أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جاسم محمد كاظم - بغداد يغسل وجهك الهمر














المزيد.....

بغداد يغسل وجهك الهمر


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19 - 21:39
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


بغداد بعقدها الجديد تستقبل حكومتها "النفطية" القادمة مثلما استقبلت في امسها القريب في مثل هذة الايام همرات الفاتح بالورد . وبغداد كل يوم في شأن . وسماء بغداد لاتدوم لاحد فارضية قصورها الفارهة شهدت دفن كل اصناف حكومات تلاشت مثل الملح .وتسابقت في شوارعها كل ماركات الدبابات التي اجتاحت قصورها في ظلام الليل حتى حلت في اخرها الهمر تعيد بسمة لوجهها الذي لم يبتسم بعد لترسم لها فرشات الفاتح لوحة ديمقراطية جلس على ضفتيها اليمين . فكانت ديمقراطية يمينين يتربص احدهم بالاخر عبر موازنات لاتستند على قوانين محددة مجردة من الفعل .
وديمقراطية بغداد التي تشدق الكل بها هي ديمقراطية مشوهة عرجاء صماء بكماء ولولا همر هذا الفاتح لاستحالت الى دكتاتوريات بشعة تفوق بشاعة صورتها كل دكتاتوريات الماضي القريب .
فدواخل هذة الديمقراطية تمتلى باجندة مليشيات مخفية لاحزاب لاتؤمن بصميم هذة الديمقراطية و تستعد للانطلاق حين تتهدم اركان هذة الديمقراطية لتعيد عالم السجن والموت من جديد .
فالديمقراطية لم تنبع من صميم العمل ومن لب الطبقات التي صنعتها حين تضاربت المصالح ووصل الامر بها حد التطاحن على مسك مقود السلطة فكانت الديمقراطية حلها الامثل بدل زوال يلف الكل.
فهي هنا اسم بلا محتوى اشبة بالمركب البسيط الذي يتحلل بسرعة الى محتوياتة تحت تغيير المعادلة حين تتغير الظروف لنعود من جديد الى حكم الصحابة والاولياء والمليشيات المدججة بالسلاح من الشمال الى الحنوب في عالم لم يعرف معنى العمل المنتج بعد في اقتصاد بدائي ريعي يعتمد في كل ايراداتة على بيع النفط الخام . ولان السلطات التي تمتلك عوائد أموال النفط والثروات الضخمة تكون دائما غير عابئة بشعبها لانها غير محتاجة الى نشاط الجماهير الاقتصادي الفعال في مجالات الصناعة والزراعة والخدمات بل تهمل ناتج العمل ومردودة لانها بدل ذلك تستبدلة بالاستيراد الجاهزمن السلع والخدمات بكفالة أموال النفط وتلك الثروات .
لذلك كان الشغل الشاغل و العمل الاساسي لتلك السلطات النفطية هو تدعيم سلطانها بخلق الجيوش والاجهزة الامنية والقمعية والانفاق على تسليحها لمواجهة نقمة الشعب وغضبه وأشغاله بالقضايا الجانبية غير الجوهرية بدل بناء الطبقات المنتجة وانشاء المصانع ومكننة الدولة . .
وعلى هذا المنوال لم تصنع الطبقات في تراب ميسوبوتاميا ولم يتناقض عقل هذة الارض بجدل منتج يتقدم في صيرورتة الى الامام فكانت طبقاتة المنتجة تتبدل الى طوائف وملل يعوزها العمل تتخاصم على الماضي البعيد وجدت فيها السلطات المستبدة تدعيما لمركزها واداة طيعة لبقائها الابدي.
قد يكون هذا الكلام نقضا على اؤلئك الذين ذهبوا بعيدا في تصورات عالم الخيال ووصل الامر بالبعض الى تسمية هذا الانقلاب الديمقراطي الذي اخل الموازنات بثورة عقل على مفاهيمة .لان هذا العقل ببساطة لم يمتلك بعد مفاهيمة الخاصة ولم تترسخ فية المفاهيم فهو لازال في طفولتة يستقبل المفاهيم بلا فحص وبدون اخضاع الى محاكمة الواقع المتغير في عالم مجتمع لازال يعيش ماقبل الديكارتية .
