أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسنين الحسنية - الفرصة لم تضع لمبادرة مباشرة من حماس














المزيد.....

الفرصة لم تضع لمبادرة مباشرة من حماس


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 00:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حصار غزة مأساة إنسانية بكل المقاييس الإنسانية ، و لا يمكن تبريرها ، و لا يمكن السكوت عليها ، و أيضا لا يمكن لضمير حي أن يقبل بإستمرارها .
من يسهمون في صناعة تلك المأساة متعددون ، و لكل منهم دوره الخطير فيها ، و عندما يجب أن نشير بسباباتنا لهم ، فعلينا ألا نخطأ فنسقط منهم أحد .
بالطبع هناك الحكومة الإسرائيلية ، بصرف النظر عن تركيبتها الحزبية .
الحكومة الإسرائيلية إذا كانت تبرر الحصار بسبب القصف الصاروخي من القطاع لبعض مدنها ، و قراها ، فإنني أقول لها : أن ما يحدث هو عقاب جماعي ، و جريمة ضد الإنسانية ، و أن من كان ضحية من قبل لجرائم التمييز ، و محاولات الإبادة ، و يريد من العالم أن يتذكر دائما ما حدث بحقه ، لا يجب أن يرتكب جرائم ضد الإنسانية ، كما أقول للحكومة الإسرائيلية : بإمكانك إيقاف فيض السلاح لحماس لو ضغطم بجدية من جانبكم على صديقكم مبارك .
و هنا يأتي دور نظام آل مبارك في تلك المأساة ، و هو الدور الذي أشرت إليه من قبل مراراً ، بإتهامي لذلك النظام بإنه يعمل ما في وسعه لدعم العنف ، و التطرف ، في حماس ، لتدمير التيار الديمقراطي الإسلامي ، و نزع صفة الإعتدال عنه .
كلنا نعلم أن شبه جزيرة سيناء منطقة يسهل التحكم فيها ، و مبارك الأب ذاته شبه مقيم في تلك المنطقة .
لهذا ، حتى لو كان صحيحا بأن للنظام الإيراني ضلع في توريد السلاح لحماس ، فإن لآل مبارك ضلعين بتوصيله بأمانة لحماس .
نظام آل مبارك ، و كأي نظام عربي معتدل ، يلعب على كل الحبال ، فهو يشدد الحصار الإنساني على غزة ، فيعيق تنقل البشر ، و يمنع الغذاء ، و الدواء ، و لكنه أيضا يهرب السلاح ليستمر دوره الهام في نظر الحكومة الإسرائيلية ، و الإدارة الأمريكية ، و في ذات الوقت يخوف العالم من الديمقراطية في الشرق الأوسط ، فيدمر فرص الديمقراطية بمصر .
حماس أيضا لا تخرج عن دائرة الإتهام ، لأنها لم تحسبها جيدا ، و لم تعرف أن بعد الإنسحاب الإسرائيلي من كامل قطاع غزة ، فإن قطاع غزة كان يجب أن يركن للهدوء ، لأنه لن يتحقق أي نجاح أخر في تلك المنطقة ، و أعتقد إنها تأكدت من ذلك بعد فشل إنتفاضة الصواريخ .
كان على حماس أيضا أن تكون أبعد نظرا ، و تعلم أن لها دور إقليمي ، مثلما لها دورها المحلي الفلسطيني .
حماس كانت ، في وقت ما ، تمثل المعارضة الإسلامية ، التي وصلت للسلطة لأول مرة ، و بصندوق الإقتراع ، في الدول العربية .
كان على حماس ، كجزء من التيار الإخواني ، أن تعرف أن العالم ينظر إليها ، و أن كل الأنظمة العربية تتوجس خيفة منها ، و أن مصير الديمقراطية في دولة مثل مصر ، كان مرهون لحد كبير ، بمدى نجاحها ، أو إخفاقها ، في إدارة فلسطين ، ثم على الأقل في إدارة قطاع غزة ، بعد أن تقلص نطاق سلطتها .
كان على حماس أن تحسب حساباتها ، و تضع في حسبانها دورها الإقليمي ، الذي لا يقل أهمية عن دورها المحلي ، فتقرر نبذ العنف ، و تعمل على تحويل قطاع غزة إلى واحة لحقوق الإنسان ، و تبذل قصارى جهدها من أجل التنميتين ، البشرية ، و الإقتصادية .
الفرصة لم تضع بعد ، و بالإمكان الإعلان عن مبادرة لنبذ العنف ، و لن يلومها مخلص ، لأننا رأينا كيف فشلت إنتفاضة الصواريخ ، مثلما شاهدنا فشل إنتفاضة الأحزمة الناسفة قبلها .
و لكن لكي تنجح تلك المبادرة فعلى حماس أن تخرج بنفسها للعالم ، و بدون وسطاء عرب ، لأنه لا يوجد الوسيط العربي المخلص ، و بدون كذلك وسيط تركي ، أو روسي .
على حماس أن تطير بجناحيها ، و تخاطب العالم مباشرة ، من خلال الأمم المتحدة ، و تطلب المقابل لنبذها للعنف ، و ضمانها أمن حدود القطاع ، و قبولها بتقديم الضمانات الأمنية الكافية ، تحت الإشراف المباشر للأمم المتحدة .
ذلك المقابل الذي يجب أن يكون سخي ، و يتمحور كله في الشأن الإقتصادي ، بما يخرج حكومة حماس من عبودية الحاجة ، و الخضوع ، للأنظمة العربية الفاسدة ، و يجعلها تركز على قضية الرفاهية ، و حقوق الإنسان ، بما يجعل من القطاع مثل لما يمكن أن تقوم به حكومة تنتمي للتيار الديمقراطي الإسلامي .

