أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مؤيد احمد - ِندوة سياسية لمؤيد احمد في بغداد في شكل حوار اجرته معه ينار محمد















المزيد.....



ِندوة سياسية لمؤيد احمد في بغداد في شكل حوار اجرته معه ينار محمد


مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 2980 - 2010 / 4 / 19 - 01:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



عقد في مقر منظمة حرية المرأة ندوة سياسية لمؤيد أحمد نظمته اذاعة المساواة حول نتائج الأنتخابات والأوضاع السياسية في العراق وذلك في ضهر يوم السبت 4 / 4 / 2010. كانت الندوة على شكل حوار اجرته ينار محمد مع مؤيد أحمد وقد أدار جلسة الندوة باسل مهدي، وفي نهاية الندوة شارك مجموعة من الحاضرين بطرح الأسئلة والمداخلات. و أدناه نص تفاصيل الندوة:
ينار محمد: نستغل الفرصة بوجود مؤيد احمد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي معنا داخل العراق لكي نفتح هذا الحوار.
لقد جرت الانتخابات والكل كانت تنتظرها بعد اربع سنوات ودائما كان الجميع يتوقعون نوع من الاستطافات في الانتخابات وبالتالي بينت خلال فترة من الزمان، ما اقول احد تفاجئ بها، ولكن لا نزال مأخوذين بسرعة التحولات على الساحة السياسية. لذلك ننتهز هذه الفرصة معه من خلال طرح الاسئلة واسئلة الحضور وناخذ رؤيته وتحليله للاوضاع. وفي الفقرة الاخيرة مثل ما تحدث لكم الرفيق باسل مهدي، تكون هنالك فقرة الاسئلة والاجوبة اذ ناخذ افكار الحضور من خلالها كي نكمل هذا الحوار .
المحور الاول هوحول المشهد السياسي المحيط بعملية الانتخابات. راينا كتل سياسية كانت اسمائها جديدة علينا واخذنا الوقت لكي نتعرف على الاسماء والى اي حركة وكتلة ينتمون، ولكن بالنتيجة راينا هي تحوير لنفس القوى السياسية التي كانت سائدة على الساحة بعد الاحتلال مباشرة. ما هو التحول الذي طراء على الكتل السياسية الاساسية التي وصلت الى هذا المكان وما هي رؤيتكم لما حدت بالعملية الانتخابية وللكتل التي شاركت في الانتخابات وعلاقتها بالكتل الاساسية ما بعد الاحتلال؟
مؤيد احمد: شكرا ينار. ارحب بالجميع واشكركم على الحضور كما واشكر اذاعة المساواة على اتاحة هذه الفرصة لي.
لو نظرنا الى التغييرات الحاصلة، بعد الانتخابات، في توزان قوى التيارات الرئيسة المتحكمة بالاوضاع منذ الاحتلال، نرى بان نتائج الانتخابات لم تشكل تغييرا جذريا في واقع سيطرة تلك التيارات. ولكن وبالرغم من ذلك نرى بانه حدثت تغييرات في استطافات داخل تلك الكتل والتيارات السياسية الرئيسية للاسلاميزم والناسيوناليزم. لقد تراجع الاسلام السياسي الشيعي والسني كما هو مبين في نتائج الانتخابات وفي المقابل تصاعد الى حد ما دور التيار القومي العربي.
ان الاساس الاجتماعي لهذا التغيير، في تقديري، هو عزوف الجماهير عن الاسلام السياسي وتياراته. ولكن السؤال هو هل ان هذا العزوف عن الاسلام السياسي الذي جسده المشاركين في الانتخابات هو تحول الى شئ ما لصالحهم؟ هل تحول الى صوت مستقل يمثل مصالح الجماهير؟ فالجواب هو كلا . فقسم من الاصوات قوت التيار القومي العربي اذ حصلت قائمة العراقية، بوصفها بدرجة اساسية قائمة التيار القومي العربي، على 91 مقعد بعد ان كان لها فقط 25 مقعدا في السابق.
وفي نفس الوقت هناك تصدع في صفوف كتل وتيارات الاسلام السياسي الشيعي واشتد هذا التصدع في هذه الانتخابات. ان ائتلاف دولة القانون يعتبر ائتلاف ذو افق سياسي قومي – اسلامي هجين وحصل على 89 مقعدا. فتقدم هاتين القائميتين يشير،الى حد ما، الى واقع العزوف عن تيار الاسلام السياسي بشقيه السني والشيعي في عملية الانتخابات. بالاضافة الى ذلك يمكن القول بان اكثر من نصف الذين لهم حق الانتخاب قد قاطعوا الانتخابات اي رفضوا الحالة باجملها.
المشكلة الاساسية هي ان المقاطعة والعزوف عن الاسلاميزم في الانتخابات لم تؤد الى انتاج شئ جديد يخدم الجماهير نفسها اذ بقت نفس معادلات القوى على حالها ولكن في شكل اخر. نفس تلك القوى القومية العربية والكردية والاسلامية والطائفية هي التي تتحكم بمصير الجماهير وهي التي ستشكل الحكومة وبالتالي ان اقبال الجماهير على التغيير لم يؤد الى اي تغيير. ولكن وفي الوقت نفسه ان هذا العزوف عن الاسلاميزم وهذا التحول في مزاج الجماهير امر مهم جدا ويمثل تطورا سياسيا في المجتمع يجب اخذها بنظر الاعتبار في تبني السياسات ويجب العمل على تطويرها.
