أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ناصر موحى - مرحبا بالأبقار المهجرة














المزيد.....

مرحبا بالأبقار المهجرة


ناصر موحى

الحوار المتمدن-العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5 - 15:06
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


فجأة ينزل الحب والإحترام مدرارا على خدام نظام ألفه المغاربة فظا غليظ القلب . يستقبلك موظفو المطارات والموانئ بابتسامات صفراء وبلهاء رغم تقاسيم البؤس والتعب , لطول ساعات العمل , التي تفضح تلك التبسمات المصطنعة . كل المشاكل الإدارية تحل في رمشة عين مع ترحيب مبالغ فيه إلى درجة يخيل لك انك نزلت خطأ في ميناء نيوزلندي أو نرويجي وليس في بلدك المغرب . هستيريا الإستقبال الحار ( لكن بمعناه الفلفلي ) تعم كل القطاعات التابعة للدولة والشبه وغير التابعة لها للتعبير عن مدى الشوق والتوحش الذي تكنه الإيالة الشريفة لرعاياها الأبقار المقيمة بالخارج . لكن أكثر التعابير إحساسا بهذا التلهف تعبر عنه الأبناك حين تستقبل العائدين لوطنهم بحسناوات لطيفات يقدمن بسخاء قارورات المياه المعدنية و بالمجان ! ولكن الذين مروا من تجربة الإجلاس فوق القراعي بكومساريات المملكة وحدهم سيفهمون رمزية هذا الإختيار الذي لايعني سوى إشربوا المياه المعدنية قبل أن نجلسوكم فوق قراعيه ها حتى تحلبوا من آخر ورقة عملة صعبة , أوراها بالصح عملة صعيبة لكن القرعة أصعب !
العائد لأول مرة للمغرب قد لايصدق نفسه ويعتقد ان البلد عرف ثورة غير مسبوقة خاصة في تعامل الإدارات مع الرعايا لكنه بعد انقضاء شهر إفراغ الجيوب سيفهم أن دار الشرفاء على حالها لم تتغير قيد أنملة . ففي نفس المكان الذي تلقى الترحيب والقارورات سيودع بل لنقل سيرمى خارج الحدود كالقادورات مرفوقا بنظرات وعد ووعيد إن لم يعد في العام القادم بمزيد من العملات . وللحقيقة فسلوك الدولة مع الأبقار عفوا المهجرين المغاربة قمة في الشفافية لأنها واضحة مع رعاياها وليست منافقة في تعاملها معهم . فإن دخلت عامر لعاقة فيا مرحبا باهل البلد في بلده وبين دويه وإن رجعت وجيوبك كاتصفر فالماء والشطابة تالقاع الدنيا . أما إن عدت خالي الوفاض كما حدث لآلاف المغاربة بسبب الأزمة العالمية الأخيرة فستستقبل بلا مبالات تامة وفي أحسن الأحوال بنظرات شامتة تحس آنذاك بثمن قيمتك الحقيقية التي صنعتها بيديك وأنت وحدك من يستطيع تغييرها .
فعلا النظام المغربي قوي جدا وله اضلع تستطيع ان تصل إليك ولو في المريخ , إنه يشتغل نازلا وطالعا كالمنشار . لأنه متيقن ان المغاربة كالطيور مهما بعدت و طال غيابها فلابد أن تعود يوما إلى أعشاشها . ورغم أن عدد المهجرين المغاربة يفوق عدد سكان موريطانيا مرتين فتأثيرهم في الحياة السياسية يكاد يكون شبه منعدم . فدورهم حدده الماسكون بزمام رقاب المغاربة في مهمة وحيدة هي جمع مايمكن جمعه من عملات وإرسال اكبر قدر منها للوطن . وتؤكد الأرقام الرسمية أن مايحلب من الزماكرية يشكل 40 في المائة من الإنفاق الحكومي السنوي و 15 في المائة من الدخل القومي السنوي . إنها ارقام توضح أن المهجرين بإمكانهم ان يشكلو معادلة حاسمة وقوة ضاغطة على اختيارات الدولة الإقتصادية والسياسية إذا حصل لديهم الوعي الكافي بأن إرسال العملات فقط لن يغير من الوضع شيئا بل سيكرس نظاما إقتصاديا ريعيا تذهب فيه الثروات لحفنة من المتنفذين في دوالب الدولة بمؤسساتها المالية والسياسية الذين يحولون أرباح تلك المداخيل إلى حساباتهم الخاصة خارج المغرب فتصبح العملية تحصيل حاصل ويدور مصير المغرب في حلقة مفرغة تعيد إنتاج التخلف الإجتماعي والتبعية الإقتصادية وهي ركيزتي النظام السياي الإستبدادي المطلق . ومؤخرا صدر تقريرعن هيأة السلامة المالية العالمية وهي منظمة امريكية غير حكومية بوات فيه المغرب في المرتبة الرابعة عالميا ! أخيرا هناك تقرير يضعنا في المراتب الأولى في مجال معين عن جدارة واستحقاق ! مهلا فالرتبة تهم ميدان تهريب الأموال نحو الخارج . نعم المغرب بموارده المحدودة جاء رابعا بمجموع 25 مليار دولار مهربة في 40 سنة الأخيرة وراء نيجيريا ب 90 مليار ومصر ب 70 مليار والجزائر ب 26 مليار . وإذا علمنا ان المبلغ هو فقط ماستطاعت المنظمة الأمريكية إثباته فمايهرب بطرق خارجة عن أي توثيق سيكون أكبر بكثير . إوا ضرب تمارة الزماكري عمرك كلو باش تعاون العائلة أتنمي البلاد أوف نهار واحد يتبخر كلشي !
إذا كانت أموال المهجرين تحرك إقتصاد البلد وسيف ذو حدود في يدهم إذا احسنوا استغلالها فما العمل لوقف هذا النزيف وإجبار النظام على الكف عن تعامله معهم كابقار للحلب عوضا عن مواطنين وطنيين ؟



#ناصر_موحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرسان وقرصان وإكفتان ...
- الحاج الوزير والبلطجي !!
- عيد الزعيم ومزاليطه !!
- معنى أن تكون مغربيا الآن !!
- بوكرين الصعلوك ...إلى الجحيم !!
- ما أشبه الأمس باليوم !!
- حمار وقطار يابلدي !
- وزراء دولة أم مجرد عوازل طبية !!؟؟
- مستوطنات في فلسطين ومستوطنات في المغرب ! أية علاقة ؟(1)
- حين تصبح صاحبة الجلالة جارية في بلاط -صاحب الجلالة - رشيد ني ...
- من الأشرف ياعقلاء ؟؟حجاجنا الميامين ام عاهراتنا المهجرات ؟؟!
- هكذا يكون القضاء وإلا فلا !!
- كيف يشجع النظام المغربي الإنفصال ؟ سيدي إفني نموذجا !!
- على قارعة الزمن الرديء...(4)
- شكرا لكل من ساهم في جعلنا شعبا من المتسولين !
- ماذا لو...
- 55 جثة متفحمة هي هدية الباترونا المغربية للعمال في عيدهم الأ ...
- على قارعة الزمن الردئ...(3)
- على قارعة الزمن الردئ... (2)
- على قارعة الزمن الرديء...(1)


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ناصر موحى - مرحبا بالأبقار المهجرة