أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن مدن - تسفيه التاريخ - 1














المزيد.....

تسفيه التاريخ - 1


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2866 - 2009 / 12 / 23 - 09:07
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لم يذهب احمد الذوادي، القائد الوطني الراحل، إلى الجامعات والأكاديميات لينال الشهادات العليا، لكنه فعل شيئاً آخر أكثر أهمية: لقد أرسل هو وبقية رفاقه كيوسف العجاجي وعبدالله البنعلي وغيرهم من قادة جبهة التحرير الوطني المئات من البحرينيين والبحرينيات للدراسة في الجامعات والمعاهد في الاتحاد السوفيتي والبلدان الاشتراكية الأخرى، لتلقي العلم يوم كان التعليم حكرا على أبناء الذوات، وعاد هؤلاء إلى البحرين، هم الذين خرجوا من الأحياء والقرى الفقيرة وقد أصبحوا أطباء ومهندسين ومحامين ومعلمين تمتلئ بهم البلاد اليوم. لم يفكر الذوادي في نفسه، فكر في أبناء وبنات شعبه، لأنه يدرك انه بالتعليم سيرتقي الوطن، وفي هذا أظهر ما هو عليه من نكران للذات وإيثار الآخرين على نفسه، ولقاء ذلك لم يكن يبتغي جزاء أو شكورا من أحد. وبالمثل لم يحبس أحمد الذوادي نفسه بين صومعات الكتب، هو الذي لا ينقصه الذكاء والنباهة، ليس لأن الكتب ترف، وإنما لأن مهامه في النضال كبيرة ومتعددة، وهو الذي اختار أن ينخرط في الحياة مناضلا ومنظما لأبناء شعبه في النضال الوطني والديمقراطي، وحوّل منافيه الاجبارية الى معترك نضالي حقيقي حاملا قضية شعبه الى المحافل الدولية عبر المنظمات الديمقراطية العالمية كمنظمة التضامن الأفرو - آسيوي ومجلس السلم العالمي ومنظمة القارات الثلاث وغيرها، وبجهوده الكبيرة وجهود رفاقه بات العالم يعرف قضية نضال الشعب البحريني ضد الاستعمار البريطاني ومن اجل الاستقلال الوطني والديمقراطية. لم يقدم الذوادي نفسه يوماً على انه مفكر أو عالم، لقد عرفناه مناضلاً ميدانيا جسوراً وصلباً صان أسرار تنظيمه ولم يتنكر لحظة لخياره الوطني، وهو نفسه الذي قال في لقاء صحافي اجري معه بعد عودته من المنفى في عام 2001: “لم اندم يوما على عملي السياسي ولم اشعر أنني أخطأت بالطريق الذي اخترته لنفسي ولو قدر لي وعادت السنوات بي إلى ذلك الزمن فسأختار الطريق نفسه”. مع ذلك فان احمد الذوادي اجتهد في اعداد أوراق وبحوث قدمها لمؤتمرات عالمية حول قضايا النضال الوطني والديمقراطي في البحرين والمنطقة، وحول الاستخدام الأمثل للثروة النفطية في خدمة مصالح شعوب المنطقة في زمن لم يكن لدى التنظيم إلا قلة من الكوادر المؤهلة والمتعلمة، ويعرف كل من عايشوه في السجن أو المنفى سلامة فطرته السياسية التي صقلتها التجربة حيث استطاع هو وبقية رفاقه من قادة جبهة التحرير، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، صون تنظيمهم من مخاطر التطرف اليساري والانتهازية اليمينية، وسعوا لأن يسلك السياسة الصحيحة في ظروف معقدة ووسط جو بوليسي وأمني خانق. مؤسف وموجع لنا أن هذا الرجل الكبير حقاً ناله في حياته وبعد مماته من الأذى الشيء الكثير، فحين عاد إلى البحرين بعد إصلاحات جلالة الملك، مع بقية المنفيين، مُنهكاً من قساوة المنفى وبرودته ومن سياط مرض السرطان الذي كان يتنقل من منطقة إلى أخرى في جسده، عرّض به البعض، ممن كانوا يعدون أنفسهم رفاقاً له فيما مضى، لأن الدولة منحته بيتاً في مدينة زايد ظلّ يدفع قسطه الشهري لوزارة الإسكان حتى لحظة رحيله عن الدنيا. للحديث تتمة غداً.





#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على صلة بيوم المرأة البحرينية -3
- على صلةٍ بيوم المرأة البحرينية – 2
- على صلةٍ بيوم المرأة البحرينية - 1
- من أجل إصلاح الحال
- ماذا يريد قطاع رجال الأعمال؟
- ما فعلته - نوبل-
- وجوه أحمد الشملان المتعددة
- الفخاخ الطائفية
- الحداثة العربية تراث أيضاً
- هل هو صراع للأجيال؟
- في الشرق ما يمكن تعلمه
- أشياء من علي الوردي
- أيام أحمد الشملان
- عن أي تمييز يدور الحديث
- نوبل: ما فعلته وما تفعله
- فقرات ختامية عن نور حسين
- هكذا تكلم جمال عبدالناصر
- أقوى من الفولاذ وأرق من النسيم
- «لوبي تجاري» بذراع سياسي
- حركات عابرة للحدود


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن مدن - تسفيه التاريخ - 1