أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصام شكري - بايدن واغاثة القومية العربية!















المزيد.....

بايدن واغاثة القومية العربية!


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 21:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أياد علاوي الذي كان كادرا قياديا في حزب البعث ايام السبعينات والذي تحول مع ”الانتخابات“ الاخيرة الى حصان طروادة للتيار القومي العربي يطلب النجدة من جو بايدن من اجل انقاذ القوميين العرب من مخالب ”عملاء“ الجمهورية الاسلامية الذين يتآمرون لاغتيال ”الديمقراطية الوليدة“ التي جلبتها امريكا للعراق، حسب زعمه !.

ليس الهدف هنا التهكم من تحول اياد علاوي من داعية قتل ومجازر جماعية وحروب دموية الى داعية وطنية و“عراقية“ وناشط ضد الطائفية وضد ”التدخل الايراني“ ، بل الى الاجابة على مكانة وموقعية القوميين العرب في معادلة اليوم ومعرفة حجمهم الحقيقي كطرف من اطراف البرجوازية في العراق، ولكن علينا في البدء تبين موقعية قوى الاسلام السياسي الشيعي (حزب الدعوة الاسلامية وحلفاءه في قائمة دولة القانون والمجلس الاعلى والتيار الصدري في قائمة الائتلاف الوطني). القوى الاسلامية الشيعية (وهي الكتلة الاكبر في السلطة التي نصبتها امريكا في العراق) قد فشلت في خلق نموذج للسلطة بامكانه، ليس فقط الاجابة على المعضلات التي تواجه المجتمع بشكل حاد واهمها الامن، بل في تأمين نظام سياسي مستقر قادر على تأمين انسحاب امريكا من العراق دون ”وجع رأس“.

ان فشل الاسلاميين قد صاحبه على صعيد المجتمع تدهور حاد في مكانتهم بسبب من نفور وكراهية الجماهير ومقتها للاسلاميين بعد معاناة طويلة استمرت منذ احتلال العراق ( بكل الوانها الطائفية من شيعية او سنية). ان تراجع نفوذ ومكانة هذه القوى وتخبطها وتمزق كتلها وانقسام ميليشياتها قد جعل من أياد علاوي وقائمته العروبية - الاسلامية السنية تطرح نفسها كبديل لحل معضلة امريكا في تصفية او تحجيم نفوذ الجمهورية الاسلامية ولتدعيم نفوذ ومكانة القوميين العرب الذين يعرضون خدماتهم اليوم لامريكا ومصالحها تحت شعارات ”الديمقراطية“. ولقد التقطت امريكا ذلك وراهنت لدعم علاوي ومعها بعض الدول الاقليمية الموالية لامريكا كالسعودية وتركيا وربما لبنان والاردن من اجل ضرب نفوذ الجمهورية الاسلامية ولجني ثمار فشل قوى الاسلام السياسي الشيعي.

ولكن اياد علاوي لن يقبل باقل من ان يقال عنه ”علماني“ ”وطني“ صاحب مشروع توحيدي و“منقذ الديمقراطية الوليدة“!. ان اطراف قائمته العراقية لم يصرحوا بالطبع بحقيقة مواقفهم القومية العروبية -الاسلامية السنية - البعثية، بسبب مقت الجماهير لممارسات وايديولوجية حزب البعث طوال 40 سنة من سلطتهم في العراق. وبدلا من ذلك فقد رأوا في ادعاء العلمانية مسعى اكثر نجاحا لانه اكثر قبولا لدى الجماهير وكما بينا لكي يتمكنوا من الاجابة على تراجع نفوذ ومكانة وايديولوجية حركة الاسلام السياسي الشيعي والسني بكل اطيافه والوانه. فعلاوي والقائمة العراقية لا برنامج علماني لهما. ان سؤال بسيط من صحفي مبتدأ لاي عضو في تلك القائمة يفضح بسرعة سخف ادعاءاتهم بالعلمانية. فحين يسألون: ولكن قائمتكم فيها تشكيلة من البعثيين السابقين والاسلاميين السنة وان الطائفية جزء من معادلتهم، يسارعون للقول: كلا كلا فاياد علاوي نفسه شيعي!. ذلك يعني ان هذه القائمة هي، في الواقع، جزء من التركيبة الطائفية والدينية والقومية السائدة في العراق ولن تستطيع، رغم كل ادعاءاتها ان تفك نفسها عن هذه التركيبة. ان من المثير للسخرية ان البي بي سي او بقية ابواق الاعلام البرجوازي العالمي تود ان تقدم علاوي على اساس انه علماني وليس ممثل للقوميين العرب لكي يفعلوا تماما ما هو بحاجة له، اي استثمار نفور وكره الجماهير العراقية للاسلام السياسي دون ان يصرحوا بذلك طبعا.