ينار محمد: مادمنا بصدد الحديث عن الاسلام السياسي وعزوف الجماهير عنه هل يمكن القول بانه ذهبت ملايين الناس و ادلت بصوتها وما كان اختيارها الاول دعم تلك القوى اذ ان البديل كان بالنسبة لهم " العلمانية " حسب فهمهم؟. ان المواطن ادلى بصوته ولكن بالنتائج النهائية لم تتحقق تطلعاته في الحرية والرفاهية. اين دور ومصالح الجماهير في تلك الانتخابات؟
مؤيد احمد: كما اكدت لم يتحقق اي تغيير سياسي لصالح الجماهير بالرغم من عزوفها عن تيارات الاسلام السياسي وعدم مشاركة اوساط كبيرة منها في الانتخابات. ولكن بالرغم من هذا و في نفس الوقت ان المجتمع العراقي دخل في طور سياسي اكثر تقدما مما سبق وباتت للسياسة والصراعات السياسية ارتباط بالمصوتين وبالجماهير. كان الوضع السياسي متفاقم الى حد الحرب الطائفية وكان بنيان الحياة الاجتماعية والمدنية منهارة سابقا وهم الجماهير الاول كان هو مجرد البقاء اما الان بشكل او باخر حاولت الجماهير ان تكون لها دورا في الصراع السياسي الدائر على شكل العزوف عن الاسلام السياسي في الانتخابات ومقاطعتها.
ان الكيفية التي تجري فيها اجهاض اي اقدام جماهيري لعمل سياسي تتحقق في عملية معقدة الى حد ما. توجد آلية مقعدة، الناس تعترض على غياب الامان والتدهور المعاشي وغياب الخدمات و تتطلع الى حياة افضل ولذلك تذهب الى الانتخابات، اي تحت تاثير الوهم بانه في حالة اذا ادلت باصواتها مثلا لقائمة العراقية او قائمة دولة القانون، ربما سيتغير الوضع و يتحقق اصلاح ما من جراءه. لا شك ان ذلك وهم من قبل الجماهير، و لكن من جانب تلك القوى السياسية البرجوازية المتحكمة بالاوضاع فان اقدام الجماهير على الادلاء باصواتها لها هي عملية كسب شرعية لتحقيق ماربها وستراتيجتها ولائحتها السياسية الخاصة بها كقوى سياسية.
فمثلا قائمة دولة القانون تعلن بانها هي قائمة لاجل ارساء دولة القانون اي دولة القانون البرجوزاي، بدون ذكر اي محتوى اجتماعي لتلك الدولة وكذلك باخفاء الطابع الاسلامي والقومي والبرجوازي لدولة القانون للمالكي. عن اية دولة تتحدث قائمة المالكي؟ ربما تكون دولة القانون التي بصددها هي انشاء دولة دكتاتورية قمعية. وهكذا الحال بالنسبة للقائمة العراقية. ما هي "العراقية"؟ انها ليست بقائمة علمانية بل انها مجرد تدعي بانها قائمة غير مبنية على "الطائفية" بل مبنية على "مصالح" العراق كبلد. اما ما هو محتوى الاجتماعي والاقتصادي و السياسي او حتى الفكري لهذه القائمة فانها مخفية عن انظار الجماهير تحت وهم الدفاع عن العراق كـ "وطن".
ينار محمد : هنالك فئة تقول ان العبرة ليست بالفائزين بل بالخاسرين الذين فقدوا المقاعد الاولى، الذين اتوا بالاسلام السياسي واتوا بتياراتهم الدينية الطائفية، فيوجد نوع من الفرح في الشارع عن هذا الموضوع اي ان رموز القمع الاساسية تراجعت من الصف الاول وتوجد اناس تراه كانتصار جزئي. هل تمت تعمية الجماهير من حقيقة قائمة "العراقية" عندما صوتت لها اوساط معينة من الجماهير، وراينا اياد علاوي كيف انه لا يذكر العلمانية؟.
هذا، وهناك طرف اخر دخل تحت عنوان ما يسمى باليسار، باسم "اتحاد الشعب" وجاءت النتائج على غير ما تتوقع الجماهير من هذا النوع من اليسار والذي كان من المفترض ان يحصل على عدد من المقاعد. ما هي رؤيتكم اولا حول علمانية قائمة العراقية وثانيا لماذا لم يحصل الحزب الشيوعي العراق على المقاعد؟
مؤيد احمد: القائمة العراقية، كتلة سياسية قومية داخلة في العملية السياسية ولكنها ليست علمانية ولا هي تدعي بانها كذلك. هنالك دستور في العراق يفرض الاسلاميزم والشريعة على الدولة دون ان تكون للقائمة العراقية اي اعتراض على ذلك. اين علمانية قائمة علاوي؟ وهو لم يعترض على هذا ولا مرة، كل ما يؤكد عليه هو العراق كـ "وطن" بشكل فارغ، اي العراق من وجهة نظر القوميين العرب الذين لدى الجماهير تجربة ما يقارب من اربعين سنة من الدمار معهم، بما فيها الفترة التي كان علاوي هو في صفوفهم. انها قائمة لخلق الوهم بالعراق كوطن وبدون اي ذكر للمحتوى الاجتماعي لهذا الوطن، بدون ذكر موقع حرية ورفاهية ومساواة الانسان فيه. انها القائمة التي تدعمها اكبر عدو شرس للعلمانية اي السعودية بالاساس.
