أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - دانا جلال - نضال الكورد والخروج من مثلث الهامش السياسي والجغرافي















المزيد.....

نضال الكورد والخروج من مثلث الهامش السياسي والجغرافي


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 913 - 2004 / 8 / 2 - 13:59
المحور: القضية الكردية
    


اذا مااستثنينا بعض الثورات كالثورة الصينية واليوغسلافية والفيتنامية والتي تمكنت من مزج الايديولوجية الماركسية بالمشروع السياسي لمرحلة التحرر القومي وربطه باهداف الثورة الاجتماعية من خلال الدفع بالعملية الديموقراطية باتجاهات اجتماعية لصالح الطبقات الكادحة وذلك من خلال اعطاءالماركسية كونها ايديولوجية لتحرير الطبقة العاملة العالمية جذرها التاريخي ونبضتها القومية المحلية ، فأن اغلب الحركات القومية والتي اهملت الجوانب الاجتماعية اووجهتها صوب المصالح الطبقية للاقطاع والبرجوازية قد فشلت وفي افضل الاحوال نجحت سياسيا لتفشل اجتماعيا. ولم يكن انتصارها السياسي في عصر الرأسمالية الانتيجة لكل عملية لاعادة رسم الخارطة السياسية على الصعيد العالمي وخاصة بعد الحربين الكونيتين و نتائج الحرب الباردة بين المعسكرين انذاك.
اما في الشأن الكوردي فقد كان الكورد من ابرز ضحايا الحروب، ان كانت كونية او اقليمية اوعلى صعيد الاثار الناتجة عن الحرب الباردة بين المعسكرين، وذلك بالاتفاق الضمني بين القوة العظمى على جعل الجسد الكوردستاني والجغرافية السياسية للكورد ورقة للمساومات الدولية وارضاء الاطراف الاقليمية المتحالفة مع كلا القطبين، ويعتبر وأد جمهورية مهاباد في شرق كوردستان ( كوردستان ايران ) والعملية القذرة بالمساومة على رأس الثورة عام 1975 في جنوب كوردستان ( كوردستان العراق ) والعداء المطلق للحركة القومية التحررية الكوردية في شمال كوردستان ( كوردستان تركيا ) بغض النظر عن ايديولوجية الحركة وذلك لارضاء التحالف الاستراتيجي التركي- الاسرائيلي الا شواهد قريبة على انتهازية الاطراف الدولية تجاه القضية الكوردية .
ان تلك العوامل اضافة الى العوامل الداخلية والتي لاتقل اهمية عن سابقتها والمتمثلة بطبيعة وتركيبة الاحزاب الكوردية من جهة، ومستوى تطور القوى الديموقراطية واليسارية في ( تركيا – ايران – العراق – سوريا ). قد جعلت من حركة التحررالكوردية أسيرة النضال في الهامش السياسي والذي اشار اليه بعض المفكرين الكورد حيث تناولوا الهامش الوطني والذي يمكن ايجازه ب (النضال في اجزاء كوردستان بعيدا عن المراكز ( انقرة - طهران – بغداد قبل سقوط الصنم-دمشق))) .
واذا ما نظرنا الى الصراع على الصعيد العالمي باعتباره عملية مترابطة بين القوى الديموقراطية واليسار العالمي وحركات التحرر للشعوب المضطهدة من جهة والراسمالية العالمية من جهة اخرى.فاننا نلاحظ تقارب المواقف من القضية الكوردية في رفضها للحقوق الكوردية المشروعة فالعداء الغربي تزامن مع الموقف الانتهازي لاغلب قوى اليسار العالمي لتاثرها بموقف المركز انذاك والتي كانت انعكاسا لمفاهيم خاطئة حول الدور الثوري للبرجوازية الصغيرة ومفهوم التطور اللارأسمالي اضافة الى قوة رائحة البترول التي تفوق تأثيرها بريق المعدن الاصفر .ان كل تلك الظروف قد جعلت الحركة التحررية الكوردية ليست اسيرة الصراع في الهامش بل كانت واقعة في مثلث الهامش السياسي والجغرافي والذي تمثل ب
اولا – النضال في الهامش الكوردستاني
ثانيا – النضال في الهامش الوطني
ثالثا – النضال في الهامش الدولي
الهامش الكوردستاني : -
اذا ما اعتبرنا المدن الكوردستانية وبعضها مليونية مراكزا فأن تركز النضال وبأسلوب حرب العصابات الثورية من خلال البؤرة الثورية وفق مفاهيم دوبريه حيث التمركز في الجبال والريف الكوردستاني والقيام بالحرب الثورية وعدم انتقالها للمدن بتاثير القمع اللامحدود للمركز وتأليه صورة الانصار في الجبال لكون نتائج نضاله مرئيا ومسموعا خلاف النضال السري واليومي والشاق للسياسي في المدن وكونه نضالا غير مرئيا ومسموعا. ان تلك العوامل جعل نضال الكورد ورغم البطولات والتضحيات الجسام للانصار محكومة بالصراع في الهامش الكوردستاني وعدم الدفع بها نحو المدن للقيام بالانتفاضة الشعبية الجماهيرية او اعتبار المدن مركزا للنضال وجعل حركة الانصار عوامل دافعة لها على الاقل.
الهامش الوطني :-
لم تتمكن حركة التحرر الكوردية من ان تلعب دورا سياسيا مهما في المراكز ( انقرة – طهران – بغداد قبل سقوط الصنم – دمشق ) ويمكن ايعاز ذلك الى عدة اسباب من بينها فائض القمع المستخدم من قبل تلك المراكز ضد كل توجه للعمل السياسي في المراكز وحتى في ظل المطالبة بابسط الحقوق القومية ، اضافة الى اعتماد حركة التحرر القومية الكوردية على نفس الصيغ والبرامج والاطر التنظيمية في تعاملها مع الكورد المتواجدين خارج اقليم كوردستان وعدم مراعاتها لخصوصية تواجدها التاريخي في مناطق خارج اقليم كوردستان وما يترتب عليه من اثار اجتماعية وسياسية واقتصادية مختلفة بهذا القدر او ذاك عن الوضع في اقليم كوردستان .
