أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمجد المصرى - بدايات الدعوة - كهيعص 16















المزيد.....

بدايات الدعوة - كهيعص 16


أمجد المصرى

الحوار المتمدن-العدد: 2916 - 2010 / 2 / 13 - 18:34
المحور: الادب والفن
    


قضى معـمـر ليلـته مؤرقا يفكر فيما هو مقدم عليه ، و قبل الفجر نهض و ارتدى ثياب الحرب و اعتمر عمامة خضراء و تقلد سيفه ، ثم تسلل إلى الأسفل فوجد أبا صقـر بانتطاره متأهـبا

مـعـمـر : عمت صباحا يا إبريق ، أيــن الرجـال ؟ أبو صقـر : عمت صباحا يا رسول الباب ، لـقد انطلقوا منذ قليل إلى ديار بنى الأعـفر لمحاصرتهم ريثما نصل

مـعـمـر ( بـحنـق ) : كيف تطلقهم و ليس فيهم أمير ؟ أتلقى بهم إلى التهلكة ؟
أبو صقـر : بل فيهم أميـران يا معـمـر ، إبنك هـراس يقود فرسان الميمنة ، و عبدك مويهبة يقود فرسان الميسرة
مـعـمـر ( و قد زاد غضبه ) : لقد سهوت عن القلب يا أبا صقر ، و منه سوف نؤتـى
أبو صقـر : الرماة فى القلب يا رسول الباب و يقودهم حارسك بديـع بن الأعفش ، أما الحارس الآخر فبانتظارنا
مـعـمـر : هـلـم بنا إلى هـناك

إنطلق مـعـمـر و أبو صـقر و الحارس ياسـر بن جـرذ على صهوات خيولهـم مسرعـين حتـى بلغـوا ديار بنى الأعـفـر ، فوجدوا رجالهم و قد حاصروا القرية و انتشروا حولها بينـما أهل القريـة مازالوا نياما و المكان يلفه السكون
تـفـقـد مـعـمـر القوات المـرابطـة و بصحبته أبو صقر ، ثم أمـر الحارس باستدعاء القادة الثلاثة و لما حضروا خاطبهم قائلا : إقتحمـوا القرية دون جلبة فى جماعات صغـيرة من فارسين و نابل ، فى كل بيت تقتلون كل رجل و كل غلام بلغ الحلـم ، ثم يترك الفارسان البيت للنابل و ينطلقان إلى بيت آخـر ، على النابل أن يحرس النساء و الغنائم و يحمى ظهور الفرسان ، و على الفارسين المنتقلين من بيت لآخر أن يرفعا الراية الخضراء فنمدهما بنابل آخـر ، هيــا انطلقوا و الباب مؤازركم و ناصركم




إنطلق رجال مـعـمـر إلى جوف القـرية فى جماعاتهم الصغيرة يقتحمون البيوت و يعملون السيوف تقتيلا و ترويعا ، بينما هو مع أبى صقر يتفقدان الرماة الذين تربصوا حول القرية يحاصرونها ، تـتـرامى إلى مسامعهما أصوات صرخات النساء الفزعة و صـهيل الخـيول ، طفق مـعـمـر يرسل الرماة بنبالهم تباعا لتزويد الفرسان المنتقلين من بيت إلى بيت

ما أن انتصف النهار حتى كانت القريـة قد سقطت فى أيدى الغـزاة عدا من تحصنوا بدار الأعفر يذودون عنه و رجال معـمـر يحاصرون الدار من كل اتجاه ، و لما وصلت تلك الأنباء إلى مـعـمـر توغل على فرسه و فى أثره أبو صقر و الحارس و سيوفهم مشرعة و صوته الجـهورى يجلجل بمقاطع من أسجوعته : الباب قد انفتح ، و مـعـمـر قد رمح ، بـجواد ذى ضـبح
فى وسط القرية ، أمـر مـعـمـر حارسه بن جـرذ بالطواف على البيوت التى استخلصها رجاله ، و نقل أوامره باقتياد الأحياء من النساء و الأطفال مقيدين بالحبال و تجميعهم بالحقل المجاور للزريبة ريثما يعاين السبايا

بعد قليل توافد الحراس يقتادون السبايا من نساء و أطفال مقيدين بالحبال حتى بلغت حصيلتهم مائة و عشرون امرأة و أربعمائة طفل و طفلة و ثلاثون شيخا طاعنا بالسن ، أقام معـمـر علي هؤلاء عشرة من الرماة وفارسين يحرسونهم و أرسل الباقين لتعضيد المرابطين حول دار الأعـفـر