اما بخصوص القسم الثاني من السؤال، باعتقادي ان الخلل الاساسي بالنسبة للحزب الشيوعي العراقي هو انه من جهة يدعي بانه حزب شيوعي وحامل اسم الشيوعية ومن جهة اخرى ومن الناحية السياسية العملية هو ملحق للعملية السياسية وتيارات الاسلام السياسي والقومية العربية. انه لا يريد ولا يمكنه ان يفصل نفسه عن هذه التيارات السائدة في ميدان السياسة العملية ولم يطرح بديل طبقي يتطابق مع اسم الشيوعية. ان هذا التناقض تحس به الجماهير. فالجماهير تشخص مكانة الاحزاب الواقعية في الخارطة السياسية في المجتمع وتحكم عليها حسب الموقع العملي الذي تشغله في الحياة السياسية العملية وليست بالاسم والشعارات التي تدعيها.
المشكلة بالنسبة لهذا الحزب هي انه ليس حزب اشتراكي ولا يمثل امر تحرر العمال والمجتمع ككل. ان الحزب الشيوعي العراقي فصل نفسه عن طموحات الطبقة العاملة التحررية واختار ان يديم بالعمل السياسي في الفراغات السياسية التي تتركها له القوى والتيارات السياسية البرجوازية الرئيسية، ولم تتطابق سياساته مع ادعاءاته بانه حزب شيوعي.
ينار محمد: لكن يقول البعض بان عدم فوز الحزب الشيوعي العراقي سبب صدمة لليسار في المجتمع العراقي. ما هو موقفك انت من هذا الموضوع؟ هل نحزن تجاه خسارة قائمة "اتحاد الشعب"؟ ام ماذا؟
مؤيد احمد: ان انتكاسة الحزب الشيوعي العراقي ليست لها ربط بيسار المجتمع، الحزب الشيوعي العراقي بافعاله وممارساته عبر سنوات طويلة فصل نفسه عن الامال التحررية للجماهير. ان انتكاسته لا تترك تاثيرا على امر الشيوعية واليسار في العراق. مثلما ذكرت فيما سبق، انه حزب خارج اليسار وملحق للتيارات السياسية الاساسية والتجربة بينت هذا الامر. ولكن في الوقت نفسه فان كل انتكاسة للحزب الشيوعي تستغلها البرجوازية والقوى الرجعية في المجتمع ضد الشيوعية. وهذه هي حقيقة ايضا.
ينار محمد: اود ان افتح المحور الثاني. ما هي رؤيتك لطرح البدائل السياسية الموجودة في الساحة. انت تقف بالضد من الاسلاميزم والناسيوناليزم، والان هما البديلين الاقوى في الساحة وفي الحكومة ولا يزال الصراع دائر بينهما. كيف يكون كلامك للجماهير وزجها بالنضال الشيوعي العمالي في هذه اللحظة، اي في مرحلة ما بعد الانتخابات؟
مؤيد احمد: دخل هذا المجتمع طورا يلعب فيه الصراع السياسي دورا مهما ودخلت الجماهير، رغم انتكاستها ورغم سيطرة اوهام البرجوازية والتيارات البرجوازية المختلفة وخاصة التيارين الاساسيين على اذهانها، في طور سياسي اكثر تطورا، وبالتالي فتحت امام الشيوعية العمالية واليسار والحركة العمالية افاق وابواب بان يكون لها دورمؤثر وان يتدخل بشكل اكثر فعالية في مسار الاوضاع وفي مجريات الامور السياسية في هذا البلد.
واضح ان هذا المجتمع هو مجتمع طبقي مقسم الى طبقات، طبقتين اساسيتين، الطبقة الراسمالية والطبقة العاملة. ان البديلين الاساسيين المتصارعين على ترسيم الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية في هذا المجتمع، والتي بامكانهما في نهاية الامر حسم مصيره، هما البديل الراسمالي والبديل الاشتراكي. كما ان مسار تطور الصراعات السياسية والاجتماعية في هذا البلد يهيئ الارضية ويخلق الامكانية لان يجد البديل الطبقي العمالي الاشتراكي مقدمة مسرح الحياة السياسية واوليات المجتمع. غير ان هذا مجرد امكانية ولا يتحول الى واقع بدون تطور دور الشيوعية العمالية والحزب الشيوعي العمالي وتدخله الفعال.
لحد الان الاولوية بالنسبة للمجتمع هي الاولويات السياسية كما وان تحديد سمات هذه الاولويات باتت بايدي قوى الاسلاميزم والناسيوناليزم اذ هم الذين يتحكمون ويحاولون ان يرسموا الحياة السياسية في العراق. ان تحدي الشيوعية العمالية لهذه القوى وتفعيل دورها في ميدان الصراع على النظام السياسي وطابعه امر غاية في الاهمية في ظروف الازمة السياسية المتفاقمة الراهنة في العراق. ان الطبقة العاملة والجماهير المحرومة هي قوة اساسية ولكن تطوير نضالاتها السياسية بحاجة الى مداخلة احزاب الشيوعية العمالية ونضالها الفعال في صفوف الطبقة العاملة. الطبقة العاملة موجودة في كل العالم ولكنها مخنوقة ومضطهدة في غالبية البلدان بسبب ضعفها السياسي وبالمقابل انها استطاعت ان تؤثر على المسارات الاساسية السياسية في بعض المجتمعات الاخرى بدرجات متباينة. يمكن للطبقة العاملة في العراق وعن طريق نضال الشيوعية العمالية وحزبها كاداة بايديها ان يكون لها دور مهم في الساحة السياسية في العراق وتغير معادلات القوى. ان التجارب المأساوية للجماهير مع حكم قوى الناسيوناليزم والاسلاميزم وفشل هذين التيارين في تقديم طريق خروج المجتمع من المازق السياسي والاجتماعي والاقتصادي تضيف وتقوي من امكانية تطور الشيوعية العمالية كبديل.
