أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحى سيد فرج - هدم العقارت كارثة للملاك الفقراء وإهدار للثروة القومية في مصر















المزيد.....

هدم العقارت كارثة للملاك الفقراء وإهدار للثروة القومية في مصر


فتحى سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 13:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل تخلي الدولة عن سن تشريعات تمكن المواطنين من بناء مساكن بأسعار مناسبة، وفي أماكن قريبة من مقار عملهم، يضطر أكثر من 40% من المصريين من مخالفة قوانين البناء، أو السكن في أماكن إيواء غير مناسبة مثل المقابر أو عشش الصفيح في المدن، أو التعدي على الأرض الزراعية بالبناء عليها في القري . وتمثل ظاهرة هدم العقارات كارثة على الملاك الفقراء وصور لإهدار المال العام في مصر .
وقد كان نموذج ما حدث في عزبة الهجانة وأحد من نماذج متعددة تحدث في كل المحافظات خاصة في القاهرة والإسكندرية، حيث جاء قرار محافظ القاهرة بازالة ‏28‏ برجا سكنيا ليفتح الملف المسكوت عنه وهو ملف مخالفات البناء وحيتان المخالفات الذين تصوروا أنهم اشتروا المحليات‏..‏ بعد أن باع بعض صغار مهندسي الاحياء ضمائرهم وأخلوا بواجبهم الوظيفي وغضوا الطرف عن المخالفات وكأن هذه الأبراج السكنية المخالفة ظهرت بين يوم وليلة وأنهم استيقظوا في الصباح فـ فوجئوا بهذه الأبراج التي ترتفع ‏15‏ طابقا‏!!‏ .
المفروض في كل بلاد العالم أنه توجد رقابة سابقة ورقابة معاصرة لتشييد المباني، ورقابة ثالثة لاحقة بعد البناء‏، أما نحن في مصر فللأسف نركز علي الرقابة اللاحقة لتشييد المباني بعد اتمام الفعل الإجرامي‏، والمخالف هنا بعد أن يرتكب جريمته يقوم بتسويقها للضحايا الذين يضعون تحويشة العمر في شراء وحدة سكنية‏، يذهب الضحية للجهات المعنية فيجد إجابة غريبة من قبل المسئولين,‏ وهي لا تلومن إلا نفسك لماذا أقدمت علي شراء وحدة سكنية مخالفة للقانون وتناسي هؤلاء المسئولون أنهم أعطوا للقانون إجازة‏,‏ لذلك يجب أن يمتد العقاب إلي المسئول الذي ساهم في ارتكاب هذه الجريمة‏.‏
هكذا ظهرت العشوائيات لكي تلبي طلب بعض المواطنين الذين لم تهتم الحكومة بتوفير احتياجاتهم فقد أهتمت الحكومة بالتخطيط للإسكان الفاخر دون أن تهتم بتخطيط أراضي لإسكان محدودي الدخل مما تسبب في وجود فجوة كبيرة في مجال الإسكان‏، كما أن قانون الايجار القديم الذي ثبت القيمة الإيجارية للمساكن لسنوات عديدة كان يخسر معها مالك العقار، مما جعل الملاك يتراجعون عن الاستثمار في بناء العقارت بغرض الإيجار الذي يحتاج إليه محدودو الدخل فكان الحل الوحيد أمام البسطاء من الناس هو أن يبحث عن حل بيديه فيتوجه إلي مناطق عشوائية ويبني بدون ترخيص، ومع تجاهل المسئولون عن هذا الأمر، زادت العشوائيات وانتشرت وأقامت الأسر فيها وعندما شعر المسئولون بسوء الموقف لم تكن الإزالة اصلاحا للخطأ لأن هذا يعني تشريد آلاف الأسر فكان الحل الوحيد هو التصالح، مما أثلج صدور الآخرين وشجعهم علي البناء بدون ترخيص وبصورة عشوائية ليصبح الوضع أمرا واقعيا .
هذا وتشير عديد من الدراسات الي ان ثلثي القاهرة عشوائيات ويقطن بها أكثر من ‏6‏ ملايين نسمة، ويعيش 36% من سكان الإسكندرية في أماكن عشوائية أيضا، ويقول ـ طلبة عبد المجيد ـ احد سكان عزبة الهجانة يوجد بالعزبة ‏25‏ عمارة سكنية تتكون من 5 إلي‏ 11‏ دورا‏,‏ وتبلغ التكلفة الإنشائية لهذه العمارات‏ 12‏ مليار جنيه‏، وتنفيذ أمر محافظ القاهرة يعني خسارة كبيرة لرأس المال الاجتماعي في بلد يعاني غالبية مواطنية من الفقر حيث تصل نسبة الفقر في مصر إلى 36% وتصل نسبة الفقر المدقع إلى أكثر من 20% .
كما يشير تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة عام 2007 إلى أن هناك 14 مليون مصري تحت خط الفقر وأن 4 مليون منهم لا يجدون قوت يومهم، وهذا ما توضحة بعض الدراسات التي قام بها علماء أجلاء من مصر فـ للدكتور/ سمير نعيم دراسة عن ” الفقر في الثقافة السائدة " يشير فيها إلى أن فقراء مصر جزء من فقراء العالم، فالعالم في أيامنا هذه (2008) ينقسم انقساما حادا إلى عالمين : عالم عبارة عن محيط من الفقر والبؤس، وعالم آخر عبارة عن جزر متناثرة داخل محيط الفقر يعيش بها عدد من الأثرياء في بذخ ورفاهية .
في محيط الفقر يعيش 35 مليون مصري بنسبة 42 % يقل دخلهم عن دولارين في اليوم (174 جنيها في الشهر) وأهل جزر الرفاهية لا تزيد نسبتهم عن 20 % يستحوذون على أكثر من 44 % من الدخل القومي . ويمكننا وضع ثلاث سيناريوهات يمكن أن تكون عليها أحوال الفقر في بر مصر .
• سيناريو السوق الحر غير المنضبطة : وهو امتداد لما عليه الأوضاع حاليا في مصر والذي يفتقر إلى العدالة في توزيع الدخل القومي، مع استمرار إهدار إمكانيات مصر المادية والبشرية دون حدوث تنمية، وكذلك استمرارية الدخل القومي الريعي على حساب الدخول الإنتاجية، واستمرار انتماء مصر إلى العالم الرابع ( المفعول به) .

