أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - العلاقة التاريخية بين ثورة يوليو وعرب (48)














المزيد.....

العلاقة التاريخية بين ثورة يوليو وعرب (48)


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3069 - 2010 / 7 / 20 - 14:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من تبعات نكبة الشعب الفلسطيني ظهور سلسلة من الأسماء والاصطلاحات الجديدة داخل معاجم اللغة ومعاجم الجغرافية والتاريخ والسياسة، لهذه الأسماء معاني سياسية هامة يحملها الفلسطيني في قلبه خلال ترحاله وأماكن تواجده.
من هذه الأسماء والاصطلاحات (عرب 48)، هذا ما يُعرّف به العرب الفلسطينيون الذين تشبثوا بتراب وطنهم بعد أن احتلته العصابات الصهيونية وأقامت كيانها السياسي فوقه، وهناك من يُعرّفهم "بالفلسطينيين داخل الخط الأخضر"، أي خط الهدنة الذي وافقت عليه الدول العربية سنة 1949.
أما من يجهل ظروف وجود هؤلاء فيُعرّفهم "بعرب اسرائيل"، مع أنهم يرفضون هذه التسمية ويعتبرونها التفافاً حول هويتهم الفلسطينية لأن اسرائيل معنية بهذا الاسم وتعتبره بابا من أبواب الأسرلة والاندماج.
كانت هذه الفئة حتى نكسة 1967 مجهولة وضائعة بين كثبان النسيان والعجز العربي، وبين الهزيمة والصدمة التي سببتها النكبة.
عندما هربت الجيوش العربية التي جاءت لتسليم فلسطين وليس لتحريرها، تركت وراءها حوالي 150 ألف فلسطيني، معظمهم قرويون رفضوا الاقتلاع من أرض الوطن، رغم أن ملك الأردن عبد الله بن الحسين حاول اقناعهم وخداعهم للنزوح من وطنهم وارضاءاً لاسرائيل لكنهم رفضوا مطالبه لأن اسرائيل كانت تتمنى أن لا يبقَ عربياً في وطنه، وقد ذكر دافيد بن غوريون في مذكراته } كنت أتمنى أن أرى فلسطيني واحد يتنفس داخل فلسطين {.
هربت الجيوش العربية وتركت هؤلاء يواجهون مصيرهم، تركتهم رهائن بأيدي العصابات الصهيونية، ومنذ سنة 1949 حتى سنة 1967 عاشوا داخل غيتو اسرائيلي داخل قراهم، احاطتهم اسرائيل بستار حديدي سياسي واعلامي وثقافي واقتصادي، لم يسمع عنهم أحد تقريباً، غالبية الشعوب العربية لم تعرف بوجودهم وربما حتى اليوم، بذلت اسرائيل كل جهودها من خلال محاصرتهم لمصادرة هويتهم الوطنية والقومية والثقافية لكنها فشلت في ذلك باعتراف قادتها فقد احتفظ الفلسطينيون ممن يعرفون بعرب 48 بعروبتهم وانتمائهم الفلسطيني بفضل مجموعة من الثوابت التي كانت متوفرة لديهم، في مقدمة هذه الثوابت ثورة يوليو في مصر وقائدها جمال عبد الناصر.
كانت هذه الثورة بالنسبة لهذه الشريحة الفلسطينية الشبه ضائعة الضوء الذي خفف من ظلمة النكبة، كانت مسيرة الثورة وتقدمها وانجازاتها السياسية والثقافية والاعلامية بمثابة المرشد والموجه لعرب (48) كانت بالنسبة لهم بمثابة الصحافة اليومية يتابعونها من اذاعة صوت العرب والقاهرة ومن شاشة التلفزة المصرية.
كانت مسيرة الثورة وانتصاراتها بمثابة عناوين لكتب وموسوعات يطالعون صفحاتها يومياً، من هذه العناوين قوانين الاصلاح الزراعي واتفاقية الجلاء التي تعتبر نقطة تحول في تاريخ حركة التحرر العربية، ومن العناوين الهامة صرخة الاسكندرية يوم 26 يوليو سنة 1956 التي أعادت قناة السويس الى أبناء الشعب العربي في مصر بعد احتلال دام حوالي ستة عقود من الزمن، من العناوين أيضاً بناء السد العالي وتحرير الشعب المصري من التبعية والجهل والفساد والمحسوبية، هذا الى جانب النهضة الفنية والثقافية والاقتصادية، لكن تبقى أبرز هذه العناوين، ربط مصر بعجلة القومية العربية وتزعُمها لقيادتها وطرح افكاراً جديدة كالوحدة القومية والسياسية، ووحدة الهدف.
