أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - أضف الى رجائك ورقة ياناصيب














المزيد.....

أضف الى رجائك ورقة ياناصيب


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 23:27
المحور: الادب والفن
    


أضف الى رجائك ورقة ياناصيب
قصة: نبيل عودة
السيد كمال أعلن إفلاسه، وتقدم للمحكمة بدعوى لإعلان الإفلاس، التي لم تجد سببا وجيها لرفض طلبه، رغم ان الاعتراضات والشكوك التي قدمها الدائنون للمحكمة،ضد إعلان إفلاس السيد كمال كانت كثيرة.
المحكمة حسب ما رأت، الشكوك مبنية على تخمينات دون أي اثبات عملي، بان السيد كمال يقوم بخدعة حتى يتهرب من دفع ديونه، السيد كمال باع سيارته، وباع بيته، واستأجر بيتاً في حي فقير، بالكاد يتسع له ولزوجته ولأبنائه الأربعة، وتسجل كعاطل عن العمل ليضمن ضمان الدخل من صندوق الدولة، حتى يجد عملا يعيل به زوجته وأولاده... او يعود الى تجارته وأيام عزه، عندما كانت الأموال تتدفق بين يديه بلا حساب، ولكنه لم يفكر بيومه الأسود، ولم يتوقع ان تصل مصاريفه الشخصية، على نفسه وعلى أصحابه، أكثر من ارباح تجارته، مما جعله " يأكل رأس المال" كما قال له المحاسب.. ويعجز عن تسديد ديونه، وتتكاثر عليه الحجوزات والمصادرات حتى صار "على البلاطة".
السيد كمال تاب الى ربه، بعد حياة المجون التي قادته للإفلاس، وعمل بنصيحة رجل الدين الذي تاب على يده، بأن لا يفوت صلاة ولا يستهتر بقوة الله وعظمته.. وان الله سميع مجيب، اذا تاب حقاً وليس خدعة أخرى للتهرب من دفع ديونه.. كما يتهمه الدائنون.. فأقسم كمال بكل الغالي على نفسه، بانه حقاً تاب ونادم على ماضيه وضلاله الذي دمر حياته.
وحقا بات تواجد السيد كمال في الصلاة منتظماً، ويستمع للمواعظ الدينية، ويطلق يديه الى أعلى راجياً الأب والإبن ان يعيدا اليه مجده السابق، ليعمل على خدمتهما بدل أصدقاء السوء وقضاء السهرات في نوادي القمار، وفي مخادع الزانيات وفي بارات الرذيلة والسكر.
وتمر الأيام، والسيد كمال يتواجد في كنيسة الله، وقد أدخل في توجهه للمخلص الرب نداءً حارقاً ان يقع في نصيبه الفوز بجائزة الياناصيب الكبرى، التي تقفز أحياناً الى عدة ملايين من الدولارات.
كان يجثو ساعات امام الهيكل خاشعاً في صلاة حارة، تقطع نياط قلب من لا يعرف السيد كمال وما قاده الى هذه الحال، فكيف من عرفه في أيام غناه وسطوته حين كان لا يسجد الا أمام التنانير... اذا شاهدوه يسجد مذلولاً اما تماثيل صماء؟!
في احدى صلواته قال بصوت مسموع وحارق:
"هل كثير عليك يا الهي ان تجعلني أفوز بالجائزة الكبرى في الياناصيب؟.. أليس ابنك الذي ارسلته ليخلصنا هو من قال: "اقرعوا يفتح لكم، ابحثوا تجدوا؟" ألا ترى حالي في الحضيض؟ لا أجد ما أطعم به اولادي، وها انا منذ سنتين أرجوك واقرع أبوابك وابحث في كنيستك، لعل الياناصيب الكبير يقع في نصيبي، فأبني لك كنيسة جديدة، وأتبرع للمحتاجين، ولا أقوم الا باعمال الخير، فقط افتحها بوجهي كما أغلقتها بوجهي حين رأيت ضلالي!!
الكاهن الذي أرشده للإيمان وطريق الخلاص، استمع اليه صامتا، وتألم لحال السيد كمال. وحاول ان يطمئنه ان الربح الكبير، ليس في هذه الدنيا انما في الحياة الأبدية التي ستكون من نصيب المؤمنين الصادقين والطيبين.. ومنفذي تعاليم الرب. هناك في الآخرة السعادة الكبرى والربح العظيم.. حيث الحياة الأبدية بين الملائكة والقديسين.
ومرة سأله السيد كمال:
- ولكن يا ابتي الكاهن، ماذا يضر الله لو رزقني بالياناصيب في هذه الحياة الفانية، لأعمل على زرع تعاليمه، وأعيش حياة طبيعية بوفره وهدوء بال والعمل الصالح، وأضمن السعادة الأبدية ايضا في الآخرة ؟
- يا ابني في الايمان، ان طرق الرب غير معروفة للبشر.. مشيئته لا اعتراض عليها.
- الم يقل ابنه: "اقرعوا يفتح لكم"، فلماذا يتركني طارقاً على أبوابه ولا يفتح لي؟.
ضحك الكاهن وسأل السيد كمال:
- منذ سنتين وانت تطلب الربح الكبير من الله، هل ساعدت الله ليساعدك؟
- اني انفذ كل تعاليمه يا ابتي.
- هذا جيد لآخرتك.. اما لربح الياناصيب فيجب ان تساعده..
- انا اساعد الرب ؟! كيف يا أبتي اساعده، وهل يحتاج الرب الى مساعدة من بشر ؟
- بالطبع ساعده ليساعدك.. كيف سيساعدك الله لتفوز بالياناصيب، وانت لا تساعده بشراء ورقة ياناصيب على الأقل.. ؟!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في قصة الحاجز...لنبيل عودة
- القدود الحلبية تصدح في سماء الناصرة
- مفارقات ثقافية في الثقافة العربية داخل اسرائيل ..!!
- - على هامش التجديد والتقليد في اللغة العربية المعاصرة -.
- رسالة شخصية الى رامز جرايسي وعبره الى كل رؤساء السلطات المحل ...
- نبيل عودة يروي قصص الديوك
- أذواق سيئة وأذواق جيدة
- الكتورة وفاء سلطان تحاور الكاتب نبيل عودة
- سهرة من العمر مع فن محمد عبد الوهاب الخالد
- الجسر
- المعارضة من الداخل ...لعبة سياسية قديمة لحكومات اسرائيل !
- امسية نوسطالجيا (حنين) مع موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب في ...
- العودة الى عالم العقل !
- قصة : خطايا البلدية
- رؤية واقعية...؟
- حسام يبحث عن الحب
- المقامرة الباسكالية
- السيدة المحترمة نجوى
- فرقة الموسيقى العربية لا تتنازل عن طابعها الطربي ، والموسيقى ...
- حتى يهديهما الله ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - أضف الى رجائك ورقة ياناصيب