ولكن هل يعني ذلك ان القائمة العراقية واياد علاوي تنوي ارجاع حزب البعث والتيار القومي العربي كما كان سائدا في ايام بطش سلطته السياسية ؟.

في الظاهر فان اياد علاوي ينفي ذلك ويصر على ”الديمقراطية“ والتعددية ولكن في الواقع فانه يتمنى ذلك. انه يود ان يحكم المجتمع بقبضة بعثية كقبضة صدام حسين ولكنه يفتقد كليا الى الامكانيات والظروف السابقة. فقد تغير كل شئ اليوم. فحزب البعث كما كان في السابق لم يعد موجودا وان كل من يدعي ذلك يتناسى ان الاخير كان قابض على السلطة وان مرحلة ”الامة العربية“ و ”الوحدة العربية“ و“تحرير فلسطين“ من ”الصهيونية“ قد اصبحت تراثا سياسيا استدعى في حينها ظهور التيار الميليتانتي للقومية العربية ممثلا بحزب البعث والانظمة القومية. التيار القومي العربي بشكله المعاصر يستنجد بامريكا ويريد ان يثبت انه قادر على تمثيل مصالحها وعلى دمج العراق بشبكة الرأسمالية العالمية وامكانيته لضرب الطبقة العاملة وشل قدرتها بمسميات جديدة (ومن هنا ادعاءات الديمقراطية والتعددية).

ولكن امل التيار القومي العروبي برئاسة اياد علاوي بلعب ذلك الدور واهم. فذلك التيار لن يستطيع ان يتقدم سنتمترا واحدا الى الامام في مشروعه دون ان يخرج من الوحل الذي غطسوا فيه مع رفاقه الاسلاميين الشيعة والقوميين الكرد والمتمثل بتقسيم المجتمع والسلطة الى محميات وكانتونات دينية وطائفية وقومية واثنية وعرقية ومذهبية وعشائرية بطابع ميليشياتي وبصراع وحشي. انه وقائمته جزء من التركيبة الميليشياتية التي اوجدها المحافظون الجدد في امريكا بالعراق بعد حربهم المجرمة عام 2003 ولن يتمكنوا من الفكاك منها حتى لو قرروا ذلك. ان ذلك التيار جزء من مشكلة الجماهير وليس جزءا من الحل.

اما العلمانية فلا يمكن ان تأتي الا من الطبقة العاملة؛ اي من القوى الشيوعية والاشتراكية والتحررية والمساواتية والراديكالية. الطبقة العاملة هي صاحبة المشروع العلماني في العراق لان لا مصلحة للعامل المعترض مطلقا في ان يعرف على اساس الدين او الطائفة او القومية لانه يريد ان يقوي طبقته وذلك يتطلب التوحد والتضامن وتلك التعريف تقسم طبقته وتفتتها وتشتتها. انها اسلحة طبقية بيد البرجوازية لشل وتفتيت الطبقة العاملة من اجل تسهيل السيطرة عليها وشلها كطبقة. تلك التعريفات اللا انسانية تعبر عن عجز البرجوازية في حمل راية العلمانية لان العلمانية ستقوي الطبقة العاملة وصف الجماهير ازائها.

لنلخص ما قلناه:

اولا: ان التيار العروبي الذي يتزعمه اياد علاوي يقدم نفسه على اساس كونه علماني لعدة اسباب. اولها انه لن يتمكن من الادعاء بالقومية او العروبة لان تلك الايديولوجيات اصبحت معرفة داخل المجتمع بفاشيتها وعداءها للانسانية. ان مجرد ذكر اسم حزب البعث او القوميون العرب تعيد الى اذهان الجماهير ذكريات السحل والمعتقلات منذ انقلاب 1963. وثانيهما ان الجماهير عبرت عن مقتها للحركة الاسلامية وقواها الميليشياتية وميلها نحو العلمانية وان التيار القومي يحاول ان يلعب على وتر ذلك الميل الاجتماعي نحو العلمانية. وثالثهما افول نفس تيارات الاسلام السياسي وفشلها في خدمة المشروع التي ارتكبت امريكا من اجله الاف المجازر وبالتالي تقديم علاوي لتياره العروبي كمنقد لذلك الفشل الامريكي ولانهيار بدائلها في العراق.

