أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - سلام لذاكرة المعتوهين















المزيد.....

سلام لذاكرة المعتوهين


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3042 - 2010 / 6 / 23 - 14:51
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الفكر الإشتراكي بما يحمله في ذاته من ديمومة متجددة وما يحكمه من حركية انتاجية وإبداعية تحرر الإرادة والجماهير من التقيد الفطري لذواتنا المريضة، لم يخلف هذا الفكر في العالم العربي إلا فقهاء التراث المعتوهين والمعوقين والمخادعين ممن ألفوا مضغ الاحاديث النبوية المريضة بفتاوي التخوين في انسياق تام يتوخى المحافظة على نفس الأنواع المهترئة والمتاخمة للسقوط، شواهدهم المدرسية كرونولوجيا أحداث طويت وبال عليها الزمن فيما هم يتنافسون في الذكر الحكيم عمن يتقن ترتيل الآيات الماركسية ويعيد تلحينها في استراتيجيات متخيلة تعيد الزمن إلى حصن الثورة البلشفية، ليس منا من تجاوز حصن الثورة البلشفية، مازلنا نردد أنغامها المهللة في قداس عجيب كما لو كنا نحن الصانعون لها، قسمنا مذاهبنا على مقاس المذاهب الإسلامية المعتقة نتفنن بدقة فائقة فيما يعزز عزلتنا السديمة ويرفع هشاشة انخراطنا في حركية التاريخ بما يغرقنا في طائفية منغلقة أساسها تخوين الرفاق من الدرب الواحد، الماوي منا ماوي إلى الأزل، واللينيني لينيني إلى الأزل والستاليني والتروتسكي إلى ما لا نهاية، إنها أوكار يتخندق فيها الإبداع وينام العقل في استمناء عجيب يعيد خلالها ذكريات العشق الأزلي، تنتابنا حركات عفوية يقودها لحن الأزمات في مجتمعاتنا الرثة، يخرجها واقع الحال لتصرخ في وجه الاوضاع، عندها فقط ينهض الرفاق من نومهم ليعلنوا في بيانات صاخبة أنهم هم من أطروها، وبلا حياء أيضا يعلنون في: «الثورة قادمة والجماهير بدأت تتحرك»ـ .

لا يجمع بيننا في حولقة الوطن الجريح سوى هذه الخصومات المبجلة، خصومات بعضنا لبعض، خصومات يحملها الأفراد من كل تيار (طائفة) ليعلنها انتصارا دونكوشيتيا تغذي استمناءنا النظري والفكري استنادا إلى كرونولوجيا الثورات التي صنعتها الشعوب الأخرى، كرونولوجيا يحفظها بخبث كل الرفاق، لم نحمل من هذه التجارب العارمة إلى مجتمعاتنا إلا مايغذي تشرذمنا المحبط، لم نصنع تاريخا يستند فيه الفعل إلى تراكماتنا النضالية بل صنعنا اسقاطا قسريا يغذي نزواتنا العدوانية، صنعنا تاريخ لأشلاء طائفية نسميها منظمات أو أحزاب بل سفارات لأمم خلفت نحبها ، راكمنا تجارب مفلسة ومحبطة، وكيف نراكم ونحن لم نبني إلا حدودا لا تتجاوز عتبة الأمناء العامون، القادة التاريخيين الأزليين الذين لا يكلون في انتاج مايديم الملل في عروقنا ويبقي الرتابة أفقا علينا تديم نوع أنواعهم، فيا عجب لمن يعز انتماءه إلى طائفة مخنثة بشيوعية منفصمة تحمل هواجس الفردانية، هواجس كاريزما قادة لا يتقنون سوى توزيع بطاقة انخراط.