ان الصراع السياسي دائر على جملة من القضايا الاساسية، من تحقيق الحرية بشكلها الشامل الى فصل الدين والقومية عن الدولة، وبناء دولة علمانية وغير قومية والى مطالب الجماهير في حياة افضل. وغيرها هي جملة من المسائل اليومية الاساسية التي لا تستطيع تلك اليتارت ايجاد حلول لها فعلينا التواجد في قلب كل هذه المفاصل الاساسية للصراع السياسي الدائر.
ينار محمد: كمناضل ماركسي وكقيادي شيوعي عمالي ماذا يكون النهج لتفعيل وتطوير نضال الطبقة العاملة والطاقات العمالية الموجودة في المجتمع في هذا الصراع السياسي الدائر؟ كيف ترى مكانة الشيوعية العمالية في مجمل هذا الصراع؟
مؤيد أحمد: تسعى التيارات البرجوازية اعطاء انطباع للمجتمع بان الطبقة العاملة وبديلها التحرري الشيوعي والاشتراكي هم في تراجع ولم تعد بامكانها لعب دور في الحياة السياسية للمجتمع. تغرس البرجوازية العالمية والمحلية، ومن خلال صرف مليارات من الدولارات على الاعلام وصناعة "الفكر"، الوهم عند الجماهير بانه من غير الممكن التفكير بتجاوز الوضع الموجود اي تجاوزسيطرة وحكم القوى البرجوازية وتياراتها الليبرالية والقومية والاسلامية..ألخ، وآفاق البرجوازية الاقتصادية الليبرالية واقتصاد السوق الحر ونظام العمل الماجور وغيرها. ان البرجوزاية تخلق الوهم باستمرار بان الطبقة العاملة والشيوعية لا تستطيع ان ترفع قامتها من جديد. هذا، في الوقت الذي لم يكن تاريخ الراسمالية العالمية غير تاريخ الاستعباد والحروب ولم تكن تجارب القوميين والاسلاميين في العراق غير تجارب دموية فاشلة. الحقيقة هي غير ما تدعيها البرجوازية.
من المعلوم ان البرجوازية العالمية تحافظ على هذا النظام الراسمالي وتعيد انتاجه لا بسبب رقيه الاقتصادي على النمط الاشتركي، بل بقوة العسكر، الحروب، والماسي التي تخلقها، وبقوة تشويه الحقائق ونشر الخرافات. لو نظرنا الى تاريخ الراسمالية والكيفية التي تعيد بها انتاجها نرى بانها باقية بحكم كل تلك الحروب والماسي التي فرضتها على البشرية، نشر كل تلك الخرافات والافكار الرجعية وبحكم تقوية المد الرجعي الديني في مختلف مناطق العالم وخاصة في الشرق الاوسط بوجه الحركة التحررية للشيوعية واليسار والطبقة العاملة، وبحكم دفع الدول لمئات ومئات المليارات من الدولارات للبنوك لمنع سقوطها وعلى حساب تشديد البؤس الاقتصادي على الجماهير. ان هذا النظام يعيد انتاجه بفعل كل تلك الوسائل وليس بسبب ما يروجون برقيها كنمط اقتصادي على الاشتراكية. انه ثقل على كاهل البشرية المعاصرة.
قوى التغييرالاساسية في العراق، بالرغم من مساعي التيارات السياسية البرجوازية لاخفائها، هي قوى الطبقة العاملة والجماهير التحررية من النساء والشبيبة والمحرومين. غير ان تفعيل هذه القوى وتحويلها الى قوة سياسية حاسمة في المجتمع لا يتحقق بسهولة وبشكل اوتوماتيكي، ان هذا التحول يحتاج قبل كل شئ الى حزب سياسي شيوعي عمالي تكون لديه سياسات وستراتيجية مؤثرة وفعالة ويكون منخرط بحزم في نضالات الطبقة العاملة والجماهير اليومية وفي كل مرحلة من مراحل تطوير نضال العمال الطبقي وخاصة في مراحل الازمة والانعطافات السياسية التي فيها يستقطب المجتمع حول قضايا سياسية اساسية مثل الاوضاع الراهنة. الانخراط في النضال الاقتصادي اليومي للعمال والاعتراضات اليومية للجماهير غير كاف لان العمل السياسي الحاسم هو تطوير نضال العمال الى نضال طبقي مؤثر في ميدان السياسة والصراع على السلطة.
الكل يعرف بان العراق يمر حاليا بمرحلة سياسية متازمة وهناك في هذه المنطقة عدد من الدول اوضاعها سياسية حساسة ومتازمة بدرجات متباينة، دول مثل ايران ومصر او حتى تركيا... وغيرها. باستطاعة الشيوعية ان تتطور بسرعة فيها اذا عرفت كيف تلعب دورا مؤثرا في الحياة السياسية في البلاد. ففي العراق الصراع السياسي بين مختلف التيارات السياسية القومية والاسلامية يجري في اشد اشكاله والصراع على مصير المجتمع يجري بكامل قوته ان التحدي امام الشيوعية العمالية وقطب اليسار هو الدخول في هذا الميدان ولعب دور مؤثر في حسم مجمل هذا الصراع. نحن لا نحتاج الى حلقات وسطية لتحقيق هذا الامر علينا ولوج الميدان بالراية الشيوعية. هذا هو بشكل عام نهجنا في زج الطاقات العمالية.
ان الامكانية موجودة والاوضاع تتطلب تدخل الطبقة العاملة والجماهير التحررية والشيوعية، ليس هذا فقط، بل ان طريق الخروج من المازق الحالي مسدود على ايدي القوى القومية والاسلامية. اذا تنظرون الى وضع المنطقة والعراق، لا يستطيع احد ان يطمئن بان هذه الاوضاع ستبقى هكذا لمدة طويلة، اذ ان احتمالات انزلاقها نحو المزيد من الماسي واردة، وفرض الدكتاتورية صارخة واردة، طبعا في عملية معقدة. ان الطبقة العاملة والجماهير والحركة الشيوعية العمالية وحزبنا تواجه تحديات كبيرة في خضم هذه الاوضاع.
