أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فراس الغضبان الحمداني - خيانة بغداد














المزيد.....

خيانة بغداد


فراس الغضبان الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2833 - 2009 / 11 / 18 - 15:14
المحور: كتابات ساخرة
    


كنا ومنذ العام الماضي نتباكى ونريد هطول المطر ، فقد يبست الانهار ومات الزرع وجف الضرع ، وغرقت مدن العراق بعواصف الغبار ، واختفى عزة الدوري الذي كان ينتظر هذه المناسبات ويختار يوما تتراكم فيه الغيوم ليعقد مع مريديه صلاة المطر ، وحين يهطل يرفع برقية للقائد الضرورة ان الله استجاب لنداء القائد وحقق رغبة الشعب في استثمار زخات المطر في الزراعة وحاجات أخر .

والعجيب اننا وبعد عزة الدوري الذي كان يدعي الدروشة والانتساب لعلي وعمر ظهر بدلا عنه عشرات الالاف من المعتمرين للعمائم من مختلف الالوان ويدعون الانتساب للنبي ويحملون القاب الحسني والحسيني والموسوي ورغم صلواتهم وطول خطبهم في صلاة الجمع وفي المناسبات التي لاتنقطع طول العام فان الرب لم يستجب لهم وشهدنا العام الماضي جفافا هو الاخطر في تاريخ البلاد ، وبدلا ان يهطل المطر هطل علينا الغبار، لكن الله ترحم علينا فسقط المطر، ولعل في ذلك رحمة لمن يستحقونها ونقمة على مسؤولين في امانة بغداد والبلديات والكهرباء ، واراد الله ان يكشف عن المستور ويفضح امر المليارات المختلسة والتي قيل انها انفقت على مشاريع أعمار كبرى في مقدمتها شبكات المجاري .

فقد غرقت بغداد مع اول زخة مطر وخاصة مدينة الثورة التي يحسدها البعض ضنا منهم انها مدللة عند حكومة الائتلاف وهي بمثابة ( العوجة) في الزمن الجديد ، لكن طفح المجاري في في اول ( مطرة) قد كشف المخفي واتضح ان شبكات المجاري مجرد نكتة ليس في هذه المدينة انما في عموم مدينة بغداد والتي انفق عليها المليارات ،ولو أنها استخدمت بنزاهة لتحولت العاصمة الى باريس الشرق ، ويقال ذات الشيء عن المحافظات .

وهذا الامر لم يعد جديدا او سرا لكن الغريب ان تسكت الحكومة ويصمت البرلمان على هذه الفضيحة التي تتضمن علامات استفهام كبيرة عن مدى وجدوى مشاريع الاعمار ، ولعل الذين أقترحوا توزيع اموال النفط على الشعب كانوا محقين فعلا ، وكان من الافضل ان تذهب هذه المليارات لجيوب الناس ليعمروا فيها بيوتهم ومدنهم بايديهم وبدون انتظار ان تمتليء كافة الكروش القذرة بمال السحت الحرام .

لقد كشف المطر الذي تعطلت مع زخته الاولى شبكات الكهرباء وتوقفت اكبر شبكات النهب الدولي عن العمل ونقصد خطوط الموبايل غير المباركة والمسكوت عنها من كل الجهات الذين قبضوا الثمن مسبقا ومازال الشعب يبحث عن شبكة لللاتصال او الانقاذ .

لقد غرقت شوارع العاصمة بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت بعد ظهر الاثنين ولحد اليوم ، ولم تزل حتى صبيحته معظم الشوارع مغلقة لوجود كميات هائلة من المياه، يعاضدها الآلاف من القطع الكونكريتية ، وعشرات السيارات المتعطلة بسبب وصول المياه إلى محركاتها.. وإذا كانت المجاري معطلة والشبكة غير مؤهلة بسبب سياسات النظام المباد، فهل يقنع ذلك مواطناً عراقياً يعلم جيداً إن أمين العاصمة خصص مبلغ مليار دينار عراقي لنادي يلعب (طوبة) في حين انه يعجز عن تخصيص (تناكر) تقوم بسحب المياه الراكدة التي غطت اغلب شوارع العاصمة، خاصة إطرافها وأين. كان الأمين وقت هطول المطر وعندما هبت الرياح العاتية وجلبت معها ً ركاماً من الغيوم، والأمطار وحبات البرد الذي نزل بعدد سكان البلاد.


أليس بمقدور أمانة العاصمة إن تترك لعبة الضحك على الذقون التي تجيدها بإتقان، وتدع بعض الحدائق لحالها ، وتلتفت إلى المناطق المحترقة، وتترك الشوارع المبلطة أصلا لتلتفت إلى سواها من الأحياء التي تفتقد جميع أنواع الخدمات (ماء ، شوارع، مجاري) ، أين مليارات الدولارات التي صرفتها الحكومة على قطاع الخدمات؟ لا احد يعلم. بينما العاصمة تحولت إلى (خرابة) بسبب سياسات البعض.. أو ليس الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات حكومية رادعة. اقلها إقالة أمين العاصمة، ومدراء الدوائر البلدية الذين أجادوا العمل في قبض الرواتب نهاية كل شهر، ولعبة التفرج على عذابات الناس البسطاء المظلومين.

نحن بانتظار زخات مطر جديدة ستكشف لنا بان ماكان مخفيا حتى الان هو الاعظم ، وها نحن بانتظار المطر عسى ان يغسل البلاد وينظفها من القاذورات والمفسدين .



#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة اعلام جديدة في العراق
- ادعموا هذه المنظمات
- الصحافة والاعلام وجرائم حرية التعبير ..!
- ايها العراقيون ان هذه الكتلة ستفوز في الانتخابات
- تحذيرعاجل للإعلاميين والكتاب الشرفاء
- الحكومة اسد من ورق
- العشيرة الحرة ( الامارات القادمة )
- جريمة الزوية .. والاقلام المأجورة
- صحفيو العراق مدعوون للتظاهر في بغداد
- مدينة الثورة .. وقود الحروب والازمات
- مجالس بلدية ام مجالس نفعية
- وزارة الاعلام هل تعيدها حكومة المالكي
- مهزلة السفراء في مجلس النواب ..!
- تسييس الشعائر والطقوس الدينية
- حواسم الشقق السكنية في المنطقة الخضراء
- الزعيم عبدالكريم قاسم .. رمزا شعبيا للفقراء
- حيدر ورؤى يكسران قيود الطائفية والقومية
- معجزة العيساوي الصفرية ..!
- خطة الوالي مدحت باشا تطبق في بغداد ..!
- احذروا المفسدين الجدد انهم قادمون ..!


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فراس الغضبان الحمداني - خيانة بغداد