أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسمين يحيى - أصناف المنقبات ..















المزيد.....

أصناف المنقبات ..


ياسمين يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 3040 - 2010 / 6 / 21 - 22:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


‏تشترك جميع المنقبات في المجتمع السعودي في أن جميعهن لم يتنقبن بأختيارهن المقتنعات به منهن قبل الرافضات له . فهو فرض أجتماعي على كل من تصل ألى مرحلة البلوغ الجسدي ، حيث يصبح وجه الفتاة عار وعيب يجب ستره وأخفائه .
وبعد فترة من الزمن يصبح هذا الستار بالنسبة لمرتدياته يمثل لهن عدة أراء لكل صنف منهن رأي خاص بها في النقاب يعبر عن فكرها وبيئيتها ومستواها الأجتماعي والثقافي ، لذالك سأقسم المنقبات الى أربعة أصناف وهم :

1_ المنقبة المتدينة : هذا النوع من المنقبات ترى في النقاب فرض إلهي والتزام ديني رغم أنها لم ترتديه بأختيارها منذ البداية كفرض ديني، وتكون هذه المنقبة متحمسة جدا له ومتشددة في الحفاظ عليه ومتفننة في عملية تشويه شكله فحينا تجعل فتحة العيون على شكل دوائر صغيرة وحينا تجعلها على شكل خيط رفيع جدا بالكاد تظهر منه رموشها مع عباءة رأس فضفاضة جدا وقفازات سوداء، وذالك لأخافة الرجل من شكلها حتى لايفتن بها . وهي بهذا الشكل المرعب لم تخيف الرجل فقط بل حتى النساء والأطفال . يشعر هذا النوع من النساء برضا الله عليهن وأحترام الرجال المتدينون لهن ، ومعظمهن من العوانس‏ اللواتي لم يفكر بهن الرجل المتدين عندما يريد الزواج ويفضل عليهم امرأة من بلد عربي آخر حتى لو كانت سافرة ولا تصلي أو يتزوجون عليهن من الخارج أيضا أذا كن متزوجات لأنهن بصراحة لايملكن ذرة أنوثة . فهن حريصات على نقابهن أكثر من حرصهن على جمالهن ونظافتهن . وهن ينتقدن بشدة من تزين نقابها وعباءتها بطريقة غير مؤدبة وأسلوب فض هذا أذا كن في مكان لهن سلطة به أما اذا كان المكان عام فيتخذن أسلوب ناعم جدا مثلا : أن عيونك جميلة حرام أن يتمتع الرجال بالنظر أليها .
(طيب يمكن هي مستمتعة أيضا !) .

وهذا الصنف من النساء لا يفكر الا في الآخرة والنار والعذاب وأن لباسهن هذا هو المنقذ لهن من ذالك المصير . وأنتقادهن لغير المنقبات على طريقتهن ليس خوفا عليهن من النار وحرصا على مصلحتهن بل بسبب غيظهن من مظرهن الجميل والأنيق الذي حرمن أنفسهن منه بسبب فكرهن الديني ، وأغلب هذه النسوة من مستوى أجتماعي متوسط أو متدني ومستوى ثقافي متدني جدا رغم أن بعظهن يحملن شهادات جامعية عليا . ولا يوجد بصيص أمل في صحوتهن وثورتهن على هذه الخرقة السوداء لأنهن يعتقدن أن عفتهن وتقديرهن لأنفسهن من خلالها وأنها تذكرة دخولهن ألى الجنة .

لذالك فهن لايشعرن بالضيق والأختناق من أرتداء النقاب ولا بعدم الحرية لأنهن لسن في الدنيا أصلا ولاتهمهن الحياة كثيرا فكل تفكيرهن في الآخرة وعذاب القبر وهذا يهون عليهن تحمل النقاب هذا بالأضافة ألى التعود عليه .

2_ المنقبة التقليدية : وهذا النوع من النساء تقدس العادات والتقاليد والنقاب يمثل لها عادة أصيلة يجب التمسك بها والمحافظة عليها وعدم أرتدائه يعني بالنسبة لها عدم الأحتشام وعدم أحترام التقاليد الأجتماعية ، ورغم أيمانها بأنه فرض ديني ألا أنها ترتديه كزي تقليدي بالدرجة الأولى ، وحتى لو لم يفرضه الدين عليها فهي ستظل متمسكة به لأنه جزء من شخصيتها التقليدية. وهذا الصنف يشبه الى حد كبير صنف المنقبة المتدينة في الحرص والتمسك، وكثيرا مايختلط فكر هذين الصنفين لتشابه أفكارهما والسبب هو أن الدين منتج من العادات والتقاليد .

