أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - فتنة المسلمين















المزيد.....

فتنة المسلمين


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2961 - 2010 / 3 / 31 - 20:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنا مش عارف كيف شيوخ الإسلام بهتموا بعلامات الساعة وبحذروا منها وهي ليست إلا علامات التمدن والتحضر والعصرنة والمعاصرة , فكلما رأوا امرأة جميلة قالوا : هذه والله لأشدُ من فتنة الدجال , وكلما قرأوا لكاتبة أو كلما شاهدوا ممثلة قالوا : هذه من علامات الساعة , ودائماً كلما أدخلُ بنقاشات مع الاصحاب والأصدقاء أو مع المعارف دائماً ما تنتهي وجهات نظر الطرف الآخر بأن يطلق على أفكاري كلمة فتنة أو (آخر الزمان) أو هذه علامة من علامات الساعة , وكلما شاهد المسلمون فتحاً علمياً جديداً على يد الغرب يقولون : خلص هذه الساعة اقتربت ويوم الحساب قد جاء .

إن كل العلامات التي تحدث فيها الرسول عن قيام الساعة ما هي بقيام ساعة على الإطلاق وإنما هي علامات حدوث المدنية وكان يقصد الرسول الوقوف في وجه المجتمع المدني في المستقبل من أجل أن يحافظ على مكانة الإسلام وهيبة وذلك لعلمه من أن الأحوال تتغير وتتبدل على مر العصور ويظهر ذلك من خلال هذه الإشارات المذكورة في الحديث النبوي الشريف : إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: إذا كان المغنم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما، وأطاع الرجل زوجته، وعقّ أمه، وبرّ صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وشرب الخمر، ولبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أوخسفا و مسخا.

وهنا لا يريد الرسول الكريم من الرجل أن يطيع زوجته ويحذر من طاعة الرجال للنساء ,فكيف إذاً سيساوي الرجل المسلم بينه وبين زوجته ؟أو بين أبناءه ؟؟؟!!!.

ومن ثم يقول الرسول الجنة تحت أقدام الأمهات , فكيف سيطيع الولد أمه ويحترمها إذا كان أبوه لا يطيعها كزوجة ؟ فهذا تناقض كبير , فاحترام المرأة بابٌ من أبواب دخولنا للمجتمعات المدنية .

وكذلك زعيم القوم أرذلهم : واليوم الناس في مجتمعات مدنية وكلنا عمال ومستخدمون ولا يوجد بيننا (لحى ممشطة) كما يقولون واحترام العامل واجب وكذلك احترام الشعب والعوام من الناس والحق الدستوري والقانوني يعطي أي عامل فرصة النزول للانتخابات وتزعم الأمة فهذا المجتمع المدني الحديث هو مجتمع العوام وليس مجتمع الزعماء والخلفاء , وكذلك القيان والعزف والموسيقى والطرب والفن كل تلك الأمور من الأمور المحببة للنفس , وكذلك شرب الخمر فشرب الخمر لا يمكن في هذه الأيام إلا أن نعتبره حرية شخصية علماً أنني لا أشرب الخمر ولكن ما المانع من شربها بقلة .


ويرى بعض الخبراء ممن كتبوا في هذا المجال : أنه لا بد من أن تقوم الساعة وما هذه العلامات إلا إرادة الله التي تعلو فوق كل إرادة , وترى بعض المذاهب أن كثرة الفتن والأمراض الاجتماعية وانتشار الفساد هو الذي سيعجل بقيام الساعة وإذا لم يحدث الفسادُ في البر وفي البحر فإن الساعة لن تقوم أبدا من أجل أن يدخل الصالحون الجنة والمفسدون أو الأشرار النار , لذلك كان يظهر على فترات من التاريخ أشخاص يحبون الفساد من أجل أن يقيم الله الساعة أي يوم القيامة ويرتاح الجميع من العذاب فيدخل في الجنة من يدخل ويدخلُ في النار من يدخل , وهذا الكلام كله من ناحية علمية لا يمكن أن نعتبره علامة من علامات الساعة بل مدنية وتطوراً , ولقد سمعتُ عدة مرات الشيوخ وهم يتحدثون عن النساء في الشوارع وهن عرايا أو وهن غير لابسات ألبسة محتشمة سمعتهم يقولون : أن هذه علامة من علامات الساعة , وكذلك خروج البنت والولد من البيت دون إذن ولي الأمر , ولا أظن أن هذه الإشارات فتن كما يسميها المسلمون بل هي علامة من علامات المدنية الحديثة واستمع كثيراً لأحاديث الشيوخ وهم يتحدثون عن قيام الساعة أو علامات قيام الساعة , وأدهش وأنبسط من تلك العلامات لأنها علامات دخولنا إلى المجتمع المدني , أما الشيوخ الأفاضل بحور العلوم فيعتبرونها علامات لدخول الساعة التي لا ريب فيها , والتي أظن أنها مقاييس خاطئة إذ أنها ليست علامة من علامات الساعة بل علامة من علامات المجتمع المدني الحديث , كثرة الفتن: للحديث: "يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا"وتبديل الإنسان لدينه ليس كفراً وإنما حرية في التعبير والرأي وإذا أخذت بالاعتبار توجهات المسلمين الفكرية والاقتصادية فإنني سأعتبرها مدنية وتحضراً أن يكون المجتمع الإسلامي مجتمعاً متنوعاً في أسلوبه وحياته وأنماط التفكير , والأسرة السعيدة اليوم والطبيعية هي التي تجدُ فيها من كل الأطياف والمشارب والاتجاهات الفكرية وإذا قبلنا بعضنا البعض في أسرة متعددة فهذا معناه أننا سنتقبل الآخرين في مجتمعنا مهما كانت معتقداتهم وأفكارهم ودياناتهم , فالناس أحرار في دينهم من أراد الكنيسة فهذه هي ومن أراد المسجد فهذا هو ومن أراد الهيكل فهذا هو , ومن لايريد شيئاً فهو حر فيما يؤمن به.