• سيناريو القلاع الحصينة : وهو ما بدأت مظاهره بالفعل خلال السنوات العشر السابقة وهي أخذه في الاتساع في الفترة الأخيرة، حيث يحدث استقطاب اجتماعي حاد يرتبط باستقطاب مكاني .
• بإنشاء مجتمعات سكنية كالقلاع الحصينة محاطة بأسوار عالية وعليها حراس ( جزر الثراء والرفاهية ) في أماكن نائية عن الكتلة السكنية الفقيرة أو (محيط الفقر) وقد بدأت هذه المظاهر حول مدينة القاهرة وفي الساحل الشمالي غرب الإسكندرية وأخذت تزحف إلى باقي المحافظات .
• سيناريو السوق الحرة المقننة : وهو ما يدعو إليه فريق من دعاة الإصلاح الاجتماعي أو ضرورة التغيير.
و للدكتور . رشدي سعيد دراسة أجراها عام 1994 قسم فيها الشعب المصري إلى :
• الكتلة الغاطسة تمثل 85% .
• الكتلة الطافية تمثل حوالى 8% تحصل على أكثر من 74% من الدخل القومي تعيش في عالم جديد يختلف اختلافا بينا عن ذلك الذي تعيشه جموع الشعب المصري .
في توضيحه للكتلة الغاطسة يرى أنها الأسر التي يتراوح دخلها الشهري بين 100- 500 جنيه، يسكن 56% منهم في الريف والباقي منهم يسكن في المدن سواء في أحيائها الشعبية أو على أطرافها في المناطق العشوائية، هذه الكتلة الكبيرة تعيش في مساكن بدائية تعاني من تدني الاشتراطات الصحية وسوء الخدمات والحياة الاجتماعية .
أما الكتلة الطافية خاصة الشريحة العليا منها فهي التي تستورد لها السيارات الفارهة، وتقيم الأفراح الباذخة، وهم الذين يملكون القصور في جزيرة "مايوركا" و"كان" ويضعون يخوتهم في مواني "مونت كارلو" و "سان ماينو" وهم زبائن المطاعم الجديدة التي يصل سعر الوجبة بها أكثر من 500جنيه، والكباريهات التي تبعثر فيها الأموال، والأندية التي يصل اشتراكها ألاف كثيرة من الدولارات، لهم فنادق راقية ومستشفيات خاصة، ومكاتب ديكورات فاخرة تستورد لها المستلزمات من الخارج .
مثل هذا المناخ العام لا يساعد على إطلاق طاقات البشر، فهذه الشريحة تعيش يومها لا تفكر في الغد ولا تستثمر في المستقبل وتحتفظ بالجزء الأكبر من أرصدتها في الخارج، فمصدر ثرواتها لم يأتي عن طريق العمل المنتج بل عن طريق صفقات "على الطائر" والتهريب والغش أو الحصول على مقاولة بسبب علاقة بالسلطة أو القيام بعملية اختلاس أو قرض كبير من البنوك .
والفئات الفقير مشغولة بتوفير مستلزمات الحياة الأساسية في الغالب من خلال (اقتصاد غير رسمي)، مما يكرس العشوائية، ويحرم المجتمع من دوران الاقتصاد بما يحقق الصالح العام، وهكذا يصبح الإهدار عام في مصر يشمل الطرفين، مما يعوق مسيرة التنمية والتقدم



#فتحى_سيد_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم بدون كلود ليفي شتراوس
- الطرق إلى الحداثة
- لماذا لم يكتمل تشكل الدولة الحديثة في مصر ؟ 2 من 3
- لماذا لم يكتمل تشكل الدولة الحديثة في مصر ؟ 1 من 3
- تقارير التنمية الإنسانية تثير الجدل حول تردي الاوضاع العربية
- زمن ال -مابعد - 2 - 2
- زمن ال - ما بعد - 1 من 2
- زمن ال - ما بعد -
- دفاعا عن المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان
- على طريق الهند
- بدر الدين أبو غازي ... الناقد والرسالة
- نظرية اللعب في دراما الأطفال
- الحكومات العسكرية في العالم العربي
- ثقافة النخبة المصرية ودورها في التنمية (كامل)
- ثقافة النخبة المصرية ودورها في التنمية 3 من 3
- ثقافة النخبة المصرية ودورها في التنمية 2 من 3
- ثقافة النخبة المصرية ودورها في التنمية 1 من 3
- دور منظمات المجتمع المدني في مواجهة مشكلات التعليم3-3
- دور منظمات المجتمع المدني في مواجهة مشكلات التعليم 2-3
- دور منظمات المجتمع المدني في مواجهة مشكلات التعليم 1-3


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحى سيد فرج - هدم العقارت كارثة للملاك الفقراء وإهدار للثروة القومية في مصر