أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - لو ظهر عبدا لكريم قاسم الآن لسانده ( السنة ) وقاتله ( الشيعة )















المزيد.....

لو ظهر عبدا لكريم قاسم الآن لسانده ( السنة ) وقاتله ( الشيعة )


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2991 - 2010 / 4 / 30 - 20:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



تنويه...لا بد من التوضيح مقدما وليس في هامش التنويهات إنني لا أعالج ولا أنوي التوقف أمام التصنيف الطائفي إلا من خلال مقوماته الإجتماعيىة وليس مقوماته الفقهية أو تاريخه السياسي, لذلك فليس لي من مصلحة ولو بحجم رأس دبوس في أية حالة صراع ذات هدف طائفي. وإنما تأخذ تعبيراتي المذهبية في هذا السياق وصفا لحالة لا تقفز فوق الطائفية على طريقة النعامة ولكنها تسعى بالتأكيد إلى فهم وتقزيم تأثيراتها السلبية على الحالة الوطنية. ( انتهى التنويه )
إن المناطق السنية التي احتضنت القاعدة بالأمس وما زالت لحد الآن تحمل آراء متحفظة ومعارضة لزلزال التاسع من نيسان عام 2003 قد أصبحت الآن أكثر تهيأ للانتقال من معارضتها السلبية إلى معارضة أقل سلبية.

ما زالت الأحزاب والتجمعات السنية المذهبية التي شاركت في انتخابات 2005 تعمل في تلك المناطق, لكن مواقعها قد تراجعت كثيرا, ويمكن معرفة كم كان ذلك التراجع كبيرا من خلال مقارنة بين عدد المقاعد التي كان ( التوافق ) حصل عليها في الانتخابات التي سبقت الأخيرة, في حين إن العدد في هذه الانتخابات كان بائسا وبما يؤكد على إن هذه المناطق أسرع حركة ورغبة لمغادرة الوضع الطائفي إلى الوضع الوطني الجديد, وهو تطور يجب أن يحسب لصالح العملية السياسية فيما لو كانت هذه العملية ذات نية وأهداف عراقية صادقة وفيما إذا كان همها المركزي بناء العراق الوطني البعيد عن المكاسب الذاتية الضيقة.

إن اقتراب أي مكون عراقي من الفكر الوطني أو القومي ليس رهينا فقط بالموروث السياسي والفكري لهذا المكون وإنما هو يتأثر أيضا بما يمكن أن يحقق له هذا الاقتراب من مكاسب أو خسارة سياسية واجتماعية. الشيعة والسنة بهذا هم متساوون, فالتأثير الوضعي هنا واحد. مثلا لقد كان الموقف ( الشيعي ) من الفكر القومي سلبيا لما يمكن أن يفرزه هذا الفكر على صعيد التركيبة السكانية التي تنال من حجمهم كأكثرية لصالح ( السنة ) الذين سرعان ما سيتحولون إلى أغلبية سكانية بعد قيام أي تجمع وحدوي بين دولتين عربيتين مثل العراق وسوريا, وكذلك كان موقف الأكراد الحذر من أي مشروع قومي كان العراق يتحرك للانضمام إليه. ومن الأكيد إن ذلك لم يأتي كنتيجة لتاريخ طويل من الصراع المذهبي المتوارث وإنما لأن الفكر القومي والعروبي كان له أثر كبير في منح السنة أفضلية سياسية حاكمة حتى في حدود الدولة الوطنية المتأسسة بفعل المشروع البريطاني.

