أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود غازي سعدالدين - مسيحيو البصرة مثال وطني حي و وفي للإمام الحسين .














المزيد.....

مسيحيو البصرة مثال وطني حي و وفي للإمام الحسين .


محمود غازي سعدالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 00:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تلقيت مسيحيو البصرة مثال وطني حي و وفي للإمام الحسين . خبر إيقاف أو تعليق مسيحيي محافظة البصرة احتفالاتهم بمناسبة أعياد رأس السنة وميلاد السيد المسيح بسبب تصادف وقوع هذه الاحتفالات مع ذكرى واقعة ألطف ذكرى استشهاد الإمام الحسين , تلقيت الخبر ومنحني شحنة أخرى من التفاؤل بأن العراق فيه من الخيرين الذين يسعون لبنائه وتقوية الأواصر بين مكونات شعبه , لعل هذا الشيء يدل على قمة الوفاء من قبل الأخوة المسيحيين لأخوتهم( الشيعة) خاصة والمسلمين والعراقيين والإنسانية عموما كون الحسين مثال للإنسانية جمعاء وليس إماما للشيعة فقط , وكما وصفه رئيس الوزراء البريطاني في حينه ونستن تشرشل قائلا (لو كان حسين منا وفينا لأمرت أن تعلق له راية في كل بيت ومنزل في بريطانيا ) وهذا غاندي الرجل الرائع ومثال التسامح والذي طالب بحقوق شعبه في الهند وروج لنظرية قمة في الروعة من حيث طلب أية حقوق دون اللجوء إلى خيار العنف يقول فيه ( علمني الحسين كيف أكون مهزوما فأنتصر) .
من الوفاء والإخلاص لمسيحيي البصرة والعراق عموما أن تكون هناك بوادر أخرى وكرد جميل من إخوانهم الشيعة والسنة كونهم يمثلون الشريحتين الكبيرتين من مكونات الشعب العراقي ومن باب هل جزاء الإحسان ألا ألاحسان أن يعامل مسيحيو العراق بمثل هذا الوفاء الذي عبروا عنه في هذه المناسبة ويجب أن ننتهج أرقى أساليب التعامل ألإنساني معهم ومنحهم مزيد من الحقوق في أداء طقوسهم الدينية وحرية المأكل والمشرب والملبس وخصوصا ما شاهدته البصرة قبل فترة من تقييد حريات الطائفة المسيحية التي تعيش بين إخوانهم منذ عقود طويلة وهذه الممارسات قد شملت المجتمع بصورة عامة رغم علمنا أنها لا تمثل المجتمع البصري عموما وإنها ظاهرة روجت لها بعض التيارات المتطرفة الشيعية المدعومة من قبل إيران وولي الفقيه التي تسير في سياسة فرض مفردات العقيدة ألأسلامية فرضا من ارتداء الحجاب ومنع الخمور ومنع خروج النساء سافرات حتى أن ألإخبار التي تتوارد من ايران تتحدث أن هناك إجراءات قاسية تأخذ بحق أية فتاة لا ترتدي الحجاب فكيف بخروجها وهي تلبس تنوره قصيرة أو تضع ماكياجا فقد تلقى في غياهب السجون أو تعدم كما تشمل هذه الإجراءات حتى الشباب الذين لا يزرون قمصانهم أو في حال ارتدائهم بعضا من ألانتيكات كمزاج شخصي ليمارس إرهاب الدولة وولي الفقيه بحقهم عند أية خروج عن تعاليمه (الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) ليناقضوا مبدأ لحرية التي فسح الله عز وجل للإنسان حرية ألأيمان والكفر به عز وجل (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا) (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) .
علينا أن عندما نتحدث أن لا نتحدث عن محافظة البصرة فقط رغم انحسار ما شاهدته هذه المحافظة من موجة تطرف من قبل الجماعات المتطرفة الشيعية والسنية (ألأجندات المتطرفة غالبا ما تلتقي) على حد سواء بعد عمليات فرض القانون رغم علمنا عدم انتهاء ظاهرة التطرف نهائيا وينبغي على الجميع بذل الجهود بغية إنهائها في المحافظات الجنوبية بالنظر لعدم وجود حاضنات للجماعات المتطرفة السنية بقوة داخل المدن الجنوبية التي تؤجج نار الفتنة وإثارة مشاكل مع مختلف الأقليات التي تقطن هذه المحافظات .
كما قلنا لابد أن يتحلى العراقيون بالوطنية و ألإنسانية مع إخوانهم المسيحيين وغيرهم من إخوانهم من المكونات الأخرى وعلى الجميع حكومة وشعبا إيقاف ظاهرة استهداف المسيحيين واستهداف دور العبادة وتهجيرهم من مناطق سكناهم وموجة اغتيالات تمارس من قبل جماعات متطرفة نشاطات و إرهابية سنية من قبيل ما تسمى دولة العراق الإسلامية وكتائب النقش بندية الإرهابية وجيش محمد خصوصا في مناطق الموصل وسهلها وبغداد وكركوك وديالى ولعل هناك مؤشرات حول ارتفاع وتيرة استهداف المسيحيين في الموصل ومناطق سهل نينوى تحديدا .
لابد من وضع النقاط على الحروف وكشف جميع الجهات التي تقف من وراء هذه العمليات الإرهابية ولا اخفي سرا أن يكون هناك دورا خبيثا لأحزاب كردية قومية تدعو لإقامة ما يسمى منطقة حكم ذاتي في مناطق سهل نينوى من قبيل ذر الرماد على العيون ووضع المسيحيين تحت السيطرة وتوجيههم بالري موت كنترول الكوووردي القومي وخصوصا بعد تصاعد الأصوات الوطنية من العديد الشخصيات الدينية والأحزاب المسيحية التي ترفض هذا المشروع جملة وتفصيلا ولعلي هنا سأقول صراحة على الإخوة المسيحيين الانتباه أنه قد تكون هناك بعض الأطراف والشخصيات من المكون المسيحي قد تم إغراؤها بعقود سخية ووعود كاذبة حول طبيعة هذا المشروع الخبيث الذي لا ينفع العراق وشعبه سوى إضافة مزيد من الانقسام والتشرذم .
في ذكرى استشهاد الإمام الحسين ومولد السيد المسيح (سلام الله عليهم) وتصادف هاتين المناسبتين ورغم ابتعاد التسميتين والمفردتين (استشهاد وميلاد) عن بعضهما البعض كون الأولى ترمز إلى ذكرى أليمة ومأساة قتل سيد الشهداء في تراجيديا مؤلمة والثانية ترمز إلى ميلاد المسيح إلا أنهما يرمزان في الوقت نفسه إلى عمق المعاني الإنسانية في الوقوف بوجه الظلم وتحدي ومقارعة الطغيان وهما رسالتان عالميتان موجهتان للعالم بأسره لا تختص بأحد دون آخر و لنجعل هاتين الذكريين حمامتي سلام نطلق جناحيهما للانطلاق نحو السماء الصافية ونمد ألأيدي يعانق أحدنا ألآخر وننشر ثقافة المحبة والسلام والحوار في العراق والعالم كله كما هي روحا الحسين والمسيح اللتان التقيتا في السماوات العالية .



