أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - علي الأسدي - أين الحقيقة ... في عدم جاهزية الجيش العراقي ....؟؟















المزيد.....

أين الحقيقة ... في عدم جاهزية الجيش العراقي ....؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3102 - 2010 / 8 / 22 - 21:49
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


ما صرح به رئيس أركان الجيش العراقي عن موضوع جاهزية جيشنا كان صحيحا تماما ، ونزيد أنه لن يكون جاهزا حتى بعد 2030 ،وأمام هذه الحقيقة ينبغي على رئيس أركان الجيش والقادة العسكريين الآخرين ، اذا كانوا حريصين حقا على جيشهم أن يأخذوا زمام المبادرة بجعل قرار تسليحه وتدريبه تحت اشرافهم هم ، وأن يضعوا ميزانية مالية مناسبة وجدولا زمنيا لذلك . وإن إهمال هذه الضرورة من قبل أي حكومة عراقية والمساومة عليها تحت أي ظرف خطأ لن يغتفر ، لأنه ليس من المعقول أن يستمر مصير الجيش تحت إدارة اجنبية ، فلم يحدث في التاريخ أن تسمح دولة مستقلة بأن يكون مصير جيشها خارج سلطتها. إن رئيس أركان الجيش العراقي الذي اعترف بحقيقة عدم جاهزية الجيش لم يفصح عن خططه المستقبلية للوصول إلى الجاهزية أو بذل جهوده للوصول إلى هذه الجاهزية بأقرب وقت ، بل ترك الأمر للقوات الأمريكية لتقرر ذلك ، وكأنها قدرا لا فكاك منه.
وبحسب ما يراه رئيس اركان الجيش العراقي السيد زيباري ، فإن بقاء القوات الأمريكية في العراق أمرا ضروريا لحين جاهزية الجيش التي يتوقعها في حدود العام 2020. إن تصريح السيد زيباري جاء منسجما مع رغبة أطراف سياسية عراقية ترى بقائها في الحكم مرهون بوجود القوات الأمريكية بجوارها ، وإن ما يثار حاليا حول عدم الجاهزية يقصد به إيجاد المبررات لأبقاء القوات الأمريكية في العراق إلى أجل غير مسمى ، و التصعيد الأخير في الوضع الأمني ، وقصف المنطقة الخضراء بالهاونات والقذائف الأخرى يصب في الاتجاه نفسه.

كانت الاجراءات الفعلية التي اتخذتها السلطات الأمريكية منذ احتلالها للعراق قد عملت لابقاء الجيش العراقي ضعيفا عاجزا عن حماية نفسه وليس فقط غيرقادرعلى حماية وطنه وشعبه ، وهذه الحقيقة أثبتتها الأعوام السبعة الماضية. وقد بيننا في مقالين كتبناه عن هذا الموضوع عاما قبل أن يعلن رئيس أركان الجيش العراقي عن عدم جاهزية الجيش ، وقد أوردنا أدلة على ذلك بصفقات السلاح التي تعاقدت عليها وزارة الدفاع العراقية مع الحكومة الأمريكية في مقالين نشر أحدهما في 6 / 3 / 2009 بعنوان " هل فقد السيد البرزاني البوصلة .. أم أضاع الطريق ". والثاني في 8 /10 / 2010 تحت عنوان " من المستفيد من إبقاء العراق تحت طائلة البند السابع " نشرا على صفحات الحوار المتمدن ومواقع أخرى ". تناولنا فيهما صفقة طائرات أف 16 ،حيث بينا أن تلك الطائرات لن تسلم للعراق قبل 2020 ، وأنه لن يسمح للطيارين العراقيين بقيادتها إلا بمرافقة طيارين أمريكان ولمدة لا تقل عن عشر سنوات ، أي أن جاهزية القوة الجوية العراقية لن تكون في 2020 بل في 2030. وأن تلك الجاهزية مقررا لها أن لا تكون أبدا ، كما أكده قادة أمنيين وسياسيون عراقيون لمراسل الحياة البيروتية في بغداد سؤدد الصالحي في 12 / 10 / 2007 جاء فيه :
" تحرص الولايات المتحدة الأمريكية على عدم امتلاك العراق سلاح المدفعية والصوراريخ ، وانظمة الدفاع الجوي والمراقبة والتدقيق ، فيما أكدت مصادر عسكرية عراقية أن الجانب الأمريكي مصر على ابقاء مشتريات السلاح تحت اشرافه ، وأن عملية التسليح منوطة بهيئة ( أف أم أس) الأمريكية المتخصصة بالمشتريات. وبناء على مصدر أمني رفيع المستوى إن " الأميركيين يعرقلون تسليح الجيش العراقي" وأن دور وزارة الدفاع والداخلية العراقية مقصورا على تقديم قائمة بالمشتريات إلى الوكالة المذكورة ، وبأن تجهيز الجيش العراقي بالاسلحة الثقيلة والمتوسطة غير مسموح به أمريكيا". وأورد التقريرعن السيد محمود عثمان النائب عن التحالف الكردستاني في البر لمان العراقي قوله : " إن الأمريكيين لا يثقون بالعراقيين ولا بقوتهم المسلحة ، وهم غير راغبين في تسليح الجيش كما هو مطلوب "
وبناء عليه فأن ما أدلى به رئيس الأركان زيباري حول الجاهزية لم يكن نتيجة دراسة قامت بها أي جهة عراقية ، بل هو قرار أمريكي متخذ منذ مدة لأسباب تتعلق بخططهم الطويلة المدى في العراق والمنطقة ، وإذا كان بقاء 56000 من القوات الأمريكية في العراق بهدف التدريب فقط فلماذا يتحكمون بعقود التسليح العراقية ؟
لقد أنفق بول بريمر أكثر من ملياري دولار من أموال العراق من وراء ظهر مجلس الحكم لتدريب بضع عشرات من أفراد الشرطة العراقية في الأردن ، وكان واضحا أن الغرض منها هو دعم الميزانية الحكومية للأردن الشقيق وهو يعرف أن المدربين الأردنيين ليسوا أقدر من الضباط العراقيين ذوي الخبرة والحائزين عى شهادات تقدير من أكاديمية الشرطة العراقية ، لقد حصلنا مقابل ذلك المبلغ الهائل على شرطة عراقية أسوء تدريبا بكثير من جيش المهدي وجيش عمر،وبتسليح تعود معداته لمخلفات الحرب العالمية الثانية. وقد تكرر ذلك السيناريو في صفقات السلاح الأخيرة للجيش العراقي التي بعثرت مليارات الدولار لأجل تسليحه ، لكنها ذهبت جميعها أدراج الرياح ، لأن المؤسسة الأمريكية ( أف أم اس ) كانت توجه المشتريات نحو دولا شرقية ترغب بالتخلص من اسلحتها القديمة تشجيعا لها لشراء السلاح الأمريكي ومن دول الحلف الأطلسي. فعقدت صفقات أسلحة فاسدة وغير صالحة من بولندة ودول يوغسلافيا السابقة بمليارات الدولارات ، استغلها الوزراء العراقيون الذين وقعوا عقودها لتحقيق عمولات ضخمة أضطروا للهرب من العراق بعد أن أفتضح أمرها ، وكان كل شيئ قد تم بعلم الأمريكيين ، فلم يحركوا ساكنا لملاحقتهم واسترجاع المال العام العراقي المنهوب. و قد أكد عسكريون عراقيون يعملون في وحدات الجيش القتالية ، ذكروا فيها أن كل ما يقال عن مشتريات سلاح لا يلبي الطموح ، لأن الأسلحة التي زودوا بها وسمح لهم باستخدامها من قبل السلطات الأمريكية المشرفة على العمليات التي يقومون بها ، هي أقل فاعلية من تلك التي في حوزة المليشيات.

