أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - يوحنا بيداويد - لماذا احتلت ايران حقل الفكة الان ؟!














المزيد.....

لماذا احتلت ايران حقل الفكة الان ؟!


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 18:28
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ايران دولة اسلامية جارة للعراق، على مر التاريخ كان هناك صراع بينها وبين الحكومة الوطنية في العراق منذ زمن السومريين و الاكديين والبابلين والاشوريين واخيرا الكلدانيين. بعد ان سقطت جميع الادارات والمماليك الوطنية العراقية القديمة في وادي الرافدين، انتقل الصراع بينها وبين الدول المحلتة (اليونانية والرومانية ) من جانب والدولة الفارسية من جانب الاخر. لكن اكبر ضربة موجعة حصلتها كانت ضربتان، الاولى على يد القائد الاسطوري اليوناني اسكندر المقدوني والثانية في زمن الفتوحات الاسلامية على يد سعد ابي وقاص.

في القرون التي تلتها حدثت الكثير من المحاولات لزعزعة حكم في عهد العباسيين من قبل البرامكة لكن لم يفلحوا، الى ان هبت هجمة المغول والتتر على الشرق والاوسط فاحرقت الاخضر واليابس. في القرن السابع عشر حاول نادر شاه مرة اخرى غزو مدينة الموصل وضواحيها الا انها باءت محاولته بالفشل بعد ان تفشى الطاعون في جيشه. في زمن الدولة العثمانية استطاعت ايران عقد معاهدة ارض روم مع دولة رجل المريض وقطع عربستان وجزء الشرقي من شط العرب من العراق والحاقه بها.

وفي الربع الاخير من القرن العشرين حصلت حرب مدمرة بين العراق وايران في زمن صدام حسين لاسباب كثيرة ليست موضوعنا الان.
نحن الان في نهاية سنة 2009 من تاريخ الميلادي، وعدو الاول لايران (صدام حسين) خسر المعركة بسبب اخطائه الكثيرة ودكاتوريته وعنترياته ومسك به في البراري وسجن وحكم عليه بالموت وشنق امام كاميرات العالم بدم بارد من قبل اصدقائه واعدائه. لعل القاريء العزيز يسأل الان في ذاته ما دخل هذا السرد التاريخي لقضية احتلال ايران الحقل النفطي العراقي في منطقة الفكة؟!

الحقيقية ان تاريخ المنطقة مترابط معا وكل شيء متوقف لما حدث في الماضي .
ايران اليوم تعلمت كما يقول المثل ( من اين يُؤكل الكتف)،فاحتلت حقل الفكة برأينا المتواضع لاسباب كثيرة لها علاقة بما حدث بينها وبين العراقيين في الماضي وكذلك لاسباب استراتيجية لها علاقة بالمستقبل وهذه بعض من اهم الاسباب لاحتلالها حسب ما نعتقد :-

اولا:-
اقترب موعد الانتخابات في العراق بعد جهد جهيد وتفادى العراقيين اختلافاتهم الكثيرة على المضض وعبر قانون الانتخابات في التوصيت البرلماني . فلم يعد امام ايران الا ان تغربل الكتل السياسية العراقية الموالية والمعارضة لها لا سيما من الاحزاب الشيعية ، فايران تريد تعرف من الان يقف مع سياستها ومن يقف ضدها، انها عملية فلترة، من جانب اخر تريد حصر السيد رئيس الوزراء نوري المالكي من رفع اي شعار وطني في العراق في انتخابات القادمة الا بعد ان يحصل على توقيعها (والحليم تكفيه اشارة) كما يقول المثل . بالاختصار تقسيم القوة الشيعية بين مؤيدها ومعارضيها وبالتالي يسقط نوري المالكي في الانتخابات القادمة .

ثانيا:-
ان الحكومة العراقية والامريكية وقعوا معاهدة الامن، ايران تريد تمتحن هذه الاتفاقية ، تريد ان تعرف مدى مصدقية وجدية امريكا في الدفاع عن العراق في مثل هذه المواقف وكذلك نوع التصرف الذي ستتخذه الحكومة العراقية. وربما ايران تريد ان تسبق العرب في مسك خيوط اللعبة السياسية قبل ان يطرح العرب قضاياهم على اي مائدة مفاوضات في المستقبل، لانها تعرف جيداً صراعها مع عرب الخليج قادم عاجلاً ام اجلاً.
ثالثا:-
ايران تظن لها ديون بحوالي مئة مليار دولار على العراق كتعويض لخسائر الحرب العراقية الايرانية تريد وسيلة او (شيك) كي تحصل على هذه التعويضات اي انها عملية ابتزاز، ولا يهما ما حصل للعراق تلك الحرب وما بعدها وما بعد سقوط حكم صدام، خلال الحرب الاهلية التي كانت هي تزيد من وقود نيرانها من الجهة الشرقية.