كانت الثورة بكل فعالياتها وتفاعلها مع الأحداث الحبل السري الذي أمد عرب 48 بالأمل، كما أمدهم باليقظة القومية والوطنية وخفف من حصارهم وعزلتهم، كانت الأله التي استخدموها في التربية القومية خاصةً لدى الأجيال التي ولدت بعد قيام اسرائيل كما كانت الأله التي استخدمها أبناء عرب 48 لمقاومة الأسرلة والابتعاد عنها، لأنهم وجدوا البديل والند القومي والوطني لهذه الأسرلة.
كانت الخطب التي القاها الرئيس الخالد جمال عبد الناصر طوال مسيرة الثورة مدرسة ومرجعية تحمل كل معاني قيم الحرية والاجماع القومي وكل الأبعاد الفكرية بمفاهيمها الفلسفية والبسيطة، عاش عرب 48 مع تطورات الثورة بمدها وجزرها ساعةً بعد ساعةً ويوماً بعد يوم، اعتبروا انجازاتها وانتصاراتها أعياداً ونصراً لهم وللعرب جميعاً.
لم يتغير موقفهم وارتباطهم بالثورة بعد نكسة سنة 1967، العكس هو الصحيح فقد تضاعف ايمانهم بزعيم الثورة جمال عبد الناصر وبقي بالنسبة لهم الرمز الذي يستحق ثقتهم، صورة معلقة على جدران كل منزل من منازلهم، لم يكن ذكرى قيام الثورة عيداً قومياً في مصر وحدها، لقد امتدت جذور هذه المناسبة ووصلت الى قلب كل فلسطيني من عرب (48)، كان عيد الثورة عيداً لهم، يلزمون بيوتهم كي يعيشوا مع هذا الحدث التاريخي وما سيقوله الزعيم جمال عبد الناصر.
هذا يؤكد أن الثورة وقائدها لم يكونا ملكاً لمصر وحدها، بل ملكاً للعرب جميعاً وفي مقدمتهم الفلسطينيون.
بعد ردة السادات في كامب ديفيد وتأمره على الثورة وقيامه بتطويق مدها القومي، جاء من يعرفون بعرب (48) الى مصر، يدفعهم الشوق كي يتلمسوا ويعانقوا وادي النيل ولكي يشاهدوا من بناه واقامه جمال عبد الناصر.
اليوم وقطار الثورة يتقدم فوق سكة الزمن ويقف في محطة الثامنة والخمسين لقيامها، لا زال عرب (48) يعتبرونها مرجعيتهم القومية والوطنية الأولى، يتمسكون بمبادئها ومبادىء قائدها، أحزابهم القومية تفتح أرشيفاتها أمام الأجيال الشابة التي لم تعايش الثورة، هذا اضافةً الى اللقاءات والمهرجانات التي تقام بهذه المناسبة.
لكن من سخريات القدر أن يسمح نظام مبارك بالتطاول على قدسية هذه الثورة عندما يسمح لسفيره في تل أبيب اقامة احتفال بذكرى الثورة بحضور العشرات من القادة والزعماء اليهود الذين حاربوا الثورة وانجازاتها وتأمروا عليها وعلى قائدها، في مقدمة هؤلاء سفاح أطفال قانا في لبنان شمعون بيرس، وسفاح أطفال غزة ايهود براك وسفاح الأسرى من الجنود المصريين بينيامين بن اليعزر.



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرم الشيخ عاصمة التواطؤ لنظام مبارك
- القمم العربية تجتر فشلها
- كلنا في النكبة سواءُ
- انا مًقاطع
- العودة للمفاوضات كالنفخ في قربه مثقوبة
- تغريبة عرب اسرائيل
- صفحات من وجع النكبة
- الصمت العربي يغذي غدد الاستيطان
- عبد الرحيم عراقي ما زال في الذاكرة
- ضرب الحبيب زبيب
- يا ريت ما رجعوا من تونس
- هابي بيرث دي فؤاد
- هل يدخل المجلس الاسلامي الأعلى أنفاق السياسة؟
- ماذا فعل سلام فياض في مدينة هرتسل


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - العلاقة التاريخية بين ثورة يوليو وعرب (48)