أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - كيّات وحكايات –نظرية المؤامرة-














المزيد.....

كيّات وحكايات –نظرية المؤامرة-


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5 - 01:32
المحور: كتابات ساخرة
    



ثاني يوم من تنفيذ الخطة الأمنية، في شباط 2007 على ما اذكر. كان حظي سيء جدا. مع كية (فلسطين - باب المعظم). كية تعبانة "مسكربة" وكان حصتي أسوأ المقاعد. المقعد المتحرك الوسطي (أبو سبرنكات) بارزة وبدون مسند للظهر، ولا سواه. توكلت وصعدت، يشاركني خانة الوسط طالبات وطلاب جامعة. ويجلس خلفي رجل يبدو بعمري تقريبا، كان يتحدث بصوت عال مع راكب جنبه كأبو الهول. صامت غير مبال بشرح الحجي المفصل الممل لأسباب أزمة الازدحام الذي كان على اشده في تلك الايام العصيبة. كان الحجي يعرض استغرابه وشكوكه من نجاح وفائدة الخطة الامنية. وهذا بعض مما قاله: " لازم الحكومة توَكـُف استيراد السيارات العامي شامي. مو موتونة بهالخطة، حرام، كل ميت متر سيطرة. مقصود يدمرون العراق مهد الانبياء والمرسلين. ليش الاحتلال جاي لسواد عيونه . يعرف زين شيسوي. هيه بس هاي. ترسولك البلد موبايلات. عشرين ألف نوع وفضائيات هالنوبة بكد الزبل. غركونة بالفساد، كلشي مدروس من هناك!!. اليدري يدري.. هَيْ بَهي. بابة العراق لازم يفلشونه فوك روسنة..هاي مؤامرة جبيرة.. حتى مرجعياتنه عبرت عليهم سوالف الاحتلال".
كان الجميع صامتا والسيارة لم تتقدم غير امتار. منذ عام تقريبا ومع تفجيرات سامراء وإفرازاتها الدامية التي قلبت موازين قوى الشارع الطائفي واثارت عشرات الأسئلة وعلامات الإستفهام والشكوك بمنفذيها والمستفيدين من نتائجها المدمرة. حينها، تصاعدت في الشارع نغمة المستفيد الاوحد، الاحتلال. وفي ثناياها سرت الشائعات: تجار صهاينة اشتروا نص فنادق بغداد ومنطقة الشخ عمر الصناعية من باب المعظم الى باب الشرقي. وان الشمال بيع لهم بالكامل. كنا نسمع عزفهم على نفس الوتر في كل مكان. ونقرأ إشاعاتهم في صحف الانفلات الصفراء الموزعة مجانا.
بقدر كرهي للمحتل الامريكي المسئول عن كل مآسينا وما حل بنا. لكن! كان يثيرني استعمال كلمة الاحتلال بغير محلها، وكنوع من التخوين بالعمالة. لغط وشكوك واستفهامات راحت تشوه كل ما جرى ويجري على ارض الواقع. طال متغيرات ايجابية "ثورية" ومتميزة في مستوى معيشة ورفاهية العراقيين وحياتهم وحرياتهم.
لعبة كلمات الحق المفبركة التي يراد تعميم الباطل، لعبة سياسية سُخرت بامتياز وغطت المشهد السياسي لايهام يقين الفقراء عن سبب نكدهم وفقرهم وعوزهم الازلي وكرامتهم المهانة الضائعة. وتعتيم رؤيتهم عن المسبب الحقيقي لكل هذا الشقاء الذي يصيبهم.
حينها، خيم على المشهد العراقي، جو سياسي ضبابي مضطرب يتحمل الكثير من اللغط والتأويلات، لتلعب نظرية المؤامرة دورها لتغطي المشهد السياسي وتشوه كل لاعبيه دون استثناء.
مخاض تجربتنا المرير والعسير، علمنا ان نفرأ خلف وما بين السطور، ونحلل بواقعية براغماتية، تقديرنا للاوضاع على ضوء مصلحتنا الوطنية العليا فقط. لم يعد يخطئ حدسنا ولا تنطلي علينا تفاهة خلط الاوراق وبالونات الاختبار وحبكة التلاعب بمفردة الكلمات. حينها، وانا استمع لهذيان هذا المسكين التائه بصلي الاتهامات. كنت أشم فيها رائحة نفس طائفي يستخدمه المتضررون وبعض السنة المهمشين المساكين الموهومين بزيف شعارات وادبيات القاعدة واعداء التغيير*1. وما تردده فضائيات العهر السياسي.
حساسيتي المفرطة لثنائية الاحتلال والتخوين،دفعتني لاقتحام ندوة الحجي من أضيق ابوابها. فبدون ان التفت اليه، قلت:
1- "عمي مادام تحجي بصوت مسموع، تسمحلي ادخل وياك عالخط ؟".
0- شعدنة! اشو السيارة بحمد الله وخطتنا الامنية. واكفة.
1- "عمي الحجي، كلامك صحيح ..بس! الموبايل!، مت شوفه فد رفاهية جنة محرومين منهَ. وراح أوَصلك لقوطية الببسي الهسه يشربوهة الفقرة بعد ما جانت حسرة علينه ريحته". والتفت الى الطلبة وقلت :مو صحيح يابه. الكل :تمام عمو.
0- ابقوا بهالعقل. صدك الي مي عرفك مي ثمنك. (نقر على كتفي واكمل): ابني ورا الحتلال مؤامرة جبيرة انت متعرفهَ..اكلك حتى مرجعياتنه متعرفهَ..ابني. إل أكبر منك بيوم افهم منك بسنة.
1- (دون ان التفت):عمي الله يخليك.. آني عمري فوك الستين. وصدكني، كل ما تقصده بالمؤامرة أعرفه واعرف وين تريد توصل!.
0- اكلة المرجعيات عبرت عليهَ..يكلي اعرفه. صدك لو كالو إل مي عرفك مي ثمنك!!. آني عمري اربعة وسبعين وهاك شوف جنسيتي. (مقدما جنسيته لي). شكرته والتفت الى الشباب المبتسمين وقلت لهم :تسمحولنه، ضوجوكم الشياب بهلحجي الماصخ. أجاب السائق من مكانه: "اخذو راحتكم عيوني، حجيكم حلو، والدنية دَتـْنِث مطر والسيارة طافية. شعدنه غير الخرط".. ضحكت على "خرط" السائق. والتفت الى الحجي الوقر الذي خلفي واكملت "خرطي" بهدوء: "الجفل" لو "لعزير"*2 الي مَتْ عُرفه حتى مرجعياتنه.؟؟ .
هنا قام امام الجميع ومسكني من الخلف وقبلني من خوخة راسي وقال متعجبا
0-: شلون عرفت قصدي؟؟
1- عراقي مفتح باللبن ! الله يطول عمرك حجي . من فكرة المؤامرة !!.
بعد ان اكملت محاضرتي للمستمعين الطييبين عن دور نظرية المؤامرة في تخريب الارادة الوطنية، كمسلمات قدرية جديدة تطمر وتشكك وتقيد كل الهمم الوطنية. نقر الحجي على كتفي:
0-انت شسمك ومنين ؟؟
1- ماكو داعي لاسمي..آني واحد من هالمكاريد الكاعدين بالكية. ولاذ الحجي بصمته حتى
وصولنا الى باب المعظم.
الحجي مسكين، مثل باقي العراقيين الطييبين. تأبطني بأخوية من ذراعي وسار معي خطوات عدة، سرني فيها بانه مسؤول عن جامع (......) في باب المعظم*3 . اعترافه لي، عزز ثقتي بأن ظني وشكوكي في محلها، وأكد لي بأن أكثر الموهومين، ناس عاديون بسطاء طيبون لدرجة السذاجة
1-كان شعار "ثلاثية الباطل" لسان حال أعداء التغيير: (الاحتلال باطل* وكل ما بُني على الباطل*..باطل*).
2- من انبياء بني إسرائيل في الاساطير اليهودية.
3- في تجمع حضره 900 من علماء وأئمة مساجد الوقف السني في عموم العراق. جرى في فندق بابل. أجمع أكثر من 800منهم على دعم الحكومة والمشاركة بالعملية السياسية وحث شبابهم على التطوع بالجيش والشرطة. كانوا مثلنا أسرى الخوف والترويع!.



