أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - عبدالكريم قاسم.. ليس بالنزاهة وحدها يحكم القائد ولكن بها يبدأ














المزيد.....

عبدالكريم قاسم.. ليس بالنزاهة وحدها يحكم القائد ولكن بها يبدأ


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3056 - 2010 / 7 / 7 - 17:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولئك الذين اطلعوا على مقالة الأستاذ (موسى فرج), تلك التي أشادت كثيرا بنزاهة قائد ثورة تموز الزعيم عبدا لكريم قاسم, والتي كانت نشرت في (الحوار المتمدن) قبل أيام عدة, ونشرتها (كتابات) أيضا, ربما سيحسبون مقالتي هذه ردا عليه لأن عنوان مقالته وأيضا ما ذهبت إليه كان قد دار حول نزاهة الزعيم, وكان هناك توقف أيضا أمام جملة من الأحداث التي تجعل من قاسم شخصية عظيمة وخاصة إذا ما جرى النظر إليه من خلال مقارنته برجالات هذه المرحلة.
أفرح كثيرا إذا صح توقعي ذاك, فالدخول في الساحة التي يقف فيها موسى فرج, حتى من موقع الاختلاف معه في الرأي, هو أمر مشرف وذلك لما عرف عن الرجل من نزاهة ووطنية عالية. يكفيه شهادة إنه وهو الذي كان رئيسا للجنة النزاهة العراقية قد تمكن على الخروج منها سالما بدون خدوش أخلاقية.
إن هذا سيجعل منه ومن أمثاله من الرجال الذين كانوا قد مروا على معمل الفساد العراقي الراهن وخرجوا مثله سالمين دليلا أكيدا على صحة القول (إذا خليت قلبت).
لا أنكر إن لي تاريخا سياسيا مختلفا عن تاريخ الرجل السياسي, وقد أكون الآن على اختلاف مع البعض من حاضره, وذاك أمر تناولته من خلال مجموعة من المقالات التي كنت نشرتها أخيرا حول واقع العلاقات السابقة بين البعثيين والشيوعيين. ولأنني تناولت بالنقد موقف الفريقين فإن ذلك سيساعدني, على ما أعتقد, على النجاة من تهمة الانحياز والانحياز المضاد الذي قد تطلقه مجموعة من الأحياء الأموات الذين توقفت ساعتهم العقلية عند زمن واحد فما باتوا قادرين على الخروج من زمن الصراع الماضوي المر والتحرر من أحكامه بعقل يقدم المصلحة الوطنية على المصلحة الذاتية.
في الانتخابات التي جرت أخيرا تمنيت أن أنتخب قائمة إتحاد الشعب لأنها ضمت عناصر متجردة ونزيهة, ولغرض أن أقطع على صديق لي دهشته وتعجبه من تلك الرغبة قلت له: إن وراء رغبتي الانتخابية تلك عامل أخلاقي كان قد تأسس على خلفية سلوك الوزراء الشيوعيين أثناء وجودهم في سدة المسؤولية وفي مقدمتهم الأستاذ مفيد الجزائري وزير الثقافة السابق وآخرين سوف يسامحوني حقا لو إنهم فسروا سبب نسياني لأسمائهم من باب ضعف الذاكرة وليس من باب إغفال حقيقة أو تصغير دور.

