أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - الصين الشعبية ... واشتراكية دينك أوكسياو بينك .. (1) ...؛؛















المزيد.....

الصين الشعبية ... واشتراكية دينك أوكسياو بينك .. (1) ...؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3109 - 2010 / 8 / 29 - 17:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


" ابحث عن الحقيقة في الواقع "
أوكسياو بينك

تمكنت الصين في الربع الأخير من عام 2009 أن تصل بحجم ناتجها القومي الى 1,337 تريليون دولارا امريكيا ، متجاوزة لأول مرة في تاريخها الناتج القومي الياباني البالغ 1,228 تريليون دولار ، بحسب الاحصاءات الرسمية اليايانية التي نشرتها كل وسائل الأعلام في العالم. صعود الصين كثاني اقتصاد في العالم وتراجع اليابان إلى المرتبة الثالثة ، لا يعني الكثير طبقا لمعايير اقتصادية واجتماعية مهمة كثيرة أخرى. فحجم الناتج القومي لم يكن إلا واحدا من مجالات التنافس الاقتصادي بين الاقتصادين الأسيويين العظيمين ، فهناك الكثير من شروط التفوق التي ينبغي على الصين الايفاء بها قبل أن تصل إلى مستويات التطورالاقتصادي والاجتماعي والتقدم التقني الذي تتمتع به اليابان. فاليابان ما زالت من بين الأكثر غنى وتقدما في العالم ، فنصيب الفرد الواحد من الدخل القومي بلغ في اليابان في عام 2009 عشرة أضعاف مثيله الصيني ، وبينما يبلغ دخل الفرد في الصين 3.600 آلاف دولارا ، يبلغ في اليابان 37.8 ألف دولارا في حين يبلغ في الولايات المتحدة 42.240 الف دولارا في نفس العام . كما يتمتع اليابانيون بأفضل مستويات المعيشة التي تتميز بها شعوب البلدان المتقدمة اقتصاديا ، ويعتبر العمر المتوقع للسكان فيها من الأطول في العالم ، إضافة ألى تمتعها بأقل نسبة في وفيات الأطفال حديثي الولادة مقارنة بدول مقاربة لها في مستويات التطور الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.