ينار محمد: كلامك على غياب التمثيل العمالي والشيوعي في الانتخابات، الانتخابات ولو انها ليست بشئ مهم، ولكنها تظهر توازن القوى وهي مثل ما ناخذ مقطع من الصراع السياسي الدائر يبين المكونات السياسية في هذا المجتمع، من هو القوي ومن هو الضعيف. بناءا على كلامك ان هذه الانتخابات لم يكن فيها اي ممثل للعمال والتحررين، اي ممثل للشيوعية. جيد، الشئ الذي يستنتج بضرورة وجود هذا العامل في الفترة القادمة اذا توفرت الظروف الملائمة.
انا انقلك من هنا الى اننا كحزب اي الشيوعية العمالية، هل ان بناء حكومة علمانية وغير قومية لا يزال يشكل هدف سياسي مرحلي، او انه لا يكفي في هذه اللحظة؟. هل ان هذا الهدف السياسي المرحلي لا يزال هو نفسه بناء دولة علمانية وغير قومية؟.
مؤيد احمد: هذا الهدف السياسي باق في مكانه اذ في احد لحظات تطورنا السياسي يجب ان تنحسم امر علمانية وغير قومية الدولة يجب ان تكون الدولة علمانية وغير قومية. ولكن بالرغم من ذلك، وفي الوقت نفسه، علينا رؤية هذا الهدف وانجازه في الحركة وليس كشئ جامد وستاتيك . ليس في بناء دولة علمانية وغير قومية اي شئ اشتراكي، انه مهمة برجوازية بالاساس ولكن لم تستطيع البرجوازية في العراق انجازها لحد الان. فقيامنا بتحقيق تلك المهة كاشتراكين وشيوعيين لا يغير من طابع المهمة التاريخي والطبقي، ان تحقيقه بات ضرورة بالنسبة لنا ليس كهدف في ذاته بل كشرط للتقدم نحو تحقيق الاشتراكية، نحو تحقيق الحرية والمساواة الكاملة للانسان. كان من المفروض ان تكون الدولة البرجوزاية والنظام السياسي البرجوازي في العراق علمانية ولكن بسبب كون ثورة برجوازية بالمعنى الكلاسيكي للكلمة لم تحدث في العراق فان كثير من المهام التي كانت من المفروض ان تنجزها ثورة كهذه انتقلت الى الحركة العمالية والشيوعية بما فيها ارساء دولة علمانية وغير قومية ومهمة تحقيق المواطنة المتساوية وغيرها.
النقطة الاساسية هي اننا كشيوعين عماليين وكحزب نخوض نضالنا الشيوعي في بلد معين، وفي فترة تاريخة معينة، وضمن معادلات قوى سياسية معينة. ففي العراق هناك جملة من القضايا السياسية والاجتماعية التي هي معضلات واقعية وبحاجة الى الحل، مثلا: علمانية وغير قومية الدولة وبناء الدولة على اساس المواطنة المتساوية، قضية تحرر المراة ومساواتها بالرجل، حل انساني وعادل للمسالة القومية الكردية، الغاء التمييز والظلم القومي على الاقليات القومية، تثبيت الحرية السياسية غير المقيدة وغير المشروطة، حرية التعبير والنقد وحرية التنظيم والاعتراض... وغيرها.
عندما نحن الشيوعيون العماليون نريد ان نقوي ونطور الصراع السياسي الاشتراكي في هذا البلد نرى بان هذا النضال يتقدم في في اطار وضع سياسي معين وفي طور معين من التطور السياسي في هذا المجتمع. نرى بانه ليس فقط الطبقة العاملة والاشتراكيين واليسار تدعو الى العلمانية والمواطنة المتساوية بل قطاعات واسعة من الجماهير من مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية تدعو الى ذلك وتتطلع الى ان تكون الدولة غير قومية وعلمانية ومبنية على اساس المواطنة فاذا اننا امام مهمة سياسية ذات طابع جماهيري واسع.
النضال الاشتراكي والنضال السياسي الاني لتحقيق جملة من المسائل السياسية والاجتماعية العالقة تجريان في ان واحد. كانت نظرية المراحل السائدة سابقا في اوساط اليسار تقول باننا علينا انجازالثورة الديمقراطية البرجوازية اولا ومن ثم التحرك نحو تحقيق الهدف النهائي الاشتراكي. ولكن بالنسبة لنا لدينا شعار سياسي واجتماعي وهو حرية، مساواة، حكومة عمالية. هذه الاهداف السياسية والاجتماعية وهذا الشعار هو في الوقت نفسه هدفنا الاني وان تحقيقها يعتمد على توازن القوى الطبقي العمالي والعامل الذاتي للثورة الشيوعية. اذا العامل الذاتي للثورة الشيوعية توفر بشكل من الاشكال كي نؤسس حكومة عمالية فنحن نقدم عليها كي ننجز الحرية والمساواة. ولكن وفي الوقت نفسه وفي مسار نضالنا فاننا نرى بانه وفي خضم الصراع السياسي في هذا المجتمع، توجد هناك قضايا اجتماعية معينة، توجد قضايا سياسية غير محلولة داخل هذا المجتمع. مثلما اشرت اليه ففي كل هذه الميادين علينا نحن كشيوعيين عماليين ان نكون مقدامين وحازمين على تحقيق هذه المطالب.
