أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - أغبياء ، لا يعلمون على من ستدور الدوائر














المزيد.....

أغبياء ، لا يعلمون على من ستدور الدوائر


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 11:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مهما إختلف القراء حول معاوية بن أبي سفيان ، فلا أشك بأن تسعين بالمائة منهم يتفقون على إنه داهية من دهاة العرب في كل وقت .
كيف ، و في ما ، إستخدم دهاءه ، هذا هو موضع الخلاف ، و الذي يصطبغ بصبغة طائفية ، و هذا على العموم ليس موضع حديثي .
حديثي الأن عن فقرة من نصيحة ، أو وصية ، معاوية لولده يزيد في كيفية التعامل مع شعوب الدولة الإسلامية المترامية الأطراف ، و هي الفقرة التي تتعلق بالعراق ، و التي مضمونها أن يطيع أهل العراق في كل مرة يطلبون تغيير واليهم ، و لو كان ذلك يوميا ، فهذا خير من أن تسل مائة ألف سيف ، لا يعلم على من ستدور الدوائر .
معاوية لم يكن فلتة بين العرب في دراسته لشخصية الشعوب ، و الأفراد ، لأنها صفة عرفت عن العرب ، فها هو أحد علماء الحملة الفرنسية ، يقول في كتاب وصف مصر ، عن مشايخ القبائل العربية القاطنة بمصر : و تقتضي مصالح أمن هؤلاء العرب أن يقوم شيوخهم بدراسة أخلاق و طباع حكام الدول المجاورة ، و كنا على الدوام ندهش من صواب أحكامهم . وصف مصر ، الجزء الثاني ، صفحة 276 ، الطبعة الثانية ، ترجمة زهير الشايب .
معاوية الداهية درس شخصية الشعوب التي تقطن الإمبراطورية التي يريد توريث الحكم فيها لولده ، فعرف شخصياتها في ذلك الوقت ، و رأى أن أهل العراق ، في زمانه ، ثوريين ، فطلب من ولده عدم العناد معهم ، و عرف أن أهل بلاد الشام - في زمانه أيضا - أهل طاعة ، فطلب منه أن يبقي جند الشام ، في وقت عدم الحاجة ، في بلادهم ، حتى لا تنقلب شخصياتهم ، من الطاعة ، إلى التمرد .
يلاحظ أن إنني شددت في العبارة السابقة على ربط شخصية الشعب بالزمن ، لإنني أؤمن بأن شخصيات الشعوب ليست أمر غريزي ، وراثي ، ثابت ، و الدليل إن أهل العراق الذين أخافوا معاوية ، و خاف من ثوريتهم على ولده ، خضعوا بعد سنوات للحجاج بن يوسف الثقفي ، و نعرف من الحجاج ، و السوريين الذين عرفوا بالطاعة زمن معاوية ، أصبحت بلادهم مسرح للثورات ، الشعبية ، و المسلحة ، ثم للإنقلابات العسكرية المتتالية ، في فترة ما من القرن العشرين .
و ما ينطبق على أهل العراق ، و سكان بلاد الشام ، ينطبق على الشعب المصري .
أسرة مبارك تصر على أن تتعامل مع الشعب المصري على إنه شعب غير ثوري .
فهي لا تدري بالتاريخ الثوري المصري ، و لا ترى إلا فترات الخضوع ، و لا تريد أن تقرأ الواقع الحالي لتعرف أن القلوب قد بلغت الحناجر ، و أن الصامت من أفراد الشعب اليوم ، واعي بحاله ، و يعرف من المتسبب فيه ، و إن إلتزم بالصمت الأن .
إنها تتصور أن القوة هي مفتاح كل شيء ، فهي ينقصها دهاء معاوية الذي لم تكن تنقصه الجيوش ، و العيون ، و تفتقد لحكمة عرب الصحراء .
غباء متناهي يشغل ثنايا عقول تلك الأسرة ، و تدل عليه عقليات أعوانها ، الذين طلبوا مؤخرا إطلاق النار على المتظاهرين .
إنهم يدفعون بمصر لنفس السيناريو الإيراني : تظاهرات ، و إطلاق نار ، و شهداء للحرية ، يعقبها جنازات شعبية ، ثم تظاهرات ، ... إلخ ، و تستمر نفس العجلة في الدوران ، و لكن بقطر أكبر في كل دورة ، و النهاية نجدها في كتاب التاريخ ، في صفحة فبراير 1979 ، إلا لو حدث و تدخل الجيش المصري ، بإنقلاب عسكري ، سواء من تلقاء نفسه ، أو بإيعاز من الولايات المتحدة ، لتفادي السيناريو الإيراني .
لهذا أكررها : أغبياء ، أغبياء ، لأن التصعيد لا يفيد إلا الثورة ، و لم يكن أبدا في صالح الطغاة .
لقد نصحت أعضاء السلك الأمني بألا يطلقوا النار ، في مقال بعنوان : لا تطلق النار ، الدرس القرغيزي الثاني ، نشر هذا الشهر ، إبريل 2010 ، و لكن إن أصر النظام الحاكم على إطلاق النار ، فإننا نقول له : مرحى بالتصعيد ، نضالنا سلمي ، و أنت ، و أعوانك ، الخاسرين في نهاية المطاف ، و سنرى على من ستدور الدوائر .

