أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - أين أثرياء العرب ومشاهيرهم من العمل الخيري؟















المزيد.....

أين أثرياء العرب ومشاهيرهم من العمل الخيري؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2942 - 2010 / 3 / 12 - 11:30
المحور: حقوق الانسان
    


لقد أصبحت أخبار تبرع مسؤولين أو نجوم مجتمع، أو مطربين، وأغنياء في الغرب "الصليبي الكافر" تحديداً، ودائماً حسب الخطاب اللوذعي "الناري إياه"، بجزء أو بكامل ثرواتهم لصالح منظمات خيرية أو دعم لعمل عام، نقول أصبحت تلك الأخبار من الأمور العادية والمتداولة في الصحافة والإعلام الغربي بشكل عام، ولا تكاد تخلو من وسيلة إعلامية. فمن لا يذكر كيف ندرت الأميرة الراحلة الليدي ديانا "الوريثة المحتملة" للتاج البريطاني حياتها من أجل مكافحة الألغام، ومعالجة والاهتمام بالأطفال المصابين بها وضحاياها وصرفت على ذلك من جيبها ومالها الخاص، ناهيكم عن وحملاتها الأفريقية من أجل مكافحة مرض الإيدز، وقيام الملياردير الأمريكي بيل غيتس بالتبرع أيضاً بأموال طائلة لصالح منظمات إنسانية وخيرية ولنفس الغاية والسبب، ومن لا يذكر المعارك القانونية والقضائية للمطربة الأمريكية الشهيرة مادونا لحضانة وتبني أطفال فقراء وأيتام في هاييتي وغيرها من القصص وهي أكثر من الهم على القلب، ومن لصوص العرب. وحين حدث زلزال هاييتي هرع مئات من الأغنياء الأمريكان لتبني أيتام من ضحايا الزلزال، ورغم ما اكتنف الموضوع، في حينه، من التباسات وكلام عن فضائح اتجار بالأطفال وغيرها، واعتقال البعض لذلك، إلا أنه تم إطلاق سراح البعض لاحقاً بعد ثبوت حسن نواياهم الإنسانية في الموضوع. والكل يذكر قيام المليونير الألماني "هيرمان ريكر" التبرع بكامل ثروته و قدرها 330 مليون يورو لموظفي شركاته وعودته متسولاً وزاهداً بسيطاً، وجاء في أحدث الأنباء من "الغرب الصليبي الكافر"، وليس من ديار الإسلام والورع والتقوى، كلا وألف لا فحاشانا وحاشاكم جميعاً، أن أوباما قرر التبرع بجائزة نوبل للسلام التي ربحها مؤخراً إلى جمعيات ومنظمات خيرية، وحدد الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الخميس 10 منظمات خيرية لتقاسم قيمة جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها وقدرها 1.4 مليون دولار أميركي تقدم رعاية ابتداء من المحاربين القدامى المصابين إلى الناجين من زلزال هايتي والتعليم للاقليات. وقال اوباما في بيان "هذه المنظمات تقوم بعمل غير معتاد في الولايات المتحدة وفي الخارج لمساعدة الطلاب وقدامى المحاربين وعدد لا يحصى غيرهم من المحتاجين." وتعهد بالتبرع الجائزة المالية للمنظمات الخيرية بعد فوزه غير المتوقع بالجائزة المرموقة في العام الماضي.

وقلما يحصل هذا في عالمتا العربي والإسلامي، وقلما نسمع عن أخبار مشابهة، والفرق الوحيد والرئيسي بين ثروات أولئك المشاهير والأثرياء الغربيين، وثروات العرب أن ثرواتهم بشكل عام ذاتية وبطرق عصامية وكفاحية، فيما ثروات "أصحابنا" ، وعلى الأغلب أيضاً، هي إفسادية ونهبوية واستغلالية ومصلحية ولقد تكونت، وبكل أسف، صوراً سلبية عن أثرياء العرب، بشكل عام، وقد تراكمت معظم ثرواتهم جراء استغلال النفوذ والقرابة من "آل بيت" السلطة السياسية العربية، وعن طريقة هدرهم للأموال والتبذير والإسراف والاستعراض غير الأخلاقي، أحياناً، في ذلك حين يتم دفع ملايين الدولارات ثمناً لناقة، أو رقم سيارة وهاتف مميز، أو صرفها على مسابقات خاوية من أية مضامين حضارية وإنسانية ورياضية كسباقات الهجن والبعير، أو بناء أبراج لا يوجد من يسكنها، أو في استضافة مهرجانات طربية وشخصيات رياضية ولا عبي ولاعبات تنس غربية ودعوة مشاهير من الغرب والتباهي بهم والتقاط الصور التذكارية معهم في الوقت الذي تعاني منه ملايين من العرب والمسلمين من الضائقة ويرزحون تحت غوائل المجاعات والأمراض والجهل والأوبئة التي تعصف بهم. كما لم نسمع عن قيام أي ثري أو مشهور عربي ولا وجود لجامعة مجانية مثلاً تحتضن المتفوقين من أبناء العروبة، والإسلام، وكله حسب نفس الخطاب الذي يتاجر بعواطف فقراء العرب ومساكينهم ويدغدغ عواطفهم ويتاجر بها. وباتت صور بعضهم وصور أبنائهم وزوجاتهم وبناتهم في الخارج، وأحياناً في الداخل، وفي مشاهد مخجلة ومخلة بالآداب، وجارحة للحياء، صوراً دسمة للكثير من الصحف الغربية، التي تجني أموالاً طائلة من حقوق بيع تلك الصور وتوزيعها.

