أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - قوافل الحرية التي لم تنطلق














المزيد.....

قوافل الحرية التي لم تنطلق


سعيد لحدو

الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 15:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثارت قافلة الحرية، باعتراض البحرية الإسرائيلية لها، الكثير من الاهتمام والضجيج الإعلامي والسياسي وربما أكثر مما كان يتوقعه القائمون عليها أنفسهم. ووضعت إسرائيل في موقف غاية في الحرج سواء اعترضتها بالشكل الذي حصل أو تركتها تتابع مسيرها إلى غايتها. كما لفتت أنظار العالم أجمع إلى قضية شعب لاتنقصه المآسي والويلات، رغم أن بعضها ما هو إلا نتيجة للسياسات الخرقاء التي يتبعها بعض سياسييه. لكن هذا الأمر لايعفي إسرائيل من مسؤولياتها الإنسانية على الأقل أمام المجتمع الدولي المتفرج، وفي مقدمته الحكومات العربية التي لاتحرك ساكناً إلا إذا اقتربت ألسنة اللهب من كراسيها أو عندما يحين أوان التنفيس عن غضب شعبي من الواقع المزري الذي تعاني منه الشعوب. إذ تعرف تلك الحكومات جيداً كيف وإلى أين، وفي أي وقت توجه ذلك الغضب. حينذاك فقط يتم تهييج الجماهير بمظاهرات الشجب والتنديد والتحطيم وحرق قطع القماش إياها التي ترمز إلى علم إسرائيل أو أمريكا ودون أي فعل حقيقي على أرض الواقع يكون له أثر فعال في مجرى الحياة. ثم بعد ذلك تهدأ الحناجر المبرمجة للصراخ، وتعود تلك الحشود الجماهيرية إلى سكونها الأبدي بانتظار مناسبة أخرى، بعد أن تكون قد انتشت لبرهة بالتنفيس عن مشاعر الإحباط واليأس والهزيمة التي تلاحقها على كل صعيد.
هذه هي حال من لا حال له من الشعوب العاربة والمستعربة المركونة من قبل حكامها في إثنين وعشرين حظيرة كبيرة لا تخرج منها إلا طلباً للكلأ والمرعى وتلبية لنداء الراعي المطاع. ولا تسير إلا على إيقاع حدائه الرتيب. وإن تجرأ أحد واعترض أو أبدى امتعاضاً من حياة القطيع هذه، التي باتت السمة البارزة لهذه المجتمعات، فلن يكون مصيره معروفاً لأقرب مقربيه بعد أن يكون قد غُيِّبَ في زنزانات الأنظمة التي نحسها ولا نراها، وإن كانت للكثيرين تجارب عملية معها. ومن كُتب له البقاء فإما أن يكون منفياً طوعاً أو قسراً. أو إن كان الحظ إلى جانبه فسيودع في سجن مدني مع المجرمين والقتلة بتهمة ليس من الصعب تلفيقها. ثم يُدفع أحد هؤلاء المجرمين للاعتداء عليه وإهانته بشتى السبل والوسائل اللاأخلاقية. وذلك كعقاب له على جرأته في إبداء ما يخالف رأي وسياسة (أسياده) الحكام.
وإذا عدنا إلى قافلة الحرية تلك يتملكنا العجب حين نعلم أنها انطلقت من تركيا وبلدان أوربية أخرى وليس من أي بلد عربي!!!! وأن العدد الأكبر من أعضائها هم من الأتراك ومن ناشطي المنظمات الحقوقية الأوربية، وليسوا من العرب!!! رغم أن فلسطين هي قضية العرب المحورية. والشعب المحاصر في غزة هو شعب عربي بامتياز، بغض النظر فيما إذا كان من العرب العاربة أو المستعربة؟؟ وفوق ذلك فقد أُرهقت أسماعُنا بزعيق (القادة) العرب المستديم عن النضال والمقاومة والمساندة للشعب الفلسطيني في غزة وغيرها دون أن يحركوا ساكناً لا في المقاومة المسلحة ولا حتى في المقاومة السلمية، وإسرائيل على مرمى حجر منهم. بينما لا تغمض لهم عين وهناك بين شعوبهم من تطاول بنقد أو اعتراض على سياسة ما من سياساتهم التي لم تؤدي سوى إلى مزيد من القهر والتشرذم في المجتمعات التي تسلطوا عليها وأعلنوا أنفسهم قادة ثورات وزعماء تحرر تمددت قاماتهم القزمة بأوهام القيادة لتشمل العالم أجمع.