وإذا أراد العراق أن يبني جيشا وطنيا وحديثا في فكره وانسانيا في علاقاته مع أبناء شعبه ، فينبغي على أية حكومة عراقية قادمة أن تخرج العراق من طائلة البند السابع بأسرع وقت ، وأن لا تألو جهدا لتحقيق ذلك من خلال حشد تأييد الدول الأعضاء في مجلس الأمن لصالح اخراج العراق من هذا القيد العبودي ، وأن تمارس الضغط بالاتجاه نفسه عبرعلاقاتها مع دول العالم الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة. لأن البقاء تحت طائلة البند المذكور يمنح الولايات المتحدة حق الاشراف على كافة سياسات العراق الداخلية والخارجية ، وهو أمر لا يمكن الرضوخ اليه بعد أن أوشك العراق على الايفاء بالتزاماته تجاه قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالحرب على الكويت. ويتطلب هذا من الحكومة العراقية الجديدة متابعة تنفيذ ما بقي من الالتزامات من خلال العلاقات الثنائية بين الكويت بشكل خاص وبقية الجهات التي ما زالت لم تحسم مشاكلها مع تبعات تلك الحرب.
علي ألأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يسعى لإعادة العراق الى أجواء الفوضى ....؟؟
- الشروط الكردستانية التسعة عشر.... ومعاناة العرب والكرد...؛؛
- ما ثمن ... زيارة المالكي لرئيس اقليم كردستان ... ؟؟
- من المستفيد من بقاء العراق تحت طائلة البند السابع ....؟؟
- دردشة مع والدتي .... حول حوار قناة العراقية مع المالكي .... ...
- هل يفقه القادة الإيرانيون تبعات تهديداتهم ... بابادة اسرائيل ...
- نعم ... لحكومة عراقية تفرضها الأمم المتحدة ....؛؛
- أحمد الجلبي ... السياسي العراقي الذي خذله أقرب حلفائه .....؛ ...
- مالجديد .... في تهريب النفط العراقي من كوردستان ...؟؟
- من يقاضي الولايات المتحدة عن فظائع حربها في العراق... ؟؟
- مناقشة محايدة لعقود النفط العراقية الأخيرة .. (الثالث والأخي ...
- مناقشة محايدة لعقود النفط العراقية الأخيرة .. (2)
- مناقشة محايدة لعقود النفط العراقية الأخيرة .. (1)
- دردشة مع والدتي... حول مقتل متظاهرين في البصرة ... ( 9 ) ... ...
- هل يخرج وزير المالية العراقي ... عن صمته ...؟؟
- مظاهرة البصرة ... - دراما شعبنا - على الهواء مباشرة....
- اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....( الأخ ...
- عندما يكون للعدالة وجهان ....أحدهما ظالم ،،،
- اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....(2 )
- من قال .. إن اسرائيل دولة نازية ....؟؟


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - علي الأسدي - أين الحقيقة ... في عدم جاهزية الجيش العراقي ....؟؟