أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - ما الذي يجري ترتيبه في المنطقة؟/ نص كامل















المزيد.....

ما الذي يجري ترتيبه في المنطقة؟/ نص كامل


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3081 - 2010 / 8 / 1 - 20:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس الملف النووي الايراني هو الذي يزعج الولايات المتحدة وحلفائها بعلاقتهم بايران, فقصة الملف النووي لا تشكل سوى المدخل لاعادة صياغة وضع جيوسياسية ايران, بعلاقتها بقوى الاستعمار العالمي وبعلاقتها بالقوى الاقليمية, بعد ان تم اعادة صياغة وضع جيوسياسية العراق معهما.
فاتجاه حركة جيوسياسية ايران الخمينية اختلف تماما عن اتجاه حركتها الجيوسياسية الشاهنشاهية, حيث بات مردود نفوذ ايران الخمينية السياسي معاكسا لمتطلبات المصالح الاستعمارية, في مجالات الصراع العالمي والصراعات الاقليمية, على العكس من مردود نفوذها السياسي الشاهنشاهي الذ كان يصب في تقوية المصالح الاستعمارية العالمية ويخدم متطلباتها وامنها,
ففي عهد الخمينية ورغم الادارة الدينية, الا ان نفوذ ايران السياسي بات قوميا, يعمل على تعزيز استقلالها وتحررها من النفوذ الاستعماري العالمي, يعزز في ذلك وجود انتشار سابق للمذهب الشيعي الاسلامي اقليميا وفي مواقع جيوسياسية مؤثرة في المنطقة, كاليمن والسعودية ومصر ولبنان وسوريا والعراق, ويمتد على الجانب الاخر من ايران الى باكستان وافغانستان.
ولو القينا نظرة على هذا التموضع ( الجغرافي ) المذهبي الاسلامي الشيعي, واحتمالات تحوله الى تموضع ( سياسي ) لوجدنا انه يحمل خطر اعادة توظيف الالية السياسية التي صاغت بريطانيا خارطتها الجيوسياسية بعد الحرب العالمية الثانية لصالح المصالح القومية الايرانية بدلا من حماية النفوذ الاستعماري الراسمالي العالمي في منطقة الخليج النفطية, وضمان امن اهم الطرق والمضائق البحرية في منطقة الشرق الاوسط, كما انه يحمل العزلة لاهم حليف للولايات المتحدة واوروبا في المنطقة وهي اسرائيل.
لقد فاقم وزاد احساس القوى الاستعمارية بهذا الخطر, ان ايران اتجهت لاعادة توظيف مردود ثروتها النفطية المالي, نحو تعزيز قدرتها الصناعية التي تخدم تحررها الاقتصادي, وقدرتها التسليحية التي تخدم تحررها الامني من النفوذ والهيمنة الاستعمارية, وهي في علاقاتها السياسية العالمية والاقليمية نجحت في تاسيس تحالف راسخ مع سوريا, يعمل على تحجيم النفوذ الاقليمي الصهيوني المتزايد في المنطقة, واعاقة تنفيذ التصور الامريكي الصهيوني للتسوية, بواسطة قوى حزب الله وحركة حماس دون الاضطرار لخوض مواجهة عسكرية مباشرة مع اسرائيل, كما انها لعبت على تناقض الموقف والمصالح الروسية في الصراع العالمي ووظفتها من اجل اعاقة رد الفعل الاستعماري ضدها. الى جانب لعبها على تناقضات استقرار الوحدة اليمينية. هذه الوحدة المهمة لاستقرار امن مضيق باب المندب البحري وحدود السعودية الجنوبية, واستقرار الوضع داخل السعودية. كما اننا لا يجب ان نهمل التأثير الايراني على اعادة صياغة الموقف التركي من الصراعات الاقليمية التي اقتربت من الرؤية الايرانية السورية, وزادت من فرص مساومة تركيا مع كل من اوروبا والولايات المتحدة والحلف الاطلسي.
بالمحصلة لقد باتت ايران قوة يجب اخذ عاملها بعين الاعتبار في حساب صراعات القوى الكبرى البينية وصراعاتها مع المنطقة الاقليمية, خاصة انها ورثت عن العراق دوره في اعاقة التسويات الاقليمية, وانها صمدت في حرب العراق معها, وانها استثمرت ارتداد الموقف الاستعماري العالمي على العراق وضربه عسكريا استثمارا جيدا لتعزيز نفوذها السياسي فيه وفي المنطقة.
ان القراءة الاستعمارية العالمية لهذه الصورة الايرانية, ونفوذيتها السياسية, فتحت الملف النووي الايراني كمدخل لحالة هجوم استعمارية متصاعدة على ايران تستهدف هزيمتها بتفكيك وحدتها الداخلية عن طريق زيادة حدة التجاذبات بين الخط الاصلاحي والخط التقليدي, وعزلها سياسيا بدعوى مساندتها للارهاب العالمي, وانهاكها بالعقوبات الاقتصادية الدولية, واخيرا قصم ظهرها بضربة عسكرية واعادة تشكيل نظامها السياسي وتسليم السيطرة على القرار السياسي المركزي الايراني لشريحة الكمبرادور وشريحة راس المال المالي من البرجوازية الايرانية,كما يحدث في العراق, واقصاء البرجوازية الوطنية الايرانية ورجال الدين.