ومن النادر أن تسمع عن ثري يقوم بمشاريع خيرية ذات نفع عام، أو لمشاريع في مجال الصحة أو التبرع بجزء من تلك الثروات الخرافية التي راكموها عبر عقود لمنظمات تعنى بالطفولة والأمومة والصحة والتعليم، وتمكين الفقراء والأيتام، والمشردين من تلك الخدمات. وفي مصر مثلاً، يفتك وباء الكبد الوبائي C بالملايين من المصريين، وقطاع التعليم والصحة على حافة الانهيار، ويسكن ملايين المصريين في المقابر، وفي هذا الوقت بالذات، كان الملياردير المصري طلعت مصطفى يطارد المطربة اللبنانية سوزان تميم، كصبي مراهق، إلى لندن، وبيروت ودبي وبعد أن فقد الأمل بالوصال دفع لها لمحسن السكري مليوني دولار للإجهاز عليها، بعد أن كان قد صرف عليها ملاييناً أخرى "متلتلة" كما يقول المصريون.

ويتميز الأثرياء والمشاهير العرب، عموماً، بالشح، والنهم، والحرص، والجشع وعدم القناعة والحسد والبخل الشديد والطمع والأنانية والتقتير على أبناء قومه المعوزين فيما نسمع عن سفح ثروات في كازينوهات القمار هنا وهناك، أو تحت أقدام الغواني والجميلات في المواخير والبيوت الحمراء، ولا "يطلع" القرش منه إلا بطلوع الروح نفسها، وكأنه يتصدق على البشر ويحسن إليهم ويشعر نفسه بأنهم فوقهم، ومنهم من يتهرب بأشكال شتى من إخراج حتى الزكاة، ذاك الفرض الديني الذي يشكل أحد أركان الإسلام الستة، ورغم أن القرآن يقول لهم بصراحة:" وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم"، ولكم أن تتخيلوا كم محروم وكم سائل وكم "متعوس وخايب الرجا" ومريض وجاهل وفقير في هذه البلدان التي يسمونها عربية وإسلامية ينتظر يد الرحمة وبارقة أمل تنشله من تلك المستنقعات الآسنة والبائسة التي آلت إليها حضارتهم الخالدة، وتاريخهم التليد والعريق، ويا حرام؟ ولنا أن نتخيل وجود حوالي 70 مليون أمي عربي جهلة لا يقرؤون ولا يكتبون، ومثلهم ربما ,اكثر من الجياع والمرضى والمحتاجين، فيما تجثم بسكون تريليونات العرب في الغرب، ودون استثمارها في التعليم والصحة والغذاء..إلخ، ورغم أن رسول الإسلام قال لهم إن العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، واطلبوا العلم في الصين، غير أنهم لا يلتفتون لكل هذا الكلام ولا يعطونها أي بال واعتبار.

كم من يد ممدودة محتاجة، وأفواه جائعة ملتاعة، وأجساد سقيمة ومريضة يائسة ومستاءة، تنتظر يد أثرياء العرب ومشاهيرهم الذين أتخموا بثروات خرافية لا تأكلها النيران، ولا يبذلونها في سبيل الله، ولكن يخرجونها، فقط، كرمى لعيون مساعدة إسرائيل والبنوك الغربية، ونشلها من أزماتها المالية، ويسفحونها، بكرم حاتمي عز نظيره ويثير الإعجاب، وبلا حساب على أفخاذ المومسات والغانيات وفي كازينوهات القمار؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الحاجة لوزارات الإعلام؟
- لماذا لا يكون وزير الثقافة علمانياً؟
- خبر عاجل: إنشاء أول محطة عربية لتوليد الطاقة الجنسية
- الموطوءة
- تشييع الحلم العربي إلى مثواه الأخير
- خبر عاجل: خروج العرب من تصفيات كأس الأمم الحضارية بفارق 1400 ...
- ماذا لو استدعي رئيس مصر القادم لمحكمة جرائم الحرب؟
- لماذا لا يسجدون؟
- هل البرادعي مجرم حرب؟
- مقارنات عربية إيرانية
- نهاية عصر الفتوى: فتاوى في ذمة التاريخ
- عن مقال عروبة مشيخات الخليج: ردود على الردود
- لماذا لا يصلي ساركوزي وبراون صلوات الاستسقاء؟
- هل مشيخات الخليج عربية، أولاً، حتى يكون خليجها عربياً؟
- السلف الصالح والجهل
- الشيخ البراك: كلكم دواويث بإذن الله
- العرب ومحاولة السطو على اسم الخليج الفارسي
- أهلاً أحمدي نجاد
- هل تراجعت العلمانية في سوريا، حقاً؟
- فضيحة للموساد أم فضائح بالجملة للعرب؟


المزيد.....




- الصحة العالمية تحذر من -حمام دم- ومن امتداد المجاعة لجنوب ال ...
- فرار 8 معتقلين من سجن في هايتي والشرطة تقتل 4 آخرين
- الآلاف يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة باتفاق رهائن مع حماس
- ميقاتي ينفي تلقي لبنان -رشوة أوروبية- لإبقاء اللاجئين السوري ...
- فيديو.. سمير فرج يُشكك في عدد الأسرى الإسرائيليين: حماس تخفي ...
- برنامج الأغذية العالمي: أجزاء من غزة تعيش -مجاعة شاملة-
- مديرة برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة يواجه بالفعل مجاعة كا ...
- -جيروزاليم بوست-: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ...
- فعلها بحادثة مشابهة.. اعتقال مشتبه به دهس طفلة وهرب من مكان ...
- المياه ارتفعت لأسطح المنازل.. قتلى ومفقودون وآلاف النازحين ج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - أين أثرياء العرب ومشاهيرهم من العمل الخيري؟