أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق التميمي - جماعة اللاعنف في العراق














المزيد.....

جماعة اللاعنف في العراق


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 2904 - 2010 / 2 / 1 - 14:20
المحور: المجتمع المدني
    


قد يحدث اول مرة ،ان يستذكر العراقيون غاندي في ذكرى ميلاده الذي اعتبرته منظمة الامم المتحدة يوما عالميا مناهضا للعنف، هذا ما قامت به احدى الجماعات المدنية العراقية التي تطلق على نفسها اسم ((اللاعنف))، مستوحية اسمها من الابتكار الذي ارساه المهاتما غاندي في صراعه الطويل مع الذات والمجتمع والمستعمرين ، وقدم غاندي من اجل طريقته السلمية هذه الكثير من التضحيات الجسيمة في جسده النحيل الذي اذبلته الصيامات المتكررة وخصومات اعداءه المحليين والمستعمرين الكبار ،واخرها ما تلقاه من رصاصات غادرة من قبل احد اتباعه الحمقى المتشددين ،ولكنه كسب الجولة في شوطها الاخير على جبروت رموز العنف وادواته التي يمتلكها المستعمرون ،و حقق لامته الهندية الكرامة والسيادة التي كانت تنتظرهما وتمكن من ازالة جبال الكراهيات والعداوات بين ابناء الطوائف والاعراق المختلفة المكونة لامته ، فكان اللاعنف بقيادته ورمزيته التي تكاد تقترب من الاسطورة ،الشفرة السرية التي وحدت الامة الهندية بتنوع اعراقها وتعدد السنتها واختلاف اديانها ومعتقداتها، فاستحق غاندي لقب المهاتما بجدارة الاب لهذه الامة التي ستدين له ، لطريقته البارعة السلمية والبيضاء في ادارة الصراع مع المستعمر الخارجي والمستبد الداخلي على حد سواء ، ومن هنا يبدو اشتقاق منظمة عراقية مدنية لاسمها مستوحيا روح غاندي في قهر الشر وتدمير الكراهيات في القلوب وتلقين الاجيال دروس التسامح واحترام الاخر ،استحضارا وطنيا للنخب العراقية المدنية ورغبة منها في وضع حد لبقع الدماء التي لونت تاريخ العراقيين في مختلف صفحاته وتحولاته ، يقول غاندي في احدى خطبه قبل شهادته :
((انا اعلم انه ليس ثمة مستحيل على الحب المضادللعنف ذلك الحب الذي يبلغ ذروته في الاحسان الى الخصم))،اعتقد انها رسالة مازالت تملك بلاغتها وسط مجتمعنا العراقي الذي قدم انهارا من الدماء بوسائل العنف من قبل قراصنته ،سواء من السلطات الشرسة التي حكمته ،او من الذين اورثتهم هذه السلطات مفاتيح العنف وخولتهم باستخدامه ضد الابرياء ،فقصة غاندي مع اللاعنف تظهر ضرورتها في المكان العراقي اكثر من غيره من الامكنة لانها لاتتوقف عند رسائل اللاعنف وحدها بل تشمل التزام التسامح والمحبة معه ،وبدون ذلك لايمكن التلمس الطريق نحو تحقيق الحلم في عراق يخلو من الكراهيات ولون الدماء وصراخ الضحايا ،ولكن هل يوقظ مجرد الاحتفال في ميلاد غاندي هذه المعاني التي فجرتها قصة تجاربه مع الحقيقة بشكل عام ومع انجيل الساتياغرا ((اللاعنف))بشكل خاص؟سؤال سيجيب عنه اللاعنفيون العراقيون ومدى همتهم في تعميم رسالته وسط الخليط العراقي المتجانس من القوميات والمذاهب والاديان التي نخرها العنف لسنوات طويلة ومايزال .كا سيجيب عنه مدى تطابق النوايا مع الافعال، والاستعداد للسير في نفس طريق التضحيات الجسيمة التي قدمها المهاتما غاندي وحقق عن طريقها النجاحات لامته والخلود لذكراه



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل قسري بين البنات والاولاد
- من يتذكر عمال العراق؟
- مقابلة مع الكاتب والشاعر أبراهيم الخياط
- المجد للعملاء واللعنة على الوطنيين بيوم التحرير من الاحتلال ...
- من يسرق فرح الاطفال؟
- لاتستوحشوا طريق التنوير
- أيهما يستحق الجنة؟
- فالنتاين عراقي
- العزاء للعراقيين بيوم 8 شباط الاسود
- نريد ثقافة للافراح والميلاد
- مصيدة الشعار الانتخابي
- فتاوى التكفير تلاحق ميكى ماوس الوديع
- الشهيد مصطفى العقاد المقتول قبل آوان فيلم التسامح
- التدين في واد وشبابنا في واد آخر
- من الضحية المقبلة بعد كامل شياع ؟
- من هو الآخر في وطني وكيف أتعايش معه؟
- مؤتمرات عشائرية
- كامل شياع المطرود من الغابة الوحشية
- علاقتي مع يوسف شاهين
- أسمى التهاني والتعازي


المزيد.....




- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق التميمي - جماعة اللاعنف في العراق