أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فراس الغضبان الحمداني - معجزة العيساوي الصفرية ..!














المزيد.....

معجزة العيساوي الصفرية ..!


فراس الغضبان الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2703 - 2009 / 7 / 10 - 09:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ربما يشكك المرء بمصداقية السيد صابر العيساوي أمين بغداد عندما تحدث ذات مرة لتبرير إخفاق أمانة بغداد في توفير الحد الأدنى المعقول من الخدمات البلدية المتمثلة بالنظافة وانسيابية مياه الشرب وجمالية مدينة بغداد التي يتغنى بها الشعراء رغم تحولها إلى مدينة خرائب وعاصمة لتلقي عواصف الرمال .

يقول العيساوي في نظريته الصفرية إن خدمات أمانته بنظر الناس تساوي صفرا ، لأنهم وعلى حد قوله لم يستمتعوا بالمنجزات الإستراتيجية الكبرى التي خصصت لها مليارات الدولارات ولم تخرج بعد إلى الخدمة ، وكل مايجري الآن وهو أيضا بالمليارات عمليات ترميم لوجه مدينة دمرتها الحروب ونخرتها عقود الفساد ومغامرات الخطط التجريبية .

ونحن وبعد ست سنوات عجاف من سقوط صدام مازلنا نعيش داخل معالم لمدينة مدمرة لم تطورها ترميمات ولم تسعفها خطط استرتيجية التي وصفها العيساوي بأنه سيجعل مياه الشرب منسابة عذبة تصل لطالبيها في شرق وغرب المدينة وجنوبها وشمالها بدون عناء أو استخدام أجهزة السحب مثل ( الماطورات والبمات ) ، ولن يحتاج سكان العاصمة ( لشختورات ) الحاج صحن والتي طالما استخدمها في مدينة الصدر لإنقاذ الناس عند طفح المجاري .

مؤكدا بان الاهوار بنقاء مياهها غابت من الجنوب وظهرت بدلا عنها منها مياه القاذورات الثقيلة لتقتحم بيوت المواطنين وغرف نومهم محققة بذلك العدالة الاجتماعية في الحبيبية والجادرية والكمالية وزيونة والكرادة وأبو سيفين وأبو دودو ومدينة الصدر وحي الجامعة وذلك بفضل الخطط الإستراتيجية والتكتيكية ( والجاجيكية ) تعبيرا عن النهج الديمقراطي في نهب ثروات البلاد والضحك على ذقون العباد .

فهل هنالك ياسيادة الأمين ومن فوقه من مسؤولين ومن يعمل تحت مسؤولية مدينة محترمة وعاصمة عريقة لاتتوفر فيها حتى الآن شبكة مجاري ترحم الناس من هذه الفضلات التي تخنقهم ليلا وتدنس موطئ إقدامهم وتلوث أماكن عبادتهم ..؟ .

وهل هناك يامن تنتظرون معجزة العيساوي مصيبة اكبر من مصيبة أهل العراق عامة وبغداد خاصة حيث يفشل فيلق من الموظفين والمهندسين والخبراء والمستشارين الذين ينهبون كل شهر ملايين الدولارات من خزينة الدولة في توفير الماء الصالح للشرب لسكانها ، ونحن نعلم بأنه لو توفرت الإرادة والنزاهة لكان بالإمكان إرواء بغداد وسقي مزارعها بمجموعة آبار وليس بمياه دجلة المتدفقة على مدى 24 ساعة ، ومثالنا عمان التي تروي ملايين الناس بدون بحر أو نهر وإمامنا مدن الخليج التي تحول مياه البحر المالحة إلى مياه صالحة للشرب .

وليرى المراقب المنصف لأداء ستة عشر وحدة للأمانة في بغداد سيجد إن اغلبها عاطلة عن العمل وهي تقوم بواجبات النظافة بصورة تثير الضحك ، فأين هذه الخدمات وأين دور مدراء الوحدات إزاء كوارث البيئة في الكمالية والعبيدي وحي النصروحي البتول امتدادا الى خان بني سعد والبلديات وبغداد الجديدة ومدينة الصدر ، و كل المدن الأخرى ولا يتهمك احد بالمبالغة بل إن هؤلاء المدراء يقفون مكتوفي الأيدي حول التجاوز على شبكات المياه والمجاري بل إن بعض المدراء يتواطئون حتى هذه اللحظة مع ( الحواسم ) وهم يشيدون دورا سكنية على أراضي تابعة للدولة بدون خوف ،والذي تحولت مناطقهم إلى فوضى في كل المجالات وهم لايتركون مقاعدهم إلا بالقيام بالاخوانيات والمجاملات للمجالس البلدية والكتل الحزبية لضمان الاستمرار في كراسي مناصبهم التي تضمن لهم الوجاهة وقبض المعلوم بالحرام أو بالحلال ، النتيجة إن هؤلاء الإخوة بعد بضعة شهور وليس سنين سيصبحون من الأثرياء وهم لا يتوقعون إن يسألهم احد من أين لك هذا يامدير الوحدة البلدية الذي أصبح ملياردير بين ليلة وضحاها .

فأين نحن من ذلك ومتى يحين الموعد لكي يعيش هذا الجيل مثل بقية البشر ليس في أوربا او أمريكا بل في مدن لاتمتلك حكوماتها لانفط ولا زراعة ولا صناعة .. ولكنها تحتوي على إرادة وإدارة حكيمة توفر سبل العيش الرغيد لأبنائها .

إما نحن فهناك نخبة لاتأكل الا بملاعق الذهب ولا ترضى بالقليل بل تعيش بأموال الدولة رغم أنها مزدوجة الولاء ولكل منهم جنسيتين وجوازين وما يقبضونه من أموال العراق ينفقونه في بلدان أخر ، فهم يسرقون من هنا ويبذروه هناك.

متى نعيش ونرى بغداد بشوارع نظيفة وحدائق غناءه ومظاهر تعبر عن هوية وشخصية ونرى مايقال في الجرائد والفضائيات حقيقة ملموسة نعيشها على الأرض وليس مجرد وعود حين يحين موعدها يهرب المسؤول خارج البلاد بتهم الفساد من أمانة العباد .



#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة الوالي مدحت باشا تطبق في بغداد ..!
- احذروا المفسدين الجدد انهم قادمون ..!
- منظمات لحماية المستهلك العراقي
- المالكي والحرب على المفسدين
- فضائح الورش الوهمية في المنظمات الشبحية
- امراء الكويت يبحثون عن صدام جديد
- الدور الامريكي في تخريب الاعلام العراقي
- عندما رقصت شلة اللصوص على اشلاء العراق
- اي لعنة اصابتك ياعراق..!
- جوقة حسب الله في قناة البغدادية الخشلوكية
- انفلونزا الخنازير في وزارة التجارة
- المالكي ونظرية المؤامرة
- ثورة ضد وزارة الثقافة
- القائد الكهربائي
- يسمونه المفتش العام .! .
- ايها السادة الصحافة والاعلام في خطر
- مقاهي النرجيلة تبيع الكيف والمزاج والسرطان
- واخيرا اعترف القادة الفلسطينيين بالشبه بين هنية وعلي الكيماو ...
- برلمان اخر الزمان


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فراس الغضبان الحمداني - معجزة العيساوي الصفرية ..!