ان الشعار الذي كان يوظف كل الجهود في( الاقليم وخارجه ، في المركز و المناطق المحيطة) لدعم حركة الانصار وان كان له جوانبه الايجابية فانها لم تخلوا من السلبيات يمكن ملاحظتها بشكل واضح في الدور الهامشي للكورد الموجودين خارج فيدرالية كوردستان العراق وعدم تمثيلهم في اجهزة الدولة في العراق الجديد .
ان تغيير الاداء السياسي للكورد الموجودين خارج فيدرالية كوردستان العراقية ليصب في مصلحة التوجهات الديموقراطية في العراق المستقبلي ومن ثم في خدمة الفيدرالية التي تمد الديموقراطية بعوامل قوتها وتستمد منها ثباتها واستمرارها يعتبر مسألة حيوية لابد من دراستها .
الهامش الدولي :-
حينما تكون مأساة امة ما نتاجا للسياسة الدولية وحروبها الاستعمارية من اجل اعادة تقسيم العالم عبر اعادة رسم الخارطة السياسية والتي ادت الى مصادرة الحقوق التاريخية لشعوب ومنهم الكورد والفلسطينيين والارمن فمن الواجب الاخلاقي لتلك القوى العظمى ايجاد حلول لتلك المشاكل الدولية التي خلقتها، ولكن الواجب الاخلاقي يحدده مسبقا الحسابات المصرفية واسعار الاسهم والسندات وقرار الشركات المتعددة الجنسيات ، وفي ظل ظروف مثل هذه الظروف يصبح العمل في مراكز القرار السياسي العالمي مسألة اكثر من حيوية ويمكننا القول ان الاداء الكوردي في اميركا واوربا كان مشابها لطريقة وشكل الاداء للكورد في خارج اقليم كوردستان فبدلا من تشكيل جماعات ضغط سياسية كان العمل السياسي امتدادا للحياة السياسية في كوردستان بحيث كانت نتائج القرارات السياسية وتطور الاحداث وطبيعة العلاقة بين الاحزاب الكوردستانية له تاثير على الكورد في المراكز العالمية اكثر من التغيرات الداخلية في البلدان التي يتواجدون فيها .
كوردستان العراق ملامح وسمات:-
يمكن اعتبار مسار التطور التاريخي للحركة التحررية الكوردية في كوردستان العراق الاكثر فعالية في تجاوزها لحدود النضال في الهامش لاسباب دولية واخرى داخلية يتعلق بمستوى تطورالقوى الديموقراطية واليسار العراقي عن مثيلاتها في تركيا وايران وسوريا اضافة الى الموقف الواضح والثابت المستند على الفكر والايديولوجية الماركسية المؤمنة بحق الشعوب في تقرير مصيرها والذي جسده وابدع في تنفيذه الحزب الشيوعي العراقي على خلاف المواقف الضعيفة والخطابية لمثيلاتها في ايران وتركيا وسوريا.وكانت للعلاقة المميزة بين الحركة الكوردية والقوى الديموقراطية واليسار العراقي تاثيرا كبيرا في كبح النزعات الانعزالية من جهة والنزعات الشوفينية من جهة اخرى ، ولايمكن اهمال طريقة اداء قيادة الحركة الكوردية في العراق في الخروج من حدود الهامش .
ان تحول القضية الكوردية بشكل عام وفي قسمها الجنوبي ( كوردستان العراق ) بشكل خاص الى قضية سياسية بدل النظر اليها كقضية انسانية جاء عبر نضال تعددت فيه اشكاله واساليبه ويمكن ابراز اهم العوامل التي ادت الى تطور مسار الحركة التحررية الكوردية في كوردستان العراق
اولا :- تحول كوردستان العراق الى بؤرة ثورية للنضال ضد الحكومات القمعية والفاشية المتعاقبة في المركز بحيث اصبح تاريخ العلاقة بين الحركة التحررية الكوردية والحكومات القمعية تاريخا للنضال من جانب الكورد وتاريخا للقمع من جانب المركز .
ثانيا :- تحول كوردستان العراق الى قاعدة للقوى الديموقراطية واليسار العراقي.
ثالثا:-تحول كوردستان العراق الى قاعدة للمعارضة العراقية بما فيها الاحزاب الاسلامية والقومية والوطنية .
رابعا :- المساهمة الفعالة للكورد في اسقاط النظام الفاشي في بغداد .
خامسا :- دور الكورد في محاربة الارهاب والقوى الارهابية المتعددة الجنسيات .
سادسا :- مساهمة الكورد في دعم المسار الديموقراطي لعراق المستقبل والوقوف ضد كل التوجهات التي تحاول اضفاء الاتجاهات الاصولية المتزمتة على شكل النظام السياسي المستقبلي والوقوف ضد القرارات الرجعية المتخلفة وخير مثال على ذلك الموقف من القانون الجديد للاحوال الشخصية الذي حاول ان يعيد المرأة العراقية الى عصر الحريم والجواري .
ويبقى التحالف الاستراتيجي بين الحركة الكوردية والقوى الديموقراطية واليسار العراقي اهم الملامح التي حددت مسار الاحداث السياسية على الصعيد الداخلي ، فدماء الانصار الشيوعين العرب في جبال كوردستان كان وسيبقى المؤثر الحقيقي للكورد في تطلعاتهم الوطنية لانها دماء كتبت بقدسيتها راية الديموقراطية والفيدرالية الذي رفعه الكورد شعارا لايمكن التراجع عنه وفاء لدماء الاف الشهداء العرب قبل الكورد والذين رسخوا الوحدة الوطنية القائمة على الاتحاد الاختياري وليس الوحدة القمعية بواجهات مختلفة اكانت قومية تنكر هويتنا القوميةاو دينية تكفرنا حينما نطالب بحقوقنا المشروعة .
ان التوجهات الديموقراطية في العالم وهي سمة العصر تفرض على القوى الديموقراطية بما فيها الحركة التحررية الكوردية كونها ا حد الفصائل الديموقراطية في العراق ان تعتبر ساحتها النضالية يمتد من زاخو الى الفاو .



