أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فراس الغضبان الحمداني - انتشار انفلونزا الخنازير في وزارة الثقافة














المزيد.....

انتشار انفلونزا الخنازير في وزارة الثقافة


فراس الغضبان الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2950 - 2010 / 3 / 20 - 15:58
المحور: كتابات ساخرة
    


استبشرنا خيرا بسقوط النظام ، لان الأمر لا يتعلق بغياب أشخاص وظهور آخرين بدلا عنهم ، وإنما الأمل كان معقودا باستبدال ثقافة دكتاتورية بأخرى ديمقراطية ، وإدارة فاسدة بيروقراطية بأخرى تقودها النخب المثقفة ، ومديات عملها رعاية المبدعين والمفكرين ، وليس المزورين والمنافقين من مستبدلي الأقنعة حسب الظروف .

نقول ذلك استنادا على وقائع مريرة تمخضت عن مسيرة وزارة الثقافة منذ سقوط النظام حتى اليوم ، فأول الإمراض المزمنة التي أصيبت بها هي توزيع المناصب والمواقع من الوزير والوكلاء والمدراء ورؤساء الأقسام وربما حتى عمال الخدمة والحراس ، استنادا إلى المحاصصة المقيتة النقيض للكفاءة والنزاهة .

إما المرض الخطير الثاني هو وقوع المفاصل الإدارية لهذه الوزارة تحت مخالب الفساد ، فتحت ذريعة عودة موظفي وزارة الإعلام المنحلة إلى وظائفهم حدثت كارثة دمرت الوزارة وامتد دمارها ليشمل كل وزارات الدولة العراقية ، لان العناصرعادت بأوراق ومستمسكات مزورة و ملفقة ، وأن المئات منهم إذا لم نقل الآلاف لم يكونوا في الأصل موظفين في هذه الوزارة ، وحتى الذي قام بتزوير درجته الوظيفية وسنوات خدمته ، وأصبح يتولى المسؤولية ويتمتع بالامتيازات ولكن بطرق ملتوية وغير نزيهة .

إن جهل الإدارات العليا في هذه الوزارة وتواطئها سهل هذه العمليات الغير قانونية ، واستطاع عدد من المقامرين إن يحسن أوضاعه الوظيفية بالحصول على كتب رسمية من هذه الوزارة تمنحه سنوات خدمة طويلة بدون أساس قانوني .

كلنا يعلم بان بعض الصحف لم تكن مرتبطة بوزارة الإعلام أصلا وهي غير مشمولة بالضمان الاجتماعي ، أمثال الصحف الأسبوعية ، والعديد من الواجهات الإعلامية .

لكن الوزارة وبغياب دور المفتش العام وبجهل القيادات الإدارية منحت هؤلاء كتب تأييد إلى وزارات مختلفة ، والبعض منهم حصل على سنوات خدمة فيها تثير الشكوك لأنها لا تتطابق مع عمر الموظف وآخرين أقرت لهم الاعتراف بشهادة الدكتوراه وهي غير معترف بها من وزارة التعليم العالي في زمن صدام حسين ، فكيف اعترفت بها وزارة تسمي نفسها وزارة الثقافة .

هذا هو الوجه الأول لفساد هذه الوزارة التي تمنح رواتب لآلاف الموظفين ، ثلاثة أرباعهم موظفين يتقاضون رواتب مزدوجة من دوائر أخرى ، واغلبهم لا ينتظمون بدوام ولا يسألون عن إنتاجية .

إما الوجه الثاني للفساد فهو الشلل التام لمفاصل الثقافة العراقية ، باستثناء بعض المبادرات والفعاليات اليتيمة التي تقف ورائها شخصيات لها ضمير ثقافي ، إما مجمل العملية الثقافية والإبداعية فهي في تراجع خطير ، وبإمكان منظمة بسيطة من مؤسسات المجتمع المدني أو اتحاد محدود الإمكانيات مثل اتحاد الأدباء إن يقوم بنشاطات أكثر تأثيرا وفعالية في الوسط الثقافي وهذا ما يحدث بالفعل من خلال الاصبوحات الشعرية والقصية والفنية .

ياسادة ياكرام إن هذه الوزارة وللأسف الشديد تعتمد على بعض البهلوانات والحاشيات في المكاتب الخاصة ، وهي عاجزة تماما من اختراق الوسط الثقافي وإنقاذه من ثقافة العنف وترسبات الثقافة الشمولية والنزعات الطائفية ، وأصبحت هذه الوزارة اسم يعبر عن عنوانا ورقما بدون دلالة ولا وثقافة ولا وهوية ، وللأسف الشديد باتت وزارة غير سيادية .

إن هذه الوزارة يقودها أشخاص لم نجد في سياساتهم المحاصصية فراغا لتنصيب الجهلة ، وكان هذا الاختصاص طارئ على مجتمع لا قيمة له من ميزان الحضارة شيء يذكر .

فمتى سيدرك البرلمان القادم ومجلس الوزراء الجديد بان التغيير الحقيقي يجب إن يبدأ في مجال الثقافة وتكون معركتها الأولى تطهير وزارة الثقافة من الأميين وغير المثقفين وتحويل مواردها ومواقعها إلى المبدعين .

إننا اليوم على أبواب ثورة يقودها الأدباء والمفكرين والمثقفين والأكاديميين لمحاصرة مبنى الوزارة وإسقاطها وطرد المرتزقة منها وتنصيب وزير يشار إليه والى ثقافته بالبنان ومدراء لم يكونوا سماسرة في ثقافة النظام السابق .

إذن هي دعوة إلى الوزير القادم إن يفتح سجلات جميع موظفي وزارة الثقافة من السابقين واللاحقين وان يفتح تحقيقا موسعا لكل المراسلات التي تخص الشهادات الدراسية ومقدار الخدمة والدرجة الحزبية والدائرة التي نقل خدمته منها ، وكذلك فتح تحقيقا بجميع الذين ادعوا إنهم من المفصولين السياسيين ، فحتما سيرى إن انتشار أنفلونزا الخنازير ارحم من فعلة هؤلاء المحتالين والدجالين .

هل يتحقق هذا الحلم في الحكومة القادمة أم إننا سنقرر استبدال تسمية الثقافة إلى(القفاصة) .



#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الزعيم وصدام والفاسدين ضاعت مدينة الثورة
- الفضائيات اخطر سلاح في الازمات
- عرس واوية العراق
- الاعلام المستقل والسقوط في الفخ ..!
- دور الحكومة في فساد شركات الموبايل
- انتخابات شياطين العراق
- رحلة ذكريات ممتعة وحزينة مع حجي راضي وعبوسي
- ثورة الصحفيين اتية لدق معاقل الدجل
- لواحيك .. لواحيك
- انهم ينهبون الأموال تحت شعار دعم الإعلام العراقي
- نقابة الصحفيين العراقيين مطالبة بإصدار القائمة 456
- ارفعوا قبعاتكم لمنظمات المجتمع المدني الحقيقية
- شركات الموبايل تشتري ذمم الصحفيين
- منظمات المجتمع المدني في الميزان
- خدعة المفصولين السياسيين الايرانيين
- خيانة بغداد
- وزارة اعلام جديدة في العراق
- ادعموا هذه المنظمات
- الصحافة والاعلام وجرائم حرية التعبير ..!
- ايها العراقيون ان هذه الكتلة ستفوز في الانتخابات


المزيد.....




- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فراس الغضبان الحمداني - انتشار انفلونزا الخنازير في وزارة الثقافة