ينار محمد: ما هي القوى الاجتماعية التي تندمج بهذا الصف، والا هي فقط مهمة الشيوعيين، كيف تتعامل مع المجتمع وامامك ما يقارب 30 مليون انسان؟
مؤيد احمد: ان التاكيد على الطبقة العاملة والشيوعية العمالية كحركة هي لكونها الوحيدة في ميدان تحقيق الاشتراكية، انها وحدها تستطيع ان تكون بمثابة البديل لحكم الطبقة السائدة اقتصاديا اي البرجوازية، ولكن وفي مسار تحرير نفسها كطبقة لا تستطيع ان تحرر نفسها الا اذا حررت المجتمع ككل. هذه مقولة ماركسية وهي حقيقة في وقائع العمل ايضا. اننا كجزء من النضال التحرري داخل هذا المجتمع، جزء من النضال التحرري لجميع المظلومين والمتطلعين الى الحرية والانسانية والرفاهية، جزء من النضال التحرري النسوي والشبابي وجميع محبي العدالة. هذه هي قوة اجتماعية كبيرة جدا.
ينار محمد: اذا نتحدث عن موضوع يخيم على العراق ما نقدر ان نتجاوزه ، بعد ايام قليلة سوف ندخل بالسنة السابعة للاحتلال. توجد اناس تقر بمشروعية المقاومة ضد الاحتلال، وانواع المقاومة. ممكن ان تعطينا انطباعاتك على مقولة مشروعية المقاومة؟
مؤيد احمد: سؤال جيد شكرا. باعتقادي نحن كشيوعيين عماليين لسنا مع التفسيرات القديمة الكلاسيكية التي تقول بانه كلما يكون هناك احتلال وظلم قومي، كلما تكون حركة المقاومة وهناك حركة مقاومة علينا كشيوعيين ان نتدخل فيها.
ان رجعية حركات المقاومة البرجوازية ليست في العراق بل في كثير من بلدان العالم باتت تشكل احد سمات الوضع الراهن. لقد كانت هناك مفاهيم في زمن لينين تقول بان هناك ركنين للحركة الشيوعية العالمية، الحركة التحررية الاشتراكية للطبقة العاملة في الغرب والحركة التحررية القومية في الشرق. ارى بان ذلك قد تغير الان.
لا يمكننا ان نقر بان كل مقاومة ضد الاحتلال هي تقدمية وبشكل اتوماتيكي. ليس الامر كذلك، على العكس، قسم من الذين يتبنون المقاومة هم المجرمين، يرتكبون الجرائم. فهذا من جهة ولكن من جهة اخرى وبالرغم من اننا نحبذ ام لا فان الاحتلال يخلق حالة الاعتراض والمقاومة باشكال مختلفة للاحتلال. هناك في الواقع اقسام مختلفة من الناس تقاوم الاحتلال وتكره الاحتلال وكان هناك اعتراض شعبي واسع ضدها باستمرار، علينا نحن كشيوعيين ان يكون لنا بديلنا في هذا الميدان. ان بديلنا هو من منطلق الطبقة العاملة وامر تحررها الاجتماعي، من منطلق تقوية صف الاعتراض التحرري في المجتمع وكسب الاقتدار السياسي للحزب والحركة الشيوعية العمالية، فان ضرورة تحررها الاشتراكي تملي علينا خوض النضال في هذا الميدان من جهة ومن جهة اخرى تملي عليها الوقوف بحزم ضد الاسلاميزم والناسيوناليزم المتغذين على وجود الاحتلال.
المقاومة في العراق ومنذ البداية تحولت في قسم كبير منها الى ايدي الاسلاميين البن لادنيين والقوميين العرب وبقايا البعثيين، او الى تيارات الاسلام السياسي الشيعي من امثال الصدريين، اي الى حركة مقاومة رجعية بجرائمها وتفجيراتها لقتل الناس الابرياء وبامتداداتها الاقليمية. كان من الصعب ومنذ البداية ان تغير هذا المسار، بسبب الاستقطاب السياسي الشديد للمجتمع واخرى عوامل ذاتية مرتبطة بالشيوعية العمالية نفسها. وبفعل جملة من مسائل اخرى لسنا بحاجة الى التطرق لها.
على كل حال، علينا ان نميز بين كون الاحتلال لا يعطي الشرعية لكل مقاومة وفي الوقت نفسه ان الاعتراض الشعبي على الاحتلال حالة واقعية لا يمكن تجاوزها على الشيوعيين ان يكون لهم بديل سياسي خاص بهم لها. الدنيا متغيرة والعالم متغير والاستقطاب السياسي عميق وواسع جدا في العراق وكثير من مناطق العالم التي تحدث فيه هذا النوع من الحركات.
اريد التاكيد على اولا ان الاعتراض الشعبي العام ضد الاحتلال شئ موضوعي وليس من صنعنا وبالتالي يجب ان يكون لدينا سياسة واضحة تجاهها. ولكن في الوقت نفسه نقف بحزم ضد رجعية المقاومة الاسلامية والقومية العروبية للبعثيين. ومن على شاكلتهم في العراق.
ينار محمد: ولو انا اخذ الحوار الى مكان اخر ولا اعرف مدى متابعة الجمهور لمقابلة مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان في "قناة العربية" الفضائية. مبين بانه كان مرتاح من نتائج الانتخابات وكان يقول بان الشيعية تمثلوا، السنة تمثلوا، الاكراد تمثلوا وبالتالي توجد الديمقراطية في العراق. ما كان عنده اليسار ولا اليمين او الوسط ولا حتى رؤية سياسية. نحب نسمع منك تعليق سريع على هذا، هل كان هذا موقف اليمين السياسي في العراق وما هو جوابك على هذا الموضوع؟.