ومن هذا الصنف ينتج صنف آخر وهو (المتدينة التقليدية) وأغلب نساء هذا الصنف من الكبيرات في السن وذوات الميول التراثية، وهن أيضا آخر من يفكر بنزعه والتخلي عنه، لأن فيه تكتمل شخصيتهن .


3_ المنقبة المجبرة : وهذا الصنف معظمه من جيل الشباب اللواتي يرتدين النقاب من دون رغبة وأقتناع أي أنهن مجبرات عليه وليس كالصنفين السابقين اللواتي أقتنعن به وأحبنه بعد أرتدائه من دون أختيارهن .
فهن ليس من النوع الذي يحب ويرتاح لما يفرض عليه ولكنهن تعودن عليه مرغمات غير راغبات، ويحلم هذا الصنف في التخلص منه .
فحين تسنح لأحداهن فرصة نزعه في مكا ما لا تترد أبدا في نزعه فمثلا لي صديقة عندما تركب باص الجامعة تنزع نقابها وتدسه في حقيبتها وأخرى تنزع عباءة الرأس التي ترتديها وهي خارجة من منزلها وتخرج عباءة الكتف من حقيبتها وترتديها بدلا منها ، وهذه بعض الحركات التي تدل على عدم قبولهن وأقتناعهن بما يفرض عليهن. هذا غير التقليعات المتعددة والمتنوعة في العباءات وطريقة لبس النقاب واللثام التي تصرخ بأعلى صوتها: لا للنقاب لا للعباءة . وهو رفض من غير تخطيط وبشكل غير مباشر .
أن هذا الصنف من الفتيات والنساء يشعر بعدم الأرتياح والسعادة بأرتدائهن للنقاب وملحقاته ولو عاد الأمر عليهن لخلعنه بلا أسف ولا ندامة .

ولكن توجد فئة من هذا الصنف تجد في النقاب ستار جيد وطاقية أخفاء ممتازة عن الأهل والأقارب عندما يكن في مغامرة ما أو عندما يتنزهن في الأسواق والمقاهي . قلت ذات مره لأحدى‏ زميلاتي: الله لو يلغى النقاب.
فردت قائلة : (لا تكفين بعدين كيف نأخذ راحتنا لما نبي نزوغ ).
فهذه الزميلة أتخذت من النقاب جانب أيجابي بالنسبة لها لأنها من أسرة متزمتة لا تسمح لها بالخروج مع صديقاتها للتنزه، فأصبح النقاب كطاقية أخفاء تمنع عنها أعين الأهل عندما تريد ممارسة عمل ممنوع عليها من قبلهم . وهي لا تعلم أن من أجل هذا الحق البسيط ضحت بحق أكبر وأعظم منه وهو ظهورها أمام الناس كأنسانة بوجهها الذي هو هويتها وليس كسلعة مغلفة ، ولكنها لاتعلم أنها تفكر بشكل سطحي لأنها لاتستطيع التفكير بأعمق من هذا الفكر في مجتمع لا يناقش أو يقترب من النقاش في دونية النقاب .
أن جميع هذا الصنف لا يرفضن النقاب ويتمنن نزعه من منطلق فكري يؤمن بأن النقاب يسيء لأنسانيتهن وينتقص من قيمتهن، وليس لأنهن يدركن مايجره النقاب عليهن من أمور قمعية وعدم مساواة بين الجنسين ومهابة المرأة للرجل من خلاله وأفضليته عليها ، لا ليس لكل ذالك بل لأنهن غير متدينات وغير تقليديات، هن نساء طبيعيات على طبيعتهن وفطرتهن رغم أيمانهن بالدين بشكل وراثي لم يكتشفن كذبته بعد وانا كنت منهن، وعندما تشاء الصدف أو ظروفهن معرفة الحق ويدركن‏ حقيقة هذه الخرقه السوداء القبيحة من خلال معرفتهن بحقيقة الدين يومها سيسحقنها بأقدامهن . وحتى لو لم يصلن الى هذه الحقيقة فأن أي قرار ضد النقاب سيقفن بجانبه ، وأي ثورة ضده أيضا سيؤيدنها ويشاركن بها ويناصرنها لأن رفض أرتداء النقاب يعبر عن فطرتهن السليمة وشخصياتهن المتحررة من التراثيات والغيبيات، ويشعرهن بالحرية الأنسانية ويحرر أنفاسهن من قبضته وظلمته التي تخنقهن وتأسرهن به . ومهما منعهن المحرم فلن يثنيهن عن المشاركة في هذه الثورة أن حصلت في يوم من الأيام ولو في قلوبهن وهو أضعف الأيمان كما قال (خطاف الستات) تعرفونه طبعا .
‏‏
4: المنقبة السجينة : هذا الصنف تمثله كل امرأة حرة لا تقبل بأن تجبر على شيء حتى لو كان منصب ملكة لهذا العالم .
فما بالكم لو كانت تعي وتدرك جيدا حقيقة هذا النقاب ومايعنيه لأنسانيتها وكيانها وكرامتها ؟
فهذه المرأة ستشعر حينها بالأضافة الى الأجبار على هذا النقاب بعذاب نفسي وأشمئزاز روحي منه وأحساس بالقهر والأنكسار وبعدم أنسانيتها، وبأنه ليس مجرد قطعة صغيرة بل سجن كبير ذو قضبان حديدية ضخمة .