06-06-2010

ملحوظة دائمة : أرجو من القارئ الكريم تجاهل التلاعب الأمني الصبياني في المقالات ، ذلك التلاعب الذي يشمل تغيير طريقة كتابة بعض الكلمات ، أو في النص بالحذف و / أو الإضافة ، و ليكن التركيز على ما ورد بالمقالات من أفكار .

بوخارست - رومانيا



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة ، إنضمام مؤقت ، كحل مؤقت
- شروط الإنضمام لنادي الأنظمة العربية المعتدلة
- عمر بن حفصون ، لماذا نبشوا قبره ، و مثلوا بجثته ؟
- هكذا سيتدخل نظام آل مبارك عسكريا في دول حوض النيل
- في قضية الردة ، لنخسرهم ، و لنكسب العالم
- المشكلة في البوصلة السياسية الإيرانية ، و ليست القنبلة
- علينا إعداد العدة لإحتجاجات ما بعد إنتخابات 2011
- كترمايا جاءت لجمال مبارك على الطبطاب
- السودان لن يقبل بأقل من التحكيم في حلايب
- للإخوان : هناك ما هو أكبر من غزة
- ما الذي يدفعهم للإخلاص لأوباما ، بعد أن طعنوا كلينتون في ظهر ...
- الخدمة العسكرية الإلزامية ، هذه سياستنا
- أغبياء ، لا يعلمون على من ستدور الدوائر
- لا حصانة لدبلوماسي في وطنه
- لا تطلق النار ، الدرس القرغيزي الثاني
- نريدها كالقرغيزية
- ليس من مصلحتنا تجاهل ذلك العلم
- علم السلالات البشرية ، هذه المرة سينفع البشرية
- و حقوق الإنسان تأتي بالديمقراطية
- مشروع إنهزامي لا شأن لنا به


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يشن غارات على أهداف لحزب الله في 6 مناطق جن ...
- قطر تدعو لتحرك دولي لمنع وقوع إبادة جماعية في رفح
- وجبة من لحم الخنزير وفطيرة توت ورقصة تقليدية.. ماكرون يصطحب ...
- مسابقة الأغنية الأوروبية -يوروفيجن- 2024 - سياسية رغما عنها! ...
- ملك تايلاند يهنئ بوتين بولايته الجديدة
- الجيش البولندي: أطلقنا طائراتنا بسبب -نشاط روسي-
- -اشتر نجما في السماء!-.. فلكيون يحذرون من -تجارة الوهم-
- الإمارات.. وفاة طفل بعد نسيانه داخل سيارة لنقل التلاميذ
- -القسام- تعلن عن خوض معارك ضارية شرق رفح
- الجزائر.. البطل الذي رفض أن يرمي بعلم الاستقلال ومات دونه!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسنين الحسنية - الفرصة لم تضع لمبادرة مباشرة من حماس