في زمن عبدا لناصر وأثناء محادثات الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق أصر الأكراد على الحصول على ضمانات من ناصر لغرض أن لا تؤثر متغيرات الكيان القومي الجديد على وضعهم الخاص ضمن العراق, بمعنى آخر كان من حق الأكراد أن يتوجسوا وحتى أن يتقاطعوا مع المشروع القومي لما سيسببه من متغيرات جيوسياسية تنال من وضعهم القومي كشركاء وطنيين, والأمر ينطبق تماما هنا على الشيعة ليس فقط من خلال منظور أحزابهم الإسلامية ورجالات المذهب وإنما لتوجس شعبي كان يتكون ويمتحن نفسه من خلال توقفات سياسية حاسمة.
في الأعوام الخمسة الأولى التي تلت سقوط النظام الملكي: هل يمكن تفسير انحياز الجنوب والفرات الأوسط والمناطق الشيعية من بغداد إلى جانب الشيوعيين وإلى صف الزعيم الوطني عبدا لكريم قاسم بهذا المنحى. لم لا فالمناطق السنية كانت قد شهدت انحيازا واضحا للفكر القومي ولا يمكن مطلقا تفسير الوقفة المعادية لنظام قاسم في المناطق السنية بمعزل عن التأثير المذهبي, لكن المفارقة تبقى إن الزعيم قاسم كان سنيا في مقابل القيادة القطرية لحزب البعث التي ضمت آنذاك ستة شيعة من أصل ثمانية من أعضائها.
ومن المهم حقا أن تكون هناك وقفة جدية لاستيعاب مكونات موقف تاريخي بهذه التركيبة المتنافرة والتي يمكن أن تقدم تفسيرا حقيقا للموقف الطائفي على ضوء مقوماته السياسية. والآن فإن هناك ثمة موقف جديد يقترب جدا من هذه التناغمية حيث منح ( السنة )أكثرية أصواتهم لزعيم شيعي ( علاوي ) بعد موقف تاريخي مماثل كان الشيعة قد أعلنوا فيه تأييدهم لزعيم سني هو الزعيم قاسم.
ومن المهم أيضا أن لا يتسطح الموقف الخمسيني والستيني من القرن الماضي بهذا الاتجاه, ففي حين إن حزب الإخوان المسلمين كان فاعلا في الوسط السني فإن الأحزاب السياسية الإسلامية على الجانب الشيعي لم تكن قد ولدت بعد مما يوفر خلفية سياسية لفهم ذلك الانحياز. ومع إن الواقع السياسي كان يتأثر بحدة بالتحولات الاجتماعية والقوانين الثورية الاقتصادية التي منحت الجنوب والوسط الأمل في حياة أفضل نتيجة لموقف قاسم على الأقل من قضية الفقراء وبسبب جماهيرية الحزب الشيوعي وأفكاره البعيدة تماما عن الخطاب الطائفي فإن الحكم على الموقف بمنأى عن تأثيرات الفكر القومي العربي على الترتيب المذهبي وموقع القوميات الأخرى وفي مقدمتها الأكراد لن يكون موقف حكيما أو منصفا.
لقد حصل قاسم على جماهيريته بين صفوف الشيعة لأسباب متعددة كان في مقدمتها إن وطنيته وفرت ضمانات حقيقية لأن لا تتحول الأكثرية الشيعية في الكيان الوطني العراقي إلى أقلية مذهبية في الكيان القومي, وحتى في ذلك الزمان فإن هذه المشاريع القومية وتأثيراتها لم تكن تتحرك بمنأى عن التأثير الإقليمي وفي مقدمة ذلك كان تأثير الصراع العربي-الإيراني الذي تجاذب مركزيه كل من عبدا لناصر والشاه وكان لا بد أن تكون له تداعياته على الخريطة المذهبية في العراق.
نستطيع دون شك أن نؤسس نظرية تقول إن اقتراب الشيعة أو السنة من المسألة القومية والوطنية كان يتصاعد أو ينخفض بتناغم مع تأثيرات الفكر الديني والمذهبي السياسي مثلما هو خاضع للتأثيرات الإقليمية. يلاحظ مثلا إن ( عانة ) – السنية - كانت أنجبت العديد من الكوادر الشيوعية المناهضة عقائديا للفكر القومي في حين إن حزب البعث في العراق كان أسسه رجال شيعة في مقدمتهم الدكتورسعدون حمادي والمهندس فؤاد الركابي كانوا جاءوا من كربلاء والناصرية, وهي مدن شيعية بالمطلق.
لكن صعودا للفكر الوطني بقيادة قاسم سوف يعيد ترتيب المعادلات من جديد ليجعل انتشار البعث القومي في المناطق الشيعية محدودا على النخبة, وكذلك أيضا فإن انتشار الفكر الوطني والماركسي في المناطق الغربية كان انتشارا نخبويا, إذ سرعان ما استطاع البعثيون والقوميون أن يهيمنوا على المنطقة الغربية من العراق بالإضافة إلى الموصل في حين واصل الوطنيون والشيوعيين تقدمهم في الجنوب والوسط وفي مناطق الشيعة من بغداد.