فهي فعلا سجينة في هذا النقاب ولايختلف أحساسها وهي في داخله عن أحساس اي سجين آخر في أصغر سجن في العالم والفرق بين أحساس الأثنين أن السجين الحقيقي يدفع ثمن جريمته بينما هي ليس لديها جريمة وذنبها الوحيد هو أنها لديها وجه يعتبره مجتمع ودين مريض بداء الفتنة (عورة) يجب سجنه الى الأبد .
هذه المرأة المدركة لمعنى النقاب وملحقاته ومايسببه لها من أمور ليست بصالحها ،وأمتيازات للرجل عليها لايستحقها ، يخنقها هذا النقاب أكثر من غيرها ويكون ثقله أضعافا عليها فتشعر وكأنها مقيدة ومكبلة به .

تحلم هذه المرأة من هذا الصنف أن تجد طريقة للخلاص منه ولكن هذا المستحيل بعينه في مجتمعها وبيئتها ، ولكنها تحاول أن تتصدى له وأن تجد من يشاركها هذا الحلم وأن يقوموا بثورة حقيقية عليه وألغائه هو وملحقاته السوداء الى الأبد .

ولكن نساء هذا الصنف قليلات جدا وهن من لا يؤمن بدين وعادات وتقاليد مهينة لهن، ويجدن في حريتهن أنسانيتهن وقيمتهن، بينما هن يعشن في سجن الكبت والقمع والوصاية والولاية.
فأي ثورة نرجو منهن ؟



#ياسمين_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن أكرهك ..
- أستاذي العزيز د.طارق حجي : أرجوك لا تفهمنا غلط ..
- النقاب من عادة الى عبادة !!
- إجابات على اسئلة القراء الكرام ..
- يا منقبات فرنسا : رجال فرنسا ليسوا عرب الصحراء ..
- أسباب تمادي رجال الدين في الأستخفاف بعقول الناس ..!!
- لتعدد الزوجات حسنات يا لخسارة الغربيين والغربيات ..!
- وأنقلب السحر على الساحر.. !!
- انا وعفاريت الهيئة .. شبه قصة قصيرة
- الذكر دلوع الله ..
- أواخر الشتا .. قصة قصيرة
- أنا وأعدائي الوهابيين !! (2)
- أنا وأعدائي الوهابيين .. !
- الأصرار على الحب .. قصة قصيرة
- الفرق بين السيد حمادي بلخشين وسي السيد محمود الشمري / تحليل ...
- مفهوم القوة في العالم العربي .
- يوم المرأة العالمي .. أيش يعني ؟
- السنة والشيعة ...
- أبو عنتر ... نموذج للرجل العربي ؟
- الفرق بين هيفاء المسلمة وأليسا المسيحية


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسمين يحيى - أصناف المنقبات ..