يعزى التفوق الصيني وفق ما درج الاعلام الغربي على ترديده إلى الاصلاحات الاقتصادية التي باشرتها قبل ثلاثين عاما ، بتأثيرالجناح الاصلاحي في الحزب الشيوعي الصيني الذي قاده دينك أوكسياو بينك ، المنشق عن قيادة وفكر زعيم الحزب حينها ماوتسي تونغ. ما سمي بالاصلاحات هو نظريا وعمليا تحولا من الاقتصاد الاشتراكي إلى الاقتصاد الرأسمالي مع احتفاظ الحزب الشيوعي الصيني بالسلطة الكاملة ،وضمان أن تبقى مؤسسات الدولة ضمن النظام السياسي القائم على ديكتاتورية البيروقراطية الحزبية. أخذ التحول نحو الرأسمالية طريقه للتنفيذ عندما بوشر باستصدار البيانات والتشريعات التي اعتبرت التحول نحو اقتصاد السوق أحد متطلبات بناء الاشتراكية في الصين ، فسمح للمبادرات الخاصة بالدخول ميدان التجارة والاستثمار في مختلف النشاطات الانتاجية المادية والخدمية. وأقرت قانونيا الملكية الخاصة لوسائل الانتاج بدون أية حدود ، وما يتبعها من حرية التنافس بين المنتجين في السوق الصيني والدولي ، يقابل ذلك تراجعا عن قاعدة اساسية في النظام الاشتراكي وهي الملكية العامة لوسائل الانتاج ، فتم التخلص من أكثرها واهمها بالبيع إلى الشركات الخاصة المحلية والأجنبية، وتم أيضا تخلي الدولة عن توجيه النشاط الاقتصادي مركزيا عبر التخطيط الاقتصادي. يرى القادة الصينيون أن ما يطبقونه باسم اشتراكية اقتصاد السوق هو ما ينسجم ويستجيب لواقع التغيرات الجارية في العالم ، وهو حسب اعتقادهم مايجب فعله على الدوام وليس العكس ، و هو بالضبط ما عبر عنه منظر هذه الاشتراكية " دينك أوكسياو بينك " بدعوته التي افصح عنها عام 1984 (1): " ابحث عن الحقيقة في الواقع " ، شارحا وجهة نظره بالقول ، أن وجود أكثر من 200 دولة في العالم تختلف في تقاليدها وثقافتها وتاريخها ونظامها الاجتماعي ومستوى تطورها الاقتصادي ، لايمكن أن تسير على نهج واحد لتحقيق النمو الاقتصادي. ويستطرد قائلا : نحن بعد أن اقمنا الصين الشعبية بفترة قصيرة ، أدركنا أننا لم نعطي أهمية كافية لتطوير قوى الانتاج ، ومن المهم للاشتراكية تطوير قوى الانتاج لتتفوق على الراسمالية ، فالقوى الانتاجية يجب أن تنمو في الاشتراكية أسرع مما في الرأسمالية. ومع تطور القوى الانتاجية يجب أن تتطور وتتحسن القدرات الثقافية والمادية ، لكن هذا لم يحصل. : إن الاشتراكية تعني ازالة الفقر ، التسول ليس اشتراكية ، واقل من الشيوعية. ويقول- وانك يو- أحد القيادين في الحزب الشيوعي الصيني :
ان تخلف الانتاج لمدة طويلة ، رافقه تحسن ضئيل في نوعية حياة الناس ، بينما الفارق بين تطور الصين والدول المتقدمة يزداد اتساعا. كل هذا جعل الحزب الشيوعي الصيني يتساءل ، ويعيد التساؤل مرات ومرات ، أين هو التفوق الاشتراكي؟ وهل الاشتراكية فقرا او غنى؟ ماهي الثورة وما هو هدفها؟ نظرية بناء الاشتراكية وفق المنظورالصيني الجديد تأخذ بحسابها الهدف الأساسي وهو تطوير قوى الانتاج.
ويقول أيضا ، " أنه أثناء عملية بناء وتطور الاشتراكية لا يمكن تجاهل مبادئ حرية السوق السلعي. ويعتقدون أن هذا الرأي يكسر الحلقة الفكرية القائلة بأن التخطيط الاقتصادي = الاشتراكية ، واقتصاد السوق = الرأسمالية ، في حين لا يرى الحزب الشيوعي الصيني تناقضا بين الاشتراكية واقتصاد السوق. اقتصاد السوق تبعا لذلك ضروري لتوزيع الموارد في الانتاج الاجتماعي. ولتحسين الاقتصاد الاشتراكي تطلب اعادة هيكلة الاقتصاد الصيني لتحديث الاقتصاد الاشتراكي. وأن الموائمة بين الاقتصاد الاشتراكي واقتصاد السوق هو انجاز جديد في النظرية الماركسية والاشتراكية " (2).

