أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمان محمد شناوة - الليبرالية ومشكلة الدكتورة ابتهال الخطيب !!















المزيد.....


الليبرالية ومشكلة الدكتورة ابتهال الخطيب !!


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 08:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حقيقية كنت اريد اسمي المقال الليبرالية والاسئلة الغبية , ولكن للحملة الظالمة على السيدة ابتهال الخطيب حيث اصبح يشار اليها كمثال سئ لليبرالية , فلقد تم اقتطاع أجزء معينة من خطب السيدة , وأصبحت تلك المقاطع عنوان للهجوم على السيدة , دون النظر لمجمل الكلام ... وهذه في الحقيقة مصيبة كبرى , فحين قالت السيدة نحن مجتمع سمعي , كان هذا قول حقيقي تماما ...فلا نزال لغاية اليوم (( مجتمع سمعي )) نعتمد على الثقافة السمعية وهو أمر تختص به القبيلة والعشيرة وأسلوب التلقي والمعرفة لدى الإنسان البدوي ....حيث كان البدوي منذ القدم يقتطع أجزء معينه من أقوال الأخر ويجعلها عنواناً يتم مهاجمة الأخر من خلالها .....
الأسئلة الغبية التي اقصدها ودائما تثار في البرامج الصفراء والتي لا هم لها سوى (( رفع نسبة المشاهدين له )) إلى اعلي نسبة ممكنه , حتى يحق لها إن تتفاخر في لحظة أكثر غباء أنها القناة التي تتمتع بأكبر نسبة مشاهدة بين القنوات الأخرى , ويفيدها ذلك , في رفع قيمة ونسبة الإعلانات على تلك القناة ......

معظم الأسئلة الغبية تلك هي .....

ما رأيك بالمثالية , وحقوق المثليين وزواج المثليين ... وكيف ما كانت صيغة السؤال ؟
ما رأيك بحرية العقيدة والتي تتحول فجأة إلى البحث حول حرية الإلحاد ؟
تثار الأسئلة الغبية دائما في المناطق المحرمة (( الدين والجنس والسياسة )) , حيث تكون الأسئلة بكل ما يخالف الإجماع المجتمعي , فإذا كان المجتمع مسلم تثار مسألة المسيحيين وحقوق الأقليات , وإذا كان سني تثار مشكلة المظلومية الشيعية وإذا كان شيعي تثار مشكلة الأخر السني .... إما الجنس فحدث ولا حرج ...فالمقدم أو المقدمة لديه من الأسئلة تجعل البرنامج , مادة شهية للغرائز ومن هنا كانت إثارة أسئلة مثل (( مفاخذة الرضيعة )) وهي أراء فقهية في المذهب الشيعي وموضوع (( رضاع الكبير )) وهي موضوع من الفقه السني , وهذه الأمور نساها الفقه ولا توجد إلا في الكتب القديمة والتي يعلوها التراب , ولا يوجد فقيه حقيقي في هذه الأيام يطالب المجتمع (( برضاع الكبير أو مفاخذة الرضيعة )) , وكثير من الأسئلة حول الإباحة الجنسية , وتعليم الجنس في المدارس .....

ودائما يتم إثارة أسئلة لا علاقة لها أبدا بالمجتمع الشرقي العربي , إنما في نفس الوقت يعلم المقدم جيدا أنها تثير حفيظة المتلقي جدا , ويجعله منتبها للسؤال والجواب , والمتلقي في عقله البدوي الشرقي البسيط ....

السيدة ابتهال الخطيب سيدة ليبرالية بحق , وهي تمثل أقصى درجات التحول لليبرالية .. والليبرالية هي فكر ربما ولد في الغرب على يد علماء اجتماع وقانون كبار أمثال (( جون لوك وغيرها )) ... الفكر الليبرالي هو أسلوب حياة متكامل , يبدأ من المجتمع مرورا بالاقتصاد , إلى تشكيل طبيعة الحكم .....

السيدة ابتهال الخطيب وقعت في مطب هذه القنوات وحاصرتها (( وفاء الكيلاني )) بأسئلتها المثيرة والمستفزة للمجتمع , وكان الأحرى بالسيدة ابتهال الخطيب الابتعاد عن هذه القنوات المشبوه الصفراء , والتي لا تهتم أبدا لسمعة الأخر , مقابل ما تستفاد هي منه من نسبة مشاهدة كبيرة ...