رابعا:-
ان العراق وبعد حوالي سبع سنوات مقبل للمرة الثالثة على انتخابات ديمقراطية وطنية ( وان كان فيها الكثير من الخلل لحد الان)، في كل مرة صعدت حكومة وطنية وديمقراطية ومخلصة للشعب اكثر من التي سبقتها. فهي متخوفة من صعود قوة ديمقراطية وطنية حديثة من الشباب كما حصل في الثورة الفرنسية قبل 160 سنة، فتقلب اتجاهات السياسية العراقية رأساُ على عقب وتتخلى عن حلفاء الامس الذين يمارسون العداء اكثر من الاعداء اليوم!.

خامسا:-
ايران تريد تربك المشهد السياسي العراقي وتزيد الانقسام الداخلي الذي ابتلى العراق به بين المذهبية والقومية والدينية والقبلية والعشائرية كي تخلق مشاكل قبل الانتخابات كي يفشل المشروع الوطني والديمقراطي وحتى التوافقي في كل الاحوال.

هذه بعض الاسباب وربما هناك اسباب اخرى في العلاقات و التحالفات السياسية غير معلنة لا نعرفها لحد الان.
لكن كلمة قصيرة نوجها لاخوتنا العراقيين جميعا من دون استثناء. لن يفيدكم الانقسام، ليس لكم اصدقاء، حلفاءكم كالاعداء، تاريخكم اقدم من التاريخ نفسه. اخترتم اسوء الطرق السياسية وهي التوافقية كطريقة لادارة الحكم في العراق الجديد، لكن لم تختاروا الولاء للوطن ابدا.

ارجعوا الى اهلكم الى تاريخكم الى حضارتكم الى انجازات اجدادكم في الماضي ومن ثم فكروا في التوافقية ولكن حذار ان تعطوا الاولية لغير الوطن والشعب والاخلاص لهما مهما كانت الاثمان. لا احدا في العالم يريد خيركم ايها العراقيون من دون ثمن، الا تكفيكم التجارب ؟!، ألم تتعلموا من دروس الماضي بعد، ليكن الله في عونكم الى متى ستكونون نائمين!!!





#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطافة تهنئة بمناسبة اعياد الميلاد
- عيد بأي حال عدتَ على مسيحيي مدينة الموصل يا عيدُ ؟!
- عندما تبلع الذات الصغيرة انا الكبيرة
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة:دعوة للمناقشة حول دور الفلسفة ...
- منع عراقيي المهجر من التصويت عمل غير وطني ؟!
- يوحنا بيداويد يلقي محاضرة عن تاريخ ظهور الفكر الديني في وادي ...
- لو كنت في محل نوري المالكي؟!!
- الاصطفاف السني والكردي والشيعي مع انفسهم علامة لهزيمة الديمق ...
- القديس اوغسطينوس هل هو فيلسوف ام لاهوتي؟
- مقابلة مع الاستاذ الكبير بنيامين حداد
- المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي ومعضلة تهميش الكلدان
- حاكم قرقوش يطبق الدستور في الحمدانية!!
- كم دولة في العراق اليوم؟!!
- اهالي قرية صوريا يتحدثون عن ذكرياتهم عن المذبحة بعد اربعين س ...
- الاسبوع الثقافي السريان الثاني وثماره الطيبة
- قضية موت الله بين الشاعر العربي ادونيس والفيلسوف الالماني ني ...
- دور المدارس السريانية ومعلميها على الحضارة العالمية
- من يُسَيرالعالم الحكمة ام القوة ؟!!
- تهنئة للقوائم الفائزة ..على الكلدان الافتخار بمشاركتهم ..عتا ...
- الانسان المثالي في رأي ارسطو


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - يوحنا بيداويد - لماذا احتلت ايران حقل الفكة الان ؟!