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل السلام والديموقراطية
- المهمل والمنسي في محاكمة صدام
- من استوكهولم الى بغداد رموز وبقايا صور
- - انتصار الكلمة على الرصاصة - لروح الشهيد قاسم عبد الامير عج ...
- حدود الحق بين مشترك التاريخ وحجم التضحيات
- المقتديات علوجيات القوى الظلامية
- اليسار والعمل النقابي في ظل العولمة
- ثنائية البطل في تاريخنا السياسي
- العراق .. تراجع نماذج واحلال نماذج جديدة
- وحدة الخنادق رغم تقاطعاتها
- قزح خلف الراية الحمراء ... وما قدمه شيوعيو العراق
- جمهوريتي طورانستان ومقتدستان والاصطفاف السياسي المقبل في الع ...
- شرعنة الاغتصاب الجنسي بالنص الديني
- السودان - قوة الحضارة وحضارة القوة
- النص والثورة - تحليل لاستراتيجية العمل السياسي الكوردي
- الكورد والاخربعد احداث 1 شباط
- العمامة المعقوفة
- من اجل برلمان وحكومة كوردستانية
- جمهورية الحجاب
- قراءة في مستقبل القضية الكوردية في العراق ج 2


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - دانا جلال - نضال الكورد والخروج من مثلث الهامش السياسي والجغرافي