#محمود_غازي_سعدالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون ازدواجية وتشتت في الفكر والأداء ..
- المسلمون ازدواجية وتشتت في الفكر والأداء ..
- البعثيون يجري في عروقهم الدم الفاسد ..
- فريضة الحج هل هي طريق نحو ألإرهاب ؟؟
- علمانية الدولة التركية تراجع إلى الوراء ..
- إسرائيل ودروس إنسانية ..
- ضحايا ألإرهاب يبحثون عن براءتهم !!
- ماذا بعد حجب المواقع ألإباحية ؟؟
- منع ألآذان الشيعي هل هو إيذان بعودة البعث ؟؟
- ألأزمة ألإيرانية إلى أين ؟؟؟
- ألإسلام بين التنظير والتطبيق ..
- إيران بين الديمقراطية والتطرف ..
- تجربة العراق الديمقراطية ومساعي إفشالها ..
- ألاتفاقية ألأمنية و ألاختبار الصعب..
- رحلة أل 1000 مفسد بدأت بوزير..
- البرلمانيون سكارى وما هم بسكارى !!!
- العقلانية والتسامح في قراءة التأريخ..
- الطائفية بين تحرير العراق والكويت ..
- أنفلونزا الخنازير وأنفلونزا المؤامرة !!
- هيئة الرئاسة وعلامات إستفهام كثيرة ؟؟؟


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود غازي سعدالدين - مسيحيو البصرة مثال وطني حي و وفي للإمام الحسين .