أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - تفجيرات اليوم واللجان المناطقيه من جديد .















المزيد.....

تفجيرات اليوم واللجان المناطقيه من جديد .


فيصل البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 3000 - 2010 / 5 / 10 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقال سابق تناولنا أهمية تشكيل اللجان المناطقيه الشعبيه في حماية الأحياء والشوارع والمناطق والأسوق الشعبيه ، رود فعل الساده القراء كانت متفاوته ولكنها بمعظمها رافضه ومتخوفه من هذه اللجان .
تفجيرات اليوم المتزامنه والشامله تدفع الموضوع ثانية للمقدمه . التفجيرات تحمل بصمات القاعده حسب رأي المحللين ورأينا، رغم النجحات اللتي حققتها أجهزة الأمن في مطاردة القاعده وتصفية بعض رموزها من القياديين، التجربة تقول إن في باكستان أو العراق أن تصفية بعض الرموز القياديه ليس من شأنه أن يقطع دابر الإرهاب، وقد إستمر تنظيم القاعده في بلاد الرافدين تحت واجهة دولة العراق الإسلاميه في رحلة التفجيرات والقتل العشوائي رغم مقتل قائده السابق الزرقاوي، وها هم يستقبلون العراقيين اليوم بتفجيرات داميه وقاسيه جديده ولم يمر سوى أيام معدودات على مقتل زعيميها والقاء القبض على واليها والشخص الأول في مدينة بغداد ، ورغم الحملات الأمنيه المستمره في بغداد وحمرين وغيرها .

في الجزائر لم يتم دحر الإرهاب الديني التكفيري إلا عن طريق تلك اللجان الشعبيه، وتجربة الصحوات تخبرنا أن العامل الأساسي في دحر الإرهاب كان بسبب من دور اللجان الشعبيه تلك بمسميات الصحوات، ليس في المنطقه الغربية وحدها، إنما في أحياء بغداد وجنوبها خاصة حيث كان الإرهاب هو المتسيد والمقرر مصير تلك الأحياء والمرتكز الذي تنطلق منه في عملياتها الإجراميه في كل أنحاء العاصمة . لجان الصحوات والتي جاءت بمبادره أمريكيه أولا، كان لها أن تستوعب العاطلين عن العمل من الذين أرغموا بفعل ظروفهم الإقتصاديه على العمل كإرهابيين برواتب شهريه، وهي التجربه التي يحاول الأمريكان تعميمها في باكستان وأفغانستان بشكل خجول إستنادا إلى سياسة أوباما الخجولة ذاتها والتي تراجعت كثيرا عما حققته سياسية سلفه بوش عام 2007 من تقدم على صعيد دحر الإرهاب . السياسة الإنتقاميه بواسطة الطائرات بدون طيار من شأنها أن تتصيد بعض القاده وتوقع بهم، لكن دحر الإرهاب بشكل نهائي وكامل أعقد من هذا بكثير، الإرهاب ومهما إتخذ من أشكال، بل والنضال الوطني والطبقي الثوري، لا ينتعش ويتقدم ليحقق المنجزات على الأرض إلا بتوفر حاضنة إجتماعية تؤمن له الدعم المالي والسلاح والمعلومات وحرية الحركه وكل أشكال الدعم اللوجيستي والعلاقات الإجتماعيه، كل تجارب الشعوب التي قاتلت تؤشر نحو هذا المنحى، وهو الأمر الذي على الساسه العراقيين أن يحملونه محمل الحقيقه الراسخه دون إغماض الأعين والإرتكان إلى نشوة مقتل هذا القائد الإرهابي أو ذاك .

مازلنا مصرون على أن معالجة الوضع الأمني في العراق لا يتم فقط عبر أجهزة الجيش والشرطه وباقي الأجهزه الأمنيه، على أهمية الدور الحكومي هذا . لنا أن نقول ونحن مطمئنون أن دور أصحاب المصلحه الحقيقيه في إرساء الأمن وإبعاد شبح القتل وتفجير الأسواق هو الدور الحاسم في وضع العراق الحالي، ومهما تزايد أعداد أفراد الأجهزه الأمنيه، ومهما إمتلكت من وسائل قتاليه وكلاب بوليسيه، فإن الإرهاب لن يتوقف أبدا مع وجود من يحضنه ويقدم له الحماية والدعم على نطاق واسع، الم تلاحظ دولتنا العتيده وسياسيونا وعسكريونا الأفذاذ، إنقطاع دابر الإرهاب في المحافظات الكوردستانيه والمحافظات الجنوبيه إلا ما ندر ؟ ببساطة شديده، الأمر لا يعدو عن كونه إفتقار الإرهاب في تلك المحافظات لحاضنته الإجتماعية وليس بسبب من نشاط وأهلية أجهزة الأمن هناك وهو الذي لا يختلف في جوهره وآلياته عن نشاط وأهلية الأجهزة في المحافظات التي يعبث الإرهاب بها، وهو ما يجب أن تعمل عليه الحكومة العراقية وبشكل سريع، بالتخلص من سياسة وأيدلوجية الدولة المركزيه أمنيا نحو سياسة الدولة المتفاعلة بشكل حي وخلاق مع أصحاب المصلحه في العيش بأمان .