كل الحركات الشيوعية في العالم صنعت قادة أسطوريين، دهاقنة ومفكرين عظام أبدعوا الرسم في جغرافية بلدانهم صنعوا ملاحم بقيت إرثا ثمينا لشعوبها إلا شيوعيينا العظام، حملوا إلينا توابيت أضرحة نتبرك بها كرامات لعلها الروح تنهض من لجة التوابت وتنسل إلى أعماقنا، أضرحة لإرهاصات فكرية هنا وهناك، ارهاصات تتوق أن تكون منسوخة نسخا عدميا يحاكيه الرفاق في عملية استمناء، يهللونها قداسا لرفاق قضو نحبهم و يرتلونها في خشوع عند كل مجمع: يا ليت الرفاق ينبعثون من أضرحتهم

إنه الملل يغزوا مضاجعنا، يبني فينا أضرحة راشية نأم إليها تيمنا في كل الصباحات، صقلنا جميع المقولات التي قيلت في كل الثورات ولم نقل نحن حتى الآن شيئاعن ثورتنا، هل ننتظر من هذه الكائنات أن تقود إلى شيء، هذه الكائنات التي تعادي كل فكر ابتعد عن محجة التصوف الضريحي، تعادي كل فكر من نفس المذهب، وفقط لأنه غير مصقول في أرشيف الولي الصالح، رفاق يحاكون محاكمات مجانية عفا الدهر عنها، يحاكونها كما لو كانوا شهود عيان فيها، فما يعزينا نحن في ذلك؟ نحن هذه الحثالة المترسبة التي تنتظر فراغا ينبعث من رماده، في ماذا يجدي أن يكون رفاق البلاشفة قد كونوا ديكتاتورية البروليتارية أم لا ما دمنا نحن لم نسعى إلى تشكيلها أو مادمنا نغني تلك الأغنية القديمة: " الشروط الموضوعية لم تنضج بعد" ثم كيف ننضج ظروفا نسعى إليها بهذه الفجاجة من الإنزواء، كيف ننضج شروطا بهذه العقيدة الموغلة في التمزق والخيانة والإسترزاق، نتفتت في كل مؤتمر وننقسم إلى تيارات مكروسكوبية لا يربط بينها سوى ذاكرة الإنتماء نحتلب منها مشروعية تاريخية، نكتة جميلة محتواها نحن امتداد هذه الحركة أو هذا الزلط التاريخي، فيما نحن لسنا سوى امتداد لذواتنا المريضة، نتموقف من كل شيء ليس من نوعنا، لا برنامج حد أدنى، لا ديموقراطية تفسح المجال للرأي الآخر، لا خطاب متفتح نحو الآخر لا تحالفات ترفع من مقامنا ولا هم يحزنون، نلوك يوميا سديما منحطا يحفل بانتمائه إلى رميم جثث جاثمة محنطة، نرمي الآخرين بالجهل والتخلف فيما نحن غارقون في وحل الدناءة، نصلي عبسا بترتيل مقامات ماركس، أنجلز، لينين، ستالين، ماو وآخرين أي كل هؤلاء الذين زلزلوا الكرة الأرضية بأعمالهم الرائدة أثناء حياتهم فيما لا نفعل في مجتمعاتنا سوى ما يبعث عن الشفقة، حين نعالج مسألة اللغة في وطن ما من أوطاننا، علينا أن ننظر كيف عالجها الرفاق في أوطانهم، إذا طرحت مشكلة القوميات، مشكلة الدين، وبشكل عام كلما نظرنا إلى أية قضية من قضايانا المؤرقة، كلما عالجنا قضايانا الموضوعية أوكلما نظرنا إلى شأننا العام، إلى واقعنا الموضوعي استحضرنا نصوص الأنبياء وعللنا اشكالياتنا المؤرقة وفق مانظر إليه الرواد، نحن سليل وضاعة تحتقر كل جديد فينا وتعبد الموت، تعبد الآخر وتحتقر الذات لا لشيء سوى لأننا معتوهون مصابون بداء الكساح الهوياتي، حفظة قرآن ومدمنون على استمناء التأويل النصي بما يديم علينا نفس الإيقاع ونفس الروتين، نص الآخر من حيث هو ينتجه ونحن نمضغه، نسقطه قسريا على أوضاعنا، ثم ألا يطرح ذلك إشكالا منفصما في تعاطينا مع معطياتنا الموضوعية، أليس ما يميز ماركس عن لينين عن ماو هو هذا التعاطي الموضوعي لكل منهم مع واقعه؟ ثم ألا يتساءل المناضل منا عمن يجعل من مسار تجاربنا محبطا إلى هذا الحد من الغباء، أي أننا لم نراكم سوى ثرثرة ببغاوات نعيدها في كل عيد، في كل مؤتمر وفي كل محطة.