ابتهال الخطيب هي نفسها ابتهال الخطيب , ولكن لماذا تم إثارة كل هذه الزوبعة في (( بدون رقيب )) ولم تثار في لقاء (( اضاءات )) والذي يقدمه (( تركي الدخيل )) , الحقيقة أن الفرق في الحالتين هو نفس الفرق بين وفاء الكيلاني وتركي الدخيل , وهو نفس الفرق بين قناة اللبنانية وقناة العربية , وهو نفس الفرق بين برنامج (( بدون رقيب )) وبرنامج (( أضاءات )) .... اعتقد إن تركي الدخيل يحترم نفسه وله حدود يتوقف لديها مهما كان الموضوع الذي يتحرك من خلاله يحتاج إلى تلك الحرية , بينما وفاء الكيلاني وبرنامج بلا رقيب لا حدود لديهم , فكل الحكايات والتلميحات مباحة , وكل الأسوار ساقطة ...والخطوط الحمراء تتحول إلى خضراء ...

تقول الدكتورة بألم ....
((أن يبدأ يوم ابني البكر الجامعي بالنظر لصورة والدته في الصفحة الأولى للجريدة مذيلة بخبر رخيص منقول من الإنترنت، أن يقرأ والدي الخبر الذي يعلن ابنته مؤيدة للمواقع الإباحية وحاثة على الإلحاد ومشجعة للتوجه المثلي، هذا الرجل ذو السمعة التي تبرق كما الألماس، أن يتواجه زوجي والصفحة الأولى لجريدة تعلن زوجته إنسانة خارجة وصاحبة آراء مبتذلة، وهو الذي أبقى يديه خلف ظهري يحميه عندما يدفعني الغير للسقوط وهو الذي بقي صدره أمامي يتلقى السهام ويحجب نيران الأذى ويظللني بظله الذي هو بحق ظل رجل وليس ظل «حيطة» كتلك الحوائط التي ما فتئت ترميني بالطوب والحجر )) ......

هذا ما إل إليه السيدة ابتهال الخطيب , ووقوفها وحيدة في وسط لا يرحم , وربما هذا أيضا مشكلة الطرح الليبرالي , انه يدعو إلى تقديس الفرد , بعكس كل الآراء والأطروحات الأخرى سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو شيوعية أو اشتراكية ..كل الآراء والأفكار تدعو إلى الطرح الجماعي للمجتمع , وتقدس الجماعة مقابل الفرد , قاذا تعرضت مصلحة الفرد مع الجماعة ...دائما يتم التضحية بالفرد ..بعكس الاتجاه الليبرالي , والذي يقدس الفرد , ولا ينظر لمصحة الجماعي ..ربما في الموضوع شي من الأنانية وليعذرني المجتمع الليبرالي بقولي هذا ولكن ...إن تقف السيدة وحيدة في مجتمع لا يرحم , هذا فوق المعقول , والذي تحرك هي المجتمعات الإنسانية اليسارية مثل (( موقع الحوار المتمدن )) هذا الذي نتحدث من خلاله للوقوف إلى جانب هذه السيدة ... ربما هذا جاء من إن المجتمع الليبرالي لا قدسية له لإفراد أو أفكار أو مبادئ .. وأقول ليعذرني المجتمع الليبرالي مره أخرى .. ولكن في قولي هذا شي من الحقيقة ....

مشكلة الليبرالية في عالمنا العربي والإسلامي أنها غير مفهومة , بل أنها متهمة بأنها تضرب الثوابت الإسلامية ...

إذن ماهي الليبرالية ؟!!!