من الواضح ان هذا المخطط انجز تحالفه بين القوى الاستعمارية العالمية, يعكس ذلك وحدة الاتجاه السياسي الذي حمله اخيرا موقف مجلس الامن من الملف النووي الايراني, فقد حاز هذا الموقف على مستوى عال من التناغم والانسجام في مواقف دول الفيتو. لكن المهم ملاحظته في المسالة هو بدء فاعلية دور القوى الاقليمية. وفي هذا السياق نجد ان تصريحات عسكر اسرائيل تكاد تكون اعلانا عن استكمال عملية تنسيق الضربة العسكرية بين الولايات المتحدة واسرائيل بصورة رئيسية,
ان مؤشرات ذلك تبدأ من ملاحظة الاستقبال المميز الذي حظي به نتنياهو في زيارته الاخيرة لواشنطن, والذي تتوج بتبني الادارة الامريكية لرؤية اسرائيل في (التفاوض). والذي بادلته اسرائيل العرفان بالجميل بعمل نتنياهو مباشرة على اعادة الود لعلاقات اسرائيل مع تركيا, وهي مسالة لعبت بها مصر دورا رئيسيا, حيث كان ذلك الموضوع الرئيسي في زيارة نتنياهو الاخيرة لمصر, مبديا وديته تجاه تركيا بقرار رفع الحظر عن سفر الاسرائيليين الى تركيا, الذي اتخذه فور عودته من مصر. وزيارة الرئيس التركي لمصر فورا بعد مغادرة نتنياهو لها,
لا يخرج عن ذلك كمؤشر, تبرئة سوريا ( المشروطة ) من تهمة اغتيال الحريري التي لازمها احتمال توجيه الاتهام لحزب الله اللبناني, والذي يحمل رسالة سياسية لسوريا, ان لها حرية الاختيار ما بين جزرة اصلاح العلاقات مع الغرب, او عصا استمرار تهمة مساندة الارهاب التي ستزيد اذا استمر تحالفها مع حزب الله بعد توجيه هذا الاتهام له, فهل تشكل زيارة الاسد لبنان رسالة سياسية لصالح موقف الاستعمار عالميا ولصالح قوى 14 اذار لبنانيا, وهل تحمل زيارة امير قطر للبنان بنفس التوقيت وجعل جنوب لبنان محلا لضيافته مؤشرا معاكسا لذلك؟
من الواضح ان الموقف القطري يشكل حالة تناقض مع الموقف الخليجي بهذا الصدد, وهو تناقض له اسبابه في خلافات قطر مع السعودية والبحرين, الامر الذي دفع بقطر لتعزيز موقف حزب الله والاساءة لزيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز للبنان.
ان التصعيد الاستعماري ضد ايران يحتاج الى تهدئة الخلافات العريية العربية والصراع العربي الاسرائيلي. الامر الذي يعكس ان لاسرائيل دورا عسكريا رئيسيا وان الجغرافيا العربية ستكون في خدمة الحركة العسكرية الاسرائيلية, وقد تكفلت الولايات المتحدة بتهيئة الجو المناسب لذلك, فكانت الحركة السياسية الخليجية المميزة التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية, بين الدول المحيطة باسرائيل, مصحوبة بتوصية اميركية واضحة بان تستمع سوريا جيدا لما يقال لها, واستقبال الاردن لنتنياهو بعد القطيعة بينهما, وتفويض عربي اعطى رئيس السلطة الفلسطينية مسئولية قرار الموافقة او رفض الدخول في مفاوضات مباشرة مع الجانب الاسرائيلي.
ان درجة الحرارة المناخية والسياسية في تصاعد ملحوظ في المنطقة. ويبدو ان تبريدها يحتاج الى تنشيط دورة الدم فيها فالمراوح والمبردات لا تكفي لتبريد كلاهما.
ان السماح بضرب ايران يعني تقليل هامش المناورة الاقليمي اما عدوانية الكيان الصهيوني والعدوانية الاستعمارية العالمية, وقد ان اوان استذكار عبرة السماح بضرب العراق والدمار الذي الحقته بقضايانا الاقليمية. لانه بعد السماح بضرب ايران سيطرح الخيار الاردني والخيار السوري والخيار اللبناني والخيار المصري على طاولة الاختيارات الاسرائيلية.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي يجري ترتيبه في المنطقة؟
- سقوط الحضارة الامريكية: من الملوم؟
- رسالة الى الدكتور صائب عريقات:
- دور حزب الله في تاريخ لبنان السياسي الحديث
- لماذا ( لا ) انتخب....؟؟؟
- كيف نفهم خطة الروسي ليبرمان وكيف نتعامل معها؟
- وجهة نظر فلسطينية في انتخابات الرئاسة المصرية:
- هل يحتاج الفلسطينيون الى التسول؟
- التحرر القومي هو قضية الشتات الفلسطيني:
- الاردن والية اعادة انتاج الازمة الاقتصادية:
- دولة اسرائيل قابلة للهزيمة والزوال:
- موقف من مسالة سفك الدم في فلسطين :
- من من نتحرر اولا؟
- بيان سياسي للحزب القومي الفلسطيني
- الجمود الفلسطيني و تصاعد الصراع الاسرائيلي التركي:
- ما هي العبر الاخلاقية التي تعلمها اليهود الفلسطينيون من الصه ...
- لا يوجد شيء اسمه يسار اسرائيلي؟
- رد على الكاتب يعقوب ابراهيمي:
- فلسطين / مرحلة بناء الاثنية الفلسطينية:الدلالة التاريخية لاش ...
- فلسطين والخروج من المرحلة البدائية:


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - ما الذي يجري ترتيبه في المنطقة؟/ نص كامل