بينما مـعـمـر يتفقد السبايا من النساء و يستجوبهن و يستعلم عن بعولتهن ، أقبل ابنه هراس صائحا مولولا : أدركنى يا رسول الباب ، أدركنى ، لقد قتل ثمانية من رجالنا و مازالت دار الأعفر مستعصية على السقوط

تلفت مـعـمر يمنة و يسارا ، ثم أطرق برأسه صامـتـا ، من ثم سأل : كم يبلغ عدد المتحصنين بتلك الدار ؟
هـراس : نحـو عشرين رجلا أو أكثـر يرمــوننا بالرماح ، و صبية يلقون الحجارة من سطح الدار ، كما نسع صهيل خيول بالداخل
مـعـمـر : لا عليك ، لقد وجدت ما ينـهـى المعركـة
هـراس ( باكيا ) : أدركنى يا رسول الباب ، فالرجال يهلكون أم صمود هؤلاء الملاعين المتحصنين بالدار

مـعـمـر : أخرج امرأتين من نساء الأعكف من بين السبايا ، واذهب أنت و صاحبى الإبريق لوطئهما أما الدار

أمام دار الأعفر و وسط الجـمع ، طرح أبو صقر و هراس الفتاتين إلى الأرض و حسرا عنهما الثياب و شرعا فى وطئهما عنوة بينما الفتاتان تصرخان بالاستغاثة و رجال مـعـمـر يصيحـون : الباب أكبر ، الباب أكبر ، فخـرج رجــل من الدار معلـنا الاستسلام شريطة الكف عن انتهاك حرمات النساء

أقتيد الرجل تحت الحراسة إلى مـعـمـر لينظر فى أمـره ، و لما علم منه أن المتحصنين بالدار عشرون رجلا و عشرة غلمان - عدا النساء و الأطفال - أمر أن يخرج الرجال ثلاثة ثلاثة ، حفاة عراة الرؤوس رافعين رايات بيضاء إشارة للاستسلام ، و يقتادون إليه ، و بعد استقدام الرجال الأسرى فى قيودهم محاطين بالفرسان الغزاة

صـاح مـعـمـر : أعـملـوا السـيوف ، قتــلوا قـتـــلوا فأنتــم الأعـلــون ، أثقفوهم حيث وجدتموهم ، إضربوا أعـناقـهم النجـســـة ، لا تأخذنكم بهم شفقة و لا رحمـة

و ما هى إلا لحظات حتى سالت الدماء و تناثـرت الجثـامين و الأشـلاء

أبـو صـقـر ( و قد عاد يتلمظ منتشيا ) : أنهلك الغلمان أيضا يا رسول الباب ؟
مـعـمـر : بل نبيعهم للنخاسين عبيدا و ننتفع ببعض المال ، أو نسـخرهـم لفـلاحـة الأرض ، إذهب يا هراس لإحضار من بالدار مقيدين فينضموا للسـبايا
هـراس ( مهـرولا ) : لبـيك يا رسول الباب
أبـو صـقـر : و نعم الرأى يا نبى الـرحـمة ، إنك لـعلى خلـق عظـيم
مـعـمـر : أوشـكت الشمس على الـغـروب ، لـيـعد عشـرة من الرجـال إلى دارنـا يبشـرون بالنـصـر و ينـحـرون شـاة فتطعم النساء و الصغار ، و هـنـا ننـحـر عجلا ليكفينا و يكفى رجالنا
هـراس ( و قد عاد لاهثا ) : يا رسول الباب ، لقد انضمت النساء و العيال و الغلمان الى السبايا كأوامرك و أقمنا الحراسة على الدار الخالى من الأنفس
مـعـمـر : و أيــن ســـميدعـة بنت الأعكف امرأة الأعـفر ؟
هـراس : يا رسول هـى ضـمـن السبايا يا رسول الباب
مـعـمـر : أرسـل من يعيدها مع وصيفتها إلى دارها أيها الأحمـق ، و أقم عليهما الـحراسـة هناك ، و لتعد سريعا
هـراس ( مهـرولا ) : لبـيك يا رسول الباب
أبـو صـقـر ( بعد انصراف هراس ) : و أين نبيت اليلة يا معـمـر ، و أين يبيت رجـالنا ؟
مـعـمـر : نبيت و يبيتون على اليقظة جائلين حول القرية نحرسها و نحرس سبايانا و غنائمنا ، و فى الصباح نتفقد الديار ونقسـم الأنفال من الغنـائم على المجاهدين ، أنت الأمـيـر لسويعات من الآن يـا أبا صقر ، فلـتـتـول أمـر الرجـال حـتـى أعـود
أبـو صـقـر : من أين عساك تعـود يا رسـول الباب ؟
مـعـمـر ( مبتـسـما ) : سـازور بيت الأعـفـر و أقضى هـناك وقـتا لا أعلم كـم سـيطول ، إنـها دارى الجديدة يا أبـا صقـر
أبـو صـقـر : الآن أدركت ما تقصد ، إنعم بوقـتـك يا رسـول الباب و سوف أرسل لك العشاء بعد الشى
مـعـمـر ( منصـرفا ) : و لا تنس الثـريد يا أبا صـقـر ، الثريد سيد الطعام يا صاحبى