وقال آخرون من علامات اشرط الساعة : أن تخرج المرأة من بيت أبيها دون أن يسألها أبوها إلى أين ذاهبة : "لا تقوم الساعة حتى توجد المرأة نهارا تُنكح وسط الطريق لا ينكر ذلك أحد فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول: لو نحيتها عن الطريق قليل، فذلك فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم" وهذا إن دل على شيء فإنما يدلُ على كبت الحريات العامة وعدم السماح للبنت بأن تستمتع بشبابها جنسياً وعاطفياً مع من تحب , وهذه نظرة فيها كثير من التجني على الحقوق المدنية والشرعية للإنسان .

وكذلك جاء في الحديث : وأن تلد الأمة ربتها , وأن تشرق الشمس من المغرب , وظهور الأعور الدجال , وجفاف بحيرة طبريا , وسمعتُ أيضاً من بعض الناس قولهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال لهم : أنه في آخر الزمان سيخرج للناس أشياء من الخشب تتكلم , وقرأتُ مرة انتقاداً من الشيخ (رشيد رضا) سنة 1930م عن التلفزيون الذي تكلم عنه وهو يقول هذا مصنوع حديث من الخشب ويتكلم طبعاً وهو مستغربٌ منه ومن وجوده .

و يقول المفكر (لبيب طاهر) في كتابه(علاقة المشروع الديمقراطي بالمجتمع المدني)الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية لعام 1992م , يقول بما معناه أن نظرة المفكرين العرب اختلفت وتباعدت وتباينت في تحديد مفهومهم للمجتمع المدني وذلك من منطلق نقد بعض المثقفين للثورة الفرنسية التي اعتبروها فتنة .

إن علامات الساعة التي تحدث عنها الحديث النبوي ما هي إلا الثورة الفرنسية جملة وتفصيلا ورفضها ومقاومتها هو مقاومة للحضارة وللحريات ولحقوق الإنسان , كل علامات الساعة ما هي إلا علامات المجتمع المدني ومؤسسات المجتمع المدني الحديثة , فالخروج على الحاكم اليوم واجب ديمقراطي سواء أكان الحاكم عادلاً أم غير ذلك أو سواء أكان على حق أم على خطأ لأن الخروج على الحاكم واستبداله بحاكم آخر هو من باب فتح مجال المشاركة في الحكم للجميع كل على حسب قدراته وكفاءته .

أن المسلمين في بداية عصر النهضة في القاهرة كانوا ينظرون إلى الثورة الفرنسية على أساس أنها فتنة والعياذ بالله , خرجت فيها المرأة للحرية وللشارع العام وخرج فيها الولد البالغ سن الرشد إلى تحديد متطلبات وعدم الانصياع لدين الآباء والأجداد , وهذه مخاطر كبيرة اعتبرها المسلمون وما زالوا على أساس أنها فتنة تريد فتن المسلمين عن دينهم وردهم إلى الكفر ليدخلوا النار .

وهذه النظرة للمجتمع المدني ترافقت مع ما لاحظه لبيب طاهر سنة 1992م في كتابه الآنف الذكر ولا تقفُ المسألة عند هذا الحد بل أن التخلف بلغ ببعض الشيوخ أو بالغالبية منهم لاعتبار المرأة في سرير زوجها عاهرة أو مومس أو بعبارة أخرى قحبة إذا هي أبدت متعة في السرير مع زوجها , وشكا لي يوماً أحد الأصحاب قال : كانت زوجتي ملكة جمال ولكنها في السرير حيوانة دابة وكنتُ كلما طلبتُ منها الغنج والاستمتاع كانت تقول لي هذول القحبات هنه بس اللي بعملن هيك, وقلتُ لها ذات مرة : يا ريت تزوجت من وحده قحبه , وقال انفصلنا لهذه الأسباب , واعتبر المسلمون والمنظرون خروج المرأة للعمل فتنة وحرية ارتداء الملابس فتنة ,وحقها في فقدان بكارتها فتنة وشرب الخمر فتنة , والخروج لرؤية ومشاهدة السينما فتنة , وتعري المرأة فتنة , وخروج الأولاد البالغون سن الرشد عن دين آبائهم وأجدادهم فتنة , ودخول العرب المسلمين للمجتمع المدني أيضاً فتنة , وكتابة الرواية كأدب مكشوف فتنة , وأن نجد نوادي ليلية نسهرُ فيها تعتبرُ فتنة , ودخولنا في الأحزاب السياسية فتنة , وخروجنا على الحاكم بانتخابات نزيهة فتنة , وكله فتنه.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومات العربية ضد الشعوب العربية
- الاسلام من وجهة نظرأنثربولوجية
- امرأة من أهل النار
- -كلب العَربْ بسكُت من حاله-
- هل أنا كاتبٌ مأجور؟
- الاسلام هو الاعلام الأقوى في العالم
- الحاكم العادل
- الحاكم الفردي القمعي الجلاد المستبد العادل
- لو أن بني أمية انتصروا على الهاشميين
- ملح وسُكر
- إلى كل أم في عيد الأم1
- رجل من أهل النار
- المجتمع المدني الاسلامي
- بيته مقابل مسجد الأبرار
- الجيوش العربية1
- توقفوا عن بناء المساجد
- أنا غيور على الاسلام
- الطفل الذي ابتلع عشرة قروش
- الاسلام يُفرّق بين الأخ وأخيه
- الاسلام ضد كل شيء


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - فتنة المسلمين