كما أكدنا من قبل، اللجان الشعبية المناطقيه سوف تتشكل من أبناء المنطقه ذاتها، بعمل تطوعي أو برواتب رمزيه، ستكون مسلحه وتضطلع بمهمات الدوريه الثابته والمتحركه والتفتيش والتوقيف الإحترازي بل وحتى الإشتباك مع من يحاول إقتحام المنطقه لأغراض تخريبيه، هذه اللجان لن تعمل وحدها، بل بالإتصال والتنسيق الكامل وتحت إشراف الإجهزه الأمنيه ذاتها من خلال غرفة عمليات مشتركة جماهيريه - أمنيه وعلى مستويات شامله وتصاعديه، ولا داعي أبدا للتخوف منها، الذي سيرهبه الفعل الجماهيري ويخافه، هم من يضمرون له شرا ويسعون لتفجير أحيائه وأسواقه، وهم أيضا ممن لا يثقون بقدرة الجماهير وفاعليتها ويرهنون دورها وتلك الفاعلية والقدرة بجرها نحو صناديق الإقتراع والتصفيق والتهليل واللطم في المناسبات الدينية وغيرها لا أكثر .

الشهداء حتى هذه اللحظه ثمان وسبعون شهيدا والجرحي مائتان وخمسون ومنهم المخطرون، والخسائر في المملكات كبيره، ولنا أن نتوقع في المستقبل القريب عمليات إرهابيه جديده وقاسيه ودموية كما عودتنا خلايا الإرهاب التكفيري، ولا تكفي الإدانة اللفظيه، المطلوب فعل على الأرض يستند إلى الجماهير ذاتها بآلية مشتركة وفعالة معها ودون تخوف منها أو تردد . هذا لاينفي سيادة الدولة بالتأكيد عندما تكون هذه السيادة لصالح الجماهير نفسها وبمشاركتها الفعالة .

تخليص الإرهاب من حاضنته الإجتماعيه، لا يتم فقط عبر آليات الدفاع عن المناطق أمنيا، سياسة الدولة الإقتصادية والإجتماعيه لها من الأهمية ما يفوق أو يتوازى مع أهمية تشكيل اللجان المناطقيه، تعويض أهالي الشهداء والجرحى وبناء ما دمره الإرهاب خطوة مهمه على الطريق، لكن الأهم من هذا، هو الإلتفات بشكل جدي لمشاكل البطالة ونظام الخدمات في الكهرباء والماء والمياه الثقيلة والطرق والصحه والتعليم ورعاية الأسر الفقيره ... وكم هائل من المشاكل يرزح تحتها المواطن العراقي ويئن من وجعها، وهو ما يمثل أرضا خصبه للإرهاب في التحرك وسطها . المواطن لا يشعر بمواطنته لمجرد إنتمائه في بطاقة هوية، وإلا لما هاجر أحد وترك وطنه، المواطنه فعل متبادل بين نظام الخدمات وتأمين المصالح الإقتصاديه والإجتماعية وبين المواطن نفسه، وعليه وبقدر ما يؤمن الوطن من حياة كريمه وحريات لأبناء شعبه، بقدر ما إشتدت صلته به وتلاصقت مصلحته معه، ولندع الشعارات القوميه اللفظيه جانبا في فهمها للوطن والمواطنه .



#فيصل_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادات الزمن الأغبر .....
- تكتل أم قائمه عراقيه .. لايهم .
- محمد علي علوه جي ... وداعا
- اللجان الشعبيه المناطقيه هي الحل .
- هذه هي العصا ...
- اللهو والطرب في حياة العرب (2) .
- غطاء الرأس ... تاريخ ودين
- ما بعد الإنتخابات ... واقع الحال
- ماذا وراء إدعاءات التزوير في الإنتخابات العراقيه .
- يا لأيامكِ المجيده يا إمرأه .
- عرس إنتخابي عراقي فريد والفرص الخارجيه المعدومه
- اللهو والطرب في حياة العرب (1) .
- خف ونعل وحذاء ...
- الرقص على الحبال ... سياسه حمساويه بإمتياز
- التاريخ السري للكيلوت
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (5)
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (4)
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (3)
- شاربيّ ... من وحي سيدي القائد .
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (2)


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - تفجيرات اليوم واللجان المناطقيه من جديد .