مؤيد احمد: رايت المقابلة انه كان يتحدث من موقف قومي. انه لم ير في ذلك مشكلة، اي في ان يكون العراق مقسم على اساس طائفي سني وشيعي، وقومي ولم يهمه مسالة غياب اسس المواطنة في تركيبة الدولة. انه كان يعتبر هذا التقسيم هو الامر الواقع والانتخابات عكست هذا الواقع.
الحقيقة هي ان هذه التقسيمات وبالشكل الذي يتحدث عنها مسعود البارزاني ليس بالامر الواقع الا بسبب سياسات وافعال امثاله من القوميين والطائفيين وسعيهم السياسي لاعادة انتاجه. هذا وانه لم يستطع في مقابلته ان يخرج من اطار الافق القومي الكردي وبالتالي استهدف القوميين الاكراد في كوردستان بدل مخاطبة جماهير كوردستان والعراق والجمهور خارج العراق. انه كقومي وقيادي في الحركة القومية الكردية "كوردايتي" لا يمكنه الدفاع عن مصالح الجماهير لا في العراق ولا في كوردستان ايضا لان همه الاول هو ادامة حكمه على الجماهير في كوردستان. وبالتالي بين بانه لم يكن لديه رؤية سياسية مدنية. من الواضح ان سياساته ونمط حكمه وستراتيجيته هي في خانة يمين المجتمع ولا يربطه شئ بالتقدمية السياسية. طبعا المسالة الكوردية وطريق حلها موضوع اخر، ولكن حتى في هذا الميدان لم يكن ينطلق من ايجاد حل عادل وانساني وجذري لهذه القضية بل كانت منطلقاته يمينة لكونه دافع عن الوضع القائم واعتبره امرا واقعا لا يمكن تغيره وهذا طبعا يخدم مصالحه كتيار سياسي قومي حاكم في كوردستان.
ينار محمد: طالما انت بصدد هذا الموضوع، الان توجد ازمة في تشكيل الحكومة، حتى مسعود البارزاني تحدث عن هذا الموضوع، تحدث عن حكومة التحالفات والمشاركة. هل عندنا كلام حول هذا الموضوع؟
مؤيد احمد: ان تيارات الاسلام السياسي والقومي في ازمة الان، وبالاساس ازمة تشكيل الدولة البرجوازية في العراق، وليست ازمة تشكيل الحكومة فقط. لا توجد قوة وتيار بورجوازي قوي كفاية لان تشكل دولة برجوازية مستقرة في العراق بوحدها. لقد اعطت امريكا والدول المتحالفة معها امر تشكيل الدولة في العراق الى التيار القومي العربي والاسلام السياسي الشيعي والسني وفي كوردستان الى التيار القومي الكردي. فالقوى والاحزاب والكتل السياسية التي تنتمي الى هذه التيارات هي التي وفي التحليل الاخير ستاخذ زمام الامور بايديها في البرلمان والحكومة المقبلة. مثلما اشرت اليه، الازمة متشددة اكثر من السابق ودخل عامل اخر، عامل سياسي مرتبط بالجماهير، عامل عزوف الجماهير عن الاسلاميزم وسط هذا الواقع المتازم. هناك تصدع واوجد عزوف الجماهير عن الاسلاميزم والطائفية مشاكل جديدة للتيارات السائدة اذ يتحدثون الان عن حكومة المشاركة اي نفس حكومة المحاصصة تحت اسم اخر. ففي الوقت نفسه هناك احتمالات انزلاق الاوضاع الى منزلق الحرب والصراعات الدموية بينهم. الوضع الحالي يبين مدى وسعة وشدة الصراعات الموجودة في معسكر البرجوازية القومية والاسلامية ولكنها مشتركة في كون صراعهم هو حول غنمية بترو دولة البرجوازية التي هم بصدد انشائها وترسيخها.
ينار محمد: موقف الحزب من الانتخابات، بالبداية كانت توجد توجه في المشاركة وفيما بعد العزوف عن المشاركة والمقاطعة. لماذا؟
مؤيد احمد: نشرنا في الحزب مواقفنا في البيانات والمقابلات والمقالات ووضحنا السياستين، المشاركة ومن ثم المقاطعة. باعتقادي كانت السياستين صحيحتين.
من المعلوم اننا لسنا من المتوهمين بالبرلمانية والبرلمانات البرجوازية عموما وكان هذا واضحا في موقف الحزب والقيادة. منطلق قرارنا على المشاركة هو الاستفادة من الانتخابات كفرصة سياسية لنا، كحزب شيوعي عمالي، اولا للدعاية لمجموعة من المطالب الملحة للجماهير كي تكون محور اصلاحات في حياتها، وثانيا، الاستفادة من الفرصة لتقوية الاعتراض التحرري للطبقة العاملة والجماهير والتفاف الجماهير حول الحزب وسياساته. ولكن عندما فرضوا قانون الانتخابات الجائر سد طريق الاستفادة من هذه الفرصة بالنسبة للحزب.
لقد قلنا بشكل صريح وواضح في حينه انه اذا استمروا العمل بهذا القانون سيكون لنا موقف اخر وهذا ما قمنا به اي اعلننا عن مقاطعتنا للانتخابات.
لو كانت هناك فرصة سياسية حقيقية لكانت من الاحسن المشاركة في الانتخابات ولكن كما يتبين الان اكثر من ذي قبل بان هذه التيارات والقوى اصرت وتصر على فرض هذا القانون كي يخدم اعاة انتاج نفس الوضعية. فهذا لا يعني ان هناك تغيير ستراتيجي في سياسات الحزب. نحن اناس عمليين سياسين ومسالة المشاركة او المقاطعة في الانتخابات تعتمد على تقييمنا للاوضاع المحددة، وهي مسالة تاكتيكية صرفة لا تقبل قوالب جاهزة.