وقولي تمنيت أن أنتخب معناه إنني لم أفعل ذلك, ليس لانتفاء سبب التمني, ولكن لاعتقادي أن ليس بالنزاهة وحدها يحيا الإنسان, وإن النزاهة في هذه المرحلة, وإن هي تقدمت على كل الشروط المحببة الأخرى, إلا إنها لا تلغي الحاجة الماسة إلى تلك الشروط, فالواقع المر الذي يعيشه العراق والذي خلقته مجموعة من الظروف المعقدة والمركبة يجعل من الصعوبة الاعتماد على عامل واحد لتحديد الاختيار. ولأعترف إن انتخابي للجهة التي انتخبتها قد تم رغم إنني كنت على يقين أنها تضم أشخاصا مساهمين بالفساد أو راضين به.
في مقالات سابقة كنت قد أكدت على أن ليس هناك (وطنية) تتأسس على ( لا نزاهة ), ولهذا أشعر لآن إن أمري لم يعد بسيطا على الإطلاق ولا أظن إن أحدا سيحسدني عليه, إذ كيف يجتمع القول ( لا وطنية بدون نزاهة ) مع قولي إني انتخبت قائمة تضم أشخاصا غير نزيهين.
إنه أمر محرج حقا, لكن شعوري بأن النسبة المطلقة من الناخبين, رغم اختلاف اتجاهاتها الانتخابية, شاركتني ذلك ( الإثم القدري ), سيخفف دون شك من حدة شعوري بالذنب. ولو شأت أن أنجو كاملا من هذا الشعور لما مددت إصبعي أبدا في دواة الحبر البنفسجي ولدعوت توا إلى الخروج على العملية السياسية ومناهضتها, وهذا ما لا أفعله الآن, ليس لإيمان بهذه العملية, وإنما لأني لا أرى الآن قدرة فعلية على تغييرها, وحتى يتحقق ذلك فإن لكل حادث حديث.
وكما أن المسألة نسبية فهي مركبة أيضا وحتى إنها معقدة, ولأننا لم نكن ذاهبين لاختيار كهنة لمعبد, ولأن عقد المرحلة الأساسية ومعاصيها, من غير التجاوز على المال العام, هي أصعب من أن نرضى بها أيضا, فقد كان علينا أن نجمع ونقسم ونطرح ونضرب حتى نخرج باختيار ملائم يرضي العقل والضمير في نفس الوقت.
وعليه فإنني لم أنتخب من تمنيت انتخابه, ليس لنقص أخلاقي فيه, وإنما لأني اعتقدت إن (العراقية), رغم مثالب البعض من ممثليها هي أقدر من غيرها على تجاوز (أسوء) ما في المرحلة..
نعم لا وطنية من غير نزاهة..
ولكن ليس كل نزيه هو وطني..
وعلى نفس المستوى: ليس كل نزيه هو قائد مقتدر.
ومشكلتنا إن الفساد الذي دخل مع صدام كمرض وتحول مع الاحتلال إلى وباء بات كارثيا إلى الحد الذي أصبح له تأثيرا تعويميا وتسطيحيا على قراءاتنا للتاريخ وعلى تقييمنا للقادة.
وبالمقابل بدأت النزاهة تزحف من موقعها كعامل أساسي لتوصيف القيادة إلى العامل الأساسي لها وإلى الحد الذي يلغي الحاجة إلى التوقف أمام جملة العوامل الأخرى والتي يجب أن يكون اجتماعها دلالة على القيادة الناجحة.
ولست أشك إن لدى الزعيم الشهيد قاسم كثيرا من الصفات الأخلاقية وإن في سجله الكثير من الإنجازات الكبيرة, التي يجب أن تحظى بالاحترام والتقدير, والتي تصلح حقا بالمحصلة لأن تكون معيارا للحكم على كفائتة القيادية ومكانته الوطنية الرفيعة, ولكن هل يمكن لتلك الصفات أن تلغي قدرتنا على رؤيا وقراءة أخطاءه في الحكم.
ولو كان معيار الأخلاق والنزاهة كاف لتأشير الكفاءة القيادية والرفعة الوطنية فأين سنضع رجالا من أمثال نوري السعيد وصحبته من رجالات الحكم الملكي, وبأي المعايير سوف نحكم على ثورة الرابع عشر من تموز.
ثم ألا يكون من الحق السؤال بعد هذا كله.. إذن لماذا قتل عبدا لكريم قاسم نوري السعيد.
وبصيغة أخرى.. لماذا قتل النزيه النزيه.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرابع عشر من تموز ونظرية المؤامرة
- تموز.. حيث الآخر الطيب هو الآخر الميت
- ظاهرة الأسماء المستعارة
- الديمقراطية العراقية.. وهل ممكنا أن تبيض الديكة
- الدلتا العراقية السياسية... على أبواب أن تغرق
- العراق أفضل بدون حكومة
- الشيوعيون والبعثيون.. وقضية الرحم الواحد
- مقالة بين مقالتين.. عن الشيوعيين والبعثيين وهل هم أبناء رحم ...
- الشيوعيون والبعثيون.. هل هم أبناء رحم أيديولوجي واحد
- محاولة نظرية لفهم تاريخية القتال البعثي الشيوعي وذلك الذي قد ...
- الحزب الأيديولوجي... نزول إلى الأعلى
- أمريكا.. هل هناك فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين
- بإمكان الوطنية العراقية أن تنتظر قليلا
- العلمانية.. إنقاذ الدين من رجالاته السياسيين
- من الذي يتدخل في شؤون الآخر... العراق أم جيرانه ؟!
- ثقافة اليشماغ... حول رسالة معد فياض إلى مام جلال..
- الديمقراطية وأخطار المثقفين
- الإسلام السياسي أقصر الطرق لتقسيم العراق
- هل تخلى المالكي عن ناخبيه
- الشعب على حق ولو كان على خطأ


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - عبدالكريم قاسم.. ليس بالنزاهة وحدها يحكم القائد ولكن بها يبدأ