بفضل تلك الرؤى أطلقت البيروقراطية الحزبية شهية البرجوازية الصينية لاقتناص الفرص وجني الأرباح ، دون أن تتخلى كليا عن حقها في السيطرة الحكومية على عدد من النشاطات الانتاجية والاستثمارية داخل وخارج الصين. وبفضل الحفاظ على مستويات واطئة للأجورعبر الرقابة الحزبية الصارمة أمكن كبح التحركات العمالية المطالبة بزيادة الأجور لصالح البرجوازية الصاعدة ، مما مكن الصناعيين الصينيين والأجانب من الاستفادة من تكاليف العمل الواطئة للتوسع الدائم في الاستثمارات في الاقتصاد الصيني وضمان الأرباح الباهظة بنتيجة ذلك. لقد در هذا لميزانية الدولة موارد ضخمة أدت بمرور الزمن إلى تعاظم أرصدة الدولة من العملات الأجنبية ، أصبح للصين بفضلها مركز الصدارة كأكبر حائز على الفوائض المالية بين دول العالم. تعاظم المدخرات الحكومية الضخمة جاء أيضا نتيجة تخليها عن أهم المنجزات الاشتراكية ، وهي الخدمات الاجتماعية كالصحية والتعليمية المجانية للشعب ، بعد أن أحلت بديلها نظام التأمين الصحي المماثل لما هو سائد في أكثر الدول الرأسمالية. أدى ذلك إلى حرمان مئات الملايين من ذوي الدخل المحدود من العمال والفلاحين من الرعاية الصحية التي كانت أحد أهم واجبات الدولة الاشتراكية منذ قيامها في عام 1949. وكما تذكر المجلة الصينية China Daily على موقعها على الانترنيت بنفس الاسم " يوجد في الصين من أصحاب المليارات أكثر من أي بلد آخر ما عدا الولايات المتحدة" ، يعني ذلك صعود الرأسمالية على حساب الاشتراكية ، وإلا من أين جاءت تلك المليارات ، لابد أنها جاءت من جهد الآخرين ، فكانت النتيجة انعدام المساواة بين الجميع ، و حق الجميع في الخدمات الاجتماعية ، وضمان حق العمل للجميع ، وهي أهم قيم الاشتراكية وأهدافها. واذا كان القادة الصينيون سعداء بما حققه لهم اقتصاد السوق ، واذا كانوا ما يزالون يعتبرون نظامهم اشتراكيا ، فإلى ما ذا يعزون تخليهم عن مجانية الرعاية الصحية التي أتاحتها لهم الاشتراكية ، في وقت يدعمون بعشرات تريليونات الدولارات الحكومتان الأمريكية واليابانية لتخفيف العجز المالي في ميزانياتها ؟
علي ألأسدي يتبع





#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الحقيقة ... في عدم جاهزية الجيش العراقي ....؟؟
- من يسعى لإعادة العراق الى أجواء الفوضى ....؟؟
- الشروط الكردستانية التسعة عشر.... ومعاناة العرب والكرد...؛؛
- ما ثمن ... زيارة المالكي لرئيس اقليم كردستان ... ؟؟
- من المستفيد من بقاء العراق تحت طائلة البند السابع ....؟؟
- دردشة مع والدتي .... حول حوار قناة العراقية مع المالكي .... ...
- هل يفقه القادة الإيرانيون تبعات تهديداتهم ... بابادة اسرائيل ...
- نعم ... لحكومة عراقية تفرضها الأمم المتحدة ....؛؛
- أحمد الجلبي ... السياسي العراقي الذي خذله أقرب حلفائه .....؛ ...
- مالجديد .... في تهريب النفط العراقي من كوردستان ...؟؟
- من يقاضي الولايات المتحدة عن فظائع حربها في العراق... ؟؟
- مناقشة محايدة لعقود النفط العراقية الأخيرة .. (الثالث والأخي ...
- مناقشة محايدة لعقود النفط العراقية الأخيرة .. (2)
- مناقشة محايدة لعقود النفط العراقية الأخيرة .. (1)
- دردشة مع والدتي... حول مقتل متظاهرين في البصرة ... ( 9 ) ... ...
- هل يخرج وزير المالية العراقي ... عن صمته ...؟؟
- مظاهرة البصرة ... - دراما شعبنا - على الهواء مباشرة....
- اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....( الأخ ...
- عندما يكون للعدالة وجهان ....أحدهما ظالم ،،،
- اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....(2 )


المزيد.....




- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - الصين الشعبية ... واشتراكية دينك أوكسياو بينك .. (1) ...؛؛