إن الشيء الوحيد الذي نتقنه هو الثغاء إذانا بألم يعتصر كينونتنا، لكننا لا نملك له قوة تزيحه، نتقن البكاء ككائنات مازوشية تتربع على عرشها الديكتاتوريات البليدة والمتخلفة، ومع ذلك لا نملك لها قرارة، لم نناوش حتى، في القرن الواحد والعشرين لا زالت تحكمنا سلالات تنتمي إلى العصر الجليدي، أسر تحكم رقابنا من خارج التاريخ ونحن في ثغاء عنها نستنغمه، نتماهى من منا أكثر ااستظهارا لنصوصه القرآنية، أسر صنعنا لها تماثيل بمعاركنا البطولية المتناحرة، معاركنا الخرافية، معارك ليساريين من جنس الأرضة إذا دخلوا مجمعا أفسدوه، إذا دخلوا عتبة جمعية من صلب أرضيتهم شتتوها وإذا دخلوا نقابة أو منظمة فتتوها إلى تيارات تابعة لأضرحتهم،، فسلا علينا إذن، سلام لذاكرتنا المعتوهة التي لا تتقن إلا نصب العداء لرفاق من نفس الدرب، رفاق هم الآخرون يرتلون نصوصهم إلى حد التصوف، باسم هذه النصوص التي نتملكها وفق غريزة التنابز، تلك المبارزات الإقصائية الذاتية، من حيث أن الكل يقصي نفسه من التلاحم بالآخر في عملية استنباط لنصر وهمي، هذا الكل ينتصر لذاته على حساب الآخر الذي هو نفسه ينتصر لذاته، انتصار على أرضية فارغة، وفي أحسن الأحوال انتصار على أرضية استظهار النصوص، كل يعلن انتصاره وفق مرجعه، وبلا حياء أيضا كل يعلن إقصاءه للآخر بشكل يتيه المرء حول: من يقصي من؟ هكذا هي أغلب الفصائل اليسارية، وهكذا ننتج السلوك العبثي الذي يمتص دم الحياة في مجتمعاتنا المتخلفة، هذه هي طلائعنا الثورية التي تعول عليها الجماهير.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقا انتفت الطبقات
- الإجماع الوطني، أو ميتافيزقا الجلاد المغربي (دفاعا عن الجمعي ...
- يوميات مغارة الموت: إضراب 1990
- يوميات مغارة الموت: تداعيات الأزمة
- يوميات مغارة الموت: تجربة الحلم
- سفر الخروج.. إلى أين ؟-2-
- سفر الخروج .. الخروج إلى أين؟
- حكايا من المهجر -لاموخنيرا-
- أوهام ماوراء المتوسط: -الحريك-
- أمة التستر
- أوهام ما بعد المتوسط 2
- أوهام ما وراء المتوسط
- سبحة الضفادع
- الحكومة المغربية وقضايا الهجرة
- تداعيات الرحيل
- مذكرات عبور: بوابة ابني نصر
- مذكرات عبور
- في التناقض: ماهو حرام على انجلز حلال على أنور نجم الدين 2
- في التناقض: ماهو حرام على انجلز حلال على أنور نجم الدين
- حكايا من المهجر: ساحة وليلي 2


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - سلام لذاكرة المعتوهين