فليست الطبقات العراقية الناخبة سوى شتات بسيط من الموظفين الموزعين في وزارات غير منتجة استهلاكية في طابعها تعيش على مردودات النفط بثلاثة ملايين موظف يتوزع نصفها في وزارات السلطة بين الدفاع والداخلية وطبقة سكولائية وسطى من المعلمين وصغار الموظفين ونصف مليون طالب جامعي من الذين لم يبدا لديهم بعد بوادر التفكير المنطقي . ويتبقى من التسعة عشر مليون ناخب اكثر من عشرة ملايين من العجزة والعجائز الاميين من الذين لايفرقون بين ناقة السياسة وجملها . ولايتعدى مدى حيز معرفتهم سوى تمييز فصول السنة واسماء شيوخ الجوامع ولم تكن عقلية الناخب العراقي في مثل تفكير الناخب البريطاني اوالفرنسي الذي يعرف مقدما اهداف اليمين وبرامج اليسار وماهو اختلاف "ساركوزي" عن برنامج " رويال" بل ان مصادر معرفة هذا الناخب العراقي سماعية فهو ينتخب من يسمعة في نشرة الاخبار يرفع لة راتب المعيشة ويعين لة الاولاد العاطلين فقط في واقع فقر مدقع لم تغيرة حكومة الدين الذي انهزم في اخر امرة حين وجد نفسة عالة على سياسة عولمة اليوم . وعلى شكل عقلية الناخب كانت عقلية المرشح المكون لعقلية الحكومة التي لن تختلف عن عقلية سابقتها حين تستلم مقاليد الحكم لتبدا بكيل التهم والشتائم وانواع المسميات لسابقتها وتحملها كل اخطاء الماضي بدل العمل المنتج البناء وصنع الطبقات . لذلك كانت ضرورة الهمر التي تعيد التوازن لهذة الطوائف المتناحرة على من يملك بئر النفط والقرار بخطوة ثانية تعيد الانتعاش لهذا الاقتصاد المنهار بمشروع اشبة بمشروع "مارشال " يكون النواة الحقيقة لصنع طبقات منتجة عراقية ترسخ قيم الديمقراطية اشبة بقيم ومبادى من اجل ان نرى الاشياء ونعرفها كما هي في حقيقتها لنتغنى بعد ذلك بليل بغداد وقمرها الجميل ...
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى هادي جلو مرعي .. سيغني لة - كان زمان-
- النصف الذي لم ينتصف لنفسة بعد .
- اننا بحاجة الى حكومة عمل و عدالة في توزيع الثروة . ولا اكثر ...
- ..-الى كذابي الوعود- عن المرء لاتسل ..وسل عن قرينة
- أسُود صباحك ياعراق
- اتحاد الشعب على موج طائفي
- ماحكم النفط المنهوب والمال المغصوب في رسائل الفقهاء؟
- الماركسيين السلفيين
- الباقي هو الغاء العراق
- بعد اول حكومة ديمقراطية.. العراق الى كهف النيانتردال اين هو ...
- فلما عتوا عن امرنا عززنا ب -بايدن-
- الحاجة الى ..معراخ ..عراقي .....1
- في ذكراة 85 - لينين ..اسطورة عصر ..ام عصر اسطورة-...1
- كسوف الشمس من وهم الخوف الى متعة العلم
- لماذا تناسى قادة الجيش المنحل. -الفرار- وتزوير الرتبة و مرحل ...
- احتراما . لكولدا مائير.
- قصة عراقية من سجن سعودي بخمس نجوم
- مدينتي في معرض الذكرى- ارتجاعية الصورة -
- اة لو كانت لهم شجاعة رفاق - سانت ياغو -
- لماذا لم يدافع العمال السوفييت عن دولتهم ؟


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جاسم محمد كاظم - بغداد يغسل وجهك الهمر