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- --كيّات- وحكايات المنبر الديمقراطي-
- نوافذ- .للحب. للذكرى. .للغربة -
- يوميات هولندية 13 - حكايتي مع -هُبل العظيم- -
- يوميات هولندية 12- آداب الحمام بين السياسة والدين_
- يوميات هولندية11 -حذاري من البصرة!.السبب ليس الكهرباء!!
- يوميات هولندية 10 -تعزية!!.. أم تهنئة؟؟-
- يوميات هولندية -9 -أيها العراقيين: هلهلوا، تفوقت -يُوويَهْ--
- يوميات هولندية (3)*- في الطريق الى أمستردام-
- - رحمة الله الواسعة من الجهل والجاهلية!!-_
- يوميات هولندية-8 - سوبرانو الحي الذي لا يطرب -
- الى أخي..- شيخ العارفين -
- يوميات هولندية-7
- قصة قصيرة- اعتداد -
- نوافذ الفنار
- يوميات هولندية -5: - نحيب من الجنة -
- يوميات هولندية- 6 - دون كيخوت وطواحين الدم -
- يوميات هولندية -4 : - حديث في السياسة والنار -
- - هُبَليات -
- - حلم -
- يوميات هولندية 2 (آنزهايمر )


المزيد.....




- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - كيّات وحكايات –نظرية المؤامرة-