ثانيا: ان القوميين العرب وتيار اياد علاوي ليس علمانيا بل قوميا - اسلاميا رجعيا. ان تبرير مساندة التيار القومي على انه ”افضل“ الموجود يتعامى عن ان القومية هي تيار يميني معاد للعمال وللاشتراكية، وبطبيعته متحالف مع حركة الاسلام السياسي كما حصل تاريخيا في العراق منذ انقلاب 63 وتحالف البعثيين مع الحركة الاسلامية وفتاوي شيوخ الاسلام التي صدرت بهدر دم الشيوعيين ولكن بشكل اكثر وضوحا حين انهار نظام صدام حسين العام 1991 اثر انسحابه من الكويت وخط عبارة ”الله واكبر“ على العلم وبدأ جرائمه الوحشية المسماة ”الحملة الايمانية“ وتنازله عن الايديولوجية القومية نتيجة افلاسها.

ثالثا: ان القوميين العرب الذين جمعهم اياد علاوي حوله والاتصالات التي يجريها مع قيادات البعث في الخارج وغير ذلك لن تتمكن سوى من تقديم خدماتهم الى المصالح الامريكية وللرأسمال العالمي مقابل منحهم سهم من ذلك الرأسمال وتمثيلهم لمصالحه في المنطقة. لا قدرة مطلقا للبعث والقوميين العرب على لعب دورهم السابق واسترجاع مكانتهم الضائعة.

ورابعا واخيرا فان الوضع الراهن الان بما يحمله من تشنج وانسداد افاق وتلبد سيكون في نفس الوقت، بظني، اخر ما تحمله جعبة البرجوازية من ”مكائد“ لقمع وتخويف وحرمان وتغييب الجماهير . ان الوضع لن يحتمل المزيد من المناورات وان الطبقة الحاكمة قد جربت كل شئ. جربت امريكا حكم العراق بالجيش والمرتزقة والدبابات والسجون وفشلوا، جربوا تسليط الاسلام السياسي الشيعي والسني والقوميين وعصاباتهم وفشلوا، جربوا الانفجارات والمجازر الجماعية للاسلاميين من كل طيف ولون وفشلوا، جربوا التنسيق لارجاع شخصيات البعث والقوميين العرب و“ظمهم للعملية السياسية“ وفشلوا ايضا. انهم اليوم يمزقون بعضهم البعض حول من الفائز ومن يحق له تشكيل الحكومة وهلم جرا...فشل على فشل على فشل والجماهير تغلي ولكنها لا تجد سوى الانفجارات والمجازر الجماعية جوابا على غضبها.

ان هي الا مسألة وقت لانقضاض الجماهير على هذه القوى الوحشية وطرحها جانبا واحلال بديل اخر. ارى بشائر ذلك في كردستان العراق كما اراه في ايران وستلعب القوى الاشتراكية والانسانية في العراق دورها في تلك المنازلة.

ولكن ذلك ليس حتميا.

انه يتطلب من الطبقة العاملة جهدا فائقا من اجل ان تقوي نفسها :التوحد حول نبذ الدين، والطائفية، والقومية والمذهبية والعرقية والتقسيم الجنسي ودونية المرأة، التضامن والوحدة مفتاح قوة هذه الطبقة العملاقة حول الاهداف الانسانية. ان حزب الطبقة العاملة المتدخل - الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي يحمل هذه الراية ويريدها خفاقة في العراق وكل مكان.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوكوياما واندحار ايديولوجيا اليمين الامريكي
- دعوة الى سيمنار بنيويورك - اليسار وافاق الديمقراطية في الشرق ...
- كيف ينقذ المجتمع من أسهموا في دماره ؟!
- من قتلَ مدينة ؟
- ثمن التفرج على مهرجي ”الديمقراطية“ !
- اقصاء ومصالحة
- الانتخابات، البعثيين، وجواب الازمة !
- نجاح الثورة الايرانية سيصعد الحركة الثورية في العراق
- الانحطاط السياسي في العراق
- احسان فتاحيان - اعدام مواطن *
- عاجل - بلاغ من منظمة العفو الدولية – مكتب النشاطات العاجلة، ...
- الشارع ، البرلمان، و”تكتيك“ المهزوم
- هل ثمة منابر مجانية ؟
- قلب عالم لا قلب له !
- لم يعتبر المالكي قتل الناس اعمالا ”تافهة“ ؟!*
- مهزلة الحكومة الاسلامية القومية في العراق - وزارة التعليم ال ...
- نداء لمساندة جماهير ايران الثائرة
- هانتنغتون - بوش بهيئة جديدة - الجزء الثاني
- حول الحركات العلمانية في العراق
- أي قانون ؟!


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصام شكري - بايدن واغاثة القومية العربية!