عــنــد قــدوم معــمـر بصـحبة حارســـه إبن جــرذ إلــى دار الأعـفـر ، بادره الـحـارسان بالـهــتــاف و التهــليل : مــرحى مـــرحـى يا رسول الباب ، طلع البدر علينا ، دلـف معـمـر إلــى الدار و راح يتجول فيها حتى بلـغ مخدع سـمــيدعـة ، فـألقى عليها السـلام و أمـر وصيفـتهـا بالخـروج فـخـرجت ، أوصـد مـعـمـر الباب من الداخـل ثم خـاطبـها قائـلا : هــا أنت يا سميدعة قد صرت حليلتى و لم يـعـد حجـاب بينى و بينك
صـرخت سـميــدعة و ولولت : يا لـهـوتـى يا لـهـوتـى
مـعـمـر ( شـــاهرا خنجـرا ) : صـــه يا امـرأة ، لــن تفـلــتـى مـنـى

ثـم ألقى الخنـجر إلى الأرض و انقض علـيهـا كضــبع جـائع و طـرحــهـا على الفـراش و راح يــمـزق ثيـابها حــتى خـارت قـواهـا فوطـأهـا عـنــوة و اغتصــابا و هى تبكى و تـنتحب وقـد خـفت صوت ولـولتهـا : يـا لـهـوتى يـا لـهـوتى


استجمع مـعـمـر قواه و نهض فارتدى ثيابه و خاطبها قائلا : منذ الآن أنت امرأتى فـهنيئا لك بهذا ، لتحفظى فرجـك لـى فلا يطؤك غيرى,أفهمت؟ ، سـانصرف الآن و لـربـما يراودنى الشوق فأعـود ، حراسى بالباب فأرسلى فى طلبى إن أعوزك شـيء ، أمـا عن العشاء فسوف أرسل لك اللحم و الثريد

خـرج مـعـمـر تاركا المسكينة خائرة القوى طريحة الفراش حاسـرة تبكى ، وعند الباب امتطى فرسه و فى أعقابه حارسه ابن جـرذ حتى لقيا أبا صـقـر

مـعـمـر : أيـــــن أقضى ليلتى يا أبا صقر ؟ ، فالنعـاس يغالبنى
أبـو صـقـر : ألن تأكل اللحم و الثريد ؟ ، لقد انتظرتك لنتعشـى سويا ، وقد أعددت طعامنا فى هذه الدار القريبة بعد أن أخليناها من جثث القتلى ، هيـا بنا
مـعـمـر ( فى الدار يتناولان العشاء ) : يالها من غزوة مباركـة ، لقد نصرنا الباب على القوم الكافرين ، فى الصباح نجمع الغنائم و الأسلاب و نجزى رجالنا مـن الفـيء ، و لا تقربن الزريبة فقد غزوتها بنفسى و ظفرت بها
أبـو صقـر : يالعدلك و رحمتك يا رسول الباب ، إنك لـعلى خلق عظيم ، لعلك قد قضيت وقتا هنيئا فى دار الأعفر
مـعـمـر : لتمـر على الرجال تتفقدهم ، و لتقم لى حراسة على هذه الدار ، وسأخلد أنا للنوم
أبـو صقـر : نـوما هادئا ، و نلتقى فى الصباح بمشيئة الباب لنرى ما يكون من أمـر



#أمجد_المصرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان أبو بكر الصديق فاسقاً ؟
- بدايات الدعوة - كهيعص 15
- بدايات الدعوة - كهيعص 14
- إنتبه من فضلك ، مصر ترجع إلى الخلف
- الفتنة التى يريدونها نائمة
- النازيه
- بدايات الدعوة (كهيعص13)
- جماعة الحشاشين
- لقد رفضوا شريعتهم عندما طبقت عليهم
- الأمن و العدالة و الطائفية فى قنا المصرية
- مغامرات كهيعص ( رواية ) - الجزء 12
- كذب المشايخ ( العبودية )
- غزوة نجع حمادى ، بعد غزوة فرشوط
- مغامرات كهيعص - رواية - 11
- النون التى حيرتنى
- حكايتى مع نون
- مغامرات كهيعص - روايه (10)***
- كذب المشايخ
- مغامرات كهيعص - روايه ( 9 )
- مغامرات كهيعص - روايه ( 8 )


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمجد المصرى - بدايات الدعوة - كهيعص 16