أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - العرب ومحاولة السطو على اسم الخليج الفارسي















المزيد.....

العرب ومحاولة السطو على اسم الخليج الفارسي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2929 - 2010 / 2 / 27 - 12:00
المحور: كتابات ساخرة
    


عادت قضية هوية الخليج هل هو عربي أم فارسي تطفو على سطح الحدث مرة أخرى ومن جديد، مع أزمة التهديد من قبل إيران بوقف طيران كل الطائرات التي تقوم بإطلاق اسم الخليج العربي على هذا الممر المائي ومنعها من الطيران فوق إيران. وفي الحقيقة فإن التسمية بحد ذاتها ليست مهمة فيما إذا كانت عربية أو خليجية، بقدر ما يجسد الاسم واقعاً ما أو يوحي بتصور ويرسل رسالة، والاسم عادة لا يعطي للشيء أي قيمة بقدر ما يعطي الفعل والأثر لهذا الشيء قيمته. ولعلنا نذكر هنا قول الشاعر البدوي أبو الطيب المتنبي إذ يقول:

وما التأنيث لاسم الشيء عيب*** وما التذكير فخر للهلال

بداية، من المعلوم تماماً بالنسبة لجميع الدبلوماسيين العرب العاملين في الغرب، وخصوصاً العرب منهم، وتحديداً، أصدقاء أمريكا، أن لفظة الخليج الفارسي هي المتداولة تماما كما بالنسبة للأكاديميين وخريجي الجامعات الغربية، والمطلعين تماماً على الخطاب الإعلامي والسياسي السائد في الغرب، فنادراً ما ترد لفظة العربي بالإشارة إلى هذا المكان من العالم، وهذا نابع من تراث علمي وأكاديمي لا يمكن محوه هكذا وبسهولة وتغييره ولي عنق التاريخ والجغرافية. ومن شاء فليكتب الآن كلمتا Persian Gulf مقابل كلمة Arabic Gulf على محرك البحث غوغل، وأرجو ألا تصدم الأرقام أحداً، وهذا يبين عدد مرات ورود واستعمال هذه الكلمة تاريخياً وعلى مستوى العالم. ولن يكون هناك وبكل أسف أي مجال للمقارنة فالهوة شاسعة والفارق كبير.

وفي الحقيقة منح صفة العربي لأي اسم أو شيء قد تقلل من قيمته، كما من هيبته، طالما أن العرب حالياً، يتربعون على قوائم الفقر والتعتير والاستبداد والجهل والديكتاتورية والأمية والقمع والسلب ونهب الثروات الوطنية وإصدار الفتاوى التهريجية والانهيار القيمي والبنيوي العام في كافة المجالات، كما إن اسم العرب وتاريخهم قد لا يشرف إذ يعطى ليس للخليج، ولكن لأي شيء آخر. فبمجرد أن يكون للشيء أي يرتبط بالعرب فستسقط قيمته، ويصبح في مراتب دنيا. وفي الحقيقة أيضاً، فإن كلمة عربي في كل القواميس واللغة الدارجة في الغرب بالشتيمة وبكل ما هو سلبي وقد يعتقد هؤلاء الغربيون أننا نشتم هذا الخليج أو نعايره حين نسميه بالعربي، ومن شاء فليجرب ويقوم بعملية بحث عن كلمة عربي في قواميس اللغات العالمية فسيجد ما لا يسره على الإطلاق، ولم يتأت هذا الشيء من فراغ، ولا من عنصرية، كما سيلهج الأعاريب بالرد وبتحليلاتهم السمجة والمقيتة، بقدر ما هو من تاريخ وممارسات فظة وجلفة لا تسر لا عدواً ولا صديقاً. فلنحذر حين يطلق اسم العربي على الخليج فقد تفهم في الغرب بأنه شتيمة لهذا الشيء، وكونهم اعتادوا على اسمه بالفارسي. بمعنى لو أعطي اسم العربي لأية منطقة في العالم، فإنها ستوحي بتصورات ومفاهيم سلبية وبرأينا أن يبقى باسم الفارسي فذلك أقرب للتقوى لعلهم تفلحون.

لنتخيل اليوم ما توحيه هذه المصطلحات في نفس العرب أنفسهم، وقبل غيرهم، : دولة عربية، مواطن عربي، سياسة عربية، تجارة عربية، صحافة عربية، إعلام عربي، مؤتمر قمة عربي، مسؤول عربي، شحاد عربي، جامعة عربية، حزب عربي، مفكر عربي، كاتب عربي، اجتماع عربي، مناضل عربي، حقوق عربية، الدفاع العربي المشترك وأخيراً وليس آخراً، "خليج عربي". ألا تبدو هذه المصطلحات أقرب للنكات والتهكم والسخرية من أي شيء آخر؟ فما بالك ما تتركه من انطباعات في نفس أي إنسان غير عربي؟ هذا والله أعلم.

ولذا يبدو من التكريم والاحترام، وبرأينا، لهذا المكان من العالم ألا يسمى بالعربي على الإطلاق ولا أن يسمى أي شيء آخربالعربي. هذه واحدة.