ترى أيها أولى بتسيير قوافل الحرية باتجاهه؟ هل هو شعب غزة المحاصَر وإسرائيل المحاصِرة؟ أم الأنظمة العربية المترهلة بأجهزتها القمعية ونهجها اللاوطني. هذه الأنظمة التي استخدمت القضية الفلسطيينية والشعب الفلسطيني رهينة ومطية لتمرير سياساتها الملتفة حول ذاتها، والبعيدة كل البعد عن كل ماتنادي به وتعلنه. أما هدفها الأهم فهو الاستمرار بالسلطة إلى أبعد مدى ممكن. وكل ماتقوله وتفعله ما هو إلا لخدمة هذا الهدف الأوحد.
لهذا أرى أن قوافل الحرية التي لم تنطلق بعد هي تلك التي يجب أن تكون وجهتها الأنظمة العربية المتواطئة مع بعضها لإركاع المواطن المسلوب الإرادة والحرية. يجب أن تستهدف زنزانات وسجون هذه الأنظمة التي لايقبع فيها إلا كل وطني حر في حين يسرح المجرمون الحقيقيون ويمرحون في كل الساحات. وينعمون بخيرات الوطن سلباً ونهباً. ويعيثون في المجتمع فساداً مادياً وأخلاقياً. محطمين بذلك مقدرات الدولة التي يتسلطون عليها. ليبقى الحصار الأكبر هو حصار شعوب هذه البلدان داخل أوطانها. ليس من قبل إسرائيل، وإنما من قبل حكامها أنفسهم.
في أحد لقاءات المعارضة السورية في باريس اقترحت إحدى الناشطات بأن يستقل جميع المعارضين السياسيين البارزين إحدى الطائرات وينزلون في مطار دمشق كتحدٍ للنظام في سورية. ولم يعلق أحد من الحاضرين على هذا الاقتراح. ولا يخفى على الحصيف دلالة ذلك السكوت باعتبار الاقتراح أمراً غير عملي بسبب ما يتوقعه كل سياسي معارض لما ينتظره في مطار دمشق فور وصوله.
هذا هو الحال مع الأنظمة. فهل نتوقع من إسرائيل سلوكاً أقل قسوة؟
مع تجربة قافلة الحرية هذه نرى أن ماحصل رغم قسوته ووحشيته فإنه يظل أقل بكثير مما يمكن أن يتوقعه المعارض السياسي حين يقف أمام النظام الذي يعارضه وجهاً لوجه.
أليس أحرى بالقوى الناشطة في منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وكل القوى المحبة والساعية لإشاعة الديمقراطية والحرية في العالم أن توجه قوافلها القادمة إلى الأنظمة العربية وزنزاناتها لتحرير المعتقلين من الوطنيين الأحرار والشعوب المقهورة من قهرها المزمن؟



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي يحصل في وللمجتمع السوري؟
- العبث الصاروخي كرسائل سياسية
- كم من السفراء ستسحب تركيا بعد بسبب الاعتراف بالمذابح؟
- حمد ... مواطن خارج التغطية
- قف... منطقة إسلامية
- وطن بالمزاد العلني
- تقرير ما قبل التوزير لقاضٍ سوريٍ شهير
- أنا أعترض
- الاسم الذي وحَّدَ روَّادَنا القوميين، وفرَّقَنَا
- جدار برلين في الشرق الأوسط
- سورية تغير سلوكها بعكازة غربية
- ماتت الخنازير... عاشت الإنفلونزا
- الشرق الأوسط وهاجس الأقليات المزمن
- قانون سوري جديد للأحوال الشخصية يثير استنكارات
- الأكيتو بين خيال الأسطورة وتجليات الواقع
- الحكام العرب وا لمحاكم المؤجلة - 2 - من التالي..؟
- الإلهيون إذا صرخوا: انتصرنا
- قطعة الجبنة .... والثعلب ، والقسمة غير الممكنة
- الديمقراطية بحسب النموذج العربي...وصفة قديمة متجددة
- من تركيا إلى دارفور


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - قوافل الحرية التي لم تنطلق