إن الدولة الوطنية كانت تحرس ( الشيعة ) في مواجهة الأخطار التي يفرزها المتغير القومي في حين إن الدولة القومية كانت توفر ( للسنة ) إمكانات أن يتحولوا إلى أغلبية متفوقة. هذه المسألة كانت تتفوق على مثيلاتها من عوامل التأثير على التجاذبات الوطنية والقومية ومن الطبيعي أن تكون خاضعة من حيث الحدة إلى عوامل أخرى من شأنها أن تفعل الصراع أو تخفف من حدته كعامل الصراع الإقليمي.
لكن متغيرا كبيرا سيدخل على الصورة لكي يقلبها رأسا على عقب. بعد سقوط نظام البعث القومي في العراق فقد ( السنة القوميون ), على الأقل على المستوى الفكري كثيرا من مواقع قوتهم لصالح الفكر الدينوسياسي الذي بدأ يؤكد على مفهوم الأكثرية الطائفية. في البدء وقفت المناطق السنية وقفة معادية للنظام الجديد, فالوقت لم يكن قد حان بعد لكي يتخلى( السنة ) عن أفضلية كان يحققها لهم الفكر القومي, لكن ظروف الصراع سرعان ما حتمت عليهم العمل من داخل العملية السياسية لكنهم صاروا من خلالها في مواجهة المعادلة التالية :
إن استمرار نظام المحاصصة الطائفية والعمل بديمقراطية الطوائف بات يعني إن ( السنة ) أصبحوا بحكم ذلك النظام أقلية تاريخية في حين تحول ( الشيعة ) إلى أكثرية تاريخية.

ذلك سيأخذنا سريعا إلى القول إن مصلحة ( سياسي السنة ) قد باتت أكثر قربا من مفهوم الدولة الوطنية من ( سياسي الشيعة ) لأن الدولة الطائفي تجعل منهم أقلية عراقية خالدة, أي إن الأمور صارت معكوسة تماما: فبالأمس, حينما كان مشروع الدولة القومية هو الحاكم كان الشيعة أكثر تمسكا بمعادلة الحكم الوطني التي تضمن لهم على الأقل أن لا يكونوا أقلية, ولو ظهر قاسم بالجديد في ظل هذه الظروف المتفرقة مع تلك التي كانت في عهده فسيتغير حتما ترتيب القوى من حوله فالسنة سيساندونه والشيعة سيناهضونه, وبدلا أن تخرج مدينة الثورة لمساندته والأعظمية للهجوم علية سوف تنعكس الصورة تماما فيخرج الأعظميون ليساندوه بالمال والرجال في حين سيهجم عليه طائفيو شيعة مدينة الثورة لينالوا منه ومن نظامه.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القلم.. قدس الله سره, والكاتب.. حفظه الله ورعاه
- ليس هناك حل للعراق سوى أن تديره شركة أجنبية
- عن تشكيل الحكومة .. أزمة دولة وليست أزمة حكومة
- العراق ... وفرصة الخروج من المأزق الجديد.
- الديمقراطية العراقية... صح ولكن في المكان الخطأ
- التاسع من نيسان ...لا تخافوا, التأريخ لم يعد يُكْتَبْ بنفس ا ...
- من حقنا أن نخطأ ... ولكن ليس كثيرا
- كلام حق عن علاوي
- علاوي والمالكي ... وبيضات ألقبان
- لا تدوخونه ولا ندوخكم
- يا لها من وطنية رائعة
- أياد علاوي ... هل تكون الديمقراطية عون بدلا من فرعون
- صدمات انتخابية
- لماذا سقط صدام حسين
- ليس بإمكان الديمقراطية وحدها أن تخلق المعجزة
- هل بإمكان الديمقراطية وحدها أن تخلق المعجزة
- عن الديمقراطيتين .. الأمريكية والعراقية
- كما في السياسة كذلك في الطبيعة ... الديمقراطية وأحزاب رد الف ...
- وما زال العراق تحت التكوين
- إني أرى عزت الدوري ضاحكا


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - لو ظهر عبدا لكريم قاسم الآن لسانده ( السنة ) وقاتله ( الشيعة )