أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - لا تصدقوا هذه الجماهير














المزيد.....

لا تصدقوا هذه الجماهير


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 30 - 18:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قد يندهش البعض أن أكتب هذا التحذير، عشية تحقيق فريق حسن شحاتة لانتصاره، وخروج الجماهير تهتف وترقص حتى الفجر في شوارع القاهرة .. ولكنني تعودت ألا أتحرك – أبدا – مع المجموع، ليس بسبب جمودي العاطفي أو التعالي عليها، وإنما لأنني كنت دائما ما أشك في الدوافع التي تحرك الشارع المصري، منذ أن خرجت الجماهير عام (1955) تهتف ضد الديمقراطية، ثم تبين بعد ذلك أن الذي حركها هو رشوة رؤساء النقابة لإخراج الرئيس السابق محمد نجيب من الحكم، ثم عندما انهزم العسكر في (1967) وخرجت الجموع تهتف لشانئيها، تأكد لي عدم عقلانيتها أو كما لخص هذا الموقف الدكتور عبد الرحمن بدوى، مستعيدا مقطعا من مطلع مسرحية (مصرع كليوباترا) لأمير الشعراء:
"اسمع الشعب ديون ... كيف يوحى إليه.
ملأ الجو هتافا ... بحياتي قاتليه.
يا له من ببغاء ... عقله في أذنيه".
الجماهير المصرية التي خرجت باكية مولولة، تودع جثمان الرئيس السابق جمال عبد الناصر، وملأت شوارع القاهرة أنينا عام (1970)، هي التي زحفت بعد ذلك بسبع سنين إلى ميدان عابدين، تستقبل السادات بنفس الحماس والزغاريد، بعد أن ذهب – حاملا كفنه – إلى إسرائيل، وعاد قاطعا وعدا بأن تكون حرب أكتوبر (73) هي أخر الحروب، مليون مصري جاءوا ليدعموا السادات في أعمال عكس تماما ما قام به حبيبهم عبد الناصر، عن أي شعب نتكلم!! وعن أي جماهير!!
غياب التنظيمات السياسية، تجعل من حركة الشارع عشوائية، تفور ثم تهدأ، بعد أن تحرق القاهرة (1952) أو تهتف ضد قوانين السادات الاقتصادية "حكم النازي و لا حكم حجازي"، أو عندما تعانى من الإهمال والفقر ومظاهرات الأمن المركزي، مع مطلع حكم الرئيس مبارك، أو عندما تمل من السكون وعدم التغيير، عندما تحركت "كفاية" في شوارع وسط المدينة تهتف ضد الحكم، وفى كل مرة كانت الحكومة توعز هذا التحرك إلى فئات مشبوهة، (احمد حسين 52)، انتفاضة الحرامية (أيام السادات)، (التيارات الدينية مع الأمن المركزي)، و(اليسار مع حركة كفاية)، ومنذ ذلك الوقت لم يعد يسمح للشارع بأن يتحرك بواسطة نصف مليون عسكري أمن مركزي، يحاصرون فورا مراكز التجمع ثم يطلقون عناصر إجرامية بين التجمعات للإرهاب والتهديد والتحرش بالسيدات والآنسات، إلا في ثلاث حالات كان حسن شحاتة بطلها، (2006 , 2008 , 2010) ومنذ ذلك الزمن لا يسمح للمصريين أن يتجمعوا دون تهديد من الأمن المركزي وقوات الأمن، الا عندما تهتف لحسن شحاتة المعلم.
هذه الجماهير الهاتفة ماذا يحركها، ومن يحركها، وما هدفها !! هل هو فخر قومي بانتصار على فرق افريقية متخلفة هي نتاج لحكومات فاشستية عسكرية فقيرة على المستوى الاقتصادي والمعرفي والحضاري؟؟ أم هو تعبير عن الانتصار لعادة السجود والدعاء والصلاة التي أدمنها الفريق؟؟ والاحتماء بالقرآن من أسحار وأعمال كهان أفريقيا كما أدمنه مدرب حراس المرمى الذي لا عمل له إلا إشهار إسلامه كلما أمكن أمام الكاميرات برفعة للكتاب المقدس!!