الليبرالية (liberalism) اشتقت كلمة ليبرالية من ليبر liber وهي كلمة لاتينية تعني الحر.الليبرالية حاليا مذهب أو حركة وعي اجتماعي سياسي داخل المجتمع، تهدف لتحرير الإنسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة (السياسية والاقتصادية والثقافية)، وقد تتحرك وفق أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها تتكيف الليبرالية حسب ظروف كل مجتمع، وتختلف من مجتمع غربي متحرر إلى مجتمع شرقي محافظ.
الليبرالية أيضا مذهب سياسي واقتصادي معاً ففي السياسة تعني تلك الفلسفة التي تقوم على استقلال الفرد والتزام الحريات الشخصية وحماية الحريات السياسية والمدنية وتأييد النظم الديمقراطية البرلمانية والإصلاحات الاجتماعية.المنطلق الرئيسي في الفلسفة الليبرالية هو أن الفرد هو الأساس، بصفته الكائن الملموس للإنسان، بعيداً عن التجريدات والتنظيرات، ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً. فالإنسان يخرج إلى هذه الحياة فرداً حراً له الحق في الحياة أولاً.ومن حق الحياة والحرية هذا تنبع بقية الحقوق المرتبطة: حق الاختيار، بمعنى حق الحياة كما يشاء الفرد، لا كما يُشاء له، وحق التعبير عن الذات بمختلف الوسائل، وحق البحث عن معنى الحياة وفق قناعاته لا وفق ما يُملى أو يُفرض عليه. بإيجاز العبارة، الليبرالية لا تعني أكثر من حق الفرد ـ الإنسان أن يحيا حراً كامل الاختيار في عالم الشهادة، أما عالم الغيب فأمره متروك في النهاية إلى عالِم الغيب والشهادة. الحرية والاختيار هما حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية، ولا نجد تناقضاً هنا بين مختلفي منظريها مهما اختلفت نتائجهم من بعد ذلك الحجر، سواء كنا نتحدث عن هوبز أو لوك أو بنثام أو غيرهم.

الاقتصاد الحر أو اقتصاد السوق هو النظام الاقتصادى لليبرالية، وفكرة الاقتصاد الحر هو عدم تدخل الدولة قي الانشطة الاقتصادية وترك السوق يضبط نفسه بنفسه، والليبرالية كما اشرنا من قبل تعتمد بالأساس على فكرة الحرية الفردية، وإذا حاولنا إن نعرف فكرة الاقتصاد الحر أو اقتصاد السوق بشكل ايجابي فسيكون التعريف هو إن بما إن الفرد ولد حرا حرية مطلقة بالتالى فأن له الحرية قي إن يقوم بأي نشاط اقتصادي. أما إذا قمنا بتعريف اقتصاد السوق بشكل سلبي فهو إن على الدولة إلا تقوم بأي نشاط اقتصادي يستطيع فرد أو مجموعة أفراد القيام به.
الليبرالية عكس الراديكالية لا تعترف بمرجعية ليبرالية مقدسة؛ لأنها لو قدست أحد رموزها إلى درجة أن يتحدث بلسانها، أو قدست أحد كتبها إلى درجة أن تعتبره المعبر الوحيد أو الأساسي عنها، لم تصبح ليبرالية، وسوف مذهبا من المذاهب المنغلقة على نفسها.
مرجعية الليبرالية هي القيم التي تتمحور حول الإنسان، وحرية الإنسان، وكرامة الإنسان، . الليبرالية تتعدد بتعدد الليبراليين. وكل ليبرالي هو مرجع ليبراليته. وتاريخ الليبرالية المشحون بالتجارب الليبرالية المتنوعة، والنتاج الثقافي .