والأخرى والأهم، هل سياسات هذه الدول والمشيخات التي تريد أن تطلق هذه التسمية على الخليج، وأكبر أعدائها هم العرب والمسلمين، وقد حولت تلك المشيخات إلى مستوطنات تهيمن عليها الجاليات الآسيوية وتحول من يسمون ب العرب فيها إلى أقليات غير مرئية على الخريطة الاجتماعية والسياسة في هذه البلدان ولا يوجد أي تأثير لهم ولا يتقنون القيام بأي شيء سوى التجارة بإقامات الآسيويين وركب السيارات الفارهة وحضور سباقات الهجن والذهاب إلى لاندون (باللام المخففة أي لندن عاصمة بريطانية هكذا يسمونها)، ناهيك عن أن حرية دخول وخروج الغربيين إليها وإقامتهم فيها ويتم من غير أية إجراءات ولا يخضعون للقوانين الخليجية حتى لو ارتكبوا جرائم سرقة وقتل وتهريب وتحشيش، ولا لنظام الكفيل العنصري فهم الوحيدون المستثنون منه...إلخ، كما تتواجد القوات الأمريكية والغربية وحلف الناتو والجواسيس الصهاينة في تلك البلاد بكثافة، وهناك قواعد أمريكية في كل هذه المشيخات والأسطول الخامس الأمريكي على ما أعتقد يتواجد في البحرين. وفي نفس الوقت تطبق إجراءات صارمة على العرب والمسلمين تحديداً في الدخول والخروج ومنح تراخيص العمل والإقامة وخضوعهم لإجراءات مذلة ولا يتمتعون بأية إعفاءات ومزايا كما هو الحال بالنسبة للآسيويين والغربيين والإسرائيليين ، وقد كشفت فضيحة دبي مؤخراً عن جانب هام من هذا الموضوع، أي أنه لا يوجد أية هوية عربية لهذا الخليج وفي أي جانب من الجوانب، وبغض النظر عن مدى اتفاقنا أو اختلافنا على قيمة وأهمية هذه الهوية ناهيك عن التبعية الخليجية العمياء للغرب سياسياً واقتصادياً وأمنياً وعسكرياً. فيما تبرز إيران، في نفس الوقت، وفي ظل هذه الظروف المزرية والمخجلة على الضفة الشرقية من الخليج، كقوة متماسكة واثقة من نفسها لها هوية وطنية وقومية وسياسات مستقلة واضحة، وكقوة إقليمية بارزة استطاعت أن تحقق الكثير من التوازن المائل تاريخياً لصالح إسرائيل والغرب، وبمعية هؤلاء الذين يطالبون بتسمية الخليج بالعرب، ولذا نرى التآمر والتحريض ضد إيران والحماس لضربها يأتي بشكل أكبر من هذه الدول بالتحديد. كما أنه لم يكن هناك، ولا في أي يوم من الأيام، أي شكل لأية حضارة أو مدنية، كما عرفناها، بشكلها الفينيقي، أو البابلي، أو الآشوري، أو الفرعوني، أو الآرامي...إلخ، على هذه الضفة من الخليج، حتى في عز ما يسمى بالحضارة العربية، فمن أين لهذا الخليج بالعرب والعروبة?.

لا يوجد أدنى حق لمن يسمون بعرب الخليج للمطالبة بأي ادعاء لتسمية الخليج بالعربي، وتغيير الكثير من المعطيات، والحقائق والمعارف التاريخية والأكاديمية والإستراتيجية المعروفة والمتوارثة، وتقال في المؤتمرات الصحفية الغربية على مسمع الخليجيين أنفسهم مع ضيوفهم ومضيفيهم الأطلسيين أنفسهم وقد شهدتها وسمعتها بأذني هاتين بنفسي في أكثر من مؤتمر صحفي هنا وهناك، وتدرس وتلقن، أيضاً، في أرقى المعاهد والجامعات الغربية وحتى تلك التي يتبرع لها الخليجيون "العرب" بالمليارات، لتمويل دراستاها وأبحاثها التي توضع في النهاية بين أيدي الموساد والـ C.I.A وجازاهم الله خيراً على هذا الكرم العربي الحاتمي الطائي الأصيل، وأثابهمم المولى عز وجل، عليه، إن شاء الله. ولا تقع مطالبتهم هذا إلا من ضمن تقاليدهم وموروثاتهم القائمة على السطو على حضارات وإنجازات وثروات الغير، ونسبتها لأنفسهم، وتماماً، كما فعل أسلافهم، وطالما أن ليس لديهم أي شيء يهبونه، ويقدمونه للناس وللغير. ً



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهلاً أحمدي نجاد
- هل تراجعت العلمانية في سوريا، حقاً؟
- فضيحة للموساد أم فضائح بالجملة للعرب؟
- تاريخ وحضارة تندى لها الجباه 3
- تاريخ وحضارة تندى لها الجباه2
- تاريخ وحضارة تندى لها الجباه
- مأزق الإخوان المسلمين: لا حل إلا بالحل
- الموساد: غلطة الشاطر بألف
- هل حسن نصر الله أحمد سعيد؟
- زلزال الخليج القادم
- هل يحاكم سفاحو البدو الكبار بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية؟
- ما أحوجنا لثقافة الحب...ما أحوجنا لفالانتاين!!!
- هل هم عرب اعتدال، فعلاً؟
- سيرك الفتاوى الدينية
- لماذا يخاف العرب والمسلمون من العولمة؟
- خطر الأدمغة أم خطر المؤخرات؟
- شيطنة سوريا
- انتهى زمن العربدة الإسرائيلية يا ليبرمان
- السادة وزراء الثقافة العرب: هذه ليست ثقافتي
- العلاقة السورية الإسرائيلية


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - العرب ومحاولة السطو على اسم الخليج الفارسي