أم هو كسر لحالة الإحباط المزمن التي تعانى منها الجماهير الناتجة عن كوارث ما بعد السيول والأوبئة والفقر وانتشار الجريمة، والضرائب الجديدة والتعليم المنهار، وكثافة استخدام العنف بواسطة أجهزة الأمن، والبطالة والعنوسه وسيطرة كهنة الوهابيين وغياب الديمقراطية والحرية، وإهدار أدمية المواطن؟؟ هل هو ثورة على العشوائيات والتكدس والفروق الطبقية ؟ أم هو التوحد في عمل جماعي ينفى الاختلاف بين الديانات والتوجهات والجنس (رجال ونساء) والعمر (شباب وكهول) ؟ أم انه أمل في مستقبل غير واضح غير مفهوم لا يوحى بالتغيير؟ خروج الناس ليلا في البرد وتفجير الصواريخ والزعيق بآلات التنبيه، والرقص في الشارع لا فرق في ذلك بين محجبة وسافرة أو شابه وكبيرة كلهن يطلقن الزغاريد ويطبلن ويصفقن، هل هو انتفاضة نسائية على القهر الذكورى ؟؟ حسن شحاتة الذي يتحرك كالطاووس باعتباره بطلا قوميا، هل أصبح نموذجا يقتدي به كل مواطني مصر ؟ أم هو "جدو" ابن القرية الذي يعرف طريقه للجول، وقد يفيده هذا في نقله طبقيا هو وعائلته وأهل قريته كما حدث مع "ابو تريكة " في زمن سابق ؟ أسئلة ودوافع عديدة تطرح نفسها أمام الجماهير الصاخبة المنتعشة، ولكن أهم هذه الأسئلة، هو هل فاز حسن شحاتة لأنه المدرب الأفضل؟ أم لأنه ركب الموجة وصعد بها ثلاث مرات كان فيها الفريق الذي يلعب به حسن شحاتة، هو فريق النادي الأهلي، حتى بعد أن دمر نصفه بتدريبه العشوائي، الذي تسبب في كسر "بركات" و "أبو تريكة" وأدى لوفاة "محمد عبد الوهاب"، وساعد على هروب "الحضري"، ومع ذلك فمن بقى ليلعب كل المباريات هم أبناء الأهلي "وائل جمعة, وأحمد فتحي, وسيد معوض, وأحمد حسن, ومتعب".
الأهلي دربهم وأنفق عليهم وعالجهم، وهو الذي سيعانى من الإرهاق والغرور والهروب، بعد انفضاض المولد، وحسن شحاتة هو الذي سيكرم وهو الذى سيغرق في الأموال والهدايا، وهو الذي سيغالى في أتعابه ليرضى أن يستمر (في الميغة) لمدة جديدة.
هذه الجماهير التي خرجت تهتف وترقص، قد لا تمثل لعبة كرة القدم احد اهتماماتها، وهؤلاء الراقصون ليس لديهم الإمكانيات أو الوقت لمتابعتها، وقد لا يعرفون قوانينها أو أسماء اللاعبين، لذلك فهم كانوا صيدا سهلا لحسن شحاته (محدود العلم ومسطح الثقافة) ليصبح بطلهم ولا يكتشفون ان كل ما قام به إنما هو استخدامه لرجال الاهلى وخطط الاهلى وتاريخ وخبرة الاهلى الإفريقية وادعاءها لنفسه مع صبغها بصبغة دينية مدعيا أن النصر قد جاء بسبب استجابة حبيبه رسول الله لدعائه .. بلا خيبه .. أما جماهير ساذجة صحيح.
الجماهير خرجت للشارع رغبة في التوحد والاحتفال بأي انتصار، حتى لو كان وهميا، لا تصدقوا فرحتهم فأحزانهم أعمق.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أهل مصر اهربوا منها
- أبناء الديانة الرابعة ...هذا قدركم
- أحلام القرن الحادي والعشرين وإشكالية التنوير
- أنا مع الفرعون .. طبعا 3/3 ..الحلقة الأخيرة
- أنا مع الفرعون .. طبعا (3/2)
- أنا مع الفرعون .. طبعا (1/3)
- مصر مستعمرة وهابيه3 الجزء الأخير
- مصر مستعمرة وهابية 2
- مصر مستعمرة وهابية
- القلعة الفولاذية السوداء تتحرك
- لوحات الجد حسن و غضب الله
- الكورال الحكومي و الدكتور البرادعي
- آسف..قضية التطور يمكن ان يلحقها ضرر
- صعود وسقوط القوميه العربيه
- اللي يعوزه البيت يحرم علي فريق الكره
- خسارة ... فريق السجَادين لن تفهموا أبدا
- مسلسل رمضانى
- بمرور الزمان هل يشعر قاضى ( الدولة الاسلامية ) بالأمان !
- حديث لصحفى مبتدئ مع خبير صرف صحى
- حفريات سلوكية من زمن البداية


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - لا تصدقوا هذه الجماهير