ينار محمد: هل لا يشكل الغياب في الانتخابات مشكلة يعني عدم المشاركة معناها عدم التواجد في الصراع السياسي الدائر وعدم طرح نفسك للجماهير؟.
مؤيد احمد: ليس بالضرورة ان تكون كذلك. الصراع السياسي مستمر في اعماق المجتمع اساسا. دعي جانبا التزويرات والصراعات على كل صغيرة وكبيرة كي ينفذوا الانتخابات وفق منطق ومصالح التيارات المتسلطة، فان هذه الانتخابات وتحديدا منذ ان بداوا بفرض القانون قد خرج من ان توفر فرصة سياسية لليسار او على الاقل بالنسبة لنا كحزب. يتوضح الان اكثر مما سبق بان الجماهير مستاءة ونصف الناخبين او اكثر قاطعوا الانتخابات والنصف الاخر شاركوا بطريقة عكست العزوف عن الاسلام السياسي. على كل حال، نستطيع ان نعوض عن اية خسارة، اذا كان بالامكان تسميتها بالخسارة، بلعب دور مؤثر على صعيد الصراعات السياسية والاجتماعية الجارية خارج عملية الانتخابات وقاعات البرلمان وهذا هو مكان نضالنا الاساسي.
ينار محمد: نود ان نسمع منك الكلمة الاخيرة هو حول التحديات التي امام الشيوعية العمالية في المرحلة الراهنة كي تكون الجواب على هذه الاسئلة كلها.
مؤيد احمد: تحديات كثيرة امامنا، اشرت الى المحاور الاساسية. ولكن قبل كل شئ المهم هو ان يكون لنا القناعة والاصرار على اننا بوسعنا تغيير معادلات القوى السياسية اذا عملنا بشكل فعال. نحن لدينا هذه القناعة وهذا الاصرار.
تحديات متعددة، سياسية وتنظيمية وكذلك تحديات في ميدان النضالات الفكرية. علينا شن نضال فكري ماركسي حاد ومثمر بوجه التقاليد السياسية التي تعيق نهوض حركة انتقادية عملية شيوعية عمالية ضد الوضع القائم باكمله.
علينا تطوير نضال الطبقة العاملة والجماهير الى نضال مؤثر وفعال من خلال مواجهة التيارات الاصلية القومية والاسلامية على طابع النظام السياسي في العراق وعلى تحقيق الحريات والحقوق المدنية والفردية وفرض التراجع عليها. علينا فضح ماهية الطبقية البرجوازية لهذه التيارات للجماهير والعمل على فك الارتباط السياسي بين هذه القوى والجماهير المخدوعة بها. اما على الصعيد التنظيمي اننا بحاجة الى تطوير اداتنا الحزبية وادوات تأثيرنا الاجتماعي بشكل تكون لنا المرونة النضالية والقابلية التنظيمية بان نتواجد و نؤثر على مسار النضال السياسي والاقتصادي الجاري في هذا المجتمع. علينا تبيان طريق الخروج الواقعي من الاوضاع الحالية وتكون لنا خطط في مقابلة احتمالات تطور الاوضاع. فبالاضافة الى ذلك علينا توفير صف عريض من قيادة وكوادر فعالة ومتدخلة وسياسيا معروفة ومؤثرة على النضالات التحررية الدائرة في المجتمع.



#مؤيد_احمد (هاشتاغ)       Muayad_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة جريدة الى الامام مع مؤيد احمد حول اقصاء المرشحين و ال ...
- انتخابات آذار 2010 سيناريو البدائل البرجوازية الاسلامية والق ...
- عقوبة الاعدام جريمة ترتكبها السلطات، يجب منع والغاء هذه العق ...
- القرار الوزاري بنقل فلاح علوان والقادة العماليين الأخرين، اج ...
- من مهامنا ايضا، افشال مؤامرة النظام الاسلامي في ايران ضد معا ...
- حول مشاركة ومن ثم مقاطعة الحزب للانتخابات
- مشاركة الحزب في الانتخابات في العراق وموقفنا من قانون الانتخ ...
- حوار مع مؤيد احمد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي ا ...
- الانتخابات التشريعية في العراق وضرورة مشاركة الحزب فيها
- موجة الاعتراضات الاخيرة في ايران، الشعبوية وضرورة التغلب على ...
- الانتخابات في كوردستان العراق و التحولات السياسية الراهنة دا ...
- نص بحث مؤيد احمد المقدم في الاجتماع الموسع الثاني والعشرين ل ...
- كلمة مؤيد احمد في اجتماع عام للناشطين الاشتراكيين والعلمانيي ...
- حوار مع مؤيد احمد حول انتخابات مجالس المحافظات اجرته جريدة ” ...
- حوار مع مؤيد احمد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي ا ...
- الابادة الجماعية للفلسطينين في غزة وجه الفاشية لدولة اسرائيل
- ازمة الرأسمال وليس البنوك فقط ...انهيار ايديولوجيا نيو ليبرا ...
- على هامش التطورات الاخيرة في الوضع السياسي في العراق ومسالة ...
- موجة إضرابات و تظاهرات العمال الجديدة في العراق نقطة تحول جد ...
- تحرر ومساواة المرأة في العراق آفاق وتحديات


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مؤيد احمد - ِندوة سياسية لمؤيد احمد في بغداد في شكل حوار اجرته معه ينار محمد