق كبير جدا بسبب العجز وإ ...
- الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب طلب وجهه لأبو ظبي بشأن غزة وتقول ...
- حاكم جمهورية لوغانسك يرجح استخدام قوات كييف صواريخ -ATACMS- ...
- البحرين.. الديوان الملكي ينعى الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليف ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مصطفى محمد غريب - الحزب الشيوعي العراقي وخلط الأوراق المكشوفة