20-04-2010

ملحوظة دائمة : أرجو من القارئ الكريم تجاهل التلاعبات الأمنية الصبيانية ، سواء في النص ، أو في هجاء الكلمات ، مع ملاحظة أن هذه التلاعبات تكثر في بدايات ، و نهايات ، المقالات ، و ليكن التركيز دائما على الأفكار .
كذلك في مقال : لا يا توماس ، الديمقراطية مارسناها قبل 2003 ، سقطت كلمة : لميلاد ، في عبارة : الديمقراطية لم نعرفها نظريا فقط ، بل مارسناها منذ تسعين عاما تقريبا ، و سنحصل عليها بمشيئة الله قبل أن تحل الذكرى المئوية الأولى لديمقراطيتنا الأولى .
و الصواب : قبل أن تحل الذكرى المئوية الأولى لميلاد ديمقراطيتنا الأولى .
هذا مثال على التلاعب الأمني بالحذف ، فالعبارة بعد التلاعب ، من الممكن أن يفهم منها قولي بأن الديمقراطية ستأتي قبل الذكرى المئوية الأولى لوفاة ديمقراطيتنا الأولى ، و يصبح الأمر ، و كأنني أوافق أحمد نظيف في تصريحه الشهير في 2005 ، بالولايات المتحدة ، حين صرح بأن الديمقراطية ستأتي لمصر بعد ثلاثين ، أو أربعين ، عاما .
واهمون .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا حصانة لدبلوماسي في وطنه
- لا تطلق النار ، الدرس القرغيزي الثاني
- نريدها كالقرغيزية
- ليس من مصلحتنا تجاهل ذلك العلم
- علم السلالات البشرية ، هذه المرة سينفع البشرية
- و حقوق الإنسان تأتي بالديمقراطية
- مشروع إنهزامي لا شأن لنا به
- حسني مبارك أخر حكام أسرة يوليو ، أو الديكتاتورية الأولى
- البوركا الساركوزية لم تكن سابغة بما يكفي
- الديمقراطية الناضجة تلزمها ديمقراطية
- لا يا توماس ، الديمقراطية مارسناها قبل 2003
- آل مبارك يعملون على تدمير الجيش ماديا و معنويا
- إسرائيل لا تغلق الباب تماما مثلنا
- و أين شفاء الصدور لو نفق قبل محاكمته ؟
- عندما ننضج فكريا سنتعاون على أسس صحيحة
- توماس فريدمان يتجاهل البيئة السياسية كعامل حاضن للإعتدال الد ...
- حتى لا تصبح ديمقراطياتنا مثل ديمقراطية رومانيا
- المصرفي الصالح لا يسرق عملائه يا جيمي
- الحرب الدينية ، لو قامت ، فلن تكون إلا إسلامية - إسلامية
- الشعب الإيراني يتطلع لمصدق أخر ، و ليس لشاه ، و يرفض ولاية ف ...


المزيد.....




- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - أغبياء ، لا يعلمون على من ستدور الدوائر