الليبرالية والاقتصاد ...
بناء على ما تقدم نجد إن الاقتصاد الليبرالي هو نفسه الاقتصاد الرأسمالي والذي يدعو إلى تقديس الفرد , والسوق هو السوق الذي يستطيع إن يوازن نفسه بدون إي تدخل وهذا في الحقيقة هو الذي أختلف معه في الفكر الليبرالي , لان إقصاء الدولة عن التدخل في نظام السوق به ظلم كبير لطبقات المجتمع الفقيرة المعوزة , إن نظام اقتصادي كهذا يستلزم من البداية إن يكون كل البشر القابعين تحت هذا النظام متساوين من ناحية العلم والمعروفة والقدرة العقلية والاقتصادية , ساعتها نقول يجب إلا تتدخل الدولة , ولكن الواقع إن هذه المساواة , لا وجود لها لأنه حين البدء في بناء المجتمع , يوجد هناك تفاوت كبير بين طبقات المجتمع الكبير , وفي ظل هذا النظام , وفي وضع بلادنا العربية والإسلامية , سوف تتسع الطبقات تفوتا واتساعا , فيزداد الغني غنى ويزداد الفقر فقرا , إن تدخل الدولة ضروري , حتى تعيد التوازن المعقول بين طبقات المجتمع , والمعلوم انع لولا الدولة الحديثة منذ القرن السابع عشر في الدول الغربية ومنذ بدايات القرن العشرين في الدولة العربية وبظل النظريات الاقتصادية الاشتراكية , ظهرت ولأول مرة في التاريخ الطبقة المتوسطة , والطبقة المتوسطة كلما اتسعت , كانت عامل توازن في المجتمع , وان هذه الطبقة لا تتسع إلا في ظل الأنظمة الاشتراكية , وفي ظل دولة تتدخل بقوة لصالح إعادة التوازن , ونرى كذلك ن كلما صغرت هذه الطبقة , فإنما تصغر لتكبر الطبقة الفقيرة والغنية على حساب الطبقة المتوسطة , ويزداد الفقر فقرا والغني غني في هذه الحالة .....
بقال إن تدخل الدولة فيه إجحاف للفرد وهذا أيضا فيه نوع من الصحة , إلا إن تدخل الدولة لإجبار الفرد حتى لا يطغي أحيانا فيه فائدة للمجتمع , وهنا يتم مصادرة إرادة الفرد مقابل إرادة الجماعة ....

النظام التعليمي , ومجانية التعليم , والنظام الصحي , ومجانية العلاج , وإقامة الطرق والجسور , والمباني العامة .. هذه الأمور يجب إن تبقى حصرا بيد الدولة , ولا يجري خصخصتها مثلما هو مطالب به هذه الايام , والتحول إلى السوق الرأسمالي , إن مجانية التعليم هو انتصار حقيقي للإنسان الفقير , والذي استطاع ولأول مرة في التاريخ إن يدخل أبناءه إلى مدارس محترمة , حيث كانت المدارس لا يدخلها سوى أبناء الأمراء والتجار والقادة ورجال الدين كونهم المهيمنين على النشاط التعليمي ...أما الفقير , فلم يكن بمقدور ابنه أبدا التعليم , وان تعلم أبدا لا يتخطى مرحلة الكتاب , إلا ليتعلم المبادئ البسيطة للقراءة والكتابة والحساب ....

إن إقامة المشاريع الكبيرة هي التي حولت الدولة من دولة من القرون الماضية إلى دولة عصرية حديثة , هذه المشاريع الضخمة تحتاج إلى مصادر تمويل , لذلك لجأت الدولة لنظام الضرائب لا اقتطاع مبالغ من الفرد , وهنا نجد انه تم هنا مصادرة حرية الفرد مره أخرى , لحساب مصلحة المجتمع ....
إن الدفاع عن الوطن مهمة الدولة كذلك لا يستطيع إن بقوم بها الفرد , والدولة بحاجة إلى أفراد للقيام بالدفاع عن الوطن , وهنا لجأت الدولة مره أخرى إلى التضييق على حرية الفرد بإصدار قانون التجنيد الإجباري , والذي يلزم الفرد على التدرب والدفاع عن الوطن لمدة محدودة ....

الليبرالية والدين

الليبرالية الإسلامية
ظهرت العديد من التيارات الفكرية التي تدعو لليبرالية الإسلامية غالبا ما تدعو للتحرر من سلطة رجال الدين والفصل بين آراء رجال الدين الإسلامي وبين الإسلام ذاته، ويميلون لإعادة تفسير النصوص الدينية وعدم الأخذ بتفسيرات رجال الدين القدامى للقرآن والسنة، حيث يرون أن الإسلام بعد تنقيته من هذه الآراء والتفسيرات فإنه يحقق الحرية للأفراد خاصة فيما يتعلق بحرية الرأي والتعبير وحرية الاعتقاد. من أشهر رواد التوجه الإسلامي الليبرالي فرج فوده، جمال ألبنا، سيد القمني، أحمد صبحي منصور، خالد منتصر وغيرهم.

احد المواقع الإسلامية تعرف الليبرالية

تعريف الليبرالية مفهوم إسلامي
هي مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في السياسة والاقتصاد ، وينادي بالقبول بأفكار الغير وأفعاله ، حتى ولو كانت متعارضة مع أفكار المذهب وأفعاله ، شرط المعاملة بالمثل . والليبرالية السياسية تقوم على التعددية الأيدلوجية والتنظيمية الحزبية . والليبرالية الفكرية تقوم على حرية الاعتقاد ؛ أي حرية الإلحاد ، وحرية السلوك ؛ أي حرية الدعارة والفجور ، وعلى الرغم من مناداة الغرب بالليبرالية والديمقراطية إلا أنهم يتصرفون ضد حريات الأفراد والشعوب في علاقاتهم الدولية والفكرية . وما موقفهم من الكيان اليهودي في فلسطين ، وموقفهم من قيام دول إسلامية تحكم بالشريعة ، ومواقفهم من حقوق المسلمين إلا بعض الأدلة على كذب دعواهم .

بل تم إصدار فتأوي ضد الليبرالية وهذه احدها ...

نص السؤال


المكرم فضيلة الشيخ : صالح بن فوزان الفوزان :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماقول فضيلتكم في الدعوة إلى الفكر الليبرالي في البلاد الإسلامية ؟ وهو الفكر الذي يدعو إلى الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي ، فيساوي بين المسلم والكافر بدعوى التعددية ، ويجعل لكل فرد حريته الشخصية التي لا تخضع لقيود الشريعة كما زعموا ، ويحاد بعض الأحكام الشرعية التي تناقضه ؛ كالأحكام المتعلقة بالمرأة ، أو بالعلاقة مع الكفار ، أو بإنكار المنكر ، أو أحكام الجهاد .. الخ الأحكام التي يرى فيها مناقضة لليبرالية . وهل يجوز للمسلم أن يقول : ( أنا مسلم ليبرالي ) ؟ وما نصيحتكم له ولأمثاله ؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن المسلم هو المستسلم لله بالتوحيد ، المنقاد له بالطاعة ، البريء من الشرك وأهله . فالذي يريد الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي ؛ هذا متمرد على شرع الله ، يريد حكم الجاهلية ، وحكم الطاغوت ، فلا يكون مسلمًا ، والذي يُنكر ما علم من الدين بالضرورة ؛ من الفرق بين المسلم والكافر ، ويريد الحرية التي لا تخضع لقيود الشريعة ، ويُنكر الأحكام الشرعية ؛ من الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومشروعية الجهاد في سبيل الله ، هذا قد ارتكب عدة نواقض من نواقض الإسلام ، نسأل الله العافية . والذي يقول إنه ( مسلم ليبرالي ) متناقض إذا أريد بالليبرالية ما ذُكر ، فعليه أن يتوب إلى الله من هذه الأفكار ؛ ليكون مسلمًا حقًا .

لاحظت من خلال قراءتي للمواقع الإسلامية أنهم يقسمون الليبراليين إلى ثلاث أقسام ...
1- الأول يعلم ماهي الليبرالية ويقولون إن هذا يريد ضرب ثوابت الدين وان تحل محلها الليبرالية كفكر قائم بذاته . هذا القسم يقيمون بتكفيره .
2- إما الثاني , فهو لا يعلم ماهي الليبرالية ولا يعلم ضررها للدين , فهذا القسم يطلبون من التوبة والعودة للدين .
إما القسم الثالث يقولون انه ليبرالي عن حسن نعية نيه , بمعنى انه دخل لليبرالية لأنه يريد إن يطوع أفكار الليبرالية , حتى تستقيم مع المجتمع والدين , ويقولون هذا وهم لا يجتمع الاثنان أبدا , ويطالبونه بالتوبة والعودة للدين .

إن أشكلية الفكر الديني مع الليبرالية هي نفس إشكالية الدين مع أي جديد يدخل المجتمع , لاحظت دائما إن المجتمع يسبق رجال الدين خطوات , فكلما جد جديد بالمجتمع , نجد المجتمع يسعى للوصول لهذا الجديد , بينما رجال الدين دائما متأخرون خطوات كبيرة , حتى يستفيقون لحظة من سباتهم ودراسة هذا الجديد , وهل يجدونه موافق لتعاليمهم الدينية أم لا , فيما يحكى انه لما حلقت أول طائرة في سماء بغداد سنة 1917 , هرع الناس فزعا لرجال الدين والذين اعتقدوا إن القيامة قامت في ذاك اليوم ولم يستطيعوا إعطاء الناس جوابا شافيا ....تركوا الناس في حيرة وهم في حيرة ....
كذلك استخدام وسائل العلمية الحديثة من اتصالات وقنوات الفضائية كانت المجتمعات سباقة في اتخاذ الخطوة للتطور , ثم يأتي رجل الدين ليقرر ما هو حرام وما هو حلال , لعقود بقى التلفاز محرم لدى العائلة المسلمة الملتزمة بأمر من رجال الدين , فهو رسول الشيطان داخل العائلة ...إما اليوم فرجال الدين أنفسهم هم الذين أسسوا القنوات الفضائية ,,حين وجدوا أهمية هذه القنوات لنشر الدين .....

أعود واقو أن الليبرالية لازالت غير مفهومة من المجتمع , وغير مفهومة من رجال الدين دعاة القديم , ودائما نبقي مع جزئية التفكير لدى العربي , العربي لا ستطيع إن ينظر إلى الصورة متكاملة , فهو يكون دائما قريب جدا من الصورة بحيث لا يرى سوى التفاصيل الدقيقة الصغيرة إمام إقدامه , إما الأفكار الكبيرة لا يراها لأنها بعيدة عن نظره , لذلك نراه يتمسك بالتفاصيل الصغيرة , والمجتمع في مشكلته مع السيدة ابتهال الخطيب , تمسك بمقاطع صغيرة من أقوالها , دون النظر إلى الفكر العام لها ....

إنا هنا لا أهاجم الليبرالية , فأنا مقتنع تماما ان لكل شخص الحرية الكاملة باتخاذ الفكر والاعتقاد الذي يراه طريقا له , وان كان لي اختلاف مع افكار سواء ليبرالية أو غيرها , يكون محله المناقشة , وإبداء الرأي و الرأي الأخر , إنا هنا فقط أدافع عن حق السيدة ابتهال الخطيب في إن تقول ما تريد , وأحاول أنبه قدر ما أمكن إلى الأفكار الخطأ والتي تصدر من المجتمع أحيانا في مهاجمة إنسان كل ذنبه , إن قال (( هذا رأيي )) ....

والحقيقة يجب إن تقال أيضا إن الفكر الليبرالي هو الوحيد تقريبا الذي يسمح للأخر بإبداء رأيه ...في وقت إن كل المذاهب الأخرى تصادر الرأي الأخر .....



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتوى من الماضي
- السماوة والسبعة المبشرون بالبرلمان
- قانون المنظمات الغير حكومية
- الدكتورة ابتهال الخطيب
- زينب
- قرار الهيئة التميزية
- العراق ولعبة الانتخابات
- هل الله عادل وحكيم فعلا ؟
- لماذا الكوتا النسائية ؟!!!!
- المطلق واللعبة السياسية
- أي عاشوراء تصومون ؟!!!
- العريفي والسيستاني والتعايش المفقود
- حكاية الجيش العراقي
- نادين البدير ... ومساحات الضوء المفقودة
- نادين وأزواجها الأربع
- الحسين ثائرا
- العراق وأعياد الميلاد
- مركز ذر للتنمية
- محنة العقل العربي
- الصابئة المندائيون


المزيد.....




- المرصد الفرنسي للهجرة: الجزائريون أكثر المهاجرين تمسكا بالهو ...
- فرحة العيال رجعت.. تردد قناة طيور الجنة toyour eljanah 2024 ...
- المقاومة الإسلامية للعراق تستهدف ميناء حيفا بأراضي فلسطين ال ...
- بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو ...
- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمان محمد شناوة - الليبرالية ومشكلة الدكتورة ابتهال الخطيب !!