فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 941 - 2004 / 8 / 30 - 07:17
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
صحفيان في زحمة العمل والمغامرة والموت العراقي البريء..والمجنون
وجهان إنسانيان في لحمة التواصل والحوار..
فرنسيان ..عربيان منحازان حد الجنون ..طيبان حد البكاء ..هما الصديقان كريستيان سيشنو
مراسل إذاعة فرنسا الحرة ..وجورج مالبرونو مراسل الفيغارو
كانا يوم 18تموز 2003 اهدوني نسخة من كتابهما ( عراق صدام حسين ..صورة عامة )
الذي تصادف صدوره بعد سقوط النظام ..وكانا فرحين بنجاحهما وإقبال القراء على شرائه
ويوم 22 تشرين الثاني اهدوني كتابهما بالتعاون مع سامان عبد المجيد..
( سنوات مع صدام ) الذين امضوا في إعداده ستين ساعة من الاستماع والتسجيل والأعداد ..
وكان كتابهما أسرار الانتفاضة ..وكتب أخرى قد سبقتهما للتعبير عن جهد صحفي منحاز للناس
وعلاقة وطيدة بأهل الشرق الأوسط من القدس الى بغداد ..مرورا بكل العواصم والأحداث
..صاحت طفلتي ( هاجر 5 سنوات) بابا ..هذا جورج..وهذا كرستيان
فيما كانا على الشاشة يقولان بصوت مبحوح كلاما عن راحة الحياة والخدمات في الأسر في (حمى )الحزب الإسلامي السري في العراق..ولأني اعرفهما عن قرب ..واعرف ملامحهما ..وانفعالاتهما..
فقد رأيت الجزع واليأس في عيني جورج المغامر البسيط
ورأيت الدهشة والخوف في عيني كريستيان الطفولي الذي رافق أطفال الانتفاضة
من داخل إسرائيل وهو ينقل يومياته..وعاش مع أطفال العراق في معاناتهم طوال السنوات
كما فعل جورج في احلك الظروف وأصعبها..
ان اختطافهما وهما يهمان الذهاب الى النجف يوم 20 آب 2004لايدل على معرفة بالأهداف لدى الخاطفين وحين وجدوا أنفسهم متورطين في اختطاف اثنين من دولة ليست طرفا في النزاع في العراق ..علقوا على شماعة قرار الحكومة الفرنسية منع الحجاب في المدارس الابتدائية..موضوع إطلاق سراحهما..وآلا فأنهما سيلاقيان مصيرا مشؤوما
[ والله انا اسمع الساعة صوت هاجر وهي تقول إن شاء الله يطلعون ..إن شاء الله بخير ..فهي تعرفهم وهم حريصون على اللعب معها حين يزوران منزلنا ]
لا أيها السادة الخاطفون
ليس كل اوربي نصراني كما تقولون يستحق الحد والقتل لمجرد انه دخل العراق
وليس كل من يزور العراق الذي يسبح بدم الاحتلال جاسوس ومأجور
هؤلاء وغيرهم الذي تختطفوهم ..ليسوا أهدافكم
ولن يبيّض قتلهم صفحة التاريخ الذي تجترحونها في حياتنا الدامية
..قلوبنا مع هؤلاء في أسرهم
مثلما نحن في السر والدم والرصاص
أطلقوا جورج وكريستيان فهما أوفى من ان يغدرا واصدق من ان يتبنيا العداء والموت
وأنت ياكرستيان ..وأنت ياجورج ..هذه كلمات هاجر الصغيرة التي أحبتكما
[ إن شاء الله يطلعون
إن شاء اللـــــه ..بـخـير